أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أيمن رمزي نخلة - البهائيون: أمل وورود بلا حقوق.














المزيد.....

البهائيون: أمل وورود بلا حقوق.


أيمن رمزي نخلة

الحوار المتمدن-العدد: 2337 - 2008 / 7 / 9 - 10:45
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الفترة الماضية عقد منتدى الشرق الأوسط للحريات ندوة عن الحريات الدينية في مصر بقيادة الكاتب والحقوقي الأستاذ مجدي خليل. تحدث في الندوة مجموعة من المهتمين بحقوق الإنسان في مصر من المسلمين والمسيحيين والبهائيين والشيعة وغيرهم.

أجمع أغلب المشاركين في الندوة متكلمين أو مشاركين من الجمهور أن الوضع في مصر على جميع الأصعدة بلا أي بادرة أمل والحالة العامة الخاصة بحرية العقيدة والمعيشة من سيء إلى أسوأ. الشيء الوحيد الذي أتفق عليه الجميع هو ظلام الصورة المصرية خاصة وأن أحداث الإرهاب ضد دير أبو فانا في المنيا وإصابة الرهبان كانت ساخنة جداً وقتها، وتصاعدت حدة التمييز الديني ضد كل مَن لا يعتنق الفكر السني الإسلامي في مصر، كل هذا هو الذي طغى على صورة مصر.

وزاد سواد الصورة الحالة المعيشية السيئة التي يعيشها كل المصريين بجانب سرقة الحقوق الإنسانية للمواطنين المصريين في كل المجالات.

وزادت حالة السواد والسوء الذي يعيش فيه المصريين هو كم الإرهاب الفكري الذي يعانيه كل المفكرين العقلاء في مصر أمام طيور الظلام التي تجر البلاد إلى مستنقع النقل والتكفير الذي لا يتناسب مع العقل ولا مع التقدم ولا مع أي حضارة إلا حضارة القتل والسبي واغتصاب الحقوق.

لا أمل على المدى القريب أو حتى البعيد، هكذا كان حال أغلب المشاركين في هذه الندوة وغيرها من الندوات الأخرى.

ولكن!!!!!

خرجت الدكتورة باسمة موسى الحقوقية البهائية في كلمتها الصغيرة جداً لتعلن أن هناك أمل لمصر وفي مصر في المستقبل القريب.

يا لها من بسمة في وسط الأحزان.
يا لها من دعوة أمل في وسط بئر اليأس.
يا لها من شعاع ضوء في وسط أمواج الظلام المتلاطمة من كل اتجاه.

الدكتورة باسمة موسى البهائية التي لا يعطونها أبسط الحقوق الإنسانية لها ولغيرها من البهائيين. حقهم في بطاقة الرقم القومي. حقهم في الاعتراف بديانتهم مثلما يعترف بها العالم أجمع. منعوهم من حقهم في استخراج شهادات الميلاد للمواليد الجدد وبالتالي لا يستطيعون تطعيم أطفالهم أو إدخالهم مدارس مثل باقي الأطفال. فقدوا حقهم في استخراج شهادة وفاة للمتوفين منهم. حقهم المهضوم في الاعتراف بزيجاتهم، تلك الزيجات التي يجب لكي تتم أن يشهد عليها ثمانية بهائيين.

آه يا دكتورة باسمة، كل هذه الحقوق الإنسانية مهضومة ومازلتِ تقولين: هناك أمل في مصر؟؟؟؟

البهائيون المصريون يعيشون في مصر منذ أكثر من مائه وخمسين عاماً والحكومات الماضية كانت تعترف بهم.
كانت للبهائيين أماكن لتجمعاتهم تسمى المحفل في مصر، لكن جاءت الحكومة وصادرت محافلهم.
حتى مقابر البهائيين التي كانوا يدفنون موتاهم فيها استولت الحكومة على أغلب هذه المقابر.

في 11 أبريل الماضي وفي ذلك اليوم الأسود والذي أغلقت فيه قلة نقابة الصحفيين أمام وجه مجموعة "مصريون ضد التمييز الديني" بعد الاتفاق على إقامة مؤتمرهم في النقابة وكانت أهم الحجج أن هناك سيدة بهائية سوف تتحدث لمدة خمس أو عشر دقائق في المؤتمر، وهي الدكتورة باسمة موسى البهائية، يا للهول حُماة الدين يخافون عليه من مجرد سيدة!!!

يا أعزائي، ما الذي يضير الدين ـ أي دين ـ من مجرد فكر ديني مختلف؟
هل إلى هذا الحد تقفون حُماة ومدافعين عن الدين؟
أي هشاشة هذه التي تعانون في التفكير يجعلكم تكفرون قبل أن تسمعون الآخرين؟
أي فتنة نخاف منها على أدياننا التي نحميها من مجرد سيدة تقول أن هناك أمل في مصر المستقبل؟

المثل الشعبي يقول: لا يمكنك أن تعرف الآخر إن لم تعامله.
وهكذا نحن إن لم نتعامل مع البهائيين لا يمكن أن نعرفهم كأخوة لنا في الإنسانية.

لا تعطي أذنك لرجال الدين ليقودوا أفكارك في عصر "النت" والحرية المعلوماتية، لكن ابحث يا عزيزي عن الحق ودع عقلك يعمل بدلاً من قيادة الآخرين لك.

إنني أدعوكم أن تتعاملوا مع البهائيين لكي تتعرفوا على ما تجهلونه من خُلق ومبادئ وقيم وأصول إنسانية تجعلهم يعبرون عن محبتهم الحقيقية لله بأن يحبوا كل البشر مهما كانت خلفياتهم أو مبادئهم أو دياناتهم.

هل تتقهقر مصر في مجال حقوق الإنسان للخلف؟
في العصر الماضي الذي كانت فيه تقابل الحجة الفكرية بمثيلتها فكرياً وليس المنع والاعتقال والطرد واغتصاب الحقوق المدنية والإنسانية، سمحت لهم بمصر بالعبادة وفق دينهم واعترفت بهم كمواطنين وبمحافلهم كأماكن لهم. والآن ماذا حدث من تقهقر للخلف، حتى الأحكام التي تصدرها المحكمة لصالحهم لا تُنفذ من قبل السلطات التنفيذية لأن هذه السلطات تعرف أنها سوف تستأنف الحكم وتطيل أمد القضايا إلى سنوات وهكذا تتعطل المصالح وتقف حياة البشر، مثلما هو معتاد في كثير من المحاكم والأحكام المصرية.

كنت أتحدث مع صديق لي عن البهائيين وحاولنا أن نصفهم فقلنا معاً أنهم مجموعة من الورود التي حين نقطفها وندوس عليها فإنها تعطي رائحة جميلة!!

يا للعجب، رغم أن مصر والمسئولين يمنعون البهائيين من حق الحياة ومن كل حقوقهم الإنسانية ويحكمون عليهم بالموت الأدبي، إلا أنهم يعبرون عن محبتهم لمصر بقولهم: هناك أمل فيكِ يا مصر.

إن البهائيين حقاً أمل وورود، فمتى يحصلون على حقوقهم الإنسانية؟

أيمن رمزي نخلة
[email protected]




#أيمن_رمزي_نخلة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هناك يعبدون البقر
- صناعة الفتنة الطائفية
- الزوجة الزلزال.
- الأزهر قام بواجبه: الجنسية أو الحرية الدينية.
- أين سخونة جمال وأنوثة المرأة المصرية؟
- رسالة إلى الرئيس مبارك للإفراج عن كريم عامر.
- في ذكرى اغتيال فرج فودة
- الحوار الإسلامي المسيحي.
- لماذا الضجة الإعلامية المصرية لما حدث مع البابا شنودة؟
- ضحكوا عليك يا سفير أمريكا.
- نسوان رئيسات للدول العربية؟ لم لا؟
- المصريون لن يشاركوا في الإضراب.
- مَن السبب في إهانة رسول الإسلام؟
- القذافي والإنجيل والفقر الأفريقي.
- ما هو الحل في إعادة الهيبة لرسول الإسلام؟
- نكتة عند الحلاق، وكتاب إبراهيم عيسى: كتابي عن مبارك وعصره وم ...
- لماذا منع الأزهر الحب والجنس في حياة النبي؟1/2
- حتى متى يكون الأزهر والدين هو المرجعية؟
- كتاب حوارات وقضايا، يجب مواجهته والرد عليه.
- البهائية دين والإسلام دين، يا شيخ الأزهر.


المزيد.....




- مصر.. شهادة -صادمة- لجيران قاتل -طفل شبرا-: متدين يؤدي الصلو ...
- السعودية.. عائض القرني يثر ضجة بتعداد 10 -أخطاء قاتلة غير مع ...
- كاهن الأبرشية الكاثوليكية الوحيد في قطاع غزة يدعو إلى وقف إط ...
- العراق.. المقاومة الإسلامية تستهدف هدفاً حيوياً في حيفا
- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن ضرب -هدف حيوي- في حيفا (في ...
- لقطات توثق لحظة اغتيال أحد قادة -الجماعة الإسلامية- في لبنان ...
- عاجل | المقاومة الإسلامية في العراق: استهدفنا بالطيران المسي ...
- إسرائيل تغتال قياديًا في الجماعة الإسلامية وحزب الله ينشر صو ...
- الجماعة الإسلامية في لبنان تزف شهيدين في البقاع
- شاهد: الأقلية المسلمة تنتقد ازدواج معايير الشرطة الأسترالية ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أيمن رمزي نخلة - البهائيون: أمل وورود بلا حقوق.