أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أيمن رمزي نخلة - حتى متى يكون الأزهر والدين هو المرجعية؟















المزيد.....

حتى متى يكون الأزهر والدين هو المرجعية؟


أيمن رمزي نخلة

الحوار المتمدن-العدد: 2205 - 2008 / 2 / 28 - 10:40
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ما أن يظهر كتاب في سوق النشر وبه بصيص من النور، أو أمل في تنوير عقول القراء، أو كشف لحقائق سوداء، أو هدم لأصنام أمتنا العربية، إلا ويسارع الأزهر ـ الشريف؟ ـ في مصادرة الكتاب ومحاكمة مؤلفه. وتظهر القضايا الجنائية في المحاكم من الأزهر ذاته، باعتباره حامى حمى الإسلام ولا صوت يعلو فوق صوته، ولا تفكير يناقضه، أو عقل يفكر فيما يقول ويدعي. ويبدأ مسلسل التكفير من شيوخه. يرفع المتشنجون أصوات الإرهاب الفكري ضد مؤلف الكتاب. وتتصاعد أصوات دعاة النقل من التراث بدعوى صلاح كل الماضي، وليس في الإبداع أفضل مما هو كائن في كتب الأولين ـ الأكرمين على طول الخط، والسلف ـ الصالح دائما؟؟!! ـ ولا يجب أن تعرف لماذا؟؟؟
وليس مهماً أن يغيب العقل مع النقل!!!

كتاب الحب والجنس في حياة النبي، كتبته بسنت رشاد، ونُشر عام 2007، ويقع في 181 صفحة.
تداولت الصحف والمواقع الإلكترونية أن هناك طلب "إحاطة" في البرلمان المصري لمنع الكتاب من السوق، وطلب من الأزهر بمصادرة الكتاب ومحاكمة مؤلفته. وصل الأمر ـ كما قالت بعض الصحف ـ إلى إباحة وإهدار دم الكاتبة في بعض القنوات الفضائية الدينية. هذه الأحداث تدعونا إلى وقفة فكرية مع الكتاب، وما حدث له، وماذا كتبت المؤلفة حتى يمنعه الأزهر، ويطالب المتشنجون بإهدار دم الكاتبة؟:-

أولاً: حتى متى يستمر الإرهاب الفكري للأزهر؟

فما أن يظهر كتاب يكتب ما يتماشى مع العقل، أو يعطي بصيص نور لتفكير أفضل، أو يناقض النقل في سبيل إعطاء فرصة للعقل لكي يفكر في ما هو موروث، وقتها تجد الأزهر يقف وقفة إرهاب فكري للكاتب والناشر ويصل الأمر إلى المنع والمصادرة، بل وإهدار الدم.
حتى متى يرتفع صوت الأزهر عالياً ضد كل فكر لا يتمشى مع مدرسته أو نقله من التراث، حتى لو كان هذا التراث غير صالح لزماننا أو لا يتناسب مع العقل أو المنطق؟
كم من جهود الإرهاب الفكري بُذلت في السنوات الماضية وما زالت تبذل في سبيل مصادرة وإرهاب مؤلفين "نبشوا" في الماضي واستخرجوا التراث العفن من أجل تطهيره، لتقديم فكر وتفكير راق ٍللمجتمع العربي يجعله يفيق من غيبوبته الفكرية والحضارية والعلمية التي تجعلنا في أسفل السافلين.
نعم قصدت أن هناك من الكُتاب المحترمين المستنيرين الذين "ينبشوا" في التراث الميت الذي يسير ويغيب تفكير أمتنا العربية من خلال مشايخنا الأجلاء رجال السلطة وحُماة الكراسي الرئاسية من أجل مزيد من الاحتلال وتبرير الأفعال الضارة والسالبة لمجتمعاتنا. أو تغييب الجماهير العريضة من الشعب العربي عن واقعه المرير الفكري والحضاري.
إن الكُتاب المستنيرين الذين "ينبشوا" في هذا التراث العفن الميت، لا لسرقته وإعادة إصداره من أجل مزيد من أموال الملوك والرؤساء، لكن من أجل إحياء العقل العربي الذي استلذ النوم في طين التراث الرجعي، حتى لو تنافى مع العقل.
ألا يستطيع رجال الأزهر ـ الشريف ـ أن يمسكوا أقلامهم التي تطالب بإهدار الدم ومصادرة الحريات ويتناولوا الحجة بالحجة، والفكرة بالفكرة ويردوا على الأفكار بأفكار بدلاً من رفع سلاح الإرهاب الفكري، وهو الخطوة الأولى في الإرهاب الجسدي كما حدث مع فرج فودة ونجيب محفوظ؟
وقد يحدث من الإرهابيين الفكريين أن يقوموا بمطاردة الكُتاب والمفكرين والمصلحين حتى يخرجوا من البلاد مثل ما حدث أخيراً مع نوال السعداوي، ونصر حامد أبو زيد، وأحمد صبحي منصور، وغيرهم الكثير الذين فضحوا التفكير المعتمد على النقل حتى لو تعارض مع العقل.

ثانياً: أين حق المؤلف في الدفاع عن نفسه؟ وأين حرية التعبير عن الرأي؟

مثلما خرج كتاب "الحب والجنس في حياة النبي" للنور أول مرة، وبعدها انهالت عليه دعاوى التكفير والإرهاب الفكري من الشيوخ سواء كانوا قراؤه أو لم يقرؤه. هكذا كانت الدعاوى السابقة لتكفير وإرهاب أصحاب الكتب التنويرية للعقول الفاسدة، دائماً ما لا يعرفون عنه سوى عنوانه، أو أسم كاتبه، وينهالون على المؤلف والكتاب بالتكفير والتقريع واتهامات الخروج عن العقيدة والدين وازدراء الدين.
كيف نتعامل مع الفكر وكأن الله أصبح عاجزاً عن الدفاع عن مبادئه وتعاليمه؟
إن الإله الحي الخالق الصالح القوي حين يعرض علينا تعاليمه ومبادئه، مع إعطائنا عقل ناضج وحرية اختيار هو وحده لا شريك له في المُلك والعظمة والسلطان يستطيع أن يهدي مَن يشاء الهداية، ويُعطي فرصة التوبة لمَن يشاء.
إن اتهامات الخروج عن العقيدة وازدراء الدين يجعل الإنسان العاقل يفكر: هل الدين ـ أي دين ـ يحتاج إلى إرهاب فكري حتى يتبعه أتباعه!!!!!
ألا يُسمى هذا الإرهاب الفكري العبادة بالرعب؟
ويصبح الله وقتها كأنه عاجزاً عن الدفاع عن مبادئه وتعاليمه، والدين وقتها يحتاج إلى إرهاب فكري حتى يتبعه أتباعه.

ثالثاً: المؤلف أنثى!!!!!!

وتستمر الفتاوى والأحكام الهادرة للدم والمانعة لحياة مؤلف الكتاب.
آه يا عزيزي القارئ، لو كان المؤلف أنثى وقتها تنهال دعاوى نقص عقلها ونقص دينها، وكيف تكون تلك السيدة داعية للحق وهي لا ترقى بأن تكون ولية أمر أو إمامة لتشبهها بالحمار أو الكلب، ولأنها ربما كانت من أهل النار، لأن أكثرهن من أهل النار، فكيف تفكر وعقلها ناقص فشهادتها بنصف شهادة رجل؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

وهكذا استمر خروج الفتاوى والأحكام الهادرة للدم والمانعة لحياة مؤلفة الكتاب بدون إعطائها فرصة لمجابهة الفكرة بالفكرة والرأي بالرأي.
إننا نعيش في مجتمع أحادي الرأي، وأحادي الفكرة، كما هو أحادي السلطة وسلطة الواحد الأحد الذي لا شريك له في المُلك ولا شريك له في التفكير واتخاذ القرار للرعية المغيبة عديم الأهلية. وللحفاظ على سلطة الفرد الأحد، فلا يُسمح لمكان تفكير يتفق مع العقل والعلم يخرج بنا من قاع التخلف والجهل والظلام الفكري والعلمي والاجتماعي والحضاري الذي نعيش فيه.

رابعاً: حتى متى يكون الأزهر والدين هو المرجعية لكل مناحي الحياة الاجتماعية والعلمية، وحتى الجنسية؟

إن سبب تخلفنا الحضاري عن جميع دول العالم النامية والمتقدمة أن الدين والمؤسسات الدينية هي مرجعية كل عمل أو فكر لا علاقة له بالدين، بداية من جميع فروع الطب والهندسة، ونهاية بالعلاقة الزوجية بين الرجل وزوجته كعلاقة شخصية اجتماعية تتم في كل بلاد العالم ويمارسها كل البشر باختلاف أجناسهم ودياناتهم. إن براز شيوخنا ـ الأفاضل؟ ـ تستمتع بإصدار الفتاوى الجنسية الخاصة بالنكاح وما قبله وما بعده، وكيف يتم في إطار الدين، وما هي الأدعية والصلوات التي نقولها قبل وبعد النكاح، والعوامل المساعدة له من أحاديث السلف ـ الصالح جدا؟؟؟ ـً باعتبارهم كانوا خير أمة أخرجت للعالم تهتم بأمور الجنس والنكاح ومسمياته ولا هَمْ لهذه الأمة إلا الفتحات السفلية من جسد النسوان.
وتستفيض كتب الفتاوى الدينية وشرحها من العلماء والمتخصصين في فتاوى الجنس والنكاح على الهواء. وهكذا نكون خير أمة ضحكت من نكاحها الأمم المتقدمة التي تتسلى بمشاهدتنا كأمة من القرود المسلسلة(المقيدة بسلاسل حديدية) في حديقة الحيوان.
وتتواصل فتاوى الجنس على الهواء مباشرة عن طريق إجابة أسئلة عن العملية الجنسية بكل ما تحمله من احتمالات ومع افتراضات وهمية ومحاورات جدلية قد لا تكون إلا في العقل الباطن لقائليها من المفسرين المرضى وشيوخ فتاوى الجنس العراة من أي أخلاق حميدة.

حتى متى نعمل على تغييب العقل العربي وراء النقل من كتب التراث؟
حتى متى نقدس أحاديث وأفعال جنسية وننسبها للأنبياء الأولين، ولو تنافت مع العقل والمنطق والعلم؟

شكري الخالص للأستاذ نادر نبيل المصري لمراجعته هذه المقالة.
مع خالص تحياتي وأملي في غدٍ مشرق.



#أيمن_رمزي_نخلة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كتاب حوارات وقضايا، يجب مواجهته والرد عليه.
- البهائية دين والإسلام دين، يا شيخ الأزهر.
- لا تقل إن شاء الله.
- الجزية الإسلامية المُرعبة؟ أم تطبيق المسلمين الإرهابي؟2
- الجزية الإسلامية المُرعبة؟ أم تطبيق المسلمين الإرهابي؟1
- عيسى المسيح رسول المُهمشين والمضطهدين.
- إسرائيل وتناقض القرآن.
- بنت الشارع المصرية وشرفها الجنسي.
- جاهل؟ أم ظالم؟
- إدمان الكذب.
- لا للجنسية المصرية. نعم للتفكير والحرية.
- الديك الاسكتلندي والأذان الإسلامي.
- تنظيم الأحباش والإرهاب الفكري الإسلامي.
- لا تنسوا عبدالكريم الذي فضح الإسلام والمسلمين.
- الحوار المتمدن: شمس في عصر الظلام.
- كتاب -وهم الإعجاز العلمي-: نور للمسلمين المتخلفين.
- شريعة الصحراء وزراعة الأعضاء: رسالة إلى فتحي سرور.
- شريعة الصحراء وزراعة الأعضاء: رسالة إلى سيد طنطاوي.
- الحديث الإسلامي المجنون!!!
- لا شكر على فوضى.


المزيد.....




- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن استهداف قاعدة -عوفدا- الجو ...
- معرض روسي مصري في دار الإفتاء المصرية
- -مستمرون في عملياتنا-.. -المقاومة الإسلامية في العراق- تعلن ...
- تونس: إلغاء الاحتفال السنوي لليهود في جربة بسبب الحرب في غزة ...
- اليهود الإيرانيون في إسرائيل.. مشاعر مختلطة وسط التوتر
- تونس تلغي الاحتفال السنوي لليهود لهذا العام
- تونس: إلغاء الاحتفالات اليهودية بجزيرة جربة بسبب الحرب على غ ...
- المسلمون.. الغائب الأكبر في الانتخابات الهندية
- نزل قناة mbc3 الجديدة 2024 على النايل سات وعرب سات واستمتع ب ...
- “محتوى إسلامي هادف لأطفالك” إليكم تردد قنوات الأطفال الإسلام ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أيمن رمزي نخلة - حتى متى يكون الأزهر والدين هو المرجعية؟