أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - زهير الخويلدي - عندما يزف المقاوم واقفا المسيري يترجل














المزيد.....

عندما يزف المقاوم واقفا المسيري يترجل


زهير الخويلدي

الحوار المتمدن-العدد: 2335 - 2008 / 7 / 7 - 10:25
المحور: سيرة ذاتية
    


"كنت حالما واقعيا ( لا وقائعيا) أرى الأمر الواقع وأرى الإمكانية، أرصد كليهما وأصدر حكما في ضوء ماهو ظاهر وماهو باطن" رحلتي الفكرية


كتبت منذ مدة لأقدم التهاني عند حصوله على جائزة القدس ولم أكن أتصور أني سأكتب عنه مرة أخرى في فترة وجيزة لأزفه وأرثي حال الثقافة العربية والمعارضة المصرية على فقدانها واحد من خيرة رجالها وأحد أهم فرسان المقاومة والممانعة في العالم الإسلامي ألا وهو الدكتور الأستاذ عبد الوهاب المسيري الذي ولد في دمنهور بمصر سنة 1938 والذي توفي فجر الخميس 03 جوان 2008 بعد صراع صامت مع المرض اللعين ومحاصرة وتضييق من طرف المجتمع السياسي.

في الواقع لم يشغل الرجل حيزا من مساحة وعيي في فترة الشباب على الرغم من مطالعتي لكتبه عن اليهودية والصهيونية التي نشرتها عالم المعرفة وذلك لتأثري بكتابات ومشاريع أخرى موازية ولكنه منذ مشاركته في تأسيس حركة كفاية وظهوره المستمر في الفضائية العربية لفت انتباه الجميع وفرض نفسه كواحد من أهم مفكري العرب في نهاية القرن العشرين وبداية القرن الواحد والعشرين وبرز بتحليلاته العلمية الدقيقة للواقع الاجتماعي والسياسي العربي والتي غالبا ما تنتهي برؤى إستراتيجية وبخطط استشرافية تفتح العقول أكثر مما تغلق الأيادي وتحفز الهمم أكثر مما تحبط العزائم.

يقسم الراحل حياته شعريا إلى ثلاثة مراحل هي البراءة والحيرة والخبرة في سيرة شعرية غنائية دعمها بدراسات في الشعر والأدب والفكر ومجموعة من القصص للأطفال ولكنه يقسمها أيضا فكريا في سيرة غير موضوعية وغير ذاتية إلى ثلاثة مراحل أيضا هي البذور ويقصد مرحلة التكوين وتحصيل العلم والتي تميزت بالبراءة ، ثم مرحلة الجذور أين بدأت تتصاعد حيرته وأطلق العنان للسؤال ومارس التفكير أثناء التدريس ورصد التحولات وشخص الأمراض، المرحلة الأخيرة هي مرحلة جني الثمار وحصد ما زرع في المراحل السابقة حيث برزت الخبرة وبان التخصص والحرفية وتوجه الرجل نحو البذل والعطاء ونزل إلى الشارع ومارس البراكسيس العربي في أفضل صوره فكانت المغامرة والانخراط والالتزام فكانت عاقبته حسنة وختم حياته خير ختام بأن أعلن الثورة على الشمولية والتوريث وناهض كل الأفكار المغشوشة والآراء الضالة .

إذا كان المسيري قد جمع بين البحث الأكاديمي العلمي المتخصص والعمل السياسي الاجتماعي الميداني فاني لن أتحدث عن الجامعات العالمية التي درس بها ولا عن المجلات والحوليات التي نشر بها مقالاته واشتغل فيها مستشارا علميا ولن أذكر مؤلفاته وكتبه واللغات التي ترجمت إليها ولا كذلك الأعمال التي ألفت حولها والندوات التي قدمت بشأنها ولن أمر على الشهادات التقديرية والأوسمة التي أحرزها بل سأصفه كماهو في الشارع وهو يخوض الصراع شابا غير آبه بتقدمه في السن وراكبا للمخاطر ومنتصرا على ظروف الاعتقال والمنع والحصار وسأركز فقط على بعض القضايا المركزية التي أثارها والتي حرك بها العقل العربي من سباته وجعلته قريبا من الشارع العربي وجزء لا يتجزأ من المجتمع المدني العالمي وهي قضايا الصهيونية والعلمانية والاستنارة والاجتهاد واللغة والمجاز والحداثة وما بعد الحداثة ومستقبل الإنسان.

لم يكفيه التبشير بالاعتدال والوسطية لمعالجة مشاكل راهنه فانضم إلى حركة كفاية وانتمى إلى اليسار بالمعنى الواسع متجاوزا عتبة الحاجة إلى الإصلاح ليقر بضرورة الثورة والتغيير دون أن يعادي عروبته وإسلامه ودون أن يتخلع من تدينه كضريبة مناصرته للحداثة ولم يشفع له حبه لفلسطين وقداسة قضيتها إلا فضحه للذهنية الصهيونية وتفكيكه لعقيدتها العنصرية.

ترك المسيري عالمنا المليء بالغبار وصعدت روحه نحو السماء بعد أن جربت واغتنت وبعد أن أصدع ببيانه الختامي عن نكبة فلسطين ودون أن يرى حلمه يتحقق وهو نهاية فكرة الصهيونية من الوجود، ونحن نزفه ونودعه إلى مثواه الأخير ومستقره ونمنع النظر بعمق في حكمته التالية:" يقف الإنسان وقدماه مغروستان في الأرض وعيناه شاخصتان للسماء، وهذا هو سر عظمة الإنسان ومأساته وهذا هو سر وجوده الإنساني المركب".

رحم الله الكاتب المتواضع الذي عودنا بتوقيع والله أعلم.



كاتب فلسفي



#زهير_الخويلدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- قائد الجيش الأمريكي في أوروبا: مناورات -الناتو- موجهة عمليا ...
- أوكرانيا منطقة منزوعة السلاح.. مستشار سابق في البنتاغون يتوق ...
- الولايات المتحدة تنفي إصابة أي سفن جراء هجوم الحوثيين في خلي ...
- موقع عبري: سجن عسكري إسرائيلي أرسل صورا للقبة الحديدية ومواق ...
- الرئاسة الفلسطينية تحمل الإدارة الأمريكية مسؤولية أي اقتحام ...
- السفير الروسي لدى واشنطن: وعود كييف بعدم استخدام صواريخ ATAC ...
- بعد جولة على الكورنيش.. ملك مصر السابق فؤاد الثاني يزور مقهى ...
- كوريا الشمالية: العقوبات الأمريكية تحولت إلى حبل المشنقة حول ...
- واشنطن تطالب إسرائيل بـ-إجابات- بشأن -المقابر الجماعية- في غ ...
- البيت الأبيض: يجب على الصين السماح ببيع تطبيق تيك توك


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - زهير الخويلدي - عندما يزف المقاوم واقفا المسيري يترجل