الي متى نأكل ما لا نزرع.. ونلبس ما لا نصنع ..!!!

خالد قمبر

الحوار المتمدن-العدد: 2319 - 2008 / 6 / 21 - 08:16
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

مازال أصحاب القرار في الدول العربية بوجه العموم يفتقدون إلى التخطيط الاستراتيجي المستقبلي للعشرات السنين القادمة .. !! وهذا بحد ذاته يعد تخلفا إن لم يكن جهلا مطبقا ..!!! فالدول الخليجية بصفة خاصة هي دول نفطية اى تعتمد شبه كلي على إيرادات النفط أو الغاز .. فاليوم قد تجاوز سعر النفط خط 130 دولار للبرميل و من المتوقع أن يصل إلى 150 دولار حتى إن بعض الأوساط الاقتصادية ترجح أن يصل سعر البرميل إلى 170 أو حتى إلى 200 دولار...!!!.
في أمريكا الشمالية و الجنوبية بالإضافة إلى الدول الأوربية وجنوب إفريقيا و اليابان و غيرهم من الدول التي تعتمد على البترول أو الغاز بصفة أساسية .. أخذت وبجدية البحث عن مصادر أخرى للطاقة وذلك عن طريق زيادة وتيرة الدعم للأبحاث العلمية و الدراسات في سبيل إيجاد طاقة بديلة..!!! وهم بلا شك سيصلون إلى البديل المناسب .. فالحاجة أم الاختراع ...!! فبرغم من توجه الكثيرون إلى الطاقة النووية كبديل إلا أنها تشكل مشكلة جدلية من أنصار البيئة ..!!!وهناك توجهه مكثف للاعتماد على الطاقة الشمسية .. كطاقة بديلة و في نفس الوقت طاقة صديقة للبيئة والاهم هي نظيفة..!!! .. منذ سنوات قليلة استطاعت بعض الدول من تحويل منتجاتها الزراعية مثل الذرة ..إلى طاقة..بما يسمي بالوقود الحيوي.. ولكن هذه الطاقة قد ولدت مشكلة وهى ارتفاع أسعار المواد الغذائية ..وهى بالتأكيد قد أضافت أعباء على الدول الفقيرة والغير نامية ..!!!
في عالمنا الخليجي ..الخليجي.لخليج العربي والتي تعتمد على النفط والغاز كمورد أساسي وكما هو متوقع.. فهي ليست معنية بما يجرى من حولها ازدياد وتيرة الأبحاث والدراسات المتعلقة بإيجاد الطاقة البديلة ...!!! فهي تكاد تبصم إن كافة الدراسات و الأبحاث ستفشل ولا غني العالم بأسره عن النفط أو الغاز الخليجي ...!!! وهذه مشكلة فالنفط أو الغاز متوفر منذ زمن بعيد ما يقارب 70 سنة وستظل من 45 – 5قادمة.ادمة ...!!1 ودولنا الخليجية الغنية والتي تنتهج أسلوب البذخ و الإسراف من البعض كبناء القصور واقتناء الكنوز والسيارات و الخيول وما شابه والتي يعتبرها البعض دول قمة في البذخ و الاستهتار بمواردها المالية..!!! لم تستغل هذه الثروة سوى في مجالات قليلة ومحصورة قد تتمثل في ما يسمي بالبنية التحتية و التعليم و بعض الصناعات المتواضعة و الاستثمار العقاري .. !!! ومن المؤسف إن مليارات من الدولارات .. عوائد النفط الكبيرة تستثمر في الخارج ..بدول العالم شرقا و غربا ...في أوربا و أمريكا خاصة ..!!! والغريب .. تكاد كافة الدول الخليجية تعاني من العجز في ميزانياتها في معظم السنوات المالية .. وكذلك ازدياد وتيرة البطالة لدى شعوبها بالإضافة إلى تفشى الفقر والحاجة من الناحية الاجتماعية..!!! وهذه أمور غريبة وغريبة جدا في دول غنية بالنفط أو الغاز...خاصة من الناحية الاقتصادية .. فهي تعيش في متناقضات .. بين الغنى و الفقر وبين الوفرة و العجز ..!!!
من الحقائق المؤلمة إن كافة الدول الخليجية تعتمد اعتمادا كليا على عوائد النفط.. وهى تعد من قبل الاقتصاديين دول محدودة التفكير وفى نفس الوقت مبذرة وغير مسئولة ..!!! طبعا ليس على مستوى الشعوب ولكن بالتأكيد على مستوى الحكومات ...!!! فمن ناحية مواردها المالية فالنفط أو الغاز يشكل المورد الأساسي إن لم يكن الوحيد..في ميزانياتها .. فدولة الكويت تشكل مواردها المالية من الغاز.نسبة 90 % من ايراداتها الوطنية وكذلك الحال مع السعودية فعائداتها النفطية تشكل ما نسبته 89 % وكذلك الحال مع البحرين 72% وفى قطر 85 % وفى الإمارات 60 % ( بسبب تنوع الاستثمار في حكومة دبي ) و في عمان 87%...!!! وهنا يطرح مجرد سؤال ..ماذا لو تم إيجاد بديل للطاقة النفط و الغاز ... فماذا ستفعل الدول الخليجية عندما تجتاح المنطقة التأثيرات السلبية الحتمية ..؟؟!! سواء من الناحية السكانية. الاقتصادية و الاجتماعية و الثقافية والسكانية ...!!! ستكون طامة كبرى إذا ما لم تتخذ إجراءات سريعة لتنويع مصادر ايراداتها المالية بدل لاعتماد الكلي على الموارد النفطية ..!!!! فهي يلاشك ستعود إلى العصور الوسطي .. عصور التخلف و الفقر و الجهل..!!!...!!! فاليوم يجب أن تعد الخطط المستقبلية واستثمار عوائد النفط الهالقومي.الية في إيجاد موارد أخرى للدخل القومي .....!!!! فالنفط سيستنزف وبالكامل في السنوات 40 - 50 القادمة .. فما هو البديل ..؟؟!! فالسعودية قد حباها الله بالكثير من الموارد الطبيعية الغير مستغلة حاليا وحكومة دبي أخذت في تنويع مصادر دخلها الغير نغطى ..!!! أما باقي الدول فهي محدودة التفكير ونظرتها للمستقبل لا تتعدى بضع أمتار ..!!! فكيف سيكون الوضع بالنسبة إلى الدول النفطية الخليجية في 20 أو 30 سنة القادمة ..؟؟!! ومتى سيتم العمل على إيجاد بدائل للموارد المالية في حالة نضوب النفط أو إيجاد بدائل رخيصة له ..؟؟!! إن البعض ( وهم بالتأكيد كثرة ) يجزم انه لا بديل للنفط.. وكفي ..!!! هذا بحد ذاته يعد مشكلة صريحة.. و هناك رفض لفكرة نضوب النفط وهناك رفض لفكرة إيجاد بدائل للنفط ..!!! وهناك وهناك .. ويبقي السؤال .. ماذا ستفعل دولنا الخليجية النفطية عندما ينضب النفط ..؟؟!! هل فكرت في استغلال عائدات مواردها النفطية الهائلة الحالية في مشاريع مستقبلية الصناعية و الزراعية و العلمية ...؟؟!! فمازلنا وبالرغم من العائدات النفطية الضخمة والثراء الفاحش ... عالة على المجتمع العالمي .. إلي متى نأكل ما لا نزرع و نلبس ما لا نصنع...!!!

#خالد_قمبر (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل