أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - المهدي مالك - فن احواش بين خطر التطرف الديني و خطر العولمة الامريكية















المزيد.....

فن احواش بين خطر التطرف الديني و خطر العولمة الامريكية


المهدي مالك

الحوار المتمدن-العدد: 2316 - 2008 / 6 / 18 - 08:45
المحور: الادب والفن
    



قبل البدء في موضوعي المتواضع اعبر عن عمق تضامني الشخصي مع قبائل ايت باعمران المجاهدة إبان الاستعمار الاسباني و المناضلة اليوم ضد الحيف و التهميش التي تعيشه و انني اتابع بقلق شديد ما يجري في مدينة سيدي ايفني من احداث مؤلمة عبر بعض المواقع الامازيغية او بعض الصحف المستقلة
و دون نسيان موقع هسبريس المحترم.
تقديم
في اطار اهتمامي الخاص بفنوننا الامازيغية العريقة او الجديدة لكن البعض سيتساءل لماذا اخترت فن احواش بالضبط حيث يمكنني ان اختار فن الروايس او فن المجموعات المعاصرة لكنني اخترت هذا الفن الاصيل في مناطقنا الجنوبية
اذ هو يجسد حقيقة الثقافة الامازيغية التقليدية حيث انه مرتبط دائما برموز عميقة نجدها مكتوبة في تاريخنا الحقيقي او في حضارتنا المغربية بصفة عامة,
و من بين هذه الرموز التشبث بالارض التي نعيش فيها و الارض هنا هي المغرب العزيز و ثم التشبث بحضارتنا الدينية التي تركها لنا اجدادنا الكرام و هذه الحضارة لم تمنع الامازيغيين من الابداع و الرقص على اساس احترام عاداتنا المحافظة بمعنى ان فن احواش هو مظهر من مظاهر الفنون الاسلامية المغربية المتعمدة على الشعر الهادف و الجلباب الابيض الذي يرمز الى العبادة و الى الذهاب للمسجد قصد الصلاة او قراءة القران الكريم ,
و كما ان هذا الفن الاصيل يجسد قيم المجتمع الامازيغي النبيلة كالمساواة بين الناس بغض النظر عن ديانتهم او لونهم و ثقافتهم و اشراك المراة الامازيغية في هذا التعبير الفني حيث ان احواش يقدم صورة عفيفة للجنس اللطيف خلاف لما نشاهده الان في الفضائيات العربية من مشاهد مخيلة بالآداب الاسلامية.
احواش ن درست
يعتبر هذا النوع من احواش ذا قيمة متميزة في منطقة سوس او في المدن الكبرى التي هاجر اليها الامازيغيين كالدار البيضاء و الرباط الخ ,
و يتميز احواش ن درست بشعرائه الكرام او ادميازن مثل لحسين اجماع و احيا بوقدير و صديقي الاستاذ احمد عصيد و غيرهم ,
و في هذا الاطار اتصلت عبر البريد الالكتروني بالاستاذ احمد عصيد الذي أعطاني معلومات قيمة حول فرقة المعمورة و احواش بصفة عامة حيث قال تأسست فرقة المعمورة عام 1984 من طرف الشاعرين ابراهيم لشكر و أحمد عصيد، و ما زالت موجودة حتى الآن بالرباط و سلا و تنظم نشاطها الأسبوعي بغابة المعمورة كالعادة كل يوم أحد
بحضور عدد كبير من العائلات الأمازيغية.
و أما فن أحواش فقد عرف منذ 1979 ازدهارا كبيرا حيث ظهرت الفرق المحترفة و المنظمة بشكل جيد، و ذلك بسبب الهجرة الكثيفة من البوادي نحو
المدن مما اضطر الأمازيغ إلى تأسيس فرق في المدن، و قد ساهم الشريط الصوتي و الفيديو و القرص المدمج في ازدهار هذا الفن و تفاعل أنواعه مع بعضها البعض في الوقت الذي كان كل نوع
معزولا في الماضي داخل منطقته الجغرافية. و برزت ظاهرة الثنائي مع إحيا و أجماع و ساهمت في ازدهار فن أحواش بشكل كبير، و أصبح الشعراء محترفين بدورهم و يتجولون بين البوادي و المدن خلافا للماضي حيث كان الشاعر"أمرير" مرتبطا بالقبيلة و بمجال محدود، غير أن ذلك لم يمنع من أن بعض الأنواع الفنية مهددة بالإنقراض مما يستوجب تدخل الجمعيات المحلية
لإنعاشها و التعريف بها، و كذا المعهد الملكي لتوثيقها بشكل علمي بالصوت و الصورة .
و كما قال صديقي فان بعض انواع هذا الفن صارت مهددة بالانقراض و السبب راجع حسب اعتقادي الشخصي الى عدة عوامل اساسية كانتشار التطرف الاصولي المتعمد على مذاهب دينية تناهض الفنون بشكل عام كالغناء و الموسيقي الخ,
و هذا التطرف الدخيل اخذ في السنوات الاخيرة يقضي بهدوء على عاداتنا الدينية و الثقافية كفن احواش تحت ذريعة إتباع السلف الصالح و اتباع الصراط المستقيم كأن اجدادنا او الجيل الحالي كانوا يفعلون المناكر و المعاصي حتى جاءهم الفكر السلفي بتقاليد تحطم كل شيء ثمين عندنا بينما عندهم في المشرق قد وصل الفن بشكل عام و الموسيقى بشكل خاص الى قيمة الانحطاط الاخلاقي الذي يشبه الى حد كبير ما نشاهده في القنوات الغربية الان,
و بينما في فن احواش الاصيل هو مدرسة نتعلم منها الوقار و احترام مجتمعنا المحافظ حيث يبدأ انضام دائما قصيدته باسم الله ..
احواش النساء
تعتبر المراة الامازيغية رمزا للعفاف و الشرف و النضال الوطني ضد الاستعمار الاجنبي طوال قرون من الزمان و كما هي رمز للهوية الامازيغية من خلال مجموعة من المؤشرات مثل تربية الابناء و تعليمهم لغة الاجداد و الحفاظ على تقاليدنا العريقة كفن احواش حيث ان هويتنا الدينية الخصوصية لم تمنع المراة الامازيغية من ممارسة الفن الهادف الذي يوافق مع الشريعة و مع الآداب العامة, و يتجلى هذا المعطى في لباس المراة الامازيغية التقليدي الذي يجعلك تتذوق الاصالة المغربية الحقيقية خلافا لما نراه الان على قنواتنا التلفزيونية من التقليد الاعمى للشرق او الغرب من خلال تنظيم مسابقات في الغناء و الرقص اذ هذه المسابقات تتجاهل كل ما هو اصيل عندنا كمغاربة عموما و كامازيغيين خصوصا
.
اذن فن احواش عموما و احواش النساء يهدده خطران اساسيان هما خطر التطرف الديني و خطر العولمة الامريكية الهادفة حسب اعتقادي المتواضع الى القضاء على الهويات العتيقة بما تحمله من حمولة دينية او ثقافية.
و خلاصة القول ان فن احواش يعد تراثا وطنيا يحمل بين طياته تاريخنا و حضارتنا الدينية و ليس لفلكرة امام الاجانب بل هو مدرسة قائمة الذات,
و على الجمعيات الامازيغية التحرك في اتجاه انقاد هذا الكنز الثمين من وضعيته الحالية التي لا تدعوا الى الخير بل تدعوا الى التفكير في الحلول الناجعة بهدف احياءه من جديد كثقافة اصيلة ,
ان المعهد الملكي للثقافة الامازيغية يقوم بمهمته في جمع التراث الامازيغي سواء في الريف او في الاطلس المتوسط و مناطقنا الجنوبية لكن هذا لا يكفي بالنظر الى مجموعة من المعطيات مثل غزو تيارات التطرف الديني خصوصا و هذا الغزو يسعى الى مشرقية تقاليدنا و سلفية عقولنا حتى نصبح نشبه النماذج التي لا تنتج الا الارهاب و قتل الابرياء باسم الاسلام و حضارته المتسامحة.
و في الاخير اشكر الاستاذ و صديقي احمد عصيد على معلوماته القيمة .
المهدي مالك



#المهدي_مالك (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جريدة التجديد تحيي اكذوبة الظهير البربري
- الدين الاسلامي بين مواجهة الايديولوجيات الرجعية و مواجهة الت ...
- حدث ترجمة معاني القران الكريم الى الامازيغية مدخل اساسي لعلم ...
- حدث ترجمة معاني القران الكريم الى الامازيغية مدخل اساسي لعلم ...
- الازمات النفسية لدى الطفل المعاق
- الخطر السلفي على هويتنا الامازيغية المسلمة
- الخطر السلفي على الهوية الامازيغية المسلمة
- رسالة مفتوحة الى الدتكور احمد صبحي منصور
- رسالة مفتوحة الى الحركة الثقافية الامازيغية بمناسبة حلول الس ...
- اذاعة راديو بلوس تحتفل بعيد ميلادها الاول
- حول مطلبي المتعلق بامتلاك رخصة سيارة الاجرة
- مكانة فريضة الحج في الثقافة الامازيغية
- مقالات خاصة بشان موضوع وضعية المعاق في مجتمعنا المغربي 2
- مقالات خاصة بشان موضوع المعاق في مجتمعنا المغربي
- مسالة الحجاب الاسلامي من وجهة نظري الخاصة
- مقال خاص بمناسبة الذكرى السادسة لتاسيس المعهد الملكي للثقافة ...
- تقرير حول صورة الهوية الامازيغية في اعلامنا البصري خلال شهر ...
- الرسائل الموجهة الى الاطارات الامازيغية
- الرسائل الموجهة الى مختلف الاطارات الامازيغية
- موقفي من انشاء القناة الامازيغية


المزيد.....




- نزل تردد قناة روتانا سينما 2024 واستمتع بأجدد وأقوى الأفلام ...
- عرض جزائري لمسرحية -الدبلوماسي زودها-
- مترجمة باللغة العربية… مسلسل قيامة عثمان الحلقة 161.. مواعيد ...
- علماء الفيزياء يثبتون أن نسيج العنكبوت عبارة عن -ميكروفون- ط ...
- بعد نزول مسلسل عثمان الحلقة 160 مترجمة عربي رسميا موعد الحلق ...
- الإعلان الأول.. مسلسل صلاح الدين الأيوبي الحلقة 25 على فيديو ...
- إلغاء حفل استقبال -شباب البومب- في الكويت جراء الازدحام وسط ...
- قيامة عثمان الحلقة 160 مترجمة باللغة العربية وتردد قناة الصع ...
- قمصان بلمسة مغربية تنزيلا لاتفاق بين شركة المانية ووزارة الث ...
- “ألحقوا اجهزوا” جدول امتحانات الثانوية العامة 2024 للشعبتين ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - المهدي مالك - فن احواش بين خطر التطرف الديني و خطر العولمة الامريكية