أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - أحمد عبد الحسين - مثقف مواطن














المزيد.....

مثقف مواطن


أحمد عبد الحسين

الحوار المتمدن-العدد: 2309 - 2008 / 6 / 11 - 09:25
المحور: المجتمع المدني
    


ليست السياسة حقلاً ثقافياً يوازي أو يجاور الحقول الثقافية الأخرى، إنها علاقة كل فرد بالعالم، ولم يعد السؤال العربيّ التقليديّ (تتدخل في السياسة أم لا تتدخل؟) صالحاً، بل غدا السؤال الآن (تحسن التدخل أم لا؟)، فمادمنا لا نني نبحث على الدوام عن الصلة التي تؤسس لنا استحقاقنا وأهليتنا لأن نكون كائنات معنى فنحن في السياسة، بل ان كل دلالاتنا التي ننشئها، كل الثورات والانفلاتات التي لها طابع ثقافيّ لا تلبث أن تستقرّ هادئة في قرارة هذا المعنى المشترك الذي ليس لسواه القدرة على تجسير الهوّة بيني والعالم. ردم المسافة بين الذات والخارج لا يتم إلا باستحداث معنى ما، وهذا الفعل هو جوهر كل نشاط إنساني ( ومنه بالتأكيد الأنشطة الثقافية)، لكننا ونحن نباشر صناعة المعنى لن يُقيّض لنا ذلك إلا بوجود الدالّ الكليّ الذي تتوحد فيه كل الدلالات، لن نستطيع النصّ على معنانا دون افتراض انه قابل للتداول خارجاً، ودون أن تكون له نحو صلة ما بمنظومة دلالات يشترك فيها العدد الأغلب من الأفراد، فليس المعنى المقال في نصّ ما، هو نتاج حريّة الذات المنعتقة من رقّ الآخرين، وانما نتاج ذات لها حريّة استشعار المعاني وبثها وإشاعتها وفقاً لاستراتيجية جماعية بل مجتمعيّة. ذلك ان حرية الانعتاق مآلها الوصول بنا إلى الضدّ مما تدّعيه، إلى منتهى الانغلاق على الذات، والى جعلنا نخوض في بحور هوامات قد تكون مؤهلة لاستحداث نصوص فوريّة تريد تسجيل ما أنا عليه الآن جوّانياً بصرف النظر عن أرضي التي أقف عليها وإغفال السؤال عمّن يتوجه إليه هذا النصّ الفوريّ الذي يدّعي اكتفاءه بذاته. تلك نصوص لا تنتج المعاني (إذا تذكرنا ان المعنى هو صلة، والصلة تفترض حدَّيْ الذات والعالم). إن معظم النصوص المكتوبة تحت ضغط هاجس حرية العِتْق، انتهت إلى أن تكون نصوصاً عقائدية بامتياز، إذ العقيدة ـ على النقيض من النصّ القائل بمعنى هو علاقة واتصال ـ ليست سوى إعلانٍ عن أحقيّة الذات في قول ما تراه دفعة واحدة وبخلاصات مفهومية لا ترى منبتها في ما يحدث وان كانت تدعي القدرة على تفسيره، ولا تتوجه إلى آخرين بالمشاركة في واقع، بل هي دعوة للانخراط في حلم يقظة عميم لا ينتهي ولا ينفد لأنه يحوز على فائض قوّة غير معدة للانكسار لأنها ببساطة غير معدة للاختبار. والآن... كيف يمكن أن يُكسر هذا النطاق الصلب لنصوص الانعتاق من العالم، نصوص الانغماس في الذات التي لا تريد رؤية نفسها إلا بعد استبعاد الخارج؟ لن يحدث هذا إلا بالتوكيد على أن كل نصّ، كلّ قول ممكن، إنما يراد به إنشاء معنى يردم الهوّة بيني وهذا الخارج، لئلا يكون الأفق الذي أحيا فيه نقيضاً للذات ينبغي التحرر والانعتاق منه، بل مسافة يتم التحرر فيها لا منها، وآنذاك لا مناص من ارتكاب السياسيّ والوقوع في الترسيمة الكليّة التي تجعلني مواطناً وتجعل من الخارج وطناً، وطن الذات التي لا تكفّ عن المعنى، المعنى الذي هو لاشيء إلا هذه العلاقة الحرّة بيني وبين آخرين ـ مواطنين.






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أمة أميّة
- مربدُ من؟
- صناديق فارغة
- باب الحرية
- أهمية أن تكون يهودياً
- أسامينا.... شو تعبوا أهالينا...


المزيد.....




- الناس يتساقطون بالشوارع والأمم المتحدة ترفض إعلان المجاعة في ...
- شاهد..مسيرة داعمة لفلسطين في لندن تنتهي باعتقال 55 متظاهرًا ...
- منظمات إنسانية : الكبار والصغار يُغمى عليهم في الشوارع بسبب ...
- لماذا تلاشت حفاوة الترحيب باللاجئين الأوكرانيين في بولندا؟
- تل أبيب.. عشرات آلاف الإسرائيليين يطالبون بصفقة تبادل الأسرى ...
- فلسطينيون يتظاهرون بالضفة تنديدا بالتجويع والإبادة في غزة
- الأونروا: لدينا 2.3 مليون من الجائعين الآن وسط انعدام كامل و ...
- عائلات الأسرى: نتنياهو جعلنا نترجى ترامب لإنجاز صفقة ووقف ال ...
- بعد عامين على إصلاح قانون عمل المهاجرين في إسبانيا.. نتائج - ...
- إسرائيل ترفض تعهدا جديدا من الشرع بحماية الأقليات


المزيد.....

- أسئلة خيارات متعددة في الاستراتيجية / محمد عبد الكريم يوسف
- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - أحمد عبد الحسين - مثقف مواطن