أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - أحمد عبد الحسين - أسامينا.... شو تعبوا أهالينا...















المزيد.....

أسامينا.... شو تعبوا أهالينا...


أحمد عبد الحسين

الحوار المتمدن-العدد: 503 - 2003 / 5 / 30 - 04:41
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


 

في أحاديث آخر الزمان أن السفيانيّ اذا خرج لمحاربة المهديّ يكون طاغيةً متعطشاً للدم، وان بطشه سيذهب به حدّ ان يقتل الناس على أسمائهم فيفتك بكل من كان اسمه حسين أو عليّ أو حسن.
يبدو ان بذور هذه الاستراتيجية في القتل موجودة في التراث العربيّ والا ما تفتقت أذهان الكتبة العرب عن اجتراحها.
غير اننا لسنا بحاجة الى البحث في تراث العرب لمعرفة هذه الخصلة العربية القاضية باعتماد تصنيف الناس وفقاً لأسمائهم ومن ثم قتلهم ـ قتلاً فعلياً أو رمزياً، اذ انها موجودة الان ومتحققة ويمارسها العربيّ يومياً بتلقائية لا تثير دهشة أحد، ربما لفرط شيوعها.
وان تعجبْ فاعلمْ ان كثيراً ممن يمتازون بهذه الخصلة اليعربية هم من المثقفين العرب.
ألم يكتب مثقف سعودي هو عبد الله  الجفري ساخراً من الشاعر والكاتب العراقيّ صموئيل شمعون مستغرباً أن يكون عراقياً وكاتباً من يحمل اسماً كهذا.
البداوة العربية وقد أدركتها ثقافة طارئة، ليس بمستطاعها التخلي عن ركيزة أساسية تأسست عليها نظرة العربيّ للعالم، تلك الركيزة التي انبنت على عدم التناغم الا مع الشبيه، على كراهية المختلف ورؤية كل ما يشي بالغيرية باعتباره تهديداً للذات، وهدراً للهوية وتشكيكاً بصمديتها ونقائها.
والاسم هو السمة التي هي العلامة التي توجزني أمام الآخر، فهي أول ما يتكشف مني له، وبها يتم تعرّفه عليّ.
لهذا فان هؤلاء المثقفين الممتلئة رؤوسهم بكثبان الرمال وأطياف البعران الهائمة، يبدو العالم بالنسبة لهم مجرد ساحة حرب تتقاتل فيها أسماء، فما تآلف منها مع اسمهم فهو الأخ والصديق وما تناكر واختلف فهو العدو الواجب قتله.
والاسم العربيّ، الاسم المعتمد رسمياً هو الذي يمثل الذات خير تمثيل، بل هو الذات وقد تخارجت اسماً، انه الاسم الجامع المانع الذي تلتئم تحته وتجتمع في ظله أقانيم البداوة العربية التي نرى مظاهرها في السياسة العربية كما في الثقافة أيضاً.
الأقانيم المقدسة هي العروبة والاسلام (الذي يستلزم طائفة بعينها لا غير وهي الطائفة السنية).
عروبة فاسلام فتسنن: انها النور والنار واللهب في مثال الشمعة المضيئة الذي يتداوله اللاهوتيون للدلالة على الاله الواحد وأقانيمه الثلاثة المباركة.
  عروبة تُخرِج من الحظيرة المقدسة كلَّ ماليس بعربيّ من الأسماء الى مجاهل السوى المظلمة.
واسلام يقصي الأسماء المشيرة الى إرث أديان أخرى الى غياهب العدم.
وتسنن يتقذر من كل اسم دالّ على طائفة ليست الطائفة الحقة المبشَّرة بجنة عرضها السموات والأرض أعدت لخير الأسماء: أي ما حُمّد وعُبّد وما يشابههما ويشاكلهما.

في أحد مواقع الأنترنت كان فلسطينيّ من ذوي العقول الملتاثة بقومية مخلوطة ببداوة فائضة عن الحدّ يردّ على كاتب عراقيّ لا ذنب له سوى ان اسمه عبد الحسين كاظم.
لم يجد هذا العربيّ مدخلاً مفحماً يكون ديباجة لرده، أفضل من التقليد العربيّ إياه الذي قرأناه عند عبد الله باجبير، فراح يسخر من اسم عبد الحسين قائلاً أنه يسمعه لأول مرة. قال الفلسطينيّ العربيّ ما نصه:
(أن المدعو عبد الحسين كاظم ليس أكثر من مسافر في قطار المنفى العراقي. وأنا بالمناسبة أول مرة في حياتي اسمع بأن هناك من يحمل هذا الاسم لأن كل عبد نعرفه هو عبد الله أو أسماءه الحسنى، لكن عبد الحسين هذا والله ظلم للإمام الحسين سيد الشهداء كرم الله وجهه)
ورغم ان عبارة (كرم الله وجهه) لا تقال عادة الا بعد ذكر اسم علي بن ابي طالب، الا ان ايرادها هنا له مغزى خفيّ، ان ذكر الكاتب لهذه العبارة تأكيد مضاعف على الغيرية الطائفية باعتبار ان الشيعة لا يوردون هذا اللفظ بل يقولون عن الامام عليه السلام.
الطريف ان هذا الكاتب اعلن مراراً ان القضية العراقية قضيته اكثر مما هي قضية  العراقيين أنفسهم. ولا أعلم كيف يريد تبنّي قضية العراق وحشر أنفه العربيّ فيها وهو يعلم (أو لعلّه لا يعلم) ان 60 بالمائة أو يزيد من العراقيين هم من الشيعة الأغيار. وان الاسم الذي يسمع به أول مرة هو من الشيوع لدى العراقيين بحيث تصبح عدم معرفة الأخ به، سبباً ليقال له: عليك أن تعرف العراق أولاً يا أخ لتتكلم عنه لاحقاً.
لكنها الطائفية التي تتخذ لها مسارب لا تخطر حتى على بال أصحابها، وقد رأينا كيف أن القومية العربية هي أكبر المستنقعات التي تعشش فيها الطائفية. يكفي أن ننعم النظر في ما آلت اليه قومية صدام التي انتهت الى حكم طائفي بغيض، أو الى ما كانت عليه قومية المرحوم حافظ الأسد الناطقة بالقاف، لتعرف ان العروبة السياسية مآلها أن تتفسخ الى طائفة لا غير.
حين حضر نجمان ياسين ( وكان رئيس اتحاد الكتاب العراقيين ) الى دمشق أقام ندوة في قاعة اتحاد الكتاب العرب، فصممنا انا والشاعر الكردي هوشنك الوزيري على الذهاب للندوة والتصدي لهذا المجرم، وبالفعل فقد حاصرناه بالأسئلة التي ابتدأت عن مصير المثقفين العراقيين الذين غيبوا في السجون، ولم تنته بحلبجة والانفال. وللحقيقة أقول ان علي عقلة عرسان الذي أدار الندوة كان السرور بادياً عليه وهو يستمع لنا أنا وهوشنك. لم يكن أمام نجمان ياسين الا سلاح القوميين التقليديّ وهو الهتاف والتهريج فصرخ: نعم أنا أفتخر ان أكون ممثلاً للقائد المنصور بالله صدام حسين.
حين تركنا الندوة انا وهوشنك ظل نجمان يردد للحاضرين ان هذين يدلّ اسماهما على انهما ليسا بعربيين، ويقال انه ركز في حديثه على اسم هوشنك تحديداً.
 هذا ما نقله لي بعض العراقيين الذين ظلوا حاضرين في تلك الأمسية.
أسأل:
بم يختلف عبد الله الجفريّ عن ( المفكر العربيّ ) علي كيمياوي القائل عبارته المشهورة : لا نريد مسيحيين لأن المسيحي (من خلقه الله مو مال كون!)؟
ما الفرق بين علي كيمياوي ذاته، هذا الذي  يقتل كردياً (لمجرد انه كردي) وبين نجمان ياسين المثقف الذي يريد سلب الكردي كل حق بسبب اسمه؟
وأخيراً ما الفرق بين ابن باز أعمى البصر والبصيرة الذي أفتى بأن دم الشيعيّ ودم الكلب سواء، وبين كاتب فلسطيني يستنكر على الشيعيّ العراقيّ اسمه؟

مرة طلبت مني مجلة عربية تصدر في لندن ان أكتب فيها شرط تغيير اسمي ( أي أن أجد لقباً اضيفه لاسمي بعد حذف اسم عبد الحسين) لأن المجلة تلك كانت توزع في العربية السعودية.
وكتب أحدهم في دفتر الزوّار بموقعي (توقيعه مازال موجوداً) يحيّي الشاعر أحمد بن عبد ربّ الحسين، مشوّهاً بذلك اسمي وصفحة الضيوف بهذا الاسم الطويل عديم الذوق.

    أفكر الآن بأن هؤلاء القوم أمامهم وقت طويل ليعرفوا العراق، ووقت أطول ليتقبلوه.
ذلك ان عدم تقبلهم لحقائقنا العراقية سيكون حائطاً سميكاً يحجزهم عن التعرف الينا.
وأن عدم تصديق الكثيرين منهم للمقابر الجماعية تابع لعدم تصديقهم حقيقة العراق الذي لم يعرفوا ولم يفهموا.
اسماؤنا التي يرون انها فضائح علينا سترها أو مداراتها أو الخجل منها، هي في الحقيقة تفضحهم، تفضح مجهولية العراق لديهم.

لهذا السبب فاننا عندما كنا نتكلم عن العراق كانوا يستقبلون الحديث كما لو انه عن الكائنات الخضر التي تستوطن المريخ، ولهذا عندما قلنا لهم ان العراقيين سيفرحون بسقوط بطلهم العربيّ كانوا يستحضرون كل ارث العرب في الردح ليلقوه على اسماعنا.
أسماؤنا تفضحهم، وتكشف ان العراق الذي تكلموا ويتكلمون الان عنه، لا وجود له الا في أذهانهم المحكومة بالأقانيم الثلاثة المقدسة ذاتها.

الى أن يتقبلوا ـ مرغمين ـ أسماء صموئيل وشمعون وميخا ودنخا وخوشابا وهوشنك وهافال وزوزك وعبد الزهرة وعبد الأئمة وعبد السادة وحزقيال ، سيكون العراق قد خطا خطوات مضاعفة تجعله بعيداً أكثر فأكثر عن هذه البداوة التي لم تزل تدور في ارجائها حرب الأسماء.

لكن ... أنت.... ما اسمك؟
عاشت الأسامي


http://aqwas.com



#أحمد_عبد_الحسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- مصور بريطاني يوثق كيف -يغرق- سكان هذه الجزيرة بالظلام لأشهر ...
- لحظة تدمير فيضانات جارفة لجسر وسط الطقس المتقلب بالشرق الأوس ...
- عمرها آلاف السنين..فرنسية تستكشف أعجوبة جيولوجية في السعودية ...
- تسبب في تحركات برلمانية.. أول صورة للفستان المثير للجدل في م ...
- -المقاومة فكرة-.. نيويورك تايمز: آلاف المقاتلين من حماس لا ي ...
- بعد 200 يوم.. غزة تحصي عدد ضحايا الحرب الإسرائيلية
- وثائق: أحد مساعدي ترامب نصحه بإعادة المستندات قبل عام من تفت ...
- الخارجية الروسية تدعو الغرب إلى احترام مصالح الدول النامية
- خبير استراتيجي لـRT: إيران حققت مكاسب هائلة من ضرباتها على إ ...
- -حزب الله- يعلن استهداف مقر قيادة إسرائيلي بـ -الكاتيوشا-


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - أحمد عبد الحسين - أسامينا.... شو تعبوا أهالينا...