أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - سليم نجيب - دنشواي الأقباط















المزيد.....

دنشواي الأقباط


سليم نجيب

الحوار المتمدن-العدد: 2305 - 2008 / 6 / 7 - 09:21
المحور: حقوق الانسان
    


شاهد العالم أجمع حوادث الاعتداءات الوحشية البربرية التي حدثت في الأسبوع الماضي بدير أبو فانا حيث تحولت منطقة دير أبو فانا إلى ما يشبه الثكنة العسكرية وكان قائد الحملة العسكرية سيادة محافظ المنيا اللواء أحمد ضياء الدين الذي أراد أن يشوه ويلوي الحقائق بكذبه مراراً وتكراراً في أحاديثه التليفزيونية والصحفية ولم يتق الله .

يا سيادة المحافظ،

إن هذا الهجوم الوحشي الهمجي ليس الأول من نوعه في هذا الدير الذي بني للرهبنة والتعبد وليس لحمل السلاح وسفك الدماء مثل جيران الدير الهمجييين المحميين برجال مباحث أمن الولة وبقيادة سيادتكم يا محافظ المنيا.

فكما كنا نقول هذا الدير تعرض لثمانية عشر هجوماً تتارياً خلال السنوات السبع الأخيرة وكان آخرها في 8 يناير 2008 إذ تعرض لهجوم وحشي غوغائي أسفر عن هدم ثمانية قلالي للرهبان وإطلاق عدة أعيرة نارية وتم حرق الكتب المقدسة وتدمير أيقونات كنسية وأصيب فيها بعض الرهبان. كما سبق أن تعرض الدير أيضاً لهجمة غوغائية يوم 19 مارس 2006 وكأن هذا الدير الأثري هو هدف عسكري.

وللعلم فإن هذا الدير تم إعتماده رسمياً بقرار من المجمع المقدس برئاسة قداسة البابا شنودة في الثالث من مارس 2004 وتبلغ مساحته 600 فدان وبه 18 راهباً بالاضافة إلى 10 آخرين من طالبي الرهبنة وبعض العاملين. وإن المزرعة التي تم إنشاؤها على إسم البابا كيرلس وتبلغ مساحتها 65 فداناً قام الدير بشرائها من مواطن يدعى أشرف الفوال وهو ما لم يرض بعض البدو والعربان من سكان المنطقة. ولقد وقعت عدة إعتداءات مماثلة خلال الأعوام الماضية بسبب أن عرب المنطقة يريدون الاستيلاء بالقوة على الأراضي المملوكة قانونيا ووثائقيا للدير ولمنع الدير من بناء سور يحيط بالأراضي التابعة له والتي يعتبرها -بالقوة والفوضى والتعصب- أنها مملوكة للعرب المسلمين.

ولقد حصل دير أبو فانا على موافقة رسمية نهائية من السلطات الحكومية الرسمية ببناء السور وشرعوا قبل عدة أيام في أعمال الحفر تمهيداً لتشييده مما أدى لسكان القرية المسلمين أن يوقفوا الأعمال بالتهديد والقوة حيث أن 60 شخصاً من سكان القرية المجاورة المسلمين هاجموا الدير وكانوا مسلحين بما لا يقل عن 20 بندقية آلية إضافة إلى العصي. كما أن هؤلاء المسلمين أطلقوا نيران كثيفة في الهواء ثم إستولى المهاجمون على الجرافة التي كان العمال يستخدمونها في الحفر وقاموا بهدم غرفتين يستخدمها الرهبان للخلوة بواسطة الجرافة وأحرقوا ثلاث غرف أخرى كما أحرقوا وهشموا محتويات الدور الأول من مبنى الكنيسة داخل حرم الدير.

أثناء هذه الأحداث أصيب إثنان من طالبي الرهبنة الموجودين في الدير بالرصاص وإثنان من الرهبان من جراء ضرب عنيف بالعصي واختطفوا ثلاثة رهبان هم الآباء أندراوس ومكسيموس ويؤنس وهؤلاء عذبوا وضربوا وأهينوا وقيدت أياديهم وتم تكسير أرجلهم وأيديهم وأعادوهم للدير وهم شبه أموات ولازال هناك مختفياً شقيق أبونا مينا الراهب وإسمه "إبراهيم تقي رياض" .

وكلنا رأينا في المواقع القبطية المختلفة بالصورة والصوت التسجيلات بأصواتهم ورأينا أرجلهم وأياديهم ووجوههم في حالتهم اللا إنسانية وبعد كل ذلك يتبجح سيادة محافظ المنيا ويصرخ بأنه ليست مسألة طائفية بل هو نزاع شخصي بين جارين.

لقد تم رصد ثمانية حوادث اعتداء على الأقباط خلال العشرة أيام الماضية من 21 مايو إلى أول يونيو 2008 أي تقريباً يومياً تحدث أحداث اعتداءات ضد الأقباط العزل لا لشئ سوى ديانتهم المسيحية. إن كل هذه الاعتداءات الوحشية البربرية تتم نهاراً جهاراً تحت سمع وبصر وحماية رجال الأمن.

إن مثل هذه الاعتداءات المتكررة ضد الكنائس والأديرة والمحلات التجارية والصياغ المملوكة للأقباط اتخذت شكلاً وبائياً تخطيطياً الهدف منها هو إرعاب وإرهاب وتحطيم الأقباط معنوياً ومادياً وبعد أن تكون تمت هذه الاعتداءات يبدأون بتمثيلية عمليات الصلح المفروضة على الأقباط وجلسات النفاق والكذب والتصريحات الكاذبة المضللة بالقبلات والأحضان من جانب سيادة محافظ المنيا ورجال المحافظة ورجال الأمن المركزي ولا يمكن أن ننسى أن سيادة محافظ المنيا طل بطلعته البهية في البرنامج التليفزيوني المصري "البيت بيتك" وبكل صفاقة وتضليل وكذب يصرح أمام المشاهدين للبرنامج "بأن كل هذه الأمور حدثت بسبب نزاع شخصي بين جارين وأنها ليست مسألة فتنة طائفية معاذ الله وأن روابط الأواصر التي تربط الاخوة بين المسلمين والأقباط على خير... الخ.

لو كنا في دولة يسود فيها القانون لأوقف هذا المحافظ المضلل بسبب تعمد اهماله في أداء وظيفته ولكن نحن في دولة القانون في أجازة منذ يوليو 1952 كما سبق أن صرح بذلك الوزير سعد زايد بعد إنقلاب العسكر في 23 يوليو 1952.

أيها السادة،،،

نقولها بكل صراحة وأمانة أن الرئيس محمد حسني مبارك هو المسئول الأول والأخير لما يلاقيه الأقباط من ظلم وإضطهاد وتمييز وتهميش. فمنذ ثورة العسكر عام 1952 "والرئيس يملك كل السلطات فهو الدستور والقانون وتوجيهاته تصير قانوناً نافذاً بالنفاذ المعجل الفوري المستعجل وليس تطبيقاً للدستور.

حقيقة لدينا نصوص دستورية عن المواطنة (مادة أولى) وعن المساواة وحرية العقيدة ومباشرة الشعائر الدينية (المادتين 40 و 46) ومع ذلك فان هذه النصوص هي حبر على ورق بدون تنفيذ.

العبرة إذن بالايمان في التطبيق العملي وإعمال مبدأ المواطنة والمساواة. لقد وضحت نية النظام وعلى قمته الرئيس مبارك فمنذ أن اعتلى كرسي الرئاسة عام 1981 وهو يرفض رفضاً باتاً إعطاء حقوق الأقباط المسلوبة المنتهكة ولو كانت فعلاً نيته سليمة وجادة وإيجابية وصريحة لحل قضية الأقباط لاستطاع سيادته إصدار توجيهاته لحل مشاكل المواطنين الأقباط.

هل ننسى تصريحات الدكتور أسامة الباز المستشار السياسي لرئيس الجمهورية حينما صرح: "لا نستطيع أن نحل قضية الأقباط الآن لأنها قد تخدش المسلمين فهذا يحتاج لوقت".

ألم يقال -مراراً وتكراراً- للأقباط "بأن رفع الصليب فوق الكنائس يخدش أحاسيس ومشاعر المسلمين وكأن الكنيسة أصبحت عورة. ما رأي رئيس البلاد فيما قيل ويقال حتى يومنا هذا . رحم الله سعد باشا زغلول ومصطفى باشا النحاس زعماء مصر المخلصين. للأسف الشديد أن رياح التعصب تسود فيها ثقافة الكراهية وعدم قبول الآخر وتكفير المسيحيين ليلاً نهاراً في المدارس والمعاهد التعليمية والمساجد وصولاً إلى أعلى مستويات الدولة.

هذا المناخ العام المسموم هو واقع معاش مؤلم يعيشه الأقباط يومياً. إننا نتحدى إن إستطاع أحد من المسئولين أو كبار رجال الدين المسلمين أن يكذب أو يرد على كل هذا الكلام الواضح وضوح الشمس. متى تفيقون من أجل مصر أولاً وأخيراً؟؟

لا تنسوا أن هذا الجو التعصبي ظهر بكل صراحة ووضوح منذ عهد السادات وازداد في عهد الرئيس مبارك ويستعملون أسلوب التقية وسياسة ذات الوجهين.

إن الهيئات القبطية لن تسكت ولن تتستر على كل هذه الجرائم التي يرتكبها النظام سواء عن عمد أو إهمال أو تقاعس ولسوف نصعد حملتنا إلى أعلى الأصعدة الدولية والمنظمات الدولية والاعلام الدولي ونحن واثقون أنه لن يضيح حق وراءه مطالب.

أما أنتم أيها الأقباط يا أحفاد الشهداء،
ثوروا ضد الاضطهاد والظلم والاعتداءات عليكم
ثوروا دفاعا عن أعراض فتياتكم
ثوروا ضد قوى الظلام والتعصب
ثوروا بلا خوف ولا تردد
ثوروا وقوموا بالاعتصامات السلمية القانونية
ثوروا وارفعوا صوتكم عالياً مدوياً
أشهدوا العالم أجمع

"من يمسكم يمس حدقة عينه" (زكريا8:2)
"ها أنا معكم كل الأيام وإلى انقضاء الدهر" (مت20:28)



#سليم_نجيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إستمرار سياسة تهميش الأقباط وإضطهادهم
- صوت المنظمات القبطية في المهجر لن يخمد
- وحتى الهيئات الدولية أدانت مصر
- النظام المصري وسياسة ذات الوجهين
- هل نجح مؤتمر المواطنة أم فشل؟؟
- قضية الأقباط بين الحوارات والمؤتمرات والمؤامرات
- الصليب بين الماضي والحاضر
- العبرة بالواقع وليس بالنصوص
- -يا مرائي أخرج أولاً الخشبة من عينيك وحينئذ تبصر جيداً أن تخ ...
- هل الأقباط أصحاب البلد؟
- لا للاعتذار من أصحاب السوابق - نطالب باعمال وتنفيذ قانون ازد ...
- هل المادة الثانية من الدستور المصري فوق الدستور؟؟؟
- من المسئول عن اضطهاد الأقباط وظاهرة اختطاف واغتصاب وأسلمة فت ...
- المواطنة المتساوية هي الحل
- كفى تخويفا وارهابا للأقباط
- أزمة الرسوم الكاريكاتورية و الازدراء بالعقيدة المسيحية في مص ...
- حول جريمة الأقصر
- تمخض الجبل فولد فأرا
- التمثيل النيابي للأقباط بين الأمس واليوم
- من يعتذر لمن؟ – اللي اختشوا ماتوا


المزيد.....




- الأمم المتحدة تطالب بإيصال المساعدات برّاً لأكثر من مليون شخ ...
- -الأونروا- تعلن عن استشهاد 13750 طفلا في العدوان الصهيوني عل ...
- اليابان تعلن اعتزامها استئناف تمويل وكالة غوث وتشغيل اللاجئي ...
- الأمم المتحدة: أكثر من 1.1 مليون شخص في غزة يواجهون انعدام ا ...
- -الأونروا-: الحرب الإسرائيلية على غزة تسببت بمقتل 13750 طفلا ...
- آلاف الأردنيين يتظاهرون بمحيط السفارة الإسرائيلية تنديدا بال ...
- مشاهد لإعدام الاحتلال مدنيين فلسطينيين أثناء محاولتهم العودة ...
- محكمة العدل الدولية تصدر-إجراءات إضافية- ضد إسرائيل جراء الم ...
- انتقاد أممي لتقييد إسرائيل عمل الأونروا ودول تدفع مساهماتها ...
- محكمة العدل تأمر إسرائيل بإدخال المساعدات لغزة دون معوقات


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - سليم نجيب - دنشواي الأقباط