أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - سليم نجيب - العبرة بالواقع وليس بالنصوص














المزيد.....

العبرة بالواقع وليس بالنصوص


سليم نجيب

الحوار المتمدن-العدد: 1868 - 2007 / 3 / 28 - 11:50
المحور: حقوق الانسان
    


من يطالع دستور الاتحاد السوفيتي (سابقا) والدستور النازي في عهد هتلر والدستور الايطالي في عهد موسوليني يجد في هذه الدساتير أجمل النصوص التي تتحدث عن الحرية والحقوق حتى يخيل للقارئ أننا أمام دساتير راقية كل الرقي تدعو الى الحرية والمساواة وتمتع المواطنين بكافة الحقوق التي تكفلها الدولة. ولكن الواقع المعاش هو قمة الدكتاتورية والقمع والاضطهاد والمعتقلات والسحل... الخ الخ.

ومن يطالع دستورنا المصري والتعديلات الأخيرة المزمع ادخالها يجد أن هناك نصوص كثيرة تتحدث عن الحرية والمساواة وأخيراً المواطنة فالمادتين 40 و 46 تشيران إلى أن المواطنين المصريين متساويين في الحقوق والواجبات بلا تفرقة كما أن حرية العقيدة وحرية ممارسة الشعائر الدينية مكفولة وكل مصري مسلم كان أم مسيحي يعلم تماما أن الواقع المعاش يناقض تماما ويتعارض كلية مع هذه النصوص الدستورية فما يلاقية الأقباط من اضطهاد وتعسف وتفرقة وتعريضاً لديانتنا المسيحية يفوق كل النصوص.

فالتغني بديمقراطية دستورنا المصري ومساواة المواطنين المصريين بغض النظر عن الجنس أو الدين.. والتغني بحرية العقيدة وحرية ممارسة الشعائر الدينية والتغني بمبدأ المواطنة الذي سيضاف ضمن التعديلات الدستورية يحتاج لضرورة وحتمية إعمال النصوص ووجود آليات الحماية القضائية والسياسية والعملية أي آليات للتطبيق والحماية المقننة.

يا حضرات السادة حكاماً ومحكومين،،،

ان هناك فارق كبير بين النص والواقع. قد يتضمن الدستور -وهو أسمى القوانين وأعلاها شأنا- نصوصاً عن المساواة والحرية واحترام حقوق كل الأفراد ثم يدلنا الواقع والتطبيق على انتهاكات هذه النصوص الدستورية وبالتالي يتأكد الانفصال بين الواقع ونصوص الدستور. يقاس نجاح نصوص الدستور ونصوص القانون بمدى أثرها وتعبيرها عن الواقع. فكيف يمكن لهذه النصوص أن تحقق الانصاف والمساواة في ظل انتهاك شبه يومي في الواقع المعاش فيحدث الفصل بين النص والواقع.

يا حضرات المسئولين،،،

ان التقدم الحضاري لا يقاس بوجود تشريعات وقوانين وانما بمقدار العمل بهذه القوانين واحترامها فيكون الدستور والقوانين مرآة صادقة للمجتمع وصدى لما يحدث في الواقع. نكرر أن العبرة ليست بوجود النصوص بل بمدى التزام واحترام الدولة لهذه النصوص.

وأنقل هنا فقرة من حكم المحكمة الدستورية العليا برئاسة الدكتور عوض المر في 1998 جاء فيها:- "ان الدولة القانونية -وعلى ما تنص عليه المادة 65 من الدستور - هي التي تتقيد في ممارستها لسلطاتها - أيا كانت وظائفها أو غاياتها- بقواعد قانونية تعلو عليها وتردها على أعقابها ان هي جاوزتها فلا تتحلل منها ذلك أن سلطاتها هذه -وأيا كان القائمون عليها- لا تعتبر امتيازاً شخصياً لمن يتولونها ولا هي من صنعهم بل أسستها ارادة الجماهير في تجمعاتها على امتداد الوطن وضبطتها بقواعد آمرة لا يجوز النزول عنها ومن ثم تكون هذه القواعد قيداً على كل أعمالها وتصرفاتها فلا تأتيها الا في الحدود التي رسمها الدستور وبما يرعى مصالح مجتمعها.

فالعبرة اذن ليست في اصدار دساتير وتعديلها أو قوانين ونصوص غير مطبقة -حبراً على ورق، وانما العبرة بالايمان بها وتنفيذها وجعلها ممارسة يومية فعلية في الحياة اليومية. فالعبرة اذن في التطبيق العملي الذي يسمح بمعرفة هل يتم بالفعل إعمال مبدأ المواطنة أم لا؟؟

ان معيار شرعية أي نظام سياسي سيقوم على مدى احترامها للتعددية واحترام الآخر واحترام حقوق الأقليات (الأقلية المسيحية والمرأة والبهائيين... الخ) وحق أعضائها في المساواة الكاملة مع أعضاء الأغلبية.

ان مصر بلد تتسم بالتعددية الدينية بمعنى وجود مسلمين وأقباط يعيشون في نفس المجتمع فانه بالرغم من أن هناك أصوات تقول أن الأقباط ليسوا أقلية فان الواقع الأليم المعاش يثبت -بلا لف ولا دوران- أن هناك مشكلات عديدة لهم ينبغي التصدي ليس بالنصوص النظرية الجوفاء بل باعمال النصوص الدستورية بالعزم والشجاعة ونية خالصة للتنفيذ.

هذا هو الطريق الوحيد لسد الباب أمام التدخلات الأجنبية ولعل هذا يقودنا الى أن نتأمل بعمق الرؤية القبطية لمبدأ المواطنة وكيفية اعماله في السياق المصري المعاصر. وخير ختام حكمة المهاتما غاندي حينما قال:

"تقاس حضارة الدول بطريقة معاملتها للأقليات".



#سليم_نجيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -يا مرائي أخرج أولاً الخشبة من عينيك وحينئذ تبصر جيداً أن تخ ...
- هل الأقباط أصحاب البلد؟
- لا للاعتذار من أصحاب السوابق - نطالب باعمال وتنفيذ قانون ازد ...
- هل المادة الثانية من الدستور المصري فوق الدستور؟؟؟
- من المسئول عن اضطهاد الأقباط وظاهرة اختطاف واغتصاب وأسلمة فت ...
- المواطنة المتساوية هي الحل
- كفى تخويفا وارهابا للأقباط
- أزمة الرسوم الكاريكاتورية و الازدراء بالعقيدة المسيحية في مص ...
- حول جريمة الأقصر
- تمخض الجبل فولد فأرا
- التمثيل النيابي للأقباط بين الأمس واليوم
- من يعتذر لمن؟ – اللي اختشوا ماتوا
- ترشيحات الأقباط وانتخابات مجلس الشعب
- من زرع حصد
- حول المواطنة وحقوق الأقباط
- حرية العقيدة في الاسلام وفي مصر في ضوء المواثيق الدولية لحقو ...
- خطاب مفتوح الى سيادة الرئيس محمد حسني مبارك رئيس جمهورية مصر ...
- تحية اجلال وتقدير وشكر وامتنان
- عالمية حقوق الإنسان
- بيان الهيئة القبطية الكندية بشأن قضية الكشح


المزيد.....




- بالصور..اعتقال عشرات الطلاب في تكساس بسبب مشاركتهم في مظاهرا ...
- تأييدًا لغزة.. طلاب وأساتذة يتظاهرون في جامعة سيدني
- شبح المجاعة لا يغيب.. غزيون يشتكون شح السلع وغلاءها
- الحكم على مغنٍ إيراني بالإعدام على خلفية احتجاجات مهسا
- الإعدام لـ11 شخصا في العراق أدينوا -بجرائم إرهابية-
- تخوف إسرائيلي من صدور أوامر اعتقال بحق نتنياهو وغالانت ورئيس ...
-  البيت الأبيض: بايدن يدعم حرية التعبير في الجامعات الأميركية ...
- احتجاجات أمام مقر إقامة نتنياهو.. وبن غفير يهرب من سخط المطا ...
- الخارجية الروسية: واشنطن ترفض منح تأشيرات دخول لمقر الأمم ال ...
- إسرائيل.. الأسرى وفشل القضاء على حماس


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - سليم نجيب - العبرة بالواقع وليس بالنصوص