أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - إبراهيم ابراش - سلطتان وحكومتان ولكن من يحمل ويحمي المشروع الوطني؟















المزيد.....

سلطتان وحكومتان ولكن من يحمل ويحمي المشروع الوطني؟


إبراهيم ابراش

الحوار المتمدن-العدد: 2304 - 2008 / 6 / 6 - 04:29
المحور: القضية الفلسطينية
    


كنا بسلطة فأصبحنا بسلطتين،كنا بحكومة فأصبحنا بحكومتين،كنا بشرعية ثورية /تاريخية فأصبحنا بالإضافة لها بشرعية ديمقراطية وانتخابية بعد أن فرضوا علينا انتخابات خارج السياق في تجربة لم يعرفها أي شعب خضع للاستعمار،كنا باستراتيجية وطنية ومشروع وطني فأصبحنا باستراتيجيات ومشاريع بعدد الفصائل بل بعدد كل جماعة مسلحة... ولكن مقابل ذلك أصبحنا نفاوض اليوم على حق اقل وارض أقل.. قيل لنا إن مشكلة الفلسطينيين أنهم يضيعون فرصا ثم يندمون عليها ،قالوا ذلك منتقدين رفض الفلسطينيين لقرار التقسيم –مع أن قرار الرفض كان عربيا وليس فلسطينيا- وقالوا ذلك منتقدين رفض الفلسطينيين المشاركة باتفاقات كامب ديفيد التي وقعها الرئيس السادات مع إسرائيل ،وقيل ذلك لإقناع الفلسطينيين بالمشاركة بمؤتمر مدريد ثم توقيع اتفاقية أوسلو ،وقيل ذلك للضغط على الفلسطينيين لتوقيع ما تلا ذلك من اتفاقات بما فيها خطة خارطة الطريق وتفاهمات انابولس ثم التنسيق الأمني مع الأمريكيين والإسرائيليين.قيل لنا العالم يتغير ومفاهيم القوة تتغير والشرعية الدولية تتغير وعليكم أن تُحسنوا التعامل مع عالم متغير،فتغيرنا وقبلنا بالشرعية الدولية وتسابقنا مع إسرائيل في محاولة كسب ود العالم وخصوصا واشنطن،وقبلت منظمة التحرير أن نعيد النظر بحقوق منحتنا إياها الشرعية الدولية ،فنبذت الإرهاب وقبلت بتجاهل قرارات دولية في صالحنا وبالتحايل على قرار حق عودة اللاجئين ليصبح إيجاد حل عادل لقضية اللاجئين ،وقبلت بدولة في الضفة والقطاع حتى وإن كانت بالتجزئة وعلى مراحل وحتى منزوعة السلاح ...،ومع ذلك فالسلام أصبح ابعد منالا وقياداتنا تتفاوض اليوم على حق اقل وارض اقل.

جعلوا وجعلنا من أرضنا وشعبنا حقل تجارب لكل الأيديولوجيات وساحة اختبار قوة لكل المحاور الخارجية،باسم الإسلام تارة وباسم العروبة تارة أخرى وباسم أي زعيم عربي يريد أن يوظف القضية الفلسطينية ليخفي استبداده وفساده في بلده.ومع ذلك وبالرغم من كل هذه الأبعاد :بعد إسلامي قوامه مليار ونصف من المسلمين وبعد قومي قوامه أكثر من ثلاثمائة مليون من الناطقين بالضاد ،وبالرغم من مئات المؤتمرات والمظاهرات تحت رايات هذه الأبعاد... فالشعب الفلسطيني يعيش حصارا بل سجنا كبيرا حيث يموت فيه الأطفال من نقص التغذية والناس من نقص الدواء ،وتتفاوض قيادات سياسية على هدنة مقابل الغذاء وبقاء حكم حماس في غزة،وقيادات أخرى تتفاوض لاستمرار الدعم الدولي في ظل استمرار الاستيطان والاحتلال في الضفة.
فأين الخلل يا ترى ؟هل في العالم لأنه لا يريد أن يكون طوع بناننا؟أم هو في العدو الذي لا يمكن إلا أن يكون عدوا و أن يمارس كل ما يتعارض مع طموحاتنا وحقوقنا المشروعة؟أم أن الخلل يكمن بالإضافة لما سبق، فينا كفلسطينيين.خلل يكمن بغياب استراتيجية وقيادة عمل وطني.نتمنى ألا يُفهم من ذلك أننا نقلل من أهمية المواقف الخارجية المعادية ولا من السياسة الإسرائيلية الرافضة للسلام ،ولكن لو كانت لدينا استراتيجية عمل وطني وقيادة وحدة وطنية ورؤية استراتيجية محل توافق ،ما كانت أمورنا وصلت لما نحن عليه ،ولما تمكن العدو منا كما هو موجود اليوم حيث ينفرد بأهلنا وبالحكومة بالضفة ،وكذا بأهلنا وبالحكومة في القطاع ،بل يحاول أن يضرب ويبتز كل حكومة بالحكومة الأخرى .

تحت تأثير الرهاب الفكري والنفسي لمقولة (إن الفلسطينيين يضيعون الفرص)ساد الارتباك والتخبط السياسة والاستراتيجية عند النخبة السياسية بحيث بات البعض يهرول بلا حدود نحو إبداء الاستعداد للتنازل للعدو،والبعض الأخر يهرب بعيدا نحو التشدد وتُغييب العقل في التعامل مع القضية الوطنية بحيث باتت كلمة السلام والتسوية السلمية تعادل الخيانة،البعض يريد ألا يضيع أية فرصة تلوح تحت شعار التسوية السلمية حتى وإن تعارضت مع حقوقنا المشروعة ،والبعض يُضيع كل فرصة حتى وإن كانت تخدم الحقوق المشروعة،الذين يريدون ألا يضيعوا أية فرصة ينظرون بتشاؤم للمستقبل ولا يعولون كثيرا على متغيرات قريبة تخدم القضية الوطنية ،والذين يضيعون كل فرصة يراهنون على مستقبل واعد يتغير فيه حال الأمة الإسلامية والعربية أو تأت طير أبابيل ترمي اليهود بحجارة من سجيل.

بعيدا عن ثنائيات: التفاؤل والتشاؤم، تعظيم ألذات وجلد ألذات،الوطنية والخيانة،التسوية السلمية والمقاومة،الشرعية وعدم الشرعية ...،فإن الواقع يقول بان الشعب الفلسطيني وبالرغم من كل شيء ما زال ثابتا ومتجذرا في وعلى أرضه،وإن كانت إسرائيل تحقق الأمن لشعبها فهي عاجزة أن تحقق السلام لا لشعبها ولا للمنطقة.قد تنكسر عزيمة نخبة وطبقة سياسية فلسطينية،قد ينهار حزب أو حركة سياسية،قد يجوع الشعب ويحاصر... ولكن إرادة الشعوب لا تنكسر وحقوقها الوطنية التاريخية لا تتلاشى ،ولنأخذ ذكرى (النكبة) كمثال ،ففي الذكرى الستين ومن خلال الفعاليات الفلسطينية والعربية في كل مكان والتي شاركت بها الفضائيات العربية وخصوصا قناة الجزيرة بشكل متميز،نلمس وكأن النكبة حدثت بالأمس فقط ،فتم رد الاعتبار لحق العودة وتم إحياء الوطنية الفلسطينية مجددا،وحاصرت الذكرى الكيان الصهيوني الذي احتفل بها تحت عنوان (عيد الاستقلال) ،في جو يسوده الخوف والتوتر و بالكاد استطاعت كلمات رؤساء الدول الحليفة – وخصوصا كلمة الرئيس بوش-أن تطمئنهم وتشعرهم بالأمان.

ولأن المشوار ما زال طويلا،فالمطلوب تجديد الرؤى واستراتيجيات العمل والنخب السياسية ،وإن كان للوطن علينا حق فإن للعقل علينا حق أيضا، وحق العقل من حق الوطن ،حق العقل أن نبتعد عن الشعارات الكبيرة التي تثير العواطف ولا تغير الواقع، والإيديولوجيات المأزومة والمصالح الشخصية والحزبية الضيقة،حق العقل علينا أن نعيد الاعتبار لمشروعنا الوطني ولاستقلالية القرار الوطني ،أن نُحيي استراتيجية السلام الفلسطينية ،السلام العادل القائم على حقنا بدولة فلسطينية مستقلة بالضفة والقطاع وعاصمتها القدس الشريف مع حق عودة اللاجئين الفلسطينيين،وحق العقل علينا ألا نخشى السلام أو نتهرب من استعمال مفرداته،فالسلام هدف ومطلب استراتيجي لكل شعوب الأرض ،فلا شعب عاقل يقول بأنه لا يريد السلام،و في إطار السعي للسلام يمكن توظيف أدوات متعددة كالمفاوضات أو المقاومة أو الحرب،ولكن كل ذلك في إطار وجود استراتيجية سلام محل إجماع وطني.
وهكذا خسرنا أو كدنا نخسر معركة السلام كما خسرنا أو كدنا نخسر معركة الحرب والمقاومة والجهاد ،والخلل في جميع الحالات لا يكمن بمبدأ وفكرة السلام كما لا يكمن بالحق بالمقاومة ،بل بغياب استراتيجية عمل وطني وتوافق وطني، وبغياب مشروع وطني حقيقي، اليوم نعيش بحكومتين وسلطتين وبعديد من الأحزاب والفصائل، ولكن دون مشروع وطني،فمن سيحمل ويحمي المشروع الوطني ؟ .





#إبراهيم_ابراش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حركة فتح والشروع الوطني والحكومة
- احذروا تسوية غير قابلة للفشل لغياب البدائل
- انقلاب السلطة على المشروع الوطني
- الثوابت الوطنية:أيديولوجيا أو مهام نضالية
- ضرورة تخليص المشروع الوطني الفلسطيني من استحقاقات التسوية
- الخطاب السياسي العربي بين الايديولوجيا والواقع
- سر تفاؤل الرئيس أبو مازن بحل خلال هذا العام
- المبادرة اليمنية والتباس مفهوم عودة الأوضاع لما كانت عليها
- الخوف على الضفة والقدس وليس على غزة
- القضية الغزاوية أم القضية الفلسطينية؟
- القضية الغزاوية أم القضية الفلسطينية؟
- قطاع غزة:كيان مستقل أو أراضي محتلة؟
- الدولة الفلسطينية في المواثيق الوطنية
- تصريحات بوش تغير مرجعيات التسوية وتربك النخبة السياسية الفلس ...
- حتى لا نكون شهاد زور على مؤامرة تصفية المشروع الوطني
- استنهاض الحالة الثقافية في فلسطين بين شح الامكانيات وغياب ال ...
- مؤتمر أنابولس :مؤتمر لسلامهم أم لسلامنا؟
- ضرورة تخليص السياسة من أوهامها
- غصن زيتون أبو مازن وغصن زيتون أبو عمار
- لا شرعية بل إدانة لكل عمليات عسكرية متبادلة بين حركتي فتح وح ...


المزيد.....




- بيان من -حماس-عن -سبب- عدم التوصل لاتفاق بشأن وقف إطلاق النا ...
- واشنطن تصدر تقريرا حول انتهاك إسرائيل استخدام أسلحة أمريكية ...
- مصر تحذر: الجرائم في غزة ستخلق جيلا عربيا غاضبا وإسرائيل تري ...
- الخارجية الروسية: القوات الأوكرانية تستخدم الأسلحة البريطاني ...
- حديث إسرائيلي عن استمرار عملية رفح لشهرين وفرنسا تطالب بوقفه ...
- ردود الفعل على قرار بايدن وقف تسليح
- بعد اكتشاف مقابر جماعية.. مجلس الأمن يطالب بتحقيق -مستقل- و- ...
- الإمارات ترد على تصريح نتنياهو عن المشاركة في إدارة مدنية لغ ...
- حركة -لبيك باكستان- تقود مظاهرات حاشدة في كراتشي دعماً لغزة ...
- أنقرة: قيودنا على إسرائيل سارية


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - إبراهيم ابراش - سلطتان وحكومتان ولكن من يحمل ويحمي المشروع الوطني؟