أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صباح محسن مناتي - الآخرون..؟














المزيد.....

الآخرون..؟


صباح محسن مناتي

الحوار المتمدن-العدد: 2308 - 2008 / 6 / 10 - 08:20
المحور: الادب والفن
    



دائماً ما يحدث الخلل والاشكالية فيما يخص الذات والآخر، وتبدأ عملية البحث عن أفق جديد لغلق مسألة الصراع المحتدم بينهما، ولأن السؤال قائم منذ الأزل، وحتى مرحلة التشكيك يبقى الامر غامضاً لحين ولأن مقولة سارتر أن الآخرين هم الجحيم ربما كانت تدخل في مظهر آخر من مظاهر الصراع الذي بدأ يتأسس ويتأجج بين الذات والآخر ولو بأشكال وطرق فلسفية وظاهراتية متأرجحة في فك الاشتباك عن هذا الغموض.
ذهب المفكرون والمختصون بهذا الشأن الى مناطق نائية للبحث عن مكنونات هذا الصراع ومحاولة فك بعض من شفراته المتداخلة.
إنّ الآخر وإن بدت عليه ملامح الرضا أو الغضب أو النزق أو الخوف وحتى العنف الذي صار في الوقت الراهن من اكبر الاشكالات التي تواجه الحياة المعاصرة الآن، لا قدرة لك على المضي في فهمه ومحاولة ارضائه أو التقرب منه كي تشاركه ما يعانيه لازالة كل ما يضيّق الخناق عليه.
قد تبدو فكرة الانسجام مع الذات أو التوافق معها شيئاً مطروحاً، بل أحياناً مقنعاً، وذلك تحت مسميات عدة أولها انك تفهم ذاتك خير من الآخر فهذا الأمر قد يبدو شائكاً وربما مستحيلاً، فأين لك من ادراك وقوة بصيرة وفهم واسع لاحتواء الآخر بكل اشكالاته ونزقه وحتى اختياراته، إنّ الأمر يبدو مستحيلاً وصعباً ويدفعك الى الاستسلام والترهل أمام واقع من الصعب مواجهته والدخول في أتونه، الآخرون شيء مبهم وملفوف بالأسرار، وأي محاولة لازاحة غطائه قد تأتي عليك بما لا تحتسب.
إنّ انهيار الذات أمام المواجهات الكبرى لا يعني ضآلتها وحسب بل الأمر يتعدى هذا ليدخل في مفاهيم ورؤى تتعدى قدرة الذات على كشف مزايا وهموم الآخر ولو تأملت قليلاً ما أنتجه تاريخ البشرية من صراعات وحروب أدت الى تشتت في البناء العام للانسان وخروجه من لبوسه الفطري الى مناطق اكثر ايذاءً واكثر انفعالاً، أتى على ما تبقى له من حسن نية وفطرة الطيبة التي جبل عليها، وأخذت المفاهيم الاكثر سواداً والأكثر ظلامية مأخذاً لا رجعة له منها بل زاد الأمر كثيراً على هذا هو ابتكاره لوسائل اكثر ايغالاً بالفجيعة والألم ، وصار الأمر وكأن الحياة لا تستمر الاّ من خلال ايداع واكتشاف الألم والذي يؤدي بالنتيجة الى الرعب والخواء.
كذلك فقد تم بناء شخصية الكائن البشري وعبر مراحل التاريخ على انتاج الأوجاع والمآسي، وحاولت جاهدة علوم النفس والاجتماع للحيلولة دون وقوع الانسان بحبائل تلك المفاهيم وكلها فشلت إن لم تكن قد استسلمت وتراجعت.
إنّ الآخر حين يجبل على سلوك تمت تنميته عبر مراحل تاريخية عرجاء وطروحات تأتي من واهمين متزلفين أفاقين قد تشكل خطراً قائماً، بل ومثمراً لأن هناك من يقوم بتغذيتها وادامة لمعانها وحتى وأن تطلب الأمر استخدام ما يبلس لتحسين ذلك الخطأ.
ولأن الانسان يمتلك سر بقائه، وقوة ايمانه بذاته والتي تشكلت عبر صراع مرير مع الاشياء المحيطة به، من طبيعية الى بشرية صار يفهم المواجهة، وامتلاك أدوات ووسائل الدفاع عن حدوده والتي يرى صرورة ان لا تتهدم أو تُمحى، على هذا ظل دائم البحث عن ما يقيه شرور الآخر المدجج بالعنف والالغاء، ليعبر ومعه ذاته الأزلية النقية عبر تاريخ تشكلها على هيئة الانسان الكامل والبعيد عن الضغائن والعقد وكل ما يسلخ انتماءه وانسانيته التي جبل عليها لينهي كل ما يشكل عائقاً ومعرقلاً لنبوغه كأنسان خلقه الله حراً ونبيلاً.
صباح محسن.






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السياسي.. المثقف.. صراع البقاء أم الازاحة؟
- خمسون
- راسكو لينيكوف


المزيد.....




- حين استمعت إلى همهمات الصخور
- تكريم انتشال التميمي بمنحه جائزة - لاهاي- للسينما
- سعد الدين شاهين شاعرا للأطفال
- -جوايا اكتشاف-.. إطلاق أغنية فيلم -ضي- بصوت -الكينج- محمد من ...
- رشيد بنزين والوجه الإنساني للضحايا: القراءة فعل مقاومة والمُ ...
- فيلم -ساحر الكرملين-...الممثل البريطاني جود لو لم يخشَ -عواق ...
- معبر رفح بين الرواية المصرية الرسمية والاتهامات الحقوقية: قر ...
- رواية -رجل تتعقّبه الغربان- ليوسف المحيميد: جدليّة الفرد وال ...
- وحش الطفولة الذي تحوّل إلى فيلم العمر.. ديل تورو يُطلق -فران ...
- جود لو يجسّد شخصية بوتين.. عرض فيلم -ساحر الكرملين- في فينيس ...


المزيد.....

- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صباح محسن مناتي - الآخرون..؟