أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صباح محسن مناتي - راسكو لينيكوف














المزيد.....

راسكو لينيكوف


صباح محسن مناتي

الحوار المتمدن-العدد: 2300 - 2008 / 6 / 2 - 08:51
المحور: الادب والفن
    



راسكو لينيكوف بطل فذ في الادب الروسي، وقد زرعه دستويفسكي في روايتة ذائعة الصيت الجريمة والعقاب، والتي كشف فيها المستوى الاجتماعي في عصر القياصرة، والانحطاط الذي ساد في تلك الفترة من تاريخ روسيا القيصرية، مزيحا الغطاء عن الفساد والقهر الاجتماعي وانهيار القيم الاخلاقية جراء تعسف الطبقة الحاكمة بمجريات الامور وسد الطريق امام طموحات الجماهير العريضة المطالبة بتغيير الوضع، وقد شهدت تلك الفترة تأثيرات الثورة الفرنسية على اغلب طلائع الشباب وتأثرهم الواضح بطروحات الثورة.
ولأن دستويفسكي اخذ منحى آخر في مجريات الرواية، وذلك بوضع بطل روايته في مأزق اخلاقي فاجع حين قام بقتل تلك العجوز المرابية بشكل بشع، اما عوزه والفاقه التي كان يعيش بها، وتبريره لذلك العمل المفجع بطروحات ونظريات لاتخلو من تأثير قراءاته لفلسفة الثورة الفرنسية، وبعض من قراءاته للقانون الجنائي في تلك الفترة، ومن هذا النهج العام وضع دستويفسكي بطل روايته والتي يزيد عدد صفحاتها لاكثر من 700 صفحة في صراع مرير ومدمر ليكشف لنا من خلال سطور الرواية ازمة البطل وانكساراته باسلوب شّيق ومستفز، ومعاناته مع نفسه وانثيالاته المتكررة لتبرير فعلته تلك، الى ان يصل نهاية المطاف الى الاعتراف بجريمته امام نفسه اولا ومن ثم امام القانون.
كم منا يسأل هذا السؤال اليوم ونحن نشاهد ونسمع ونقرأ ونحتك ونتعرض لعملية قتل يومية، هل يعاني هذا القاتل اليومي والمتكرر والمدمر والوحشي وهل يسأل نفسه حين تحكي معها عما يدفعه للقتل، وهل هنالك امكانية ليفعل هذا بطبيعة الامور اشك في مثل هذا الاجراء على الاقل على المستوى النفسي ليس الا ؟.. ان شيوع ظاهرة القتل التي يعج بها مجتمعنا اليوم والتي تدخل في مفاهيم عدة منها السياسي والمذهبي والفكري، الى ان وصلت مستويات غاية في الصعوبة، منها مثلا القتل الجماعي بالسيارات المفخخة والاحزمة الناسفة والعبوات الاكثر فتكا بحياة الناس واكيد ان هذا كله يدخل ضمن مفهوم الجريمة القصوى التي يحددها القانون بالاصرار والترصد، انها بالنتيجة جريمة كبرى لايستسيغها دين او ملة او اخلاق، ان النزوع لحل الامور بطرق وحشية هو اخر الحلول للانسان البدائي، فكيف ونحن نعيش في فترة ومرحلة انسانية متقدمة، يطغي فيها الحوار والسلام على كل ماقد يسبب المشاكل بين الناس ويصل بالامور لطرق مسدودة .
قد يبدو الامر ونحن نتحدث عن شكل من اشكال الحياة الحديثة بكل تطوراتها الانية ومأخذها، والصراع الذي يشيع بين الدول بجميع اشكاله الجغرافية والايدلوجية والمذهبية، وسيادة ثقافة المبعد الواحد، وهيمنة التشدد على الحياة العامة والافتقار الى النموذج المؤمن بالاخر، كل ذلك وراء هذا التخبط الذي وصل بالامور الى مانحن عليه.
ان النفور من الاخر ومحاولة ازاحته بشتى الطرق ليس من التحضر بشيء، بل هنالك في الحياة طرق وسلوكيات اكثر اقناعا واكثر ودا لتلاقي الافكار والطروحات باساليب اكثر انسانية للحفاظ على النوع البشري ولو بالحوار .
صباح محسن






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- أنقذتهم الصلاة .. كيف صمد المسلون السود في ليل أميركا المظلم ...
- جواد غلوم: الشاعر وأعباؤه
- -الجونة السينمائي- يحتفي بـ 50 سنة يسرا ومئوية يوسف شاهين.. ...
- ?دابة الأرض حين تتكلم اللغة بما تنطق الارض… قراءة في رواية ...
- برمجيات بفلسفة إنسانية.. كيف تمردت -بيز كامب- على ثقافة وادي ...
- خاطرة.. معجزة القدر
- مهرجان الجونة يحتضن الفيلم الوثائقي -ويبقى الأمل- الذي يجسد ...
- في روايته الفائزة بكتارا.. الرقيمي يحكي عن الحرب التي تئد ال ...
- في سويسرا متعددة اللغات... التعليم ثنائي اللغة ليس القاعدة  ...
- كيت بلانشيت تتذكر انطلاقتها من مصر في فيلم -كابوريا- من بطول ...


المزيد.....

- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- بيبي أمّ الجواريب الطويلة / استريد ليندجرين- ترجمة حميد كشكولي
- قصائد الشاعرة السويدية كارين بوي / كارين بوي
- ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا / د. خالد زغريت
- الممالك السبع / محمد عبد المرضي منصور
- الذين لا يحتفلون كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- شهريار / كمال التاغوتي
- مختارات عالمية من القصة القصيرة جدا / حسين جداونه
- شهريار / كمال التاغوتي
- فرس تتعثر بظلال الغيوم / د. خالد زغريت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صباح محسن مناتي - راسكو لينيكوف