أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حامد أنور - أمركة السينما المصرية: بين الاقتباس .. وخصوصية الهوية















المزيد.....

أمركة السينما المصرية: بين الاقتباس .. وخصوصية الهوية


حامد أنور

الحوار المتمدن-العدد: 2298 - 2008 / 5 / 31 - 09:19
المحور: الادب والفن
    


بين الاقتباس أو السرقة تتأرجح السينما المصرية فى اعتمادها على عدد كبير من أفلامها علي الاقتباس من أفلام عالمية دون أن تتضمن هذه الأعمال فكرة مصرية خالصة إلا أقل القليل، فظاهرة الاقتباس في السينما المصرية من السينما الأمريكية، ظاهرة قديمة جداً صاحبت بداية السينما المصرية وظلت مواكبة لها رغم تقدمها، لكن الاقتباس في الماضي كان يشار إلى مصادره، وكثيراً ما كان يتم إغفال المصدر ظناً من المنتجين وصناع الأفلام أن ذكر المصدر يقلل من قيمة الفيلم، ومن ناحية أخرى فإن الكتاب يعتقدون أنهم يكتسبون التقدير من كونهم مؤلفين وليسوا مقتبسين، إضافة إلى حصولهم على أجور أعلى نظير قيامهم بهذا الإجراء.
ولأن الاقتباس يتم عن أفلام عالمية لا يتابع مؤلفيها ومنتجيها ما يحدث وربما لا يهتمون بالأمر، فإن المقتبسين يستمرون في سرقاتهم دون رقيب أو وازع، الأمر الذى يطرح سؤالا مهماً يتصل بحقوق التأليف والإبداع وخصوصية الهوية والتفرد، فإذا أعلن النقاد والصحفيين عن تلك الوقائع والسرقات فإن المقتبسين إما أن ينكروا ويكذبوا الوقائع أو يلزموا الصمت حتى تنتهي هذه الإثارة والضجة التى تعد إهانة على المستويين الأخلاقى والمهنى.
إن ما يحدث على الساحة الفنية يطرح سؤالاً مهما. هل النقاد والصحفيون مطالبون بمشاهدة كل الأفلام الأمريكية والربط بينها وبين الأفلام المصرية المقتبسة منها؟ إن ما يحدث هو اعتماد هؤلاء النقاد الصحفيون على حاستهم وإحساسهم بشبهة الاقتباس بين هذه الأعمال المقتبسة "المسروقة" وبين النسخة الماستر "الأصلية" التى تعتمد على فكر وتكنيك متفرد يعكس خصوصية وهوية صناع الفيلم، وبما أن النقاد والصحفيون لا يؤكدون عملية الاقتباس "السرقة" فإن المؤلفين والمنجين يعتمدون على مبدأ عدم الأخذ بالشبهات، وما يقال عن المؤلفين يقال أيضاً وبالطريقة ذاتها عن المخرجين الذين ينقلون عن الأفلام التي تعرضت للاقتباس سواء أكانت أفلاماً بأكملها أو مشاهد من هذه الأفلام، وكذلك المصورون والموسيقيون ومصممو الديكور والملابس ومنفذو الماكياج ..الخ، ولكى يتأكد فعل الاقتباس "السرقة" تأكيداً عملياً نشير إلى عدة أفلام تجلت فيها كل أوجه التشابهه والتطابق بين الأصل الأصيل والمستنسخ المقتبس، فنجد أن فيلم "ملاكى إسكندرية" مقتبس عن فيلم "التحليل الأخير" لريتشارد جير وادوارد نورتون، وفيلم "الحاسة السابعة " مقتبس عن فيلم "ماذا تريد النساء" لميل جيبسون، وفيلم "حرب أطاليا" مقتبس من فيلم "أوشن إيلفين" لجورج كلونى وبراد بيت.
وباستعراضٍ لنماذج من هذه الأفلام نجد أن فيلم "مجانين على الطريق" لسمير صبرى وسميرة صدقى وسماح أنور ويتلخص الفيلم أنه على الطريق الصحراوي المؤدى إلى السويس يسير عدد من الأشخاص بسيارتهم، تتوقف إحدى السيارات ويستغيث سائقها بالمارة بعد أن تداهمه أزمة قلبية، تتوقف السيارات ليعترف أمامهم قبل وفاته بأنه يدفن كنز به 2 مليون دولار في وادى الراحة بسيناء ويسرع الجميع إلى المكان ويصل إلى هناك شوقي الذي يعلم بأمر الكنز مسبقًا ويعثر مجموعة المتصارعين على الكنز ويهددهم شوقي بمسدسه ويستولى على الكنز ويطاردونه ويحاول الهرب فتنزلق قدمه في البحر ويتناثر ما بداخل الحقيبة من أموال، وفى هذا الإطار تؤكد الناقدة خيرية البشلاوى أن فيلم "مجانين على الطريق" هو عمل مأخوذ عن الفيلم الأمريكي "إنه عالم مجنون مجنون مجنون" والفيلم ضعيف التأثير رغم جسارة كاتبه محمد يوسف الذي لم يخش التقليد، ولم ترهبه التجربة الأصل، بل حاول هو والمخرج أن يحاكيها.   
أما فيلم "التوربينى" إنتاج الماسة وأوسكار والنصر تأليف محمد حفظى وإخراج أحمد مدحت، وبطولة هند صبرى وشريف منير وأحمد رزق فقد نال مع بدء عرضه استحسان النقاد وإشادتهم بالرغم من أنه مأخوذ عن فيلم "رجل المطر" للنجم الأمريكى توم كروز وداستن هوفمان وتدور أحداثه حول أخ يستغل شقيقه المعاق ذهنيا في عدة أعمال مشروعة وغير مشروعة لتحقيق أهدافه وطموحاته الخاصة.
وفيلم "بدر" إنتاج 2001 تأليف وإخراج يوسف منصور وقامت ببطولته ملكة جمال مصر لعام 1999 انجى عبد الله في أول تجاربها السينمائية، وتدور أحداث الفيلم حول ملكة جمال العالم التي تتعرض لمخاطر وتلجأ إلى حارس خاص لحمايتها ومع الوقت تنشأ بينهما قصة حب، والفيلم مأخوذ عن الفيلم الأمريكى "بودي جارد" بطولة ويتني هويستن وكيفن كوستر، أما فيلم "الوردة الحمراء" بطولة يسرا وأحمد رمزى ومصطفى فهمى إخراج إيناس الدغيدى فمأخوذ عن الفيلم الأمريكى "جيلدا" وتدور أحداثه حول رجل أعمال يتزوج من مطربة مشهورة بالرغم من ارتباطها عاطفيا بأحد العاملين معها ويلقى الضوء على التجارة المشروعة للمخدرات والسلاح.
وعلى الرغم من أن فيلم "ملاكى إسكندرية" هو الآخر مأخوذ عن الفيلم الأمريكى "التحليل الأخير"، فإنه مأخوذ بتصرف متقن يجبر على تجاوز هذه المقارنة بين المستنسخ والمصدر الذى أسقط عمدا من قبل صناع الفيلم الذى كتب له السيناريو والحوار محمد حفظى الذى كانت له تجارب فى هذا المجال من خلال أفلامه السابقة "السلم والتعبان"، و"تيتو"، والفيلم يدور حول جريمة قتل لا تتكشف تفاصيلها إلا مع كلمة النهاية، وقد نجحت من خلاله مخرجته ساندرا نشأت فى الوقوف على أرضية مختلفة، ونجحت فى إطلاق نجومية أبطالها أمثال أحمد عز الذى كان منافسا لكل من أحمد السقا وكريم عبد العزيز، وعلى مدى أحداث الفيلم تقدم المخرجة معلومة تقود الى مفاجأة فى الأحداث بتشويق حتى تتكشف خيوط الجريمة فى النهاية
أما فيلم "تيجى نرقص" لإيناس الدغيدى الفيلم فهو مأخوذ من فيلم "Shall we dance" الذى أنتج من قبل فى نسخته اليابانية ثم أعيد إنتاجه فى نسخة أخرى أمريكية كان بطلها جنيفر لوبيز وريتشارد جير.
مما سبق يتأكد أن أغلب الأفلام المصرية ما هى إلا اقتباسات مباشرة أو"سرقات" – ‘ذا صح التعبير- من أفلام أجنبية تجاوزت 3500 فيلم، وليس هناك سوى قلة قليلة من الأفلام التي صنعت برؤية مصرية خالصة ولم تكن الاقتباسات من السينما الأمريكية تحديدا للمغمورين من ممثلين فى السينما المصرية بل إن الأمر قد تجاوزهم من قبل إذ نجد النجم الكبير عادل إمام بتاريخه الفنى الكبير قد جسد أدوارا عديدة سبق أن تناولتها السينما العالمية والأمريكية على وجه الخصوص فقد عمل مع نيازي مصطفى وسمير سيف ومحمد عبد العزيز واحمد فؤاد عدة أعمال من أهمها فيلم "البحث عن فضيحة" 1973 لنيازي مصطفى وهو مأخوذ عن فيلم "دليل الرجل المتزوج" الذي أخرجه جين كيلى، وفيلم "ليلة شتاء دافئة" المأخوذ من فيلم "يحدث في ليلة واحدة" للمخرج فرانك كابرا عام 1934، و"عصابة حمادة وتوتو"، و"خلي بالك من جيرانك" المأخوذ من فيلم "أقدام حافية في الحديقة" لروبرت ردفود عام و"حنفي الأبهة"، "المشبوه" لسمير سيف المأخوذ من فيلم "كان لصاً".
بالإضافة إلى ما سبق فهناك عدة أمثلة مشهورة لأفلام مصرية بالكامل من أعمال أجنبية مثل فيلم "آه يابلد آه" المأخوذ عن فيلم "زوربا اليوناني" بطولة أنتوني كوين، وفيلم "الإمبراطور" لأحمد زكى الذي أخذ عن الفيلم الأمريكى"الوجه ذو الندبة" الذي قام ببطولته النجم "آل باتشينو" عام 1983 وأيضا فيلم "أمير الظلام" للنجم عادل إمام ففكرته وقصته مقتبسة من فيلم أمريكى شهير حقق نجاحا جماهيريا وفنيا كبيرا هو عطر إمرأة " Scent of A woman" للممثل ال باتشينو، وقد وصف أحد النقاد المصريين أن السينما الأمريكية هي الأم غير الشرعية للسينما المصرية.
وتتوالى الأمثلة الكثيرة على النحو التالى:
- فيلم "جاءنا البيان التالي" فكرة الفيلم مأخوذة عن فيلم "غاوى مشاكل" لجوليا روبرتس.
- فيلم "ملاكي إسكندرية" مقتبس عن فيلم "التحليل الأخير" لريتشارد جير و ادوارد نورتون.
- فيلم "الحاسة السابعة" لأحمد الفيشاوى مقتبس عن فيلم "ماذا تريد النساء" لميل جبسون.
- فيلم "شجيع السيما" لأحمد آدم مأخوذ عن فيلم "الطريقة الصعبة" لمايكل جيفوكسي.
- فيلم "حراميه فى كى جى تو" عن فيلم "الآنسة ماركه صغيره".
- فيلم "أصحاب والاّ بيزنس" مأخوذ عن الفيلم الأمريكى "أحب المتاعب".
- فيلم "ليه خلتنى أحبك" عن الفيلم الأمريكى "زواج أعز صديقاتى" لجوليا روبرتس.
- فيلم "السلم والثعبان" عن الفيلم الأمريكى "حول الليلة الأخيرة".
- فيلم "شورت وفانله وكاب" عن الفيلم الأمريكى "أجازه رومانيه".
- فيلم "فرقة بنات وبس" عن فيلم "البعض يفضلونها ساخنة" لمارلين مونرو.
- فيلم "الوردة الحمراء" عن الفيلم الأمريكى "جيليدا".
- فيلم "قشر البندق" عن الفيلم الأمريكى "إنهم يقتلون الجياد".
- فيلم "قبضة الهلالى" عن الفيلم الأمريكى "نافذة البدروم".
- فيلم " شمس الزناتي" عن الفيلم الأمريكى"The Magnificent Seven " العظماء السبعة.
- فيلم "حنفى الأبهة" عن الفيلم الأمريكى "48 ساعة".
- فيلم "جزيرة الشيطان" و"جحيم تحت الماء" عن الفيلم الأمريكى "فى الذهب المبتل".
- فيلم "اقتل مراتى ولك تحياتى" عن الفيلم الأمريكى"أناس لايرحمون".
- فيلم "الحدق يفهم" عن الفيلم الأمريكى "مدافع سان سيباستيان".
- فيلم "غريب فى بيتى" عن الفيلم الأمريكى "فتاة الوداع" .
- فيلم "خمسة باب" عن فيلم "إيرما الغانية" لجاك ليمون وشيرلى ماكلين.
- فيلم "عالم وعالمه" عن الفيلم الأمريكى "الملاك الأزرق".
- فيلم "الحلال والحرام" عن الفيلم الأمريكى "الجانب الآخر من منتصف الليل".
- فيلم "الشموع السوداء" لنجاة وصالح سليم عن الفيلم الأمريكى "العيون السوداء".
- فيلم "فى محطة مصر" لكريم عبد العزيز عن الفيلم الأمريكي"السير فوق السحاب".
وبالرغم من كل ما سبق بالإشارة إليه فما زال البعض من المؤلفين والمنتجين والمخرجين يفضلونها مصرية خالصة تعبر عن كيان هذا الوطن وطرح الرؤى فى العديد من القضايا والمشكلات التى تمس حياة المواطن العادى، وتعكس صورة نابضة بالحياة متفردة بالخصوصية والأصالة تجلت هذه الرؤى التى طرحت مؤخرا من خلال عملين فنيين هما: "هىّ فوضى" و"حين ميسرة" اللذان يعكسان الهوية المصرية ببيئاتها وشخوصها من خلال الصراع الدائم والحلم الذى لا يهدأ من أجل الحياة للحياة، ومن قبلهما أفلام عديدة اعتمدت على الرواية المصرية كمصدر إبداع شرعى كان من أهمها : "القاهرة 30" و"الحرام" و "باب الحديد" و "الأرض" و "البريء" و"سارق الفرح" وأخيرا "عمارة يعقوبيان" المأخوذ عن رواية علاء الأسوانى.



#حامد_أنور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- محور التماس بين القاهرة 30 .. والحرام
- صعب الرجوع
- آخر مواسم للحصاد
- قصائد من ديوان آخر مواسم للحصاد
- الجماعة الشعبية .. ومفهوم الشرف


المزيد.....




- -بث حي-.. لوحات فنية تجسد أهوال الحرب في قطاع غزة
- فيلم سعودي يحصد جائزة -هرمس- الدولية البلاتينية
- “مين بيقول الطبخ للجميع” أحدث تردد قناة بطوط الجديد للأطفال ...
- اللبنانية نادين لبكي والفرنسي عمر سي ضمن لجنة تحكيم مهرجان ك ...
- أفلام كرتون طول اليوم مش هتقدر تغمض عنيك..  تردد قناة توم وج ...
- بدور القاسمي توقع اتفاقية لدعم المرأة في قطاع النشر وريادة ا ...
- الممثل الفرنسي دوبارديو رهن التحقيق في مقر الشرطة القضائية ب ...
- تابع مسلسل صلاح الدين الايوبي الحلقة 22 .. الحلقة الثانية وا ...
- بمشاركة 515 دار نشر.. انطلاق معرض الدوحة الدولي للكتاب في 9 ...
- دموع -بقيع مصر- ومدينة الموتى التاريخية.. ماذا بقى من قرافة ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حامد أنور - أمركة السينما المصرية: بين الاقتباس .. وخصوصية الهوية