أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حامد أنور - محور التماس بين القاهرة 30 .. والحرام














المزيد.....

محور التماس بين القاهرة 30 .. والحرام


حامد أنور

الحوار المتمدن-العدد: 2197 - 2008 / 2 / 20 - 11:43
المحور: الادب والفن
    



للأعمال الأدبية والفنية رؤاها وتقنياتها.. تختلف تباعا، وعندما يصدق أى عمل فى نقل الصور والأحداث والمشاعر بطريقة أو بأخرى فإنه ينعكس بالسلب أو بالإيجاب على المتلقى حسب قوة التأثير أو ضعفه وما يتعرض له المتلقى.
واللافت للنظر فى العمل الفنى القاهرة 30 وما يطرحه من قضايا تتماس تماما مع الطرح الجيد للعمل الفنى "الحرام" من حيث الشخوص والمحور العام للقضية التى تمثل العنصر الأساسى للعملين الفنيين، ففى القاهرة 30 يتجلى العنصر الرئيس الذى يقوم عليه بناء العمل الدرامى المتمثل فى (الفقر) كما فى العمل الفنى الحرام الذى يتعرض لنفس المأساة مع الفارق الواضح لعنصرى البيئة والتكوين النفسى للشخوص.
و "الحرام" بكل ما يحمله من تقنيات فإنه يعكس فترة زمنية من حياة هذا الوطن استطاعت كاميرا هنرى بركات رصدها من خلال التجسيد الواضح لعمال الترحيلة وإبراز دور الأنثى فى حدث درامى عندما حملت على عاتقها مسؤولية أسرة بأكملها فى صراع دائم ضد الفقر الذى يهدد غالبية القرية، والتى رمز بها لشخصية الأنثى "عزيزة" ، وعلى النقيض الآخر فإننا نلحظ فى القاهرة 30 أن إبراز دور الأنثى فى التمرد على فقرها نجد أن طريق الخطيئة كان بمثابة طوق النجاة لها ولأسرتها التى ساعدت فى دفعها إلى هذا الطرق، باختيار أقرب الطرق وأدناها فى مواجهة الفقر، وإن اجتمعت صفتى الخطيئة بين الشخصيتين "عزيزة – إحسان"، ويبرز العمل أهم الشخصيات وأعمقها التي تناولت هذا الجانب النفسي الشائك فى شخصية محجوب عبد الدايم (حمدى احمد)، وتمرده على القيم والمبادئ والتي رسمها نجيب محفوظ في روايته محققا فيها المعادلة المستحيلة والفلسفة الكاملة فى محاولة - هو الآخر- التمرد على واقعه الأليم فسلك طريق "إحسان" ارتضاءا منه لا اعتباطا فقبل ذلك الوضع المهين وهو القروى الذى يحمل بين ضلوعه عادات الأرض وطهرها يفقد إحساسه بالكرامة تحت وطأة الفقر حتى انه لا يجد مانعا من الزواج من إحسان ليضمن وظيفة، إنها قمة الإحساس بالظلم والمهانة والانكسار والخضوع جسدها ببراعة "حمدي أحمد" وتمثل ذلك في اللقطة الشهيرة التي صورتها ببراعة كاميرا "صلاح أبو سيف – إنتاج 1966" عندما اعتلت رأسه قرنى خروف.
إلا إننا نجد فى الحرام أن دافع الحاجة قد أوقع الأنثى تحت أنياب صاحب أرض البطاطا "ابن قمرين" ليتجه العمل وجهة مأسوية أودت بحياة الشخصية لينهار كيان الأسرة.
إن فيلم الحرام قدم الظروف القاسية التي يتعرض لها عمال التراحيل الموسميين والظلم الذي يحيق بهذه الفئة التي تقع فيها ضحية النزوات الدنيئة، أعتبر (الحرام) أفضل ما أنتجته السينما المصرية، واستحق الترتيب الرابع في قائمة أفضل عشرة أفلام في تاريخ هذه السينما، وذلك في استفتاء مجلة "الفنون" عام 1984، وقد أتاح العمل الفنى لبطلته "فاتن حمامة" بأن تقدم للسينما دوراً خالداً وصلت به الى العالمية، وسيظل فيلم (الحرام) عملاً فنياً متميزا أضاء وجه السينما المصرية أثناء عرضه في مهرجان " كان" الدولي عام 1965 حيث حظي بإعجاب الجمهور والنقاد، ويرى النقاد أن فيلم (الحرام) المأخوذ عن رواية يوسف إدريس - ذات الاسم - مثل نموذجا رائعا للتحاور الفني بين السينما والرواية حتى بات الفيلم من كلاسيكيات السينما المصرية التي أبدعت في نقل الريف المصري للشاشة، ولا زال مشهد الاغتصاب الذي تتعرض له عزيزة في هذا العمل (الحرام – إنتاج 1965) من أروع المشاهد في السينما المصرية كما أن مشهد المخاض والولادة كان أكثر إبداعا.
إذاً الصراع فى الأساس يمثل طرحا لثقافة الفقر ثم يأتى من بعده الجوع والمرض، لأنه وبقدر كبير من الاحتمالية إذا أمكن التغلب على الفقر فبالتالى انعدم الجوع وزال المرض، ويمكن القول أن العملين الفنيين يحملان مضمونا واحدا اختلفت فيه الرؤى والبيئة والشخوص التى ساعدت على إبراز هذا الجانب المهم فى فترة تاريخية من حياة هذا الوطن.







الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صعب الرجوع
- آخر مواسم للحصاد
- قصائد من ديوان آخر مواسم للحصاد
- الجماعة الشعبية .. ومفهوم الشرف


المزيد.....




- ملتقى إعلامى بالجامعة العربية يبحث دور الاعلام في ترسيخ ثقاف ...
- تردد قناة زي ألوان على الأقمار الصناعية 2025 وكيفية ضبط لمتا ...
- مصر.. أسرة أم كلثوم تحذر بعد انتشار فيديو بالذكاء الاصطناعي ...
- تراث متجذر وهوية لا تغيب.. معرض الدوحة للكتاب يحتفي بفلسطين ...
- -سيارتك غرزت-..كاريكاتير سفارة أميركا في اليمن يثير التكهنات ...
- -السياسة والحكم في النُّظم التسلطية- لسفوليك.. مقاربة لفهم آ ...
- كيف تحوّلت الممثلة المصرية ياسمين صبري إلى أيقونة موضة في أق ...
- تفكيك مشهد السلطة في الجزيرة السورية
- تفاصيل حوار بوتين ولوكاشينكو باللغة الإنجليزية في الكرملين ( ...
- الخارجية الألمانية تنشر بيانا باللغة الروسية في الذكرى السنو ...


المزيد.....

- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حامد أنور - محور التماس بين القاهرة 30 .. والحرام