أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - كريم جاسم الشريفي - مناكّدات( قرمّطي)* في العراق 6/6















المزيد.....



مناكّدات( قرمّطي)* في العراق 6/6


كريم جاسم الشريفي

الحوار المتمدن-العدد: 2295 - 2008 / 5 / 28 - 08:26
المحور: سيرة ذاتية
    


أشياء غير قابلة للبّوح (6)

*القرامطة حركة فكرية متحّررة ،تؤمن بالشعار التالي ـ تقسيم الرزق في مراعيهّا. واباحة طعمة العنب في براريّها. حكمت ثلاثة قرون نصف تقريبا ًـ قارعت سلطة الأقطاع الأصولي والأبوّي والخِلافيّ . فأتهموها بالزنّدقة والكفر وانها
حركة باطنية رافضية. كانت أهوازية المنشأ، كوفية التبشير،بحرينية السلطة .

(( نعتذر من القُراء الكرام على السهو الذي سقط مطبعياً ،وفنياً.. في الجزء الخامس من ـ المناكدات ـ التي نُشرت يوم 21/5/2008 . بحذف مجموعة من الأسطر في بداية النص))!

السيرة الذاتية لها فن خاص بالسردعلى إعتبارها شكل من أشكال الفن الأدبي وتحديداً الروائي . وهذا الفن يتجسد بمقدرة الوصف والتصوير والحبكة لكل مكونات البناء للسيرة. كاتب السيرة عليه تدوين الحقائق مهما كانت موجعة ،ومؤلمة، ومؤذية. أو محمودة ،أو مفرحة بدون رتوش ولا تزويق..الحقيقة وحدها هي البطل في كتابة السيرة وهي التي تنتصر أخيراً . أما التفاصيل هي الأهم في تكوين هيكل بناء السيرة . قد تبدو بعض التفاصيل ممّلة وربما غير ضرورية لكنها في كتابة السيرة مهمّة وتعتبر الهيكل الداخلي لعالم السيرة. أما الكتابة بشكل انتقائي ومبتور يُعبر عن أنصاف الحقائق .وذلك يعتبر انتحار للحقيقة ،وتشوية للتاريخ ،وتزوير لذاكرة الأجيال القادمة.بعد عودتي للوطن انقطعت أخباري عن الأصدقاء وأطفالي،الذين بدأت صورهم شاحبة ومضّببة لكن لها حضورٌ قوي في الذهن والذاكرة ،خصوصاً أطفالي نائل 12 سنة وعارف 10 سنوات آنذاك. فقط في هذه الرحلة فارقتهم. كنت أصحبهم معي حتى بالمهاجر البعيدة خصوصاً استراليا. كنا نقيم في مدينة سدني عام 2000 وكانت أعياد الكريسمس قد بدأت.. نكهة الأحتفال بأعياد الميلاد في استراليا تختلف عن اوربا ، خصوصاً أشكال وتقليد الأحتفال . اضافة الى ذلك كان الأحتفال فريد ونوعي في تلك السنة، لأنه بداية الألفية الثالثة . وهذا يعتبر فأل حسن بالثقافة الأوربية.الأصدقاء يتساءلون .. أين ذهب( صاحب المناكدات) .. عملوا لي فلماً وثائقياً احتفاءاً بأختفائي الذي طال عليهم!! كان أكثرهم رثاءأً لي هو صديق فنلندي كبير بالسن كان يعمل وزيراً للثقافة الفلندية، وعضواً برلمانياً لعدة دورات متتالية. يشتغل بمعمل الفكر ومصانع المعرفة، ومناجم الثقافة، وحقول العلم أضافة الى ذلك شاعر وأديب له مؤلفات عديدة. منذ باكورة شبابه يوم كان يسارياً متطرفاً يرى الثورات آتية لامحال لتغيير العالم، ثم اصبح بعد النضج اشتراكياًً عقلانياً هو السيد (آرفو صالو)... مخرج الفلم الوثائقي لاأعرف كيف التقى السيد صالو يسأله عني .. أخرج السيد صالو من خزائن الكتب التي تملأ ثلاثة غرف من داره، قصائد شعرية عديدة وصور لنا أودعتها عنده بدون أن اطلب ذلك منه لأنه أمين على ارث لثقافة دولة كيف يفرط بقصائد صديق شرقي . وهو لايؤمن بالأعراق، والأثنيات من فجر التأريخ الى عصر التقنية. أخرج القصائد من الرفّ وقال .. جُل ماأخشاه أن يكون صديقي الشاب قد استشهد ،لان مثله لا يعمر طويلاً . وبدأ يلقي قصيدتي باللغة الفلندية ،ويقول ..أنا صحّحت هذه الترجمة، لأنه جلبها لي مُترجمة .. صحيح .. يقول مطلع القصيدة (( عبرتُ الحدود عارياً الى العمق العتيق...)). كان هذا الرجل انساناً وشاعراً وأديباً وساسياً مرموقاً . عرفته يوم كانت ( مقاطعة كوسوفوا) اليوغسلافية محاصرة من قبل الصرب الذين مارسو التنكيل والقتل بالمسلمين الكوسوفيين عام 1997 .كنا نشترك مع آخرين بجمع التبرعات العينية والمادية في وسط العاصمة هلسنكي . كنت داخل الخيمة ارتب التبرعات العينية وهو في الشارع العام بوقاره ولحيته الرمادية وكبريائه ومنزلته الأجتماعية يحمل بيده صندوق صغير يسأل المارة بالصدقة والمساعدة لهؤلاء الضحايا.. أشعرني بالعري والخجل على هذه الأنسانية وهذا التواضع. وتأملت الوعي والثقافة بأعمق صورها تجسدت في هذا الكائن.تمسكت به ووددت صحبته ، ومن حسن الصدف كان قريب من محل عملي وهذا ساعد بتوطيد العلاقة به أكثر. أتذكر تماماً أن الدكتورة (مايا) استاذة اللغة في جامعة هلسنكي هي التي قامت بترجمة الشعر الى اللغة الفلندية .وكنت أُأكد على نقل الصور الشعرية في القصيدة لانها هي الأهم . اشرح لها مرة بالأنكليزي وآخرى في اللغة الفلندية المحكية والدارجة التي أعرفها . أنها أجادت الترجمة ..كانت انسانة رائعة وذكية ،أشعر انها زنبقة من زنابق البلطيق، لم اصرح لها. أهتم بمشاعرها في دواخلي ،انها ملهمة ،عيونها جميلة اقرب الى زرقة السماء منها الى زرقة البحر. تشع ذكاءاً وانوثة .. لأول مرة أرى هذه الصفتين في امرأة .كانت تقترب مني أكثر بعد أن عرفت أحاسيسي من صور القصائد التي قامت بترجمتها لي ربما تعاطفاٌ أو رأفةً...مع انها لم تحتوي هذه القصائد على أي قصيدة غزلية أو عاطفية. لكنها تعرف الصدق نابض ومؤثر في تلك القصائد.كنت اشتهيها عشيقة وحبيبة،وملهمة ..لكن وفاءاً الى زوجتي وعرفاناً لوفائها لم أبوح الى مايا بما يشجعها على الأقتراب مني أكثر.. كنت أشعر توسلاتها وأقرأ أحاسيسها كما قرأ ـ ديمتري ـ رسالة ـ كاترين إفانوفا ـ في رائعة ديوستوفسكي الأخوة كارامازوف: تقول كاترين له: (( إنني أشعر نحوك بحب لاحدود له ..ليس أطلب منك أن توافق على أن تتزوجني .. لكني لا أريد أن أكون إلا قطعة من آثاث منزلك .. لن أكون إلا السجادة التي سوف تمشي عليها. لأني أُريد أن أحبك الى الأبد)).مرةً دعتني بعيد الأب وقدمت لي مجموعة من قصائد الشعر للشاعر الفنلندي (لينونن) في كتاب غلفته بشكل جميل، وعلية كتبت عبارة .. اريدك أن تتذكرني دائماً عندما تقرأ هذه القصائد! بالعادة على المُهدى إليه عليه ان يفتح غلاف الهدية أمام الهادي له. فتحت المظروف وجدت الكتيب ..شكرتها ووجدت علامات بالقلم (الماجك) على بعض القصائد .. شعرت ان المطلوب أن أقرأ هذه القصائد المؤشرة بالقلم الماجك بشكل استثنائي.. لكني في نفس الوقت علي أن أطلب منها تفسر لمعاني هذه القصائد ..شربنا قدحين من النبيذ الأحمر ..توردت وجنتيها أكثر فأصبحت أكثر نقاءاً وألقاً وصفاءاً ... قالت ألا تشعر بدواخلي المتهتكة، وعواطفي الرخيصة وكأني ماجنة .. قلت أشعر لكني في صراع بين النزوة والوفاء .. والأمر محسوم عندي ..الوفاء هزم النزوة.. أشعر اني بذيء وداعر ،وماجن ،وفاسق إذا نزوتي هزمت وفائي .خرت مخشية على الأرض ،ساعدتها لتستوي في جلستها ، جثت على ركبتيها تنتحب .. رددت كلمات .. أنت فارس، أنت انسان لاتنتمي الى هذا العصر..قبلتها ببرائة الأصدقاء وغادرت المكان ،لكني ندمت كثيراً ..كلما أبتعدت عنها تقترب مني .. أحببتها أكثر كلما غدر بي قريب ،أو خذلني محب ،أو خانني صديق. كانت تحّبني بصدق ، وكنت انفر منها بسبب عار النزوة،عشقتني بقناعة مستهينة بكبريائها.وأنا تجاهلتها...آه لو كنت قد اخترتها حبيبة ،أو عشيقة ، أو زوجة لأصبحت اليوم أسعد انسان في هذا الوجود الذي يصعب على مثلي أن يكون مغدوراً به ومطعون، يقضي وحيداً ساعاته يخشى خيانة الأخرين وغدرهم وسوء نواياهم!!
أستدارت السيارة البيضاء على اليمين قليلاً ثم دخلت في داخل بيت ، أمام البيت نهر صغير وأشجار منهكة من العطش. وأشواك ذابلة..وسيقان أحنت روؤسها من جور السبخ.. أنزلوني للصلب في الشهر الحرام.. ذهبو بعد أن سلموني الى شخصين آخرين كنت أشعر أن الظلام بدأ يخيم على الدور الفارغة من الناس، والشوارع التي تفوح برائحة الدم والبارود. كان وقت الفطور أدرك الصائمين .. سألني أحدهم وكنت معصوب العينين .. هل أنت صائم ..لا ولكني عطشان.جاءني بكوب من الزجاج فيه ماء قلت كيف اشرب الماء ويدي موثوقتين للخلف .دنى مني وسقاني بيده ولم يعلق أي شيء .. سمعت شلة من الشخاص أقبلت وعرفت اني مدبراً عن الحياة لامحال وينة هذا ؟ وقفوا يلقون النظرة الأخيرة على هذه الضحية المستسلمة في مثل هذه اللحطات تتوقف حركة الزمن تماماً .. قال أحدهم بعد ساعة اريد منك الأعتراف بالكامل .. ثم ذهبو جميعاً إلا الحرس الميلشياوي الواقف يراقبني في ظلمة الدار.. قررت في تلك اللحظات أن اواجه الموت بشجاعة وبسالة..لأني اخشى التعذيب .كذلك سمعت انهم يمثلون بشكل سادي بتعذيبهم لذلك علي دفعهم لقتلي بشكل سريع رمياً. لم يعد لدي القدرة على احتمال التعذيب مثل قبل.أدركت لماذا عليّ أن أتعذب.ليس لدي ماأعترف به او عليه .. بين الحين والحين يأتيني الحرس متسائلاً ،إذا كانت لدي حاجة أو طلب. أشكره ثم يغادر. جاءوا ثانيةً .. ها قررت الأعتراف؟ عن ماذا أعترف ! كبيرهم يحمل (تورجأ) وجهه على عيوني في حلكة الظلام. كنت مع الأمريكان تعمل؟ نعم لكن ذلك قبل سنتين. تعتقد نحن لانعرف أنكليزي كنت تعمل في مكان مهم في المداهمات مع القوات الأمريكية. أبداً كنت في قسم المقاولات. داخل القاعدة العسكرية. ولم أخرج أبداً ..وكنت صادق . قال هل تعرفني ؟ قلت لا . هل تتذكر صوتي ؟ قلت لا. قال هل تعرف أحد في جيش المهدي هنا ؟ قلت أين هذا المكان . قال هذه المنطقه وسماها. قلت نعم . قال من هؤلاء اللذين تعرفهم هنا .. قلت فلان ،وفلان، وفلان.من أين تعرفهم ؟ البعض ساعدوني بأسترجاع حاجات سرقوها من بيتي أهل زوجتي . من هؤلاء أهل زوجتك ..؟ قلت اسم أب الزوجة .. قال لاأعرف هذا.. قال الآخر ( هذه أم زوجته التي جلبت الباجات ال..... تعمل بالتربية التي تنصب على الناس على اساس تقوم بتعينهم ..ولاتفعل ذلك..) انذهلت من هذه المعلومة .. تذكرت اكثر من مرة وأنا أجد في باب بيتهم أكثر من شخص يريد استرداد المبالغ التي دفعها لغرض التعيين .. مرةً سحبتها على انفراد قائلاً لاتورطين نفسك بمشاكل انت في غنىً عنها. سألت الذين كانوا واقفين بالباب ..قال أحدهم فلانة أعطيناها مبالغ لغرض التعيين والآن مرّ أكثر من أربعة أشهر لا حصلنا التعيين ولا رَجعت إلينا النقود.. لذلك الآن نريد النقود.. لم يكن نقود لديها .. سلفتها بالحال لفضّ انصراف هؤلاء من باب البيت لأن البيت قريب على بيتي وهي والدة زوجتي. زوجها كان جالس يتفرج على الأخبار في ذلك اليوم .. قلت له هناك جماعة بباب البيت هل تعرف بذلك؟ .. قال لاتهتم الزوجة هناك وهي تعرف كيف تتصرف معهم! قال مسؤول التحقيق أنا في قسم المتابعة احقق معك .. ارفعو عصابة العين عنه .. رفعوها لولا ضوء التورج الذي كسر ظلام البيت الذي يشبه ظلام القبور حسب الوصف الذي كنا نسمعه صغاراً ،وأنا في الطريق إليه الى الأبد ..لماذا تستعجل بالوصف ستشعر به الليلة !! وجّه الضوء على وجهي وقربه من عيوني ..قال هل عرفتني الآن؟ لا بالحقيقة . قال فكوا عنه قيد اليدين ... فتحو القيّد وجلبوا قيد من حديد ـ كلبجة ـ وضعوا جهة بيدي اليسرى وأخرى في شرفة الدرج الحديدية . فجأة رأيت المكان عبارة عن بيت هجروه أهله ، فارغ إلا من وجهي المتعب وجسدي الواهن. رأيت حبل يتدلى من السقف، وبقايا أسمال لضيوف سبقوني للبرزخ أو الى بيوتهم.. ووسائل آخرى تستعمل للأستجواب . وضع المحقق جميع الأوراق على الأرض وقال هذا الباج لك ؟ وهذه الهوية التي فيها العلم الأمريكي، وهذه الترجمة وتقرير عمتك ضدك ،وهذه صورتك ؟ قلت نعم هذه عائدة لي لكنها قديمة قبل سنتين ..قال نحن في صراع مع المحتل ، وكل شخص يعمل مع المحتل بالضرورة يعمل ضدنا.. رأيت كلامه منطقي .. هذا صحيح! قال تكلم بأيجاز ..ماهي مشكلتك ؟ قلت له اتفقنا أن نحل مشكلة عائلية في المكتب القريب من هنا ،وكنت أنتظر دوري أمام خصمي ـ ام زوجتي ـ وإذا شخصين اقتادوني الى هذا المكان تحت تهديد السلاح. وهذه الأوراق والباج كانت في بيتي قبل أن تُسرق، ولم أتذكر أي من هذه الأوراق، لأن الشخص الوحيد الذي يعرف بهذه الأوراق هي زوجتي .. لكن لاأعرف كيف وصلتكم ..رغم ذلك فأن الأمر قديم .. أعرف وأعلم علم اليقين أن زوجتي هي التي سلمت هذه الوثائق الى والدها الخبير بالتقارير للوقيعة .. لكن هل كانت تحت تأثير أهلها أم وشاية منها .. التاريخ سيجيب على ذلك! هي ووالدها سلموا الوثائق لغرض قتلي والتخلص مني .وحصلوا على هذه الوثائق عندما سرقوا البيت قبل 7 أشهر تقريباً .. وأكثر من ذلك كانت ام الزوجة تأتي مع ابنها للمكان الذي أعمل بالقاعدة الأمريكية لنقلي .. وكان أولادها يأتون لأخذ بعض المواد المستعملة من الخشب ويبيعونها لي ويأخذون عمولتهم .. كان الأب يسجل الكميات ويدونها أمامي، والأم تبيع في السوق للزبائن ، والأولاد يحّملون البضاعة من والى القاعدة التي أعمل بها. لكن هذا الكلام قبل سنتين . أكد عليّ قائلاً .. هذه المرأة التي جاءت بهذه الأوراق ضّدك كانت تأتيك للعمل بالقاعدة الأمريكية مع زوجها؟زوجها لا .. هي وأولادها ! صاح اذهبو لجلب الزوجة والأولاد الآن هل تسكن هنا ؟ بدأ يسُب بها وبواسطتها الذي وقع لها على قرار اعدامي .. قال المحقق عرفتني الآن؟ لا والله أبداً.. قال إذا يأتون هؤلاء الأشخاص الذين تعرفهم الى هنا.. ماذا تقول ! فرحت لأن أمل الفرج قد يصبح قاب قوسين أو أدنى .. بعد عشر دقائق جاء شخص وبيده صينية فيها فطور كامل. قبلّني بحرارة مشفقاً عليّ .. الحمد لله الذي أوقعك هنا .. فتحوا قيدي وأجلسوني بينهم ... قال الرسول.. الأمة انقلبت عليك!! .. من مدينة الكاظم الى محافظة النجف ..لو تأخرت ساعة في مكان آخر لأصبحت ماضٍ .. ألله يحبك ويحب أطفالك .. جاء الشخص الذي أعرفه.عانقني هو الآخر بحرارة ..قال للمحقق هذا الشخص أفنى حياته ضد النظام البعثي ، وكان مسجون بالخاصة في سجن أبي غريب،بالصدفة اقترن بهذه العائلة ظناً منهم انه غني ويملك أموال. أنا استمع بحذر الى هذا الأطراء الخفي. يعرف عدة لغات ولديه تعليم .. ومقيم بالغرب من 20 سنة تقريباً. لا يعرف الألاعيب والنصب ولا حتى يعرف الناس فجاء لهذه العائلة وأقترن ببنتهم وهذه المرأة نعرفها ونعرف ماضيها هذه كل القصة وأن واسطة هذه المرأة شخص وسماه وطعن بنزاهته وايمانه . حرروني على الفور واصطحبوني معهم ! نقلوني الى بيت فيه عائلة .. جلسنا جميعاً ،عرفت المحقق تماماً . أرسلو على الأشخاص الذين كانوا معي عندما إدعى أب الزوجة بملكية السيارة مع زوجته يوم 16/3/2007. بعد ساعة .. دخلوا هؤلاء وقصوا الحكاية .. ووضحوا كذب أب الزوجة ودجله. قالوا عليك ان تستريح .. تنام هنا الليلة وغداً نذهب الى مكان آخر لنحصل على براءتك . قلت أن لدي أقرباء أريد أن أذهب عندهم أنام. فعلاً أوصلوني الى البيت الساعة الواحدة ليلاً . قلت متى أأتي الى هنا .. غداً الساعة التاسعة صباحاً. قصصت القصة على الشخص القريب لي الذي أمضيت الليلة عنده ..لم يصدق أبداً. أصابه الأرق والفزع وتسرب الرعب الى جوانحه .. كل ذلك حدث خلال الساعات الستة الماضية مستفسراً مني. قلت نعم .. رجوته أن لايخبر أي قريب لي ..قال وما العمل؟ قلت سنرى غداً ..لم أنام تلك الليلة وددت أن أقص عليه حياتي وهو يسجل ..لكن لامداد ولا محبرة .. ولاجهاز تسجيل .. قال استلقي ... استلقيت وكان مكان النوم على السطح .. رأيت النجوم متلألئة ، فرحة قريبة ، جذلة ،أمسك أطرافها بيدي ألهو بها .. مثل ولدي عارف يوم كنت اشتري له دمى بعيد ميلاده..لاأتذكر اغمضت عيناي الغائرة من تعب الغدر .. هومت عينايي قليلاً في الفجر .. لااستطيع المقاومة أكثر على السهر .. غفوت قليلاً ،اشتهيت قدحاً من الشاي، نهض قريبي ..بعد دقائق من الأحتساء شعرت بعظمة الحياة،ومعناها .. كيف يموت الأنسان وهو يستطيع البقاء أطول مدة! أنتظر الساعة التاسعة حتى أتخلص من هذه المسرحية المميتة. أيقضت الأشخاص للذهاب الى المكان الذي يقرر براءتي ويعطيني صك الحياة.. اندهش من قدومي المبكر.. تناولنا الفطور .. وذهبنا الى المكان المحدد.. كان يبعد مسافة خمسة كيلومترات من مكان البيت الذي أطلقوا سراحي منه.. وصلنا المكان ..لم يجدوا الأشحاص الذين يقررون صك النجاة. قال أحد هؤلاء .. عليك الذهاب الى أي مكان تشاء وعندما يأتون .سأتصل بك فوراٌ لكي تأخذ برائتك .. لأن ام زوجتك وزعت صورك مع الباجات الى أكثر من خمسة مكانات في بغداد الكرخ الجنوبي . من الأفضل أن تأخذ البراءة حتى لايتعرضك أحد . طيب أنا أنتظر مكالمة منك ..قال نعم زرت بعض الأصدقاء والمعارف ..قصصت عليهم القصة .. الساعة الثانية ظهراً .. قال المتصل عليك المجيئ لان الجماعة هنا يقصد في المكان الذي يقررون فية الحياة أو الموت . وهو (حسينية السبطين في حي العامل) دخلت القاعة وهؤلاء سلموني باليد .. امروهم بالأنصراف ذهبو وأوصو بي خيراً .. أنا أخذت صديق لي معي للمكان..قال لهم أنتظر هذا الشخص لحين أن يأخذ براءته من هذه التهمة الكيدية .. رده بعنف أحدهم وبقوة من تكن أنت ..قال أنا فلان ابن فلان.. نهره وطرده من القاعة الصغيرة.. كانو ستتة أشخاص جالسين وأثنين استقبلوني .. أجلس هنا وأمروا الحارس بعدم السماح الى أي شخص الدخول للقاعة الصغيرة . توجد مكتبة على الجدار الوسطي الذي يربط القاعة الصغيرة والمحراب . رأيت الوجوه جميعاً ثلاثة أشخاص متكئين على وسائد من الصوف متجاورين.. قام( أبو رضا) بأستجوابي تكلم عن حياتك من الولادة الى الآن .. سجل بعص المعلومات .. وقام الآخر (سيد حيدر)بتهديي بقسوة والأخر بدأ يتندر علي ويسخر معبراً عن عقدة عائلية أو عاني طويلاً من عوز عائلي هائل. تعمل مع الأمريكان ..كم من جماعتنا دليت عليهم؟ أعدت نفس الكلام الذي قلته في التحقيق الأول ... تبين أن مسوؤل هؤلاء ، الذي وصلته أم الزوجة والتقت معه في أكثر من بيت وشقة ، وكان القاء الأول في نهاية الشهر التاسع بالقرب من( حسينية البهادل) في حي العامل .واللقاء الثاني في شقة بالسوق الشعبية مقابل الحواجز الكونكريتية هذا ماعرفته من شخص قريب جداً من المسؤول طبعاً غير اللقاءات السرية التي لايعرفها هذا الشاب .. كان هؤلاء المحققين أو على الأقل نصفهم يعرف هذه وشاية كيدية للوقيعة والأنتقام . لكن الباجات والترجمة التي قام بها الديوث أب الزوجة وأرسلها بيد زوجته الى هذه المكانات كانت حجة قوية ضدي . رأيت الأرتباك على الوجوه بعدم القناعة بهذه المشكلة .. خصوصاُ يعرفون مسؤولهم ـ أبو دموع ـ انه شخص غير مؤمن ويتأثر بغنج الأرداف ، وأغراء والصدر، وبوح العيون، ورغبات الجسد.أنهم متورطين على أداء المهام، حيث يوجد عين من هؤلاء في غرفة التحقيق يعمل الى المسؤول المذكور . يدعى ـ أبو معصومة ـ وهذا أيظاً يحب (الفرفشة والنرفشة) والله أعلم ! علمت فيما بعد ان هؤلاء طردوا بسبب الفساد وسوء استعمال المسؤولية لأرتكابهم أخطاء تؤذي سمعة التيار الصدري وأظن قضيتي احدها. أنت شيوعي كافر وتعمل مع الأمريكان ؟ قلت مثلما دونوه بأفادتي .. سحب خرقة من القماش الأحمر الصارخ ـ أبو رضاـ انت شيوعي أحمر ونشدك بهذه الخرقة الحمراء يتندر.. يبدو كانت معدة الى لافتة او علم لمظاهرة في مناسبة دينية. مزقها نصفين . برم النصف الأول ليعصّب عيوني ، وعصّبها بقوة . والنصف الثاني أوثق يديي الى الخلف. ضربني المدعو سيد حيدر بيديه على صديغيي بخفة ومهنية كان جلادة البعث يستعملون هذه الطريقة ضدنا ايام السجن الأولى حتى تلحق صمم مؤكد فيما بعد قائلاً: اعترف .. ليس لدي ما أعترف به. انها وشاية من امرأة تعرفونها ... وبسبب خلاف اسري..وهذه الباجات..بالحقيقة رأيتها قبل أن يعصبوا عيوني في دفتر تدوين الأقوال .. قلت انها قديمة! نهرني بعنف المدعو( سيد حيدر) أمرني بالوقوف على رجل واحدة وأنا معصوب العينين وموثوق اليدين ، ووضع حبل على عنقي من النايلون الحاد فيه نتوءات بارزة لغرض إلحاق الأيذاء عندما تلامس الجسد،أدار الحبل حول العنق ثلاث مرات وتأكد من احكامه.. ومد الطرف الثاني من جهة الخلف عبر اصبع قدمي الكبيرللرجل اليسرى المعلقة وجعل الحبل سائباً كلما حاولت المراوحة برجلي تنسحب رقبتي الى الخلف ، فيتعذر ذلك عليّ .. بعد دقائق سقطتُ مغمياً عليّ فتعرض رأسي الى لطمة قوية بشئ صلب حولتني هذه الصدمة الى ركام بشري قيد الوفاة.. لن أتفحص موجودات الغرفة قبل أن يُعصّبون عيوني ، لاأعرف عندما وقعت الى الخلف ارتطنت بشئ حاد، فقط شعرت ان رأسي تشظى ، بقيت على الأرض جثة هامدة ،وبعض بقايا من قلب ينبض ببطء، ودماء بدأت تجف في عروقي. صرخ بي انهض.. وجاء ليستعيد وقوفي .. أنت بعثي .. تخسأ.. ماذا تعني بتخسأ.. هل نحن بعثية ..لاأعرف ،لكن أنا لم أكن بعثياً..غادر أحد الجالسين. الأئمة العصومين كم عددهم سألني تجاهلت السؤوال .. وعقب هل 12 أو 14 امام؟ وأنا قبل الأعتقال كنت أقرأ كتاب عن الخلاف بين فرقتن من الشيعة هما الأباظية في اليمن والأسماعيلية في الباكستان وكنت قريب منهم جداً لاني عشت في الباكستان سنتين . قال إذا انت صاحب تأريخ مشرف مثلما تدعي ، ومناضل ، وشريف .. كيف تزوجت من هذه العائلة التي تقودها وتديرها إمرأة(.......) ؟ خجلت وتمنيت أن أموت على أن اسمع هذه المفردة... قال أحد الجالسين لا.. لا... مو هو قريب لهذه العائلة..ياللعار!!.بعد ساعة فكوا وثاقي .. لكني أسمع مكالمات تلفونية مستمرة .. أعتقد من أصدقاء ،ونافذين في التيار الصدري ..لتزكيتي أحسست ان هناك مداهمة متوقعة على هذا المكان من قبل الأمريكان من خلال حديثهم.. حاولوا التخلص مني ..اصطحبني مأمور وشخص يقود سيارة ـ ميرسدس ـ حديثة معبراً عن وجاهة قيادية في التيار .. بدأ الرعب يدب في ذهني .. لكن القرائن متباينة منها لصالحي ومنها ضدي .. وكنت جُل ماأخشاه أن أذهب ضحية لخلافات الأشخاص الذين رأيتهم ..دخل الشخص الذي يقود السيارة ..تحدث معهم قليلاً وجاء ..قائلاً قضيتك سوف تقررها القيادة بالنجف .. بالتجربة لاأصدق أي جلاد أو أظن انه جلاد محتمل.. ودائماً أتوقع عكس مايقوله.. عرفت اني ذاهب الى الموت هذه المرة .. ارى الناس من نافذة السيارة يتحركون مثل الأقزام .. أراهم رهائن على حافة الموت ، وفي تقاطع الطرقات ينتظرون العبور الى الأمان والحقيقة الى الموت.. وأنا اسير لاأعرف الى اين ذاهب حتماً سأكون جثة للقمامة؟ استدارت السيارة قطعت ساحة طويلة وعريضة خلف دائرة الهاتف سابقاً في البياع وكنت أشم منها رائحة . انه حدس غريب ..توقفت السيارة برهة ، جاءت سيارة آخرى من نوع ـ بيك آب ـ يقودها شبح أنزلوني وكنت قلقاً جداً .. مأمور رحلة موتي قال لا تخاف .. لو لدينا أمر بقتلك الآن أقتلك قالها أمام هؤلاء .. لم أُصدق ! أخدني المأمور الجديد ،استدار يميناً وشمالاً ..البيوت فارغة إلا من وجهي ، الطرقات الفرعية تراكمت عليها قمامة جافة . . توحي بأن المنطقة مهجورة من مدة طويلة .. لكني أرى الشارع الرئيسي قريب من هذا المكان أعرفه لانه طريقي الوحيد الذي أسلكه الى مدينتي الحلة قرب تقاطع البياع .. عرفت المكان ..سألت أحدهم هذا حي الأعلام. قال لا أعرف لانني من مدينة الثورة ! أدخلوني بيت مهجور لا أبواب تحميه ولاجدران لأنها تهدمت بفعل المواجهات المسلحة، يبدو كان الخندق الأمامي .. أوثقوأ يدي وأعصبوا عيوني ثانيةً ووضعوني ممدداً على الأرض ..المكان عبارة عن حمام لبيت ، تراكمت الأتربة والأوراق التي قذفها الريح من النوافذ الخربة والأبواب المهدمة ،والحجر. أسمع حراك وأصوات على السطح ..جاء مسؤول المجموعة المكلف بحراستي وقال ..ماهي قصة روحك ؟ أعدت الشريط المقرف.. قال أعرف ذلك وقرّب الهاتف النقال الى اذني وقال اسمع أنا كنت بالقرب منك وأنت تدلي بالأعتراف معصوب العينين... اعتراف عن ماذا صُدمت من فبركة أمراً ما .. إطمئن انشالله خير مجرد السيد (أبو زهراء) يذهب للنجف وغداُ يأتي اذا قرروا اطلاق سراحك نتركك من هنا .. هل تحتاج الى شيئ ؟ لا لكني عطشان .. أمر أحدهم بالماء شربت من يده لانني موثوق اليدين .. شعرت ان هناك تغيير في التعامل أخذوني الى بيت آخر يبدوكان مأهولاً ، ووضعوني في غرفة وحيداً ، جلبوا لي فرشاً وأزالوا القيود وعصّابة العين . جلسوا حولي يستمعون الى قصص بدأت أقصها عليهم وهم شباب متلهفين الى سماع اشياء غريبة .. قال أحدهم أنت تشرب الخمر في اوربا قلت من سنوات عديدة لم أتناول الخمر ... قال لاتخجل أنا كنت اشرب وتبت عن الخمر . سألني هل أنت صائم؟ لا رأيت أحدهم يدخن.. سألته هل أنت صائم؟ قال نعم ..كيف تدخن .. قال التدخين لايفطر الصيام لان الدخان عبارة عن هواء ينفثه الأنسان .. لايروي من عطش ولا يشبع من جوع .. الحقيقة استحسنت هذه المفارقة. وأردف ان السيد أفتى بذلك. قال هل تعرف أئمة أهل البيت .. عددتهم مع الكنى .. تعاطفو معي بعد أن سمعوا مني جواب على المعجزات بالحيوان .. قلت كل حيوان ذي أربع أرجل ركبتيه في يديه، إلا الأنسان في رجليه . ليس للفرس غدد ولا طحال ولا كرش، وليس للبعير مرارة. طيور الماء وحيتان البحر ليس لها ألسن! كل طائر كفه في يده إلا الأنسان والقرد في رجله.طائر الخفاش الوحيد ولود.ألتفت أحدهم الى صاحبه كيف هؤلاء يفترون عليه ويقولون كافر وملحد .. وهو يعرف معجزات الخالق بالحيوان.. قال مولانا زد من هذه المعجزات .. قلت كل حيوان له أهداب لعينيه على الجفن الأعلى دون الأسفل، إلا الأنسان. الذئب ينام بأحدى عينيه والأخرى مفتوحة يحترس بها. استدرك .. عمي إذا ألله سهل عليك وخرجت اترك عائلة أم (زوجتك) أنصحك ارجع الى مكانك واخلص. هذه أرادت أن تقتلني ..قلت يوجد مثل شهير يقول : الضأن تقرض الزرع فينبت ثانيةً ، بينما المعزى تقلعه من أصله ! فهذه أرادت ان تقلعني من الأصل.شاركوني الأكل والشرب ، وقدمو لي ماأحتاجه ،اخرجوني الى حديقة المنزل ..وأصبحوا أصدقاءً لي .. أعتذروا وسمحوا لي بالأتصال بالأهل ..وبالأصدقاء وكان موقف الصديق السيد (علي كزار) رائع ومشرف بالدفاع عني . وقال بالحرف ساخراً ( عمتك جداً نشطة هنيالك على هل العمّة)! كررت الأتصال ثانيةً بصديق يعمل بالقرب من اشخاص مهمين بالتيار . قال لي إطمئن تجاوزنا الخطورة. مسألة وقت وتتحرر. لم ياتي السيد الذي يحمل الخبر اليقين .. لاأعرف ربما هذه فبركة مسألة النجف. . حتى الوسيط ترضى عنه أم الزوجة! عموماً أمضيت يومين كأنها حولين. يعني يوم 4،3،2،1/10/2007 أنا اسير .. عليك أن تتخيل عزيزي القارئ في هذه الأيام وجدت ثلاث دعاوى فيما بعد ضدي في محكمة البياع لمحاولة خطف أم الزوجة وأب الزوجة أي قضاء هذا!! وهم يعرفون أنني مقتول لامحال.. حتي يستفيدون بالراتب والأرث والمنحة من الدائرة التي أعمل فيها. أي خسة وحقارة تربوا عليها هؤلاء البعثيين. بعد ثلاثة أشهر ونصف أمضيتها بالتوقيف بسبب الأدعاء الباطل .. جلبت الأوراق الى هؤلاء الأشخاص .. وقلت ألم أكن معتقلاً عندكم في هذه الأيام ولدي استدعاء رسمي من المكتب للحضور يوم 1/10/2007 . قالو بلا .. قلت أمضيت ثلاثة أشهر بأدعاء زور في التوقيف وكان الدعاء في نفس الأيام المعتقل بها عندكم.. قالوا أترك الأمر لنا ونحن نجلب لك الحق ونرضيك .. هؤلاء بعثية وسفلة. وعرفنا التفاصيل كلها ولكن لانريد أن نجرحك.جاءت بي سيارة صغيرة الساعة 12 ظهراً يوم 5/10/2007 الى حسينية السبطين . كانوا ثلاثة من الذين جالسين في التحقيق سيد رضا، وعين المسؤول ـ ابو معصومة ـ وشخص ثالث .. نادى عليّ بأحترام وقال انت حر الان .. قلت أريد ورقة البراءة حتي أتمكن بالتحرك بحرية ، خصوصاً (فلانة) أعطت صوراً لي لأكثر من خمسة مكاتب وأخشى الأعتقال ثانية .. قال تريدها قميص عثمان! قلت أريد أن أنهي المسألة الآن اتصل بزوجها أو بأخوه .. قال لاأعرفهم أعرفها هي .. أدار التلفون عليها قائلاً لها عليك المجئ فوراً .. قالت بعد نصف ساعة اكون في المكان .. قلت له.. قل لها المكان ربما لاتعرفه .. قال تعرف ونظر بعين فيها من الإيحاءات التي يعجز وصفها .. بدافع الفضول ... قال جاءت الى هنا أكثر من ثلاث مرات.. تعرف كل الدروب ..انتظرت نصف ساعة .. قلت له ذهبت النصف ساعة. أتصل بها ثانية أمامي ..قالت الآن مشغولة ممكن غداً ؟ قال لي هذه تقول غداً .. قلت حدد الزمان .. قال أنا أتصل بك . غادرت المكان برعب خشية من أي احتمال .. قال الحارس من أي طريق تذهب تسمرت لهذا السؤال.. قلت من هنا وأومأت على اليمين . وصلت الباب غير مُصدق دلفت بالشارع الأول على اليسار. أقمت عند صديقي ورأيت بعض الأقرباء ..ثم احترزت امنياً لاأحد أبداُ يعرف متى أذهب ولا اسافر .. قررت المغادرة الى الأهل بالحلة. وصلت الأهل .. قصصت الى المقربين القصة .. وأطلعت أحد الأشخاص من المتنفذين على عملية الوشاية والزور .. قال كل شيئ سيكون على مايرام . يوم 10/10/2007 ألقي القبض علي بتهمة اختطاف أب الزوجة الديوث. ساومني المأمورين اللذان القيا القبض علي.. إذا اعطيهم مبلغ مقابل الأفراج عني من السيارة؟ قلت لماذا أعطي رشوة ، ليس لدي أي شيئ عرفت عند وصولي الى بغداد انه أقام دعوة خطف ضدي بشهادة زور .. تحررت من التوقيف بعد ثلاثة أشهر ونصف . لو لا الأصدقاء لبقيت ربما سنتين أو أكثر . أريد أن أعرف السبب ، ولما عرفت السبب بطل العجب .. لكن قول الشاعر أكثر افصاح ودلالة عن الحالة:

تظافر العهر والفسق على هدر دمي وغلمان البطاح وأولاد الزناء لمعدمي
عابوني على الشرف الرفيع منــزلةً وهــــم أنجاسٍ لفرح فاسد الدم
باعوا النطيحة ويا بئس صفقتهم بأبخس الأسعار زُهداً، وأردء الثــمنِ
إذا (.........) تأمر الغلمان فتطاع ! فان أشباه الرجال بعرةُ بأستها الثملِ
يارخص فرجٍ يلوط به من ذي وذا فاسقٍ ومنبوذ ،وابن الحضيض النتنِ

خرجت بعد ثلاثة أشهر أمضيتها في التوقيف في مركز شرطة البياع البائس .. طلبت الأوراق التحقيقية من 39 صفحة.. وجدت الكذب والتزوير والتدليس وشهادة الزور .. قدمت شكوى على القاضي الذي أصدر بحقي أمر القاء القبض، بعد أن شاهد الأوراق التي تثبت بأنني كنت في الحجز الشرعي . انصعق تماماً مع المحقق العدلي .. وقصوا علي القصة ، لان أم الزوجة جاءت بشاهد الزور (حسن راضي ضاحي) وهي كانت شاهدة وابنها أسضاً مع تغيير اسمه الأدعاء اني حاولت خطفها من مكان عملها وأقسمت هي بكلام الله كذباً وزوراً .. لكن لايمين على (......) . قدمت الدعوى الى الجهات المختصة لكن أوقفني السيد (علي كزار) لتوسطه بيننا. وأوقفت الشكوى. وأكثر من ذلك يقيم الشكوى والمرافعات لطلاق ابنته على انني مسافر خارج العراق وهو ينشر ذلك بالصحف الرسمية كذباً . الى ان قرر القاضي بالبت نهائياً بالطلاق. يوم 17/11/2007 وكانت مرافعة قبل ذلك في شهر العاشر من عام 2007 . القاضي لايعرف انني كنت موقوف بالقرب منه الذي يعرقه انني مجهول الأقامة واقيم خارج العراق. علماً هذا التافه المزور الذي يعبر عن انحطاط أخلاقي بالصورة هو بالحقيقة يعبر عن اخلاق مؤسسة فاسدة قذرة تربى بها وترعرة ممسوخاً. قدمت الى القاضي وثيقة التوقيف باني كنت موقوف من 10/10/2007 الى 16/1/2008 استغرب . ووجهني باسترداد حقي قانونياً. لكن اصدق تعبير على هذه الخسّة هو قول الشاعر :

أهلٌ للّذل، والغــــدرِ أهلاً له كلاهما وجهان لأبن اللقيط نعيـمُ
لاصون عهد وأمان لخائن عرضهُ فمن يعتاش على اجورِالإماء يتيمُ
لا عهد لإبن الزناء ولا وفاءاً لــه عنـــد الرقيع سيان حسنٌ وذميمُ
ترتجي العزّة من فــــاقد عزةٍ يدير ماخوراً ويدخلُ شـحاً وكريمُ

هذه المناكدات كانت تجربة انسانية حقيقية حصلت على الواقع . الغرض من تدوينها هي العبرة والأستفادة لتجاوز مآساة قد تقع في المستقبل. أن الضرر الذي لحق بالمجتمع وبنيته الأجتماعية التي تسسممت على يد النطام البعثي الذي حول حتى المشتركات الأنسانية وقيمها النبيلة الى تشويه ، يشبه المسخ الذي حصل للأنسان . علينا فضح هذه الممارسات ونبذ كل سلوك وضيع وحقير الذي خلفته المؤسسة المشوهه للبعث وبقاياها. لدينا عودة لفصل (نهاية المناكدات) التي ستتحول الى رواية كتبت مسودتها من 160 صفحة وستطبع في المستقبل .



#كريم_جاسم_الشريفي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحاج عبيّس والأشتراكية...
- مناكّدات( قرمّطي)* في العراق 5/6
- مناكّدات( قرمّطي)* في العراق 4/6
- مناكّدات( قرمّطي)* في العراق 3/6
- مناكّدات( قرمّطي)* في العراق 2/6
- ((المجد لشهداء الطبقة العاملة بعيدهم الأغّر))
- المفاوضات السرية العراقية أصبحت علنية في مطارهلسينكي..
- فضيّحة (عراق ﮔيت) أسقطت رئيسة وزراء فنلندا وآخرين..
- الغيّب .. ينبّوع الجهل الإجتماعي
- الغيّب .. ينبوع الجهل الإجتماعي
- لماذا الحرية عند الغير إبداع ،وعندنا إنكفاء ؟
- مهّام تحتاج الى تفعيل!
- الذكرى 74 للحزب الشيوعي العراقي تمر بهدوء...
- الفساد بمجموعه ..آفة بمجمله والرشوة أم الشرور...
- دراسة لمناقشة استحقاقات (السجين السياسي) أخلاقيا وقانونياً.
- الى روح أمل دنقل
- رؤية في قبوُ رمادي
- الأنسان أهم من الجغرافيا والتأريخ والأرض
- ((التكثيف المُلغّم في قصص حمزة الجناحي))
- محاصّصة التوظيّف في الدولة العراقية الجديدة ودور العشيرة....


المزيد.....




- في دبي.. مصور يوثق القمر في -رقصة- ساحرة مع برج خليفة
- شاهد لحظة اصطدام تقلب سيارة عند تقاطع طرق مزدحم.. واندفاع سا ...
- السنغال: ماكي سال يستقبل باسيرو ديوماي فاي الفائز بالانتخابا ...
- -لأنها بلد علي بن أبي طالب-.. مقتدى الصدر يثير تفاعلا بإطلاق ...
- 4 أشخاص يلقون حتفهم على سواحل إسبانيا بسبب سوء الأحوال الجوي ...
- حزب الله يطلق صواريخ ثقيلة على شمال إسرائيل بعد اليوم الأكثر ...
- منصور : -مجلس الأمن ليس مقهى أبو العبد- (فيديو)
- الطيران الاستراتيجي الروسي يثير حفيظة قوات -الناتو- في بولند ...
- صحيفة -كوريا هيرالد- تعتذر عن نشرها رسما كاريكاتوريا عن هجوم ...
- برلمان القرم يذكّر ماكرون بمصير جنود نابليون خلال حرب القرم ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - كريم جاسم الشريفي - مناكّدات( قرمّطي)* في العراق 6/6