أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - كريم عبد - المضطرب يُنتج أفكاراً مضطربة عن نفسه وعن الآخرين














المزيد.....

المضطرب يُنتج أفكاراً مضطربة عن نفسه وعن الآخرين


كريم عبد

الحوار المتمدن-العدد: 711 - 2004 / 1 / 12 - 04:44
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


العنصرية هي إحدى أخطر الظواهر المعبرة عن تفشي العنف في سلوك البشر. العنف الكامن أو المُعلن، والذي يعني في الحالتين وجود ( رغبة ) بإلحاق الأذى والضرر بالآخرين بدون مبرر مشروع. والعنصرية بهذا المعنى يمكن اعتبارها مرضاً فردياً في منحى، واجتماعياً في منحى آخر، وفي الحالتين  تمكن ملاحظته بنسب متفاوتة عند مختلف الشعوب !! والعنصرية على هذا الأساس هي نكوص في الوعي والسلوك تعتمد درجته على تطور أو تخلف الثقافة الحقوقية التي تعتمدها الدولة وتغذيها الثقافة الاجتماعية في البلد المعني.
إن أية نزعة معادية للآخر غالباً ما تقترن أو تتأسس على حالة من التوتر النفسي العصابي، أي التوتر الناتج عن أسباب ليس من السهولة إيجاد حل سريع لها. ولذلك فهي، أي حالة التوتر، تحاول دائماً أن تطرح نفسها خارجاً على هيئة عداوة تبحث عن ضحية بغض النظر عن المبررات !! حيث غالباً لا توجد علاقة سببية بين حالة التوتر النفسي لدى الشخص المعني وبين الآخرين أي الضحايا موضوع حقده أو عداوته العنصرية.
ومن جهة أخرى يمكن أن نلاحظ بان تفشي البطالة في بلد ما، غالباً ما يؤدي الى حالة نفور من الأجانب، رغم انهم قد لا يشكلون سبباً مباشراً لمشكلة البطالة، وربما كانوا مستثمرين أو طلاباً أو إن إقامتهم اضطرارية كلاجئين لأسباب سياسية أو غيرها، أي لا تأثير مباشراً لهم على سوق العمل. وهذا يعني ضمناً أن العنصرية تدل على قصر نظر صاحبها في رؤية الأسباب الحقيقية لمشاكله وأزماته حيث بوسع الجهات المعنية أن تلاحظ بان الأزمات العامة، السياسية والاقتصادية، هي التي تدفع لشيوع حالات التوتر النفسي الجماعية، فتصبح خلفية للاضطراب وسوء الفهم. إن الإنسان أو المجتمع المضطرب يُنتج بدوره أفكاراً مضطربة عن نفسه وعن الآخرين.
وإذا أردنا أن نصل الى معرفة أسباب واقعية محددة لهذا الاضطراب الذي ينتج ويكرس الظاهرة العنصرية، سنجدها مرتبطة دائماً بالتخلف، التخلف الحضاري كنسق يربط مجموعة من الظواهر بعضها بالبعض الآخر، فتكون العنصرية إحدى تلك الظواهر المرتبطة بسواها كالاستبداد المرتبط بدوره بظاهرة الأنظمة غير الشرعية دستورياً. حيث كل منها يبدو نتيجة لسواه مرة وسبباً لظواهر سلبية جديدة مرة أخرى. والعنصرية تتقنع عادة بالشعارات القومية والوطنية، حيث كلما أُريد اضطهاد فئة من المجتمع تتم ممارسة ذلك باسم الوطنية أو القومية.
لنأخذ على سبيل المثال، الإجراءات العنصرية التي مارسها نظام بغداد، فنجد إن الاضطهاد الرهيب ومحاولات الإبادة الجماعية التي تعرض لها الأكراد منذ عدة عقود ( تُـبَرر !! ) عادةً على أساس انهم يهددون الوحدة الوطنية والانتماء القومي للعراق !! وهذا ما يحدث في إيران وتركيا وسوريا كما هو معروف، لكنها تهمة باطلة تماماً فالأكراد مثل كل الشعوب المهيمَن عليها من قبل آخرين، يطالبون بحقهم المشروع بتقرير المصير أو الحكم الذاتي أو المساواة في المواطنة في الأقل. وإذا عدنا للوقائع، ففي منتصف الستينات، وبالإضافة لعمليات الجيش الحربية ضدهم، جندت السلطة قوات مرتزقة من بعض القبائل البدوية لمقاتلة الأكراد وأباحت دمائهم وممتلكاتهم، مما يتلاءم مع نزعة الغزو والاغتصاب القابعة في أعماق تلك القبائل المعزولة حضارياً والتي تتوارث نزعة الغزو منذ أيام الجاهلية، حيث الممارسات الهمجية هي مصدر فخر واعتزاز بالنسبة لها، بينما سلوك كهذا هو في الواقع مصدر استنكار بالنسبة لأي شخص يمتلك حداً أدنى من السوية الإنسانية، لكن العنصرية تجد أقنعتها ومبرراتها دائماً وبغض النظر عن تطابقها أو عدم تطابقها مع السوية والأعراف الإنسانية !!



#كريم_عبد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طبيعة السلطة وتأثيرات النسق الثقافي – الاجتماعي
- في تحولات الثقافة الإنسانية : العودة إلى الغابة !
- العالم موضوع فرجة والإنسان كائن متفرج !!
- الضحية تشتاق إلى جلادها، حمزة الحسن نموذجاً
- ثلاثُ مراثٍ لرياض إبراهيم
- قصيدة حب
- القناع المقدس والعنف الرسمي !!
- إلى موفق محايدين : شيوعيو ( مجلس الحكم ) أنبل بالتأكيد من قو ...
- الموتُ رمحُُ طويلُُ ُ تكسَّـر في قلوبنا !! - من أجل شريف الر ...
- الدولة والثقافة ومصير الإنسان !!
- نداء إلى جميع الكتاب العراقيين الشرفاء
- أزمة الثقافة العراقية في سياقها العربي ( 1 & 2 ) :ثقافة سعدي ...
- كتاب لا يتحدث عن العراق لكنه ضروري جداً للعراقيين !!
- من أوراق المنفى : رسالة إلى حسين كامل !!
- الإعلام المصري والمسؤولية الأخلاقية !!
- رداً على مناقشة حسين بن حمزة ونجم والي إبداعات المنفى العراق ...
- الحزبية الثورية ، في المعارضة أو الحكم


المزيد.....




- مصر: بلاغات واستجوابات في البرلمان وسط عاصفة من الجدل حول مر ...
- وسط توترات بين أمريكا وإسرائيل.. هل ستحجب إدارة بايدن الأسلح ...
- الجيش الأوكراني يتحدث عن -موقف عصيب- في خاركيف.. وفرار آلاف ...
- -إغلاق المعبر يعني أن أفقد قدمي الثانية- شهادات لبي بي سي من ...
- أردوغان: - نتنياهو بلغ مستوى في أساليب الإبادة الجماعية يثير ...
- هجوم إسرائيلي كبير على مصر
- بلينكن: حماس باقية مهما فعلت اسرائيل في رفح
- العراق.. وفاة المتحول -جوجو دعارة- داخل أحد سجون العاصمة بغد ...
- العثور على جثث 3 أطفال في القيروان في تونس
- كمال خرازي: إيران قد تغير عقيدتها في امتلاك السلاح النووي إذ ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - كريم عبد - المضطرب يُنتج أفكاراً مضطربة عن نفسه وعن الآخرين