أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بنعيسى احسينات - رحيل الطود الشامخ














المزيد.....

رحيل الطود الشامخ


بنعيسى احسينات

الحوار المتمدن-العدد: 2291 - 2008 / 5 / 24 - 05:01
المحور: الادب والفن
    


رحيل الطود الشامخ...
(في ذكرى رحيل "إدريس بنزكري" مهندس هيأة الإنصاف والمصالحة ورئيسها في المغرب)
بنعيسى احسينات

رحل إدريس .. قبل الأوان..
رحل قبل أن ينبت ما زرع..
قبل أن يسقط الجدار..
قبل أن تنضج الثمار..
قبل أن يأتي موسم الحصاد.
رحل إدريس.. قبل الأوان..
وغصة الماضي في القلب..
تفوح عشقا وسلاما للوطن..
رغم كيد الكائدين..
وتسلط الأقوياء الحاقدين.

كبرياء شامخ..
لا يعبه بقسوة الزمان..
ولا بقصاص الجلادين..
ولا بقدر الموت البطيء..
الزاحف في صمت رهيب.
في صمت تحدى السقم..
من اجل الحقيقة..
من أجل الإنصاف..
من أجل المصالحة..
من أجل إرساء حب الوطن.

أنت استثنائي..
بل .. أنت فوق العادة..
شامخ كقمم الجبال..
لا يعرف الاستسلام..
إسراره فوق وصف الكلام.
يطارده شبح الموت..
والحقيقة اختياره..
وحب الوطن نبضه..
لم يذق للراحة طعما..
ولا عرف إليه الملل سبيلا..

هاجس الحق ..
في الأعماق يسكنه..
لم ينل منه العذاب..
لم ينل منه السقم..
شعاره التحدي المستجاب.
وطني غيور..
في زمن الرذيلة..
بهتت فيه القيم..
وسقط فيه شرف الهمم..
لم ينل منه التهديد والوعيد.

صادق..
في زمن تحول فيه الصدق..
إلى إثم وعار..
إلى جريمة لا تغتفر..
إلى كابوس لا يقهر.
عرفناه بمواقف ثابتة..
في مسيرة الإنصاف والمصالحة.
قاد سفينتها إلى بر الأمان..
بعزم وإيمان..
بحب لا يعرف الخذلان.

ثابت كالطود الشامخ..
كالجبل الأشم..
لا تداهمه الخطوب..
ولا تؤثر فيه رياح الباطل..
صامد كصخر جلمود نازل.
قبل الرحيل ..
خُطَّ إدريس فَجْـرا جميلا ..
أشعل شمعة وقنديلا..
لينير طريق الحرية..
ليعيد مجد الإنسان.

من أجل ميلاد فجر جديد..
من أجل تجاوز الخوف والتهديد..
من أجل تحقيق غد سعيد..
قاد " بنزكري " قافلة التجديد..
بإيمان وعزيمة من حديد.
فراقك حضور..
في القلوب.. في الذاكرة..
موتك حياة..
تسري في دم جيل الغد..
المتعطش للحرية والشهامة.

موتك أضاء الرحيل..
ليس الموت فناء..
بل هو بقاء..
ينبض بالحياة والصفاء..
في ذاكرة الأمهات والآباء..
في خلد الأطفال والأبناء..
بالروح.. بالدم نبقى أوفياء..
للإنصاف أشداء..
للمصالحة أتقياء..
للحق نصدح بالحجة والدليل.

لقد استحقته الموت..
بجدارة واستحقاق..
لأنه أعطى للحياة كل شيء.
ولم يأخذ منها أي شيء..
أخذت منه كل شيء..
ولد فقيرا ومات فقيرا..
عاش مناضلا وقورا..
ومات بطلا صبورا..
فطوبا لروحه الشماء..
فليهنأ بربه بعز اللقاء.
_________________
بنعيسى احسينات



#بنعيسى_احسينات (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صرخة مهاجر
- لماذا علوم التربية؟
- شعر: لا.. وألف لا.. وكفى..
- غزة.. في محنة.. يا للعار
- الطفولة والمراهقة وإشكالية التربية في الوطن العربي
- شعر: في ظل فتنة الردة
- أسلوب التربية وحاجات الطفل في المجتمع العربي
- النمو وحاجاته في مرحلتي الطفولة والمراهقة
- غدا إن لم نفق من إرث سباتنا
- المجال التربوي وأخلاقيات المهنة
- كفانا كلمات؟؟
- كفانا كلمات..؟؟
- الموارد المالية للدول المنتجة للبترول وإمكانية التكامل الاقت ...
- تاريخ اليهود من ما قبل الشتات إلى الحركة الصهيونية وقيام الد ...


المزيد.....




- فيلم -معركة تلو الأخرى-.. دي كابريو وأندرسون يسخران من جنون ...
- لولا يونغ تلغي حفلاتها بعد أيام من انهيارها على المسرح
- مستوحى من ثقافة الأنمي.. مساعد رقمي ثلاثي الأبعاد للمحادثة
- جمعية التشكيليين العراقيين تستعد لاقامة معرض للنحت العراقي ا ...
- من الدلتا إلى العالمية.. أحمد نوار يحكي بقلب فنان وروح مناضل ...
- الأدب، أداة سياسية وعنصرية في -اسرائيل-
- إصدار كتاب جديد – إيطاليا، أغسطس 2025
- قصة احتكارات وتسويق.. كيف ابتُكر خاتم الخطوبة الماسي وبِيع ح ...
- باريس تودّع كلوديا كاردينال... تكريم مهيب لنجمة السينما الإي ...
- آخر -ضارب للكتّان- يحافظ في أيرلندا على تقليد نسيجي يعود إلى ...


المزيد.....

- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام
- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بنعيسى احسينات - رحيل الطود الشامخ