أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - بنعيسى احسينات - النمو وحاجاته في مرحلتي الطفولة والمراهقة















المزيد.....

النمو وحاجاته في مرحلتي الطفولة والمراهقة


بنعيسى احسينات

الحوار المتمدن-العدد: 2272 - 2008 / 5 / 5 - 08:23
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


مدخل:
يتعرض الكائن البشري لكثير من التغيرات والتطورات التي تلحقه جنينا فوليدا فرضيعا فطفلا فمراهقا فشابا فرجلا فشيخا... إن الكثير من التغيرات التي تحدث في المراحل الأولى من الحياة، تتجه نحو تحقيق هدف ضمني غير واضح في ذهن الكائن البشري، وهو النضج والبناء ثم الهدم ونهاية الحياة عند الشيخوخة والهرم. لكن نقصد بنمو الطفل والمراهق، تلك التغيرات الإنشائية البنائية التي تسير بالكائن البشري إلى الأمام حتى ينضج.

I. مفهوم النمو :
إن كلمة النمو في معناها الخاص الضيق، تتضمن التغيرات الجسمانية من حيث الطول والوزن والحجم، نتيجة التفاعلات الكيماوية التي تحدث في الجسم. ولكن معناها العام يشمل، بالإضافة إلى ما سبق، التغير في السلوك والمهاراتـ نتيجة نشاط الإنسان والخبرات التي يكتسبها عند استعمال عضلاته وأعصابه وحواسه وباقي أجزاء جسمه. ويتضمن هذا المعنى كذلك، التغيرات التي تطرأ على النواحي العقلية والانفعالية والاجتماعية والحس حركية.

II. نواحي النمو :
يتضمن النمو نواحي عديدة، منها :
1. ما يتصل بالنواحي الجسمية العضوية (الجانب البيولوجي الفسيولوجي).
2. ما يتصل بالنواحي العقلية المعرفية (الجانب العقلي).
3. ما يتصل بالنواحي الانفعالية الوجدانية (الجانب النفسي).
4. ما يتصل بالدوافع والحوافز والاتجاهات والميول ( نواحي اجتماعية وقيمه ).

هذه النواحي المختلفة، تعمل في انسجام وتوافق تام. وهذا التقسيم الدراسي، لا يوجد ما يناظره في طبيعة الكائن البشري. فهذه النواحي، تعمل كوحدة متماسكة، يؤثر كل منها في الآخر.فالنمو العقلي والانفعالي مثلا، يتأثران إلى حد كبير بالنمو الجسمي. وهكذا نرى أن نواحي النمو المختلفة الجسمية والعقلية والانفعالية والمجتمعية، تعمل في وحدة وانسجام، وأن الاضطراب والنقص أو الشذوذ في أي ناحية من نواحي النمو، يؤدي إلى اضطراب في التكوين العام للشخصية.

III. حاجات النمو في مرحلتي الطفولة والمراهقة :
أما بالنسبة لمفهوم حاجات النمو، فهو مفهوم حديث نسبيا في الدراسات النفسية التربوية. ولعل أول الدراسات التي أشارت إلى حاجات النمو أو مطلب النمو، كانت دراسة بيتر بيلرس عن المراهقة، إلا أنه لم يستعمل المصطلح مطلب أو حاجة كمفهوم أساسي في كتابه عن المراهقة، ولكنه استعمله كوسيلة لتفسير بعض مشكلات الشباب وطرق علاجها. وقد حاول أركسون في دراساته عن السنوات الأولى في حياة الإنسان، أن يحدد أوقات تقريبية لبعض التغيرات الأساسية التي يتعرض لها الطفل والمراهقين أثناء نموهما. ومطلب النمو مطلب عربي، يقابل المصطلح الإنجليزي، ويقصد به المطلب الذي يظهر في فترة ما من حياة الإنسان، والذي إذا تحقق إشباعه بنجاح، أدى إلى شعور الفرد بسعادة، ويؤدي إلى النجاح في تحقيق مطالب النمو في المستقبل، بينما يؤدي الفشل في إشباعه إلى نوع من الشقاق وعدم التوافق مع مطالب المراحل التالية من الحياة.

أ ـ حاجات النمو في مرحلتي المهد والطفولة المبكرة (مرحلة ما قبل المدرسة) :
1. حاجات النمو الجسمي : تتجلى هذه الحاجات في :
1.1. اكتساب القدرة على الاتزان الفسيولوجي : تتم هذه العملية، نتيجة نضج الطفل الداخلي ورعاية الأم. ويتجلى ذلك في تنظيم أوقات رضاعه والعناية بالنظافة وتنظيمها.
2.1. اكتساب السيطرة على عمليتي الإفراز وتنظيمها حسب أوقات محددة. وما يساعد الطفل على السيطرة الإرادية على هذه العملية، هو التشجيع المستمر والمعاملة الهادئة من الوالدين، خصوصا من الأم. وأثناء اكتساب هذه العمليات، تترصخ الثقة بالنفس واحترامها والاتزان الانفعالي عند الطفل.
3.1. تعليم تناول الطعام الخارجي (الفطام) : إن الانتقال من مرحلة الاعتماد الكلي على الأم في الغذاء، إلى الاعتماد المصادر الخارجية، يمثل أولى عمليات استبدال عادة سلوكية بأخرى عند الطفل. وبذلك يجب أن يراعى التدرج، وهو أهم شرط عملي يجب توفره في هذه الحالة.

2. حاجات النمو العقلي : وتتجلى في :
1.2. اكتساب القدرة على الحركة في المكان (المشي) : إن المشي عملية معقدة ، لا تحدث دفعة واحدة، وإنما لها ممهدات، فهي عملية تغير في وضع الطفل. والمطلوب، عدم الإسراع في تعلم المشي في وقت مبكر، وإعطاؤه فرصة التقلب على جنبيه والزحف على البطن.
2.2. اكتساب القدرة على تعلم الكلام : يكتسب الكلام عن طريق المحاكاة والتقليد. لذا يجب أن تكثر الأم الحديث إلى أطفالها وهم في الشهر التاسع وفي أواخر السنة الثانية.
3.2. الانتقال من الإيهام إلى الواقع : علينا أن لا نساعد الأطفال على الإفراط في السلوك الخيالي أو الإيهامي، وأن نمد لهم يد المساعدة للانتقال إلى الواقع وما فيه، وذلك بطريقة تدريجية.

3. حاجات النمو الانفعالي والاجتماعي : وتتجلى في :
1.3. اكتساب العادات الانفعالية الثابتة : إن اكتساب العادات الانفعالية الإيجابية، يساعد الطفل على تجاوز مخاوفه التي تكثر في هذه الفترة من الحياة. فالاتجاه الصحيح من الأم التي تساعد الطفل على احترامها وحبها، هو الذي ييسر للطفل التغلب على مخاوفه، ويساعده على اكتساب العديد من العادات السلوكية التي تيسر له الحياة النفسية السليمة.
2.3. تنمية الشخصية الاجتماعية لدى الطفل : إن طفل الثالثة، يعتبر نفسه عضوا هاما في الأسرة، يستطيع أن يمارس بعض الأمور بنفسه. لذا يجب أن تتاح له الفرصة للتعبير عن رغباته وأخذ رأيه فيما يأكل ويلبس وأين يذهب... ويجب أيضا أن يفهم لماذا عوقب حينما فعل هذا الشيء أو ذاك.

ب ـ حاجات النمو في الطفولة الوسطى والمتأخرة :
1. حاجات النمو العقلي : وتتجلى في :
1.1. اكتساب المهارات اللازمة لممارسة النشاط الحركي المنظم : أي أن يتعلم الأطفال المهارات الحركية الأساسية التي تيسر لهم الاشتراك مع غيرهم الألعاب المنظمة وإتقان الحركات الدقيقة كتلك التي تحتاج إلى السيطرة على أنامل الأصابع.
2.1. تكوين الاتجاه السليم اتجاه الجسم : بمعنى أن يكتسب الطفل عادات المحافظة على نظافة الجسم ووقايته من الأمراض والأخطار اليومية في المنزل والطريق، وأن يكون لنفسه اتجاها سليما إزاء جسمه وطريقة تكيفه مع الشروط المختلفة واكتساب القدرة على الاستمتاع بالنشاط الحركي.
3.1. ممارسة موضوعات العلم الخارجي عن طريق الاتصال المباشر : إن أطفال الصفوف الأخيرة من المرحلة الأولى من التعليم الأساسي، لا يقتنعون بالمشاهدة، بل يودون ن يمارسوا فعلا بعض الأشياء البسيطة وأن يجربوا ويعملوا، حتى يتذوقون لذة ما يفعلون.
4.1. تنمية المهارات الأساسية في القراءة والكتابة والحساب : تعتبر سن السادسة الفترة الزاهية لاكتساب اللغة قراءة وكتابة وفهما وتعبيرا. أما الحساب فهو أساس العلاقات الكمية والشرط الأساسي لتحقيق ذلك أن تقدم لهم هذه المباديء في أسلوب محسوس.
5.1. اكتساب المفاهيم الأساسية للمجتمع : لا شك أن النضج العقلي العام للطفل في الصفوف الأخيرة من التعليم الأساسي، يجعله يدرك المعاني المجردة، إذا وضعت له في قالب بسيط، كمعاني الحق والواجب والعدل...كما ييسر له أيضا القدرة على إدراك المفاهيم الرئيسية التي تساعده عل التكيف الاجتماعي.

2. حاجات النمو الانفعالي والاجتماعي : وتتجلى في :
1.2. تنمية ميول الأطفال : فعلى الطفل أن يمارس مهاراته ونشاطه في أمور نافعة. وتلعب جمعيات النشاط المدرسي دورا هاما في تنمية ميول الأطفال.
2.2. تنمية الشخصية الاجتماعية : فداخل مجتمع حجرة الدراسة، يتعلم الأطفال أسلوب الأخذ والعطاء بين أقرانهم، ويكونون أصدقاء ويحترمون رغبات بعضهم البعض، ويعملون على تنمية شخصيتهم الاجتماعية، عن طريق الاتصالات اليومية في حياتهم العملية.
3.2. تنمية الاتجاهات إزاء الجماعات والنظم الاجتماعية : في نهاية هذه المرحلة، يظهر لدى الأطفال ميل واضح نحو المشاركة في الحياة الاجتماعية، فيودون الاشتراك في النشاط التعاوني ويحبون الاشتراك في تحقيق هدف عام، كما يثير اهتمامهم ما يحدث في بيئتهم المحلية والوطنية والدولية.

ج ـ حاجات المراهقة :
1. حاجات النمو العقلي الفكري : تتميز المراهقة بظهور أسس ومعايير فكرية جديدة، يحتكم إليها الفرد ويتخذها قاعدة ومعيارا فكريا، يخضع لها كل شيء. فلم يعد معيار الصدق ما يقوله الكبار من آباء ومدرسين وغيرهم من الراشدين، وإنما الصدق كل الصدق، ما يقبله عقل المراهق ومنطقه، وإن كان هذا المنطق والصدق، يعوزهما حكم التجربة والخبرة والممارسة. ولأجل ذلك يعيد المراهق النظر في كثير من المكتسبات المعرفية، وخاصة تلك التي لقنت له دون إحكام العقل والمنطق فيها، ويكون قيما واتجاهات جديدة في مختلف الموضوعات الاجتماعية والسياسية والدينية وغيرها.

إن سرعة النمو العقلي في مستهل المراهقة، تكون سريعة ثم تتغير بعد ذلك بقليل في حوالي 15 أو 16 سنة، ثم يعود خط النمو إلى سرعته بعد ذلك. أما العوامل المؤثرة في النمو العقلي وسرعته، تتجلى في الوراثة والنمو الجسدي والتوافق الانفعالي والتعليم ووسائل الإعلام والبيئة الاجتماعية.

2. الحاجات الانفعالية : نقصد بكلمة الانفعال هنا، مختلف الحالات النفسية والجسمية التي تنتاب الفرد، مثل الحالات الوجدانية العامة التي تنظم كيانه عندما يجد نفسه في موقف معين، فيستجيب له بالخوف أو الغضب أو القلق، وكذا الانقباض أو الشعور بالنقص أو الخجل...

والانفعالات وثيقة الصلة بالدوافع التي تسعى بالفرد إلى تعزيز ذاته وتأكيدها، ثم تكيفه مع واقعه الطبيعي والاجتماعي. لهذا فإن غاية الانفعال في جوهره ، تحقيق أفضل التلاؤم الذي يرجوه الفرد، والمتمثل في تحقيق الاتزان مع نفسه وبيئته وفي إعادته لهذا التوازن عندما يضطرب ويختل.

ولما كانت حياة المراهق تتجه نحو النمو الجسمي والنفسي والاجتماعي، تنشأ بها تغيرات أساسية، تقتضي منها الاستجابة لمختلف الأعباء والمشاكل، بما تقتضيه من تكيف ناجح لا يستطيع المراهق بعد، أن يقوم به لقلة خبراته وتجاربه في الحياة، وهو لم يبعد كثيرا عن مرحلة الطفولة المعتمدة في كل شيء على الكبار. ولأجل ذلك كله، كانت حياة المراهق حياة مليئة بالمشكلات الانفعالية. هذا فضلا عن أن الحضارة الإنسانية المعاصرة وما تقتضيه من ألوان الضغوط الكثيرة وما تحيط به الإنسان من أشكال مصطنعة من الحياة، تعرضه باستمرار إلى حالات نفسية انفعالية ذات طابع الكآبة والإحساس بالفراغ والضياع، والخوف من المستقبل وما يخبئه من المفاجآت، فتؤدي هذه الأمور إلى تقلب الحالات الانفعالية، وإلى شدة القابلية الانفعالية لدى الفرد.

3. الحاجات الاجتماعية : ويمكن التركيز هنا على علاقة المراهق بالأسرة والأقران والمدرسة :
1.3. المراهق والأسرة : إن نظام الأسرة في غالبيته في المغرب، باترياركي ( أبوي) سلطوي. فالسلطة المنزلية لها حق السؤال عن أخص أمور حياة المراهق. إنه يشعر نتيجة ما يعتريه من تغيرات جسمية، فيزيولوجية ونفسية، أنه لم يعود قاصر على أن يحاسب على كل أعماله، كما يشعر أنه في حاجة إلى فطام نفسي عن الأسرة، أي استقلاله عن سلطتها. فالأسرة بهذا، إما أن تكون مستنيرة، تأخذ بيد المراهقين في حل مشكلاتهم وتساعدهم على التكيف الصحيح. وإما أن تكون ضيقة الأفق، فتقف عائقا دون التكيف الصحيح للمراهق، مما يؤدي إلى التمرد والهروب من الأسرة والانحراف... وهذه المشكلات، تعوق وتحول دون النمو الطبيعي للمراهق، مما يجعله فريسة أمراض نفسية خطيرة. ويحسن بالآباء، عدم التدخل السافر في كل شيء، دون تمييز بين الأمور المهمة وغير المهمة، فمثلا التدخل في تنظيم أوقاته والاهتمام بواجباته.
2.3. المراهق والأقران : إن المراهق في حاجة إلى علاقة صداقة مع الجنسين. فالصديق أو الرفيق، لم يعد صديقا أو رفيق اللعب أو الطريق، بل مرآة يرى فيها نفسه، ومستودع لأسراره. كما أنه، في حالة شاذة، يسعى إلى الانتماء إلى العصابات التي تضمن له الإشباع لرغباته المحروم منها، وغالبا ما تمارس هذه العصابات أعمالها في غياب مراقبة المجتمع، مما يؤدي إلى أشكال الانحراف...
3.3. المراهق والمدرسة : تعتبر المدرسة المؤسسة التي أنشأها المجتمع لمباشرة عملية التنشئة الاجتماعية لأبنائه. فدور المدرس يتجلى في كونه اختصاصي في معرفة معينة، ومندوب اجتماعي في التربية والتعليم والتكوين. فماذا ينتظر المراهق من المدرسة والمدرس ؟ لم يعد المراهق يريد أن يتعلم من أجل التعلم. ونظرا لنمو الفكر المنطقي والنقدي لديه، يصبح أكثر انتباها واهتماما بالتناقضات والأخطاء الصادرة من المدرس. فعلى هذا الأخير أن يضبط ويسيطر على المادة التي يدرسها، مع شيء من التوسع، إلى جانب المرونة والتفهم والتسامح. فهو يريد أن يجد في مدرسه، المتفهم والأخ والصديق، والمثل الأعلى، يساعده ويفتح له صدره وفكره، بل أكثر من هذا، يريد أن يربط علاقة صداقة وزمالة مع مدرسه، إذ يمكن أن يفضوا إليه بأسراره وما يعاني منه.

لعل من أهم المشكلات التي تضايق المراهق وتحول بينه وبين توافقه السليم، هي توتر علاقته بالكبار، وفي مقدمتهم الآباء ورغبته المستمرة في التحرر من سلطتهم، وإثبات ذاتيته وانتزاع تقديرهم واحترامهم، وذلك من أجل الاعتراف به. وعلى هذا الأساس، للمراهق حاجات، نجملها باختصار كبير، فيما يلي :
1. الحاجة إلى الحرية والاستقلال.
2. الحاجة إلى الاحترام والتقدير.
3. الحاجة إلى الاعتراف والاختيار والمبادرة.
4. الحاجة إلى الجنس الآخر (حب ـ صداقة...).
5. الحاجة إلى فلسفة حياة (دين ـ سياسة ـ فن...).
6. الحاجة إلى المكانة. فلعل حاجة المراهق إلى المكانة، من أهم حاجاته الأساسية. فهو يريد أن يكون شخصا مهما تكون له مكانة في جماعته، ويعترف به كشخص ذي قيمة. فالمتعلم الذي له مكانة في صفه، قلما يكون مشكلة في هذا الصف، بل أنه يبذل قصارى جهده للإفادة من فعاليات الصف والتقدم في دروسه.

وعلى أساس هذه الحاجات، يجب أن تكون معاملتنا للمراهق ، بعيدة تماما عن أسلوب القسوة والضعف والإهمال. فمسؤولية المنزل والمدرسة كبيرة في توجيه المراهق الوجهة الصالحة التي تساعده على التغلب على أزماته النفسية بطريقة سليمة. ومن الأسس التي يجب أن تراعى في معاملته، هي :
1. إرضاء غروره الاجتماعي وإعطاؤه مكانة في الأسرة والمدرسة والمجتمع ومساعدته كي يخلق من نفسه شخصية لها قيمتها.
2. لنضعه في المواقف التي يتعلم فيها كيف يكون إنسانا مهذبا، وكيف يسلك مع من هو أكبر منه ومع من هو من جنس آخر.
3. لنيسر له من الفرص ما يحقق به ذاته عمليا، بحيث أن الوالد والمدرس والرائد، إن هو إلا مرشد كبير، له من خبراته وعمله ما يمكنه أن يساعد به غيره.
4. معالجة مشاكل المراهق برفق ولين وتبصر، وذلك بتنظيم أوقات فراغه. فالعبء الكبير، في الحقيقة، ملقى على السلطات المحلية والهيئات المنتخبة والمدرسة. فالمنزل أضيق من أن يتسع للمراهق ونشاطه، فلا بد من العناية به في مؤسسات تعليمية وغيرها، تشرف عليها الدولة، كدور الشباب وغيرها.

إن ثروة الشعوب لا تقاس بما تحويه تربتها من كنوز طبيعية، بل بمدى صقلها لمواهب أطفالها وشبابها، ومساعدتهم على التوافق الصحيح كي ينشئوا نشأة صالحة ويسهموا في التقدم وإنشاء حضارة. ولا يتيسر الإنتاج إلا إذا ربي الأطفال والشباب تربية قوامها الفهم الصحيح والأمن النفسي والحرية في غير فوضى والتفكير المتفتح المرن.



#بنعيسى_احسينات (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- غدا إن لم نفق من إرث سباتنا
- المجال التربوي وأخلاقيات المهنة
- كفانا كلمات؟؟
- كفانا كلمات..؟؟
- الموارد المالية للدول المنتجة للبترول وإمكانية التكامل الاقت ...
- تاريخ اليهود من ما قبل الشتات إلى الحركة الصهيونية وقيام الد ...


المزيد.....




- هل ستفتح مصر أبوابها للفلسطينيين إذا اجتاحت إسرائيل رفح؟ سام ...
- زيلينسكي يشكو.. الغرب يدافع عن إسرائيل ولا يدعم أوكرانيا
- رئيسة وزراء بريطانيا السابقة: العالم كان أكثر أمانا في عهد ت ...
- شاهد: إسرائيل تعرض مخلفات الصواريخ الإيرانية التي تم إسقاطها ...
- ما هو مخدر الكوش الذي دفع رئيس سيراليون لإعلان حالة الطوارئ ...
- ناسا تكشف ماهية -الجسم الفضائي- الذي سقط في فلوريدا
- مصر تعلق على إمكانية تأثرها بالتغيرات الجوية التي عمت الخليج ...
- خلاف أوروبي حول تصنيف الحرس الثوري الإيراني -منظمة إرهابية- ...
- 8 قتلى بقصف إسرائيلي استهدف سيارة شرطة وسط غزة
- الجيش الإسرائيلي يعرض صاروخا إيرانيا تم اعتراضه خلال الهجوم ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - بنعيسى احسينات - النمو وحاجاته في مرحلتي الطفولة والمراهقة