أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - وديع بتي حنا - كُتًابنا وحب الاخوة الاكراد والسياسة















المزيد.....

كُتًابنا وحب الاخوة الاكراد والسياسة


وديع بتي حنا

الحوار المتمدن-العدد: 2285 - 2008 / 5 / 18 - 00:48
المحور: الصحافة والاعلام
    


أنْ يُحب أحدنا شخصا او فريقا او مجموعة او شعبا, فذلك حقَُ تكفله كل شرائع السماء واغلب لوائح وقوانين اهل الارض , ومن حق المُحب ان يختار كيف يهيم في حبه , وصفا وفعلا , سِرا وعلنا , زمانا ومكانا. ولكن عندما يتعلق الامر بمعالجة موقف سياسي فان المحلل المحايد العادل غالبا ما يتيه في غابة السياسة عندما يترك حبل العاطفة مفتوحا بلا حدود إرضاءً لغريزة الحب الجارف التي ألمًت به في ربيع العمر الثاني. وهكذا , اعتقد , و ريما يوافقني في الرأي الكثيرون , ان العاطفة لوحدها , كرها او حبا , لاتصلح لوحدها ان تكون بوصلة حركة القائد السياسي , تقوده الى هذه المحطة او تلك , كما انها , اي العاطفة , لا تؤدي بنا الى معلومة رصينة متوازنة عندما تُصبح لوحدها الانامل التي تُمسك بقلم من يتعاطى السياسة كتابة, فتذهب بقلمه الى مرافئ تُصادر فيها كل بضاعته , بل وفوق ذلك يجد نفسه مُجبرا على دفع الغرامات , ناهيكم عن الضرر الفادح الذي يُصيب المحبوب . كثيرون, وربما يكون حال كاتب هذه السطور كذلك , وجدوا ويجدون انفسهم يُصنفون في خانة اعداء هذا او ذاك , هذه المجموعة او تلك , ليس لانهم يقفون بالضد من اهدافه او اهدافها و تطلعاته اوتطلعاتها , بل لانهم لايستطيعون ان يهضموا ما تذهب اليه الحاشية والابواق, حيث يصبح حينذاك السكوت عسيرا على كل من يوجد في احد فكًيه سِنًا اضافيا.

مناسبة السطور اعلاه مقال جديد نُشر على بعض المواقع للكاتب العزيز الاستاذ الفاضل حبيب تومي يتساءل فيه ( هل من اشكالية في وجود علاقة بين اقليم كردستان واسرائيل ). وكأني ارى ان الاستاذ الفاضل قد كان في عجالة من امره , فوجد نفسه يخلط وصفته بسرعة , ليقدم وجبة يحرص على تقديمها في موعدها المحدد كجزء من الروتين. حيث ان المقال يهدف الى شرعنة العلاقة بين اقليم كردستان واسرائيل في الوقت الذي لازال اغلب الساسة الكرد يعون حساسية هذه العلاقة ويحرصون على نفيها او تهميشها اوعدم الافتخار بها , بل اعتقد جازما ان بعض القيادات الكردية التي تناولت بالاشارة هذه العلاقة او اطلقت التصريحات بشأنها , انما فعلت وتفعل ذلك بالاساس كرد فعل للاستفزازات العنيفة التي يقوم بها البعض عندما يضع الحركة الكردية في دائرة الاتهام بما يعتقده خيانة للمصالح الوطنية والقومية في الحديث عن هذه العلاقة. لان الاكراد ادركوا قبل غيرهم ان اسرائيل لاتقدم لهم العون والمساعدة من اجل عيون قضية الشعب الكردي , بل من اجل مصالحها الذاتية وهذا مايؤكده الاقتباس الذي جاء به مقال الاستاذ تومي من كتاب الاستاذ مسعود البارزاني , حيث يشير البارزاني الى ان غاية اسرائيل كانت هي إلهاء الجيش العراقي عن ساحات القتال في الصراع العربي الاسرائيلي . لا ادري إن كانت محض صدفة , أم قدرا مقصودا , حيث ما ان انتهيت من قراءة مقال الاستاذ تومي , وتركت الحاسوب من اجل فنجان من القهوة وإذا على التلفاز , وتحديدا على الفضائية البغدادية , حوار للتاريخ , مع الاديب الكردي المعروف ( فلك الدين كاكائي ) وهو وزير الثقافة الحالي في اقليم كردستان واحدى الشخصيات التاريخية التي عاصرت عن قرب الحركة الكردية ومن اعمدة المنظرين فيها وواضعي استراتيجيتها الاعلامية , حيث كان التساؤل عن العلاقة بين الحركة واسرائيل احدى محطات هذا الحوار وقد استغربت حقا عندما لم يبدي السيد كاكائي اهتماما يُذكر بهذا الموضوع بل حاول التقليل من شأنه , بل و حتى نفيه و أشار الى محاولة بعض الجهات الى تضخيمه او استغلاله للاساءة الى الحركة الكردية , ولم يعلن , بصراحة المواطن الكردي التي نعرفها , عن اي موقف لحكومة الاقليم ينظر الى العلاقة مع اسرائيل كمسألة طبيعية لاغرابة فيها او ليؤكد بعض خيوطها. انه لمن الصعوبة ان نفهم حرص القادة الاكراد على تجنب الخوض في موضوع كهذا , في الوقت الذي يتطوع كاتب , كلداني سرياني اشوري , يعكس بصورة او باخرى , شاء بعضنا او تحفظً او أبى , نفس الشارع الكلداني السرياني الاشوري فيسوٍق لعلاقة ليس طرفا فيها او جانيا لمنافعها , بل ان تطوعه هذا يشابه تماما مثلما يضرب , سائق شاحنة , كفه على صدره , معلنا عن استعداده لنقل شحنة من المخدرات في طريق ملغًم بنقاط الفتيش والكمارك, هكذا لوجه الله , دون ان يكون له سهم فيها. لا اعتقد ان الملاحظة التنبيهية التي استهًل بها الاستاذ حبيب تومي مقاله المذكور ستساعد الى حد كبير في الفصل بين كاتب المقال و خلفيته الدينية والقومية. ان العلاقة مع اسرائيل هي شأن كردي بحت وتقع على عاتق الاخوة الاكراد مهمة الترويج والتسويق لها اذا كانوا يرون في ذلك مصلحة لهم , وهم قادرون حقا على تحديد الزمن الملائم لذلك والذي يحقق اعلى نسبة من الارباح باقل الخسائر , اما الاخرون الذين يجدون في طرح هذا الموضوع سبقا اعلاميا يحقق الشهرة فهم يقدمون تضحيات مجانية لا أكثر, وهنا نؤكد ايضا على النظرة الى كل العلاقات مع جميع الدول والكيانات بشفافية ونفس مستعد للحوار مع الاخر طالما توفرت الاسس والظروف والنوايا والثقة المتبادلة لحوار بنًاء يحقق الصالح المشتركة.

ثم قبل كل ما تقدم , لا اعرف حقا كيف غاب عن بال كاتبنا العزيز ان يُسند مقاله على مسوغات قانونية لاتتعارض مع الفكرة السياسية , حيث جميعنا يعرف ويفهم ان النظام الفدرالي الذي يتكلم عنه اطراف العملية السياسية , يشتمل على ان تكون السياسة الخارجية والدفاع من مهام ومسؤوليات الحكومة الاتحادية المركزية , وهذا ما متعارف به في جميع دول العالم التي تعتمد الفدرالية نظاما لها , فلم نسمع مثلا عن ولاية امريكية تفكر في نسج علاقات مستقلة مع ايران او ليبيا او كوريا الشمالية . وهكذا يجب ان تكون الاتصالات الخارجية التي تُجريها الاقاليم مع الدول والمنظمات الدولية منسجمة تماما مع الخط العام لوزارة الخارجية الاتحادية وتتناغم مع ذلك الخط تبعا لتغيراته. هذا إذا كنا نتحدث عن دولة مؤسسات لعراق فدرالي ديموقراطي واحد موحد , اما اذا كان الاستاذ حبيب تومي قد قرر من جانبه , وبدافع الحب العارم , اعلان استقلال اقليم كردستان رسميا , قبل ان تعلن ذلك القيادة الكردية , فذلك شأن اخر.

الغالبية العظمى من شعبنا , الخالية من العقد , تحب اشقائنا الاكراد , شركائنا في الوطن , و تحترمهم وتفخر بالتاريخ الطويل من العيش المشترك معهم , بكل ما يحفل ذلك التاريخ من حالات السراء والضراء , باحداثه المريرة والبهية , وهذا هو الحال مع كل مكونات شعبنا العراقي الاخرى , ونكون حقا غير صادقين مع هذه المكونات اذا حاولنا ان نُظهر لاحدها اننا نحبه اكثر من انفسنا , في وقت اصبح القانون السائد في الحياة السياسية العراقية , افرادا واحزابا ومكونات , يكمن في حرص هؤلاء , كل من جانبه على تجميع ما امكن من كتلة النار تحت عجينة الخبز الخاصة به . أضف الى ذلك ان الحب في العلاقات الاجتماعية الضيقة والحب في السياسة ليسا سيًان , ففي السياسة يكون المرء ربما اكثر صدقا في علاقاته وبالتالي اكثر فائدة في عواقب تلك العلاقات عندما يكون صريحا مع الطرف الاخر وحريصا عليه.

ان من اختار لنفسه ان يحمل قضية شعبه القومية والمصيرية , عليه ان يُسًخر كل , كلمة وجملة ومقال , ليكون كل ذلك , بشكل من الاشكال , في خدمة هدفه الاسمى ويربح لقضية شعبه على كل حال حالا.



#وديع_بتي_حنا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مسيرة أكيتو وحفل فيشخابور
- هذا لاعبنا السياسي مِن المأسي جابْ فرخة
- ايران – تُنتج الوقود أم تصنع القنابل
- إنهاء الاحتلال لن يتم بقتل المسيحيين
- كتابات مابعد المطران رحو – عودة الى التجارة البائسة
- إستشهاد المطران – كابوس ثقيل أم خبطة في الرأس
- صوته يملأ الافاق يصرخ أين شوكتك ياموت
- طهاة الحكم الذاتي ووجبة البرغل
- ايها المطران الجليل , ألا يكفيهم انهم قتلوك خمسة عشر مرة
- التجربة الكردية – جسيم في داخل صندوق
- هل في قناة عشتار, زوعا والاخرون رِجسُ من عمل الشيطان
- سهل نينوى وجولة الصراع العربي الكردي المرتقب
- فرحة الاكتشاف وخيبة الأمل
- لينين وغبطة الكاردينال وطارق عزيز
- عشتار و جورج منصور وكلمة الوفاء
- المجلس الشعبي والجبهة الوطنية والقومية التقدمية
- فرقد ملكو وحسن فاشل وحديث المشاكل
- الحركة الاشورية والرأي الاخر – حقيقة يجب ان تقال
- زوعا و زهريرا – غلطة الشاطر بألف
- حكومة المالكي – عليل يدًعي إمتلاك بوق الحياة


المزيد.....




- مكالمة هاتفية حدثت خلال لقاء محمد بن سلمان والسيناتور غراهام ...
- السعودية توقف المالكي لتحرشه بمواطن في مكة وتشهّر باسمه كامل ...
- دراسة: كل ذكرى جديدة نكوّنها تسبب ضررا لخلايا أدمغتنا
- كلب آلي أمريكي مزود بقاذف لهب (فيديو)
- -شياطين الغبار- تثير الفزع في المدينة المنورة (فيديو)
- مصادر فرنسية تكشف عن صفقة أسلحة لتجهيز عدد من الكتائب في الج ...
- ضابط استخبارات سابق يكشف عن آثار تورط فرنسي في معارك ماريوبو ...
- بولندا تنوي إعادة الأوكرانيين المتهربين من الخدمة العسكرية إ ...
- سوية الاستقبال في الولايات المتحدة لا تناسب أردوغان
- الغرب يثير هستيريا عسكرية ونووية


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - وديع بتي حنا - كُتًابنا وحب الاخوة الاكراد والسياسة