أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - وديع بتي حنا - ايها المطران الجليل , ألا يكفيهم انهم قتلوك خمسة عشر مرة














المزيد.....

ايها المطران الجليل , ألا يكفيهم انهم قتلوك خمسة عشر مرة


وديع بتي حنا

الحوار المتمدن-العدد: 2213 - 2008 / 3 / 7 - 03:02
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


من جديد , شاة تُساق للذبح وليس لها إلا أن تطلق اهات مخنوقة , مرة اخرى يدفع البرئ ثمن المهزلة وهو ليس له فيها لا في العير ولافي النفير, ماأقسى ان يرى الانسان جهد عقود من السنين وقد بات هباءً منثورا , ما أفضع ان يرى نبتة الحب والسلام التي زرعها بيديه الطاهرتين , واستمر يرويها , يوما بعد يوم وشهرا بعد شهر وسنة بعد سنة , املا في ان يتفيأ بضلالها كل الموحدون وعشاق السماء والارض , وقد تحولت في لحظة مشؤومة الى غابة موحشة , يحصد منها دما وموت ! الحبر الجليل المطران بولس فرج رحو , رسول السلام في القرن العشرين ومابعده , اختار ان يسير في الازقة والطرقات , يجول يصنع خيرا , مع الجميع بالوانهم ومذاهبهم واديانهم وقومياتهم , توًلع عشقا في مهنة صيد الناس ليجعلهم طعاما لله ولتكون كلمة الحياة خبزا لهم , يدعو نفسه قبل الاخرين الى التوبة وعمل الصلاح , يشعر بالفرح حد الثمالة عندما يستطيع ملامسة دموع الخطاة, ينادي الجميع بل يتوسل اليهم , أن كُفوا عن إجبار المسيح ( له المجد ) على الصعود , مع كل خطيئة ومعصية , الى خشبة الصليب من جديد , انه صوت صارخ في برية الموصل وفي كل مكان , ان قومِوا طريق الرب واجعلوا سبله مستقيمة.

اي كابوس احمق هذا , اية محنة هذه ان تُقتل الخراف والراعي المسكين يشهد الحدث , لايملك ان ينطق ببنت شفة , بل انى للكلمات ان تخرج وهي ترى بين الايادي هذا الحصاد المرير , حصاد لم يخطر في البال والحسبان , لايتفق مع كل الحسابات , بل انه الاستثناء الذي اصبح قانونا في زمن اللاقانون. يقينا ان هذه المحنة هي لحظة فاصلة في الزمن والحياة على المستوى الشخصي ومن المؤكد ان المطران الجليل , وبعد ان ينشر الله نوره في نفوس خاطفيه ويُفك اسره , سيعود ليختصر حياته ومسيرته بمرحلتين تاريخيتين , قبل الاختطاف وبعده , كما ان شعبنا يجب ان يراجع الذات ويعيد الحساب على اساس ان هذه العملية ومثيلاتها هي محطات فاصلة ليس لرد الفعل الاني على الحدث فحسب , بل لاعادة تعيير البرامج والخطط وقبل ذلك الذات لكي نكون جميعا بمستوى التحديات .

سمير ورامي وفارس , ثلاثة براعم لم تعمل في السياسة ولم تحضر اجتماعات مجلس النواب ولم تتمتع بامتيازات اعضائه , بل اختارت حضور صلاة درب الصليب وطريق الالام . لكل من هؤلاء الشهداء الثلاثة , ثلاثة اطفال بعمر الزهور حكم القدر الاحمق عليهم ظلما بالشيخوخة المبكرة , لان الانسان يبقى طقلا حتى يفقد احد والديه فيدخل مرحلة الشيخوخة دون استئذان ولاسمة دخول , إذن تسعة زهور تم تحطيمها , مضافا الى ذلك الثكالى امهاتهم , قرينات الشهداء الثلاثة , الناتج خمسة عشر ضحية , بعضها اصبح اشلاء والاخر محطم حتى الموت , هذا اذا بقينا في الدائرة الضيقة جدا ولم نتجاوزها الى الدائرة الاكبر , حيث الام التي ينزف قلبها دما , والاب الذي تقوس ظهره والاخ والاخت والصديق والمحب وكل الحزانى لاخوة في الانسانية والدين والوطن قضوا دون ذنب او جرم .

يامطراننا الجليل , يا ابينا يعقوب , قلوبنا عليك تقطر حزنا وانت ترى , ابنائك الروحيون , ( يوسف ) بالعشرات يُرمى في البئر, لكنك كما عرفناك ستبقى تؤمن انهم ليسوا اخوة يوسف الحقيقيين , فاؤلئك يعرفوك جيدا وتعرفهم جيدا , معهم اكلت وشربت , خرافك وخرافهم كانت دوما وستبقى في مرعى واحد , لايفرق الذئب وبنات اوئ بينها فلطالما امتزجت الدماء في ليالي الغدر ,فرحت لفرحهم وحزنت لحزنهم , يتذكرك الجميع كيف تعشق ان يمتزج ايقاع الناقوس مع صوت الاذان تكبيرا وتمجيدا للخالق العظيم.

وانتم ايها الكلدان , ايها الاحبة الاقرب الى النفس من حبل الوريد , يا اهلنا واخوتنا في الحسب والنسب , كُتب عليكم ان يكون نصيبكم القدح المعلى في سقاية شجرة الاصرار على الوجود , وكُتب علينا ان نفخر بكم قياما وقعودا , مع الصباح وعند الاصيل.
وانتم ايها الخاطفون , لقد انجزتم المهمة وقتلتم شيخنا الجليل عشرات المرات وجعلتم ظلما الموت ظله , حتى يشاء الله امرا كان مكتوبا , وهو ابن ورسول للحياة , فما نفعكم بالمزيد.
الملايين في مشارق الارض ومغاربها , شعوبا وقبائل واجناس مختلفة , مسلمين ومسيحيين وديانات اخرى , تطمع في ان تكحل اعينها برؤية الشيخ والحبر الجليل , فتمسح بعض دموعه تعبيرا عن الوفاء فهل ياترى يصل هذا النداء .



#وديع_بتي_حنا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التجربة الكردية – جسيم في داخل صندوق
- هل في قناة عشتار, زوعا والاخرون رِجسُ من عمل الشيطان
- سهل نينوى وجولة الصراع العربي الكردي المرتقب
- فرحة الاكتشاف وخيبة الأمل
- لينين وغبطة الكاردينال وطارق عزيز
- عشتار و جورج منصور وكلمة الوفاء
- المجلس الشعبي والجبهة الوطنية والقومية التقدمية
- فرقد ملكو وحسن فاشل وحديث المشاكل
- الحركة الاشورية والرأي الاخر – حقيقة يجب ان تقال
- زوعا و زهريرا – غلطة الشاطر بألف
- حكومة المالكي – عليل يدًعي إمتلاك بوق الحياة
- المدارس مرة اخرى وفرصة العمل الجماعي الموحد
- التعليم والمدارس وبرنامج السيد سركيس اغاجان
- من أهل الذمة الى أبناء الجالية- طريق الألام
- الاكراد والفخ
- باب الحارة – العراقيون ينتظرون أبوعصام
- الراقصون من وخزات الدنابيس
- المسيحيون والسندان الكردي والمطرقة العربية
- المالكي وكرازاي - ضباط الحجابات في الهوى سوى
- حكومة تُشاغب على شعبها واحزاب ترعى البُكم


المزيد.....




- الطلاب الأمريكيون.. مع فلسطين ضد إسرائيل
- لماذا اتشحت مدينة أثينا اليونانية باللون البرتقالي؟
- مسؤول في وزارة الدفاع الإسرائيلية: الجيش الإسرائيلي ينتظر ال ...
- في أول ضربات من نوعها ضد القوات الروسية أوكرانيا تستخدم صوار ...
- الجامعة العربية تعقد اجتماعًا طارئًا بشأن غزة
- وفد من جامعة روسية يزور الجزائر لتعزيز التعاون بين الجامعات ...
- لحظة قنص ضابط إسرائيلي شمال غزة (فيديو)
- البيت الأبيض: نعول على أن تكفي الموارد المخصصة لمساعدة أوكرا ...
- المرصد الأورومتوسطي يطالب بتحرك دولي عاجل بعد كشفه تفاصيل -م ...
- تأكيد إدانة رئيس وزراء فرنسا الأسبق فرانسو فيون بقضية الوظائ ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - وديع بتي حنا - ايها المطران الجليل , ألا يكفيهم انهم قتلوك خمسة عشر مرة