أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - وديع بتي حنا - إنهاء الاحتلال لن يتم بقتل المسيحيين














المزيد.....

إنهاء الاحتلال لن يتم بقتل المسيحيين


وديع بتي حنا

الحوار المتمدن-العدد: 2245 - 2008 / 4 / 8 - 04:38
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


تُرى ماذا سيكتب القتلة في بيان اعلان ( انتصارهم ) ؟! هل سيكتبون انهم تمكنوا من صيد ثمين عائدا من دعوة على الغذاء مع ( كروكر وباتريوس ) ؟! هل سيقولون انهم انزلوا القصاص بخائن الشعب وسارق ثروات الوطن ؟!, نتحداهم ان يكتبوا الحقيقة ويقولوا انهم قد أستجمعوا كل رجولتهم ليقتلوا انسانا اعزل , معروفة خطواته واماكن تواجده , فهو اما في الكنيسة حيث يرفع صلاته للرب من اجل الجميع , اوفي دار المسنين حيث يخفف عن الكهول هموم الوطن والحياة وسنوات الشيخوخة , اوفي بيوت الرعية يزورهم يطمئن عليهم , فهو الراعي الصالح الذي يسهر من اجل الخراف . أم ان القتلة يتوهمون فيعتقدون انهم بفعلتهم هذه يطفئون شمعة النور التي بين يديه , مساكين هم هؤلاء البائسون , فقد فاتهم اننا , نحن المسيحيين , نعشق الجلجلة حتى النخاع , ونحيا بالخشبة التي ارتفعت فوقها , وقد توارثنا عشق الجلجلة عبر الاجيال , منذ ان حلت النعمة علينا وسكنت القلوب والعقول , ورأينا مجده مجدا , وحاشا لنا ان نفتخر إلا بالصليب الذي يرون فيه عارا ونرى فيه فداء وخلاصا , نعم لقد فات المجرمون ان هذا الشعب الذي سكن هذه الارض قبل الجميع , تضرب جذوره قاعها , وزرع فيها كل بذور الخير والصلاح , أمن ان قدره ان بقي ثابتا عليها , تحتظنه ويحتظنها رغم محاولات من هبً ودبْ لتصفيته وانهائه او ارساله الى المتاحف . وهكذا ليست الشمعة التي نراها بيد الاب الشهيد يوسف عادل هي من صنع الحاضر, بل هي شمعة انتقلت مع الاجيال وبقيت تضئ على الدوام لمن يسكنون في الظلمة تنير الطريق لمن يتقبلها, وتغيظ النفوس الشريرة , التي اتحدت مع الشر والظلمة الى الابد ,وترى في النور خنقا وكتما للانفاس .

بيلاطس صلب بالمفرد وها هو جورج بوش في القرن الواحد والعشرين يصلب بالجملة . مع ان بيلاطس , وقبل الفي سنة , قد قال بملئ فمه انه لايجد المسيح ( له المجد ) مذنبا وغسل يداه تأكيدا على ذلك , إلا ان اسم بيلاطس بقي على الدوام مقترنا بمسيرة ومشهد الصليب , كون بيلاطس , وبعد مشيئة الرب له المجد , هو صاحب قرار الصلب الوضعي . لكننا اليوم نرى بيلاطس الجديد متغطرسا أحمقا , لايخطر في باله ان يغسل يداه من دماء وارواح الملايين التي ازهقها بفعل جريمته الشنعاء بحق وطن عريق وشعب كامل. نعم لقد لعب رؤساء الكهنة دورا تحريضيا مهما في تحشيد جموع الرعاع لتطالب بيلاطس بالصلب حكما بحق الفادي , ولكن بقي القرار الاخير ذلك الذي نطق او أومأ به بيلاطس , واليوم يتحمل الاحتلال المسؤولية الرسمية والاخلاقية والقانونية الاولى في كل قطرة دم تراق في زمنه وفي كل دمعة تذرف امام انظار قواته. اما بعض القوى التي ابتدعت لنفسها بدعة جديدة تتمثل في ان خروج الاحتلال يتم بقتل المسيحيين وتصفيتهم , فهي قبل كل شئ ترتكب جريمة كبرى بحق تاريخ مشترك يمتد عمره الى الاف السنين , هذا اذا كانت اساسا تنتمي الى هذا التاريخ , او تجد نفسها جزءا منه , كما تسئ الى فكرة المقاومة المشروعة اساءة بالغة فتجعل منها كابوسا مقززا بلتقي مع كابوس الاحتلال فيجعل الحياة اكثر سقما , ناهيكم عن ان الجميع يعرف ان المسيحيين لم يرسلوا بطاقات الدعوة للاحتلال , كما لم يذهب احدهم الى رموزه فكشف عن ساقه لهم ليغريه بالمجئ , وايضا لم يكن احدهم مع حاشية مستقبليه الذين فرشوا له السجادة الحمراء , واخيرا لم ينال المسيحيون من الاحتلال امتيازات وحقوق , فهل من العدالة ان يدفع البرئ الثمن ؟!

قبل ايام قدًم وزير الخارجية الفنلندي استقالته مرغما بعد ان كشفت الصحف فضائحه الغرامية , حيث كان هذا الوزير قد ارسل عدة رسائل غرامية من هاتفه النقال, فكانت هذه الرسائل سببا في سحب الثقة عنه , في العراق يسقط العشرات من الابرياء يوميا ويخرج المسؤولون على محطات التلفاز بالتصريحات الرنانة واعلانات الانتصارات على خلايا القتل الارهاب , الفساد يستشري في كل مكان والدولة جثة هامدة يتصارع الجميع من اجل قطعة اضافية , ولم نسمع احدهم قد اقر بالفشل وطلب الاعفاء ! . لقد اصابتني الدهشة وانا استمع لمراسل قناة عشتار في بغداد , وهو يتحدث في سياق النشرة الاخبارية باللغة العربية , عن ملابسات حادث اغتيال الاب الشهيد يوسف عادل عبودي , فأشار الى ان بعض رجال الامن , الذين تحدث معهم عن الاغتيال , يأخذون على الاب الشهيد اقدامه على النزول الى المدينة بملابسه الدينية , مما دعا بعض العناصر المسلحة الحاقدة الى ملاحقته واغتياله. اذا كانت الدولة وقوات الاحتلال لايستطيعان تأمين حياة رجل دين مسالم , فعن اية انجازات تتحدثون ؟ والى اية خطوات الى الوراء عدنا عندما يصبح تواجد رجل الدين المسيحي بملابسه الدينية في الشارع خطر على حياته وربما حياة الاخرين ؟!

بماذا يغيض المسيحيون من يستهدفهم ؟هل بغصن الزيتون الذي يرفعونه بوجه الجميع ؟! أم بشمعتهم التي ينيرون فيها طرق الحق والحياة ؟!أم بفعالياتهم الدينية و الاجتماعية على شاشاتهم الفضائية وفي مواقعهم الاعلامية الاخرى وهم يقدسون الحياة ويمنحوها طعما ويؤسسون لجسور مع الجميع؟! أم بثقافة التسامح والسلام التي كانوا على الدوام رسلها وروادها. إن كان لكل هذا مجتمعا , فحقا مشكلتنا ومصيبتنا نحن المسيحيون كبيرة وعظيمة لاننا لانملك ولانستطيع ان نكون إلا كما اعتدنا ان نكون وكما اعتاد من يعايشنا ان يعرفنا. نعم قال الرب ( لاتنتقموا لانفسكم بل أتركوا ذلك لغضب الرب ) , ولكن الرب لايمنعنا من ان ننتقم بطريقة اخرى فنقترب اكثر من بعضنا البعض , يحتمي احدنا بالاخر , نتوحد قلبا وقالبا , نبقى عناوين بهية للحياة كما اوصانا ابانا الذي في السماء , نصلي لمن قرر ان يضعنا هدفا له , فتنهمر جمر النار على رأسه .

جنات النعيم لك يا شهيدنا الجديد الاب يوسف عادل عبودي , انه الدم الكلداني السرياني الاشوري يتوحد ليحكي قصة شعب واحد وتاريخ واحد ومصير واحد.



#وديع_بتي_حنا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كتابات مابعد المطران رحو – عودة الى التجارة البائسة
- إستشهاد المطران – كابوس ثقيل أم خبطة في الرأس
- صوته يملأ الافاق يصرخ أين شوكتك ياموت
- طهاة الحكم الذاتي ووجبة البرغل
- ايها المطران الجليل , ألا يكفيهم انهم قتلوك خمسة عشر مرة
- التجربة الكردية – جسيم في داخل صندوق
- هل في قناة عشتار, زوعا والاخرون رِجسُ من عمل الشيطان
- سهل نينوى وجولة الصراع العربي الكردي المرتقب
- فرحة الاكتشاف وخيبة الأمل
- لينين وغبطة الكاردينال وطارق عزيز
- عشتار و جورج منصور وكلمة الوفاء
- المجلس الشعبي والجبهة الوطنية والقومية التقدمية
- فرقد ملكو وحسن فاشل وحديث المشاكل
- الحركة الاشورية والرأي الاخر – حقيقة يجب ان تقال
- زوعا و زهريرا – غلطة الشاطر بألف
- حكومة المالكي – عليل يدًعي إمتلاك بوق الحياة
- المدارس مرة اخرى وفرصة العمل الجماعي الموحد
- التعليم والمدارس وبرنامج السيد سركيس اغاجان
- من أهل الذمة الى أبناء الجالية- طريق الألام
- الاكراد والفخ


المزيد.....




- فيديو غريب يظهر جنوح 160 حوتا على شواطىء أستراليا.. شاهد رد ...
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1000 عسكري أوكراني خلال 24 سا ...
- أطعمة تجعلك أكثر ذكاء!
- مصر.. ذعر كبير وغموض بعد عثور المارّة على جثة
- المصريون يوجهون ضربة قوية للتجار بعد حملة مقاطعة
- زاخاروفا: اتهام روسيا بـ-اختطاف أطفال أوكرانيين- هدفه تشويه ...
- تحذيرات من أمراض -مهددة للحياة- قد تطال نصف سكان العالم بحلو ...
- -نيويورك تايمز-: واشنطن سلمت كييف سرّا أكثر من 100 صاروخ ATA ...
- مواد في متناول اليد تهدد حياتنا بسموم قاتلة!
- الجيش الأمريكي لا يستطيع مواجهة الطائرات دون طيار


المزيد.....

- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - وديع بتي حنا - إنهاء الاحتلال لن يتم بقتل المسيحيين