أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - منذر مصري - أي نقدٍ هذا ؟















المزيد.....

أي نقدٍ هذا ؟


منذر مصري

الحوار المتمدن-العدد: 708 - 2004 / 1 / 9 - 07:03
المحور: الادب والفن
    


 في كتابه ذي العنوانين ( الشعر والعمل ، الشعر والمجتمعات الاستهلاكية ) الصادر عن دار الجليل ، يطلق الناقد العراقي د. عبد اللطيف الراوي أحكاماً نقدية من العيار الثقيل على رؤوس ثلة من أهم الشعراء العرب . ولأن عبد الوهاب البياتي شاعره المفضل سابقاً فيما يبدو ، فقد خصه بأثقل ما في جعبته من قذائف .
 وبدون لف ودوران ، إليكم بعض هذا الأحكام ، التي أحسب أني بنزعها من سياقها ، وما سوف أورده أحياناً بين الأقواس من ردٍ أو تعليقٍ عليها ، سأكون قد قمت بعرضها ، بالشكل الأشد ملاءمة لهذا النوع من النقد :
عبد الوهاب البياتي :
1- لقد أسقطنا السيَّاب ، حين احتضنا دجالاً مثل البياتي . / ص 7 /
2- دفعْنا البياتي إلى الغرور والسيكوباتية ،وصدّق أنه أصبح شاعراً عظيماً يعترف به العالم ، ولا يضره لو أنه تصاغر للحاكم ، مهما كان لون سوطه . / ص 7 /
( ويلاحظ هنا عدم منطقية الكلام ، أي أن يقرر المرء حالة شيء ثم يبني فرضية ما ، وهنا : عندما يصدق الشاعر ، عندما يصدق حقاُ ، أنه أصبح شاعراً عظيماً يعترف به العالم ، فمن المنطقي أنه سوف يرى نفسه فوق الجميع ، ويصير من الصعب عليه أن يتصاغر لأحد ، أما لحاكم من نوع صدام حسين ، فالشاعر العظيم قد يفعل هذا مضطراً ، على مستوى الخيار بين الحياة والموت ، أو ، دوننا والمبالغات ، بين الحياة خارج الزنزانة أو في داخلها . وقد سنحت لي فرصتان لألتقي بعبد الوهاب البياتي شخصياً ، واحدة في اللاذقية والثانية في بيروت ، أثناء معرض  الكتاب العربي عام 1997 ، وبكلتيهما ، عرفته واحداً من أرق وألطف العراقيين الذين عرفت الكثير منهم في حياتي ، إضافة لتواضع جم ، وددت حينها لو ما كان إلى تلك الدرجة . لكن الأعجب في كلام د . الراوي ، هو قوله : ( مهما كان لون سوطه ) وكأن السوط بذاته ليس مشكلة بل لون السوط ، اللون هو المعيار . وربما كان د . الراوي يقصد أنه لا مانع لديه أن يكون للحاكم سوط أبيض أو أسود يسيط به أناس معينين يستحقون أن يساطوا لسبب أو لآخر بعرفه . )
3- بدأ عبد الوهاب البياتي حياته ( حياته كلها وليس الأدبية فقط ) بالتسلق على أكتاف الشعارات السياسية ،ودغدغة عواطف بعض القوى السياسية . / ص 37 / (  وهنا أفكر بأنه ربما ، قد وقع هذا الكتاب بيد عبد الوهاب البياتي ،وقرأ هذا الكلام ، فاتعظ وتاب ، وبسبب هذا غادر بيته ووطنه ، وهو في العمر الذي على المرء فيه أن ينشد الراحة ، مهما كانت الظروف .فيقوم الحاكم ، لأنه ما عاد يستطيع أن يطاله بسوطه الرديء اللون ، بتجريده من هويته العراقية ، فينهي أبو علي حياته في دمشق ، بدون هوية من أي نوع ، بعيداً عن أهله ومحبيه . ولا أدري إن كان د . الراوي قد سامحه بعد هذا ) .
ـــــــــ

محمود درويش
4- قد نصفق لقصيدة " بيروت " لمحمود درويش ، ولكن إذا جلسنا مع أنفسنا ( وضعية الجلوس في غاية الأهمية ، كما يبدو عند د . الراوي ، ولكن بشرط أن يكون جلوسنا مع أنفسنا ، لا مع آخرين قد يفسدوا علينا جلستنا ! ) وأعدنا قراءتها ، ومقارنتها بأبسط الصور الفوتوغرافية والأفلام التلفزيونية الحية ، عن صمود بيروت ودمار بيروت ، والموت في بيروت ، تغدو القصيدة قميئة إزاء الواقع المدمر الذي كان قبل الغزو ( !! وليس أثناء أو بعد الغزو ) فإذا وضعناها في إطار القصائد التنبوئية ( يبدو أنه لا بد من وضعها في هذا الإطار ، ولا أدري لماذا ؟ ) انحسرت قدرتها على أن تكون فاعلة ( ولماذا ؟ يفسر د . الراوي ) فهي تعتمد في أماكن عديدة الجمل القصيرة المتكئة على التكرار اللفظي والتساؤلات . ( وهنا حقاً يمكن للقارئ أن يصيح ، إذا فهم السبب ، ذهب العجب ) .
5- ومحمود درويش نفسه يقر أن في القصيدة هذياناً " أهذي ، ربما أبدو غريباً عن قومي .. " / ص 64/ ( الإدانة بتهمة الهذيان مثبتة بإقرار الجاني واعترافه دون استخدام لأي وسائط الضغط من ترهيب وتعذيب ، والاعتراف سيد الأدلة ، قولاً واحداً .
ــــــــ
سعدي يوسف
6- إني أدعو لإزالة هذا الطابو المضروب حول شعراء لم يكونوا حتى الآن أفضل شعرائنا ، وإعادة قراءتهم ، بعيداً عن الحماسة العربية المدمرة ، لكي ننصف خلال ذلك أولئك الشعراء الكبار حقاً " كسعدي يوسف مثلاً " الذين ما زالوا يقدمون كلمتهم النبوءة ، ممزوجة بأنفاسهم التي يريد أن يكتمها ، بين لحظة وأخرى ، جلاد متربص . / 7 / ( كل هذه البلاغة والترطين ، حيث يجعل كلمتهم نبوءة ! ممزوجة !! بأنفاسهم !!! وهو يدعونا لإزالة الطابو المضروب والابتعاد عن الحماسة المدمرة !!!! رغم موافقتي أن سعدي يوسف شاعر كبير حقاً )
7- وسعدي يوسف ، بإقرار جميع النقاد الجادين ( لا النقاد المزَّاحين أمثالي ، ولا داع طبعاً عند د. النوري لذكر أحد هؤلاء النقاد الجادين ) من أعظم شعراء العصر / ص 72 / ( وهي شهادة تكاد تحسب عليك يا صديقي سعدي أكثر من أن تحسب لك ، ولكن ماكو مشكلة )
ــــــــ
نزار قبّاني
8- ففي هذا الشعر " العربي المعاصر " نتوءات ملغومة : إحباطية ، فوضوية ، مائعة ، أو تخريبية بحتة . وكل هذه الأشكال روافد تصبّ في مستنقع المحاولات التي تريد إرجاع العجلة إلى الوراء .... وشعر نزار قباني وأدونيس سابقاً ( ! ) وجماعة مجلة شعر رافد من هذه الروافد /ص 40/ ( والحقيقة كنت مخيراً ، إمّا أن أكتب صفحة كاملة رداً على هذا ، ماذا أصفه ؟ الكلام ، وإمّا ، وهذا ما اخترته ، أن أكتفي فقط بكلمة : لا تعليق ! )
9- فنزار شاعر مسطح يغازل ( لاحظوا ، نزار يغازل والبياتي يدغدغ ! ) العواطف القومية (  البياتي يدغدغ العواطف السياسية ! ) والجنسية بمستوى واحد (  يفضل د. الراوي أن يكون هناك مستويات مختلف للمغازلة ، على ما يبدو )  / ص 40/
ــــــــ
 تاريخ إصدار الكتاب هو عام : 1984 ، ولا ريب أنه ابن مكانه وزمانه على نحو ما ، وياله من مكان وياله من زمن . وهو بمجمله ينطلق من وجهة  نظر ماركسية ‍، أو لنقل يسارية قومية ، بالتأكيد هناك فرق ، فتصوروا أن يكون هناك يساراً يفكر هكذا . خاصة وإنه يحاول ، تصحيح ، إعادة التفكير في أحكام سابقة له ، يصف بأنها كانت نتيجة الحماسة العربية المدمرة  . ولكن مرور هذه العشرون سنة على إصداره ، لا يمنع من كونه أحد كتب نقد الشعر العربي المعاصر النادرة ، والتي يساعد سوء توزيع الكتاب العربي في أن لا يدري بها إلاّ القلة . وهو على صغره ، كونه يجمع محاضرتين لا أكثر للدكتور عبد اللطيف ، يتضمن اجتهادات وأحكاماً كثيرة ومتنوعة ، بعضها ربما كان أغلبنا قد سمع به ، وربما مازلنا نسمعها الآن . ولكن يوماً ، بالنسبة لي ، لم يخطر ببالي أن أجدها مكتوبة . أمّا السؤال الباقي فهو : أي نقدٍ هذا ؟



#منذر_مصري (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بوعلي ياسين مضى وعلى كتفيه شال من شمس شباطية
- يوم واحد من حياة إيفان دنيسوفيتش- للروائي الرجعي عدو الحرية ...
- كتابٌ أكرهُهُ وكأنَّه كتابي
- دُموعُ الحَديد
- حجر في المياه الراكدة - مقابلة مع وكيل مؤسسي الفرع العاشر لل ...
- على صَيحة ... يَعقِدُ جمميعَ آمالِه - مقدمة لمختارات من شعر ...
- محمد سيدة ... هامش الهامش
- احتفاءً بحق الموت العربي
- رقابة في ملف مجلة الآداب عن الرقابة
- الحرب والشَّعب والسُّلطة والمعارضة في سوريا
- هل من المحتم أن يكون للعرب مستقبل ؟


المزيد.....




- بسبب شعارات مؤيدة لفلسطين خلال مهرجان -غلاستونبري-.. الشرطة ...
- العمارة العسكرية المغربية جماليات ضاربة في التاريخ ومهدها مد ...
- الجيوبولتكس: من نظريات -قلب الأرض- إلى مبادرات -الحزام والطر ...
- فيديو.. الفنانة الشهيرة بيونسيه تتعرض لموقف مرعب في الهواء
- بالأسم ورقم الجلوس.. نتيجة الدبلومات الفنية 2025 الدور الأول ...
- “استعلم عبر بوابة التعليم الفني” نتيجة الدبلومات الفنية برقم ...
- “صناعي – تجاري – زراعي – فندقي” رابط نتيجة الدبلومات الفنية ...
- إبراهيم البيومي غانم: تجديد الفكر لتشريح أزمة التبعية الثقاف ...
- بوابة التعليم الفني.. موعد إعلان نتيجة الدبلومات الفنية 2025 ...
- البندقية وزفاف الملياردير: جيف بيزوس يتزوج لورين سانشيز في ح ...


المزيد.....

- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - منذر مصري - أي نقدٍ هذا ؟