النظرة الوظيفية للحياة

سمر جزائري

الحوار المتمدن-العدد: 2280 - 2008 / 5 / 13 - 11:21
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    

حتى نكمل موضوعناالسابق في النظرة الاخرى الى الحياة بعد النظرة الجوهرية لما لها من رد فعل للنظرة الشيئية الى الحياة وهو رد فعل يتسم بالدهشة الشديدة ,,النظــرة الوظيفيــة الى الحيـاة ,, ثم يأتي التساؤل التالي " ماذا عسى أن تكون الحياة إن لم تكن شيئا من هذا القبيل ؟ أليس وجود اسم "الحياة" دليلا على ان من الضروري وجود شيء جوهري يناظر هذا الاسم ؟ اللفظ قطعا لايدل على بدعة من صنع الخيال"

قد يكون من المفيد وقبل الخوض في غمار الرأي الاخر ان نقضي لحظة في تحليل هذه المسلمة القائلة أن الاسماء لها دائما مقابل جوهري . الاسمـاء تشير أساسا الى تجارب من انواع شتى, ومعظم هذه التجارب عينيـة مثلا , الكتاب والكرسي والكلب والقمر , الخ هناك اسمـاء اخرى تمثل تجربة وهمية او متخيلة , كالشبح والطيف والجن ... الخ وغير هذه وتلك هناك اسمـاء تدل على تجريد او مفهوم فكري خالص كالعدالة واللانهائية والله ,, وهناك اسمـاء اخرى تمثل سلسلة كاملة من التجارب ربما لانهائية العدد وكل وضيفتها هو تلخيصها تحت لفظ واحد لآغراض الاتصال مثال على ذلك , الذهـن والنفس والوعي, وإننا عندما نستخدم هذه الالفاظ لانشير بالضرورة الى اي " شيء" أو "مادة" أو "جوهر" يجب قبل كل شيء إلا نفترض ان كون اللفظ ذاته مفردا ويوحي الى ذهننا بالوحدة يجعل لنا الحق في النظر الى مايدل عليه اللفظ على انه بدوره مفرد , موحد , جوهري

أما النظرة الاخرى الى الحياة والتي يفضلها معظم البيولوجيين تعرف عادة بالنظـرة الوظيفيـة او العمليـة operational هذه النظرة تعد الحياة عمليـة process او سلسلة كاملة من العمليات بدلا من ان ترى فيها شيئا او جوهرا. هكـذا تصبح الحيـاة مجرد اسم بسيط نطلقه على مجموع اوجه النشاط او الوظائف او العمليات التي تميز الكائن العضوي, والحد الادنى لقائمة هذه الوظائف هو شيء من هذا القبيل , التكاثر والتكيف والتعويض الذاتي والقابلية للتأثر بمعنى القدرة على الاستجابة لتغيرات البيئة. تسـعى النظرة الوظيفية الى تفسير كل هذه العمليات الحيوية على اسس فيزيائية وكميوية لذلك نراها ترتبط ارتباط وثيق بالنزعة الالية في البيولوجيا, أما النظرة الجوهرية تكاد تكون مرادفة للنزعة الحيوية.

سنتظـرق في مناقشتنا القادمة الى أصل الحياة ونظرياتها

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل