أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - قاسيون - ارحلوا قبل أن يجرفكم الطوفان..














المزيد.....

ارحلوا قبل أن يجرفكم الطوفان..


قاسيون

الحوار المتمدن-العدد: 2276 - 2008 / 5 / 9 - 10:54
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


• إبراهيم البدراوي
أحمد نظيف ثاني أكبر موظف في مصر يحاول أن يبدو بمظهر الرجل الديمقراطي الذي يلتمس حلولاً للمشاكل لدى الجماهير.

إزاء شكوى الشعب من الغلاء الفاحش الذي نكتوي بناره على مدار الساعة طلب نظيف- حسبما شاهدنا على شاشه التليفزيون- أن كل من يستطيع إعطاء حل لمشكلة الغلاء أن يطرحها.. وهذه ثاني مفاجآت ما بعد 6 إبريل «يوم الغضب المصري».

أما أولى المفاجآت فكانت ما أعلنته وزارة الداخلية- حسبما نشرت جريدة المصري في صدر صفحاتها الأولى بتاريخ 21 نيسان- إذ طالبت بزيادة ميزانياتها في العام المالي 2008- 2009، وكان نص عنوان الموضوع: «وزارة الداخلية تشكو من ارتفاع الأسعار» ثم «الداخلية: الغذاء ارتفع بنسبة تتراوح بين 50 و 100%.. الخ».

ما يهم في هذا الموضوع أن إحدى الوزارات السيادية الهامة تعلن «أنه منذ اعتماد ميزانية الوزارة في 3/12/2007 ارتفعت الأسعار بنسبة 50%... كما ارتفعت أسعار الفاصوليا وزيت الطعام والأرز والسكر بنسب تراوحت بين 50 و100%..»

أهمية ما أعلنته وزارة الداخلية على لسان مساعد الوزير للشؤون المالية خلال اجتماع لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس الشعب، هو أنه لم يكن على لسان أحد ممن يوصفون بالمحرضين على الإضرابات أو العصيان المدني... الخ، أو المنتقدين بجذرية لسياسات السلطة التي أوصلت البلاد إلى أزمتها الشاملة الراهنة.

لكن أهمية تصريح «نظيف» هو أنه شهادة صريحة بالعجز عن إصلاح ما أفسده هو ومن كان قبله طيلة ما يزيد عن ثلث قرن، ضمنه ما يقارب 27 عاماً تحت حكم مبارك. كانت سنوات نظيف ومن قبله عاطف عبيد (أي عشر سنوات تقريباً) هي الأسوأ في كل تاريخ مصر، وهما رئيسا وزراء أختارهم مبارك للإيغال في تنفيذ ما أملته المؤسسات المالية الدولية أي البنك وصندوق النقد الدوليان.

لم يقصد نظيف أن يستشير الشعب أو يستأنس برأيه، وإنما أن يزيح مسؤولية الكارثة عن كاهله وكاهل الطبقة الحاكمة من طواغيت المال، وفي القلب منهم أولئك المتمترسين فيما يسمى بلجنة السياسات والحكومة، الذين يديرون مصر بمنطق إدارة المشروع الخاص، وليس بمنطق إدارة بلد عريق هو أول من توصل إلى معرفة ما هي الدولة وما هي الحكومة وما هي مسؤولياتها إزاء المواطنين. ذلك أن هذه السلطة لم تستأذن أو تستشر الشعب في أي من الأمور المصيرية، لم يحدث ذلك في موضوع الخصخصة أو المعاش المبكر وتشريد العمال أو بيع الغاز بسعر مدعوم للعدو الصهيوني دون عرض الأمر على مجلس الشعب الذي تهيمن عليه الطغمة الحاكمة، ولا أي قرار من مئات القرارات التي اتخذت وتتخذ كل يوم- في القضايا الداخلية أو الإقليمية أو الدولية- حاملةً الدمار لبلادنا والتي أوصلت الشعب إلى حد المجاعة.

ما ينبغي أن يفهمه نظيف هو أن مصر ليست سلسلة محلات سوبر ماركت أو توكيل لاحتكار أمريكي عملاق لصناعة السيارات أو توكيل تعبئة شاي أو مستشفي سياحي خاص أو نشاط احتكاري لسلع إستراتيجية مثل الحديد والأسمنت. تلك الأنشطة التي ينغمس فيها وزراء حكومة رجال الأعمال التي يرأسها نظيف وأعضاء لجنة سياسات الجماعة الحاكمة. فمصر لا يجب أن تدار بمنطق إدارة الوكالة التجارية أو المزرعة الخاصة أو «العزبة».

حينما أطلعت على تصريحات نظيف تذكرت على الفور واقعتين:

الأولى: ما أعلنه هو بنفسه بعد توليه «وظيفة» رئيس الوزراء، من أنه لا يمتلك خبرات سياسية ولم يسبق له ممارسة العمل العام حتى أختاره عاطف عبيد وزيراً للاتصالات في الحكومة السابقة.

الثانية: هي ما ورد في مذكرات رئيس جمهورية جورجيا السابق ادوارد شيفرنادزه لدى اختيار غورباتشوف له وزيراً لخارجية الإتحاد السوفيتي ليخلف أندريه جروميكو، إذ كان رد شيفرنادزه: أنه لا يمتلك أي خبرة في السياسة الدولية يتطلبها منصب وزير الخارجية. ورد عليه غورباتشوف: «إن ذلك هو المطلوب في هذه المرحلة». وكانت المرحلة هي تقويض الإتحاد السوفيتي بأيديهما. وذلك يعني بكل وضوح أنه حينما يكون الهدف هو التدمير فإن الاختيار يكون لمن لا يملك أي خبرة، بعكس البناء والتطور والتقدم الذي يتطلب من يمتلكون أوسع الخبرات.

لكن جوهر القضية ليس نقص الخبرة (رغم أهميتها الفائقة) ذلك أن نقص الخبرة مجرد وسيلة، لكن الغاية هي السبب الكامل وراء الأمر وهو تقويض وتدمير الوطن مع سبق الإصرار والترصد.

إن اعتراف ثاني أكبر موظف في مصر بالعجز عن معالجة إحدى المشاكل الهامة للغاية في البلاد يتطلب أن ترحل هذه السلطة. هذا هو الرد على مطلب «نظيف» باقتراح حلول لمشكلة الزيادة الهائلة في الأسعار، رغم أن الأزمة أوسع من موجة الغلاء الطاغية. فهي أزمة اقتصادية اجتماعية سياسية وطنية قومية.. الأزمة شاملة وخانقة والسبب فيها هي سياسات هذه السلطة طوال سنوات حكم مبارك، وهي سياسات معادية على طول الخط لمصالح الشعب، وهي لمصلحة رأس المال الإمبريالي ووكلاؤه المحليون (أي الطبقة الحاكمة) على طول الخط . وهي سياسات تمت تجربتها وفشلت في بلدان كثيرة وتم العدول عنها بعد أن تسببت في عذابات وشقاء مئات الملايين، وهو ما أدي إلى تغيير شامل في هذه البلدان، غير أن حكام مصر لا يتعظون.

لقد دارت العجلة .. ولا سبيل لإيقافها إطلاقاً.. وكأنني أسمع عبر الزمن صيحة الزعيم أحمد عرابي وهو يقول: «لقد خلقنا الله أحراراً ولم يخلقنا تراثاً ولا عقاراً، فوالله الذي لا إله إلا هو، إننا سوف لا نورث ولا نستعبد بعد اليوم».



#قاسيون (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عندما يرتدي الذئب ثوب الحمل..!
- سورية: رؤيا.. وآفاق..
- مشاريع خليفة بوش الجمهوري «جون ماكين»: لا لروسيا.. لا لفنزوي ...
- الأسير المحرَّر.. المناضل شكيب أبو جبل ل«قاسيون»:كل شيء عدا ...
- د. حيان سلمان ل«قاسيون»:المطلوب دور فعال للقطاع العام
- د.نبيل مرزوق ل«قاسيون»:على الحكومة أن تتَّعظ وتتعلَّم من تجا ...
- «الجَّزيرة» عند المنعطفات
- «تحرير الأجور».. وهو أضعف الإيمان!
- المقاومة هي القمة .. أما القمم الرسمية فشرحها عمر أبو ريشة.. ...
- أمريكا والبحث في الماضي عن مفاتيح المستقبل
- إعلان صنعاء بين التفسير والتأويل!
- أخطاء الفريق الاقتصادي بالخصخصة دفع ثمنها المواطن
- مجرى الدمّ النازف يصنع النصر
- السوريون بين المطلق والنسبي..
- مملكة آل سعود..الدّور الوظيفي في إشاعة التّخلف والإرهاب والت ...
- حوار البوارج.. والتواطؤ الرسمي العربي
- لنجعل شعار وحدة الشيوعيين السوريين واقعاً ملموساً..
- إلى حاكم مصرف سورية المركزي «المال الداشر يعلّم السرقة»!
- فلنكشف خطر « الكيان الوظيفي »
- انتخابات الرئاسة الأمريكية: تشكيل «حزب الحرب» والمواطن كومبا ...


المزيد.....




- هل تصريح نتنياهو ضد الاحتجاجات في الجامعات يعتبر -تدخلا-؟.. ...
- شاهد: نازحون يعيشون في أروقة المستشفيات في خان يونس
- الصين تطلق رحلة فضائية مأهولة ترافقها أسماك الزرد
- -مساع- جديدة لهدنة في غزة واستعداد إسرائيلي لانتشار محتمل في ...
- البنتاغون: بدأنا بالفعل بنقل الأسلحة إلى أوكرانيا من حزمة ال ...
- جامعات أميركية جديدة تنضم للمظاهرات المؤيدة لغزة
- القوات الإيرانية تستهدف -عنصرين إرهابيين- على متن سيارة بطائ ...
- الكرملين: دعم واشنطن لن يؤثر على عمليتنا
- فريق RT بغزة يرصد وضع مشفى شهداء الأقصى
- إسرائيل مصدومة.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين بجامعات أمريكية ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - قاسيون - ارحلوا قبل أن يجرفكم الطوفان..