أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ادورد ميرزا - نشكرك يا رب فانت المعين وانت مغيّر الأحوال















المزيد.....

نشكرك يا رب فانت المعين وانت مغيّر الأحوال


ادورد ميرزا

الحوار المتمدن-العدد: 2254 - 2008 / 4 / 17 - 09:06
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قرأت مرة عن غاندي في مذكراته عندما كان في السجن حيث طلب منه احد الصحفيين الأنكليز عن رأيه فيما يتعلق باحوال وطنه وبمعيشة شعبه الذي لم يعش الفرح والحرية لحظة واحدة , فرد عليه .. سيدي ان اردت معرفة الحقيقة اسأل البسطاء ممن افترشوا الأرض فهم الأصدق في قول الحقيقة.

وهنا اقول ان العراقيون بحاجة الى من يجيب كمثل اجابة غاندي , فبعد خمس سنوات مضت على الحرب لم يعش العراقيون البسطاء لحظة فرح واحدة , بل ادى بهم الحال الى فقدان ذاكرتهم التي كانت تحوي مجموعة ذكريات وافراح ومسرات كانت تجمعهم مع احبائهم واقاربهم واصدقاءهم , وعزاءنا لكل عراقي فقد عزيزا عليه .

قالوا انهم جاءوا لتحرير العراق وشعبه من الدكتاتورية ومن حكم البعث الذي انفرد بالحكم فاساء استخدام السلطة فانتشرالفساد والنهب والقتل وكل انواع الجريمة ... , فاستبشر العراقيون خيرا من قدومهم , واولى تصريحاتهم كانت .. اننا اي .. الأحزاب والتكتلات والشخصيات المعارضة والتي اجتمعت في لندن وصلاح الدين والتي تعاونت مع امريكا لتحرير العراق , جئنا محررين وسوف نحقق الرفاه والنمو الإقتصادي في الوطن حيث العدالة والقانون سيسود البلد.... واظافوا.. ان العراق بعد صدام الدكتاتوري سيعيش حالة من الإستقرار وسوف نحقق احلام العراقيين في الحرية والرفاه .

لكن العراقيون لم يجني منهم غير انتشار الفوضى والجريمة , حتى ان بعضهم قالوا ودون خجل انهم ماضون بانشاء المزيد من مشاريع بناء المستشفيات والمدارس والجامعات والمعاهد ورياض الأطفال وملاعب الرياضة , كما قالوا.. لقد انتعش الفن وازدهر الغناء وتقدمت المرأة وباشرت بارتياد ملاعب السباحة والجمناستك وركوب الخيل والملاكمة وركوب الدراجات بكل حرية , كما ازداد عدد الذين يرتادون السينمات والمسارح والنوادي الترفيهية ومن كلا الجنسين .

ان من يشاهد اجتماعات مجلس الرئاسة او الوزراء او جلسات مجلس النواب خلال الخمسة سنوات الماضية يشعر بان العراق بخير وشعبه عيش عيشة الملوك , وان المجتمعون مهتمون بنواقص واحتياجات شعبهم اليومية من أمن ومعيشة وخدمات , مشهدهم كوميديا حين يطلون علينا عبر التلفاز مرتاحين ومبتسمين ويتبادلون النكت وبيدهم { السبحة } التي يبدو انهم مهتمون بها كثيرا من اي شئ آخر باعتبارها هي السحر الذي يمدهم بالقوة والعزيمة ورباطة الجأش حين يقدمون على العمل لضبط الأمن وتوفير الخبز للمواتينين العراكيين , وليست كما يوصف البعض ان السبحة ملهاة ترمز لكسل فكري وفراغ ثقافي !
ولأنهم كفوئين ومتميزين ومنتخبين فانهم يستظافون من قبل الفضائيات للتحدث عن ما قدموه للعراق من أمن وديمقراطية ورفاه , لكن المضحك ان جميعهم يرددون كالببغاوات جملة جاهزة يدعوها العراقيون {كليشة} والكليشة عبارة عن جمل جاهزة يرددها المتحدث دون عناء لانها لا تحتاج الى اي شرح يوقع المتحدث في احراج ولا تحتاج الى تعديل ولا الى دوخة راس كما يقولون , ومضمونها كالأتي ... خمسة وثلاثون سنة عان العراق من الدكتاتورية الجاثمة على صدر العراقيين , وعشرات المقابر الجماعية في البصرة وكربلاء والنجف وكردستان , والاف الشهداء من الذي اعدموا في الإنتفاضة الشعبانية , وجرائم الأنفال , وضرب الأكراد بالكيمياوي .. وتشريد الاف العراقيين المساكين من منازلهم جراء تجفيف الأهوار ...
.... لكن وبالرغم من كل ما قام به نظام صدام الدكتاتوري من الإنفراد بالسلطة وعدم فسحه للأحزاب الوطنية من المشاركة في بناء العراق الى جانب الحروب وهدر للمال العام في التسليح الحربي وبناء القصورواضطهاد الأقليات وعدم اهتمامه بشرائح المجتمع العراقي المختلفة , فانه لا يختلف عما يحدث اليوم , حيث ان النظام الذي يحكم العراق اليوم غير آبه بما يحدث واحيانا مشاركا في الفوضى وهذا ما ظهر ويظهر كل يوم , ففي العراق اليوم اختطاف وقتل وتهجير على الهوية ومقابر جماعية وجثث ترمى في المزابل وقتل رجال الدين الآمنين وتهجير الاف العراقيين من مختلف الأديان داخل وخارج العراق وتدمير وحرق المساجد والكنائس , الى جانب المففخات والعبوات الناسفة التي تقتل المدنيين , ناهيك عن مضايقة النساء في حريتهم الدينية والشخصية , لا كهرباء ولا ماء ولا وقود ولا طبابة ولامستشفيات, , كل هذا الدمار يحدث والجماعة الحاكمون من شمال العراق الى جنوبه , لا زالوا مهتمون بالسبحة والكليشة الجاهزة , فاي حكومة هذه !

اما الكوميديا الأكثر متعة واستغراب هو حين يمتدح الأمريكان الحكومة والتلويح بالتأييد والمساندة والهتاف لها عاشت ايدكم يا حكومة العراق فانتم الوحيدون والمناسبون والمطلوبون لتحرير والقضاء على الأرهاب وانعاش العراقيين وصولا لتحقيق احلامنا ومصالحنا الإقليمية , ولا ندري ماذا تحقق لشعب العراق وهو صاحب المصلحة الأساسية !
اما حقيقة العراق على الأرض ايها السادة , فان مؤسساته يكثر فيها الفساد والفوضى والمحسوبية الطائفية والحزبية , وشعبه يوميا يداوي جراح ابناءه ويدفن موتاه .
في العراق ومنذ خمسة سنوات مضت والى اليوم مأساة واحزان ودمارشعب وتخريب ثقافة , لكننا نأمل وقد تأتينا المفاجئات وعلى لسان نفس القادة ليعلنوا انهم غادروا الطائفية والحزبية الضيقة ليحل محلها الوطنية العراقية , وهنا نقول ان سارت الحكومة كما فاجئتنا بعد احداث البصرة , بحل الميليشيات دون استثناء فعليها ايضا الإسراع ......... برفض المفاهيم الطائفية والمذهبية التى من شأنها خلق جيل عنصري متخلف مهزوز يرفض الأخرين بل ويستخدم العنف ضدهم , والتوجه لتغيير مثل هكذا مناهج طائفية متخلفة في مختلف المجالات , واحلال بدلها مناهج ترسخ روح الود والمحبة والعمل الصالح .

المطلوب اليوم لقيادة العراق حكومة جديدة بمنهج حضاري , اعضاءها أناس متعلمون مثقفون يمتهنون كفاءات عالية في السياسة واحترام حقوق الإنسان , ولديهم خبرة تراكمية في ادارة شؤون المؤسسات المدنية والعسكرية , أناس همهم الأول والأخير سلامة الوطن والصدق والصراحة مع مجتمعهم وتقديم افضل الخدمات والعلوم لأبناءه من خلال بناء مؤسسات علمية واقتصادية وتربوية تستطيع مواكبة التطور العلمي والحضاري الذي سبقتنا اليه دول اخرى أقل منا ثروة وحضارة , ولا اريد العودة الى ما قبل احداث البصرة لكني ساذكركم ...... خمس سنوات محاصصة غير نزيهة جاءتنا بحكومة تحتل المستشفيات ومدارس ومعاهد وجامعات وكنائس ومساجد وملاعب ووسائل الإعلام واسواق ومراكز شرطة العراق ومؤسسات جيش العراق , لتحوّلها الى منابر طائفية مع كل الإحترام للطقوس الدينية والتي نعتبرها ارثا طيبا لشعبنا , فأداء المراسيم والطقوس التي تؤدي الى اضرار جسدية, ونشر الخطب الداعية للكراهية والحقد بين مكونات الشعب العراقي لن تخلق في العراق غير القتل والتهجير والحقد , ان العراق بحاجة الى قيادة تشعل ثورة حقيقية لتغيير الذات والمفاهيم والنصوص والفتاوى التي تدعو الى العنف والكراهية واحلال بدلها نصوص ومفاهيم تشيع المحبة واحترام عقائد كل العراقيين , العراق بحاجة الى قيادة تشجع العراقيين للتمسك بحب الوطن وحب الحياة ..
يا سادتي يا مجلس الرئاسة والحكم ... اليست هذه امنياتكم وامنيات الوطنيين العراقيين....اوليست هذه امنيات المجتمع الدولي.... نشكرك يا رب فانت المعين وانت مغير الأحوال .



#ادورد_ميرزا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في العراق ديمقراطية الإختطاف والقتل والتهجير وسرقة المال الع ...
- ايام العيد في العراق ... آلام واحزان
- الشهيد المطران بولس كان صوت الحرية والمحبة
- قيادة دولتين هما سبب الفوضى في العراق
- عندما تغتال الأحزاب الطائفية ارادة الشعب
- اميركا هي المدافع والمهاجم في الملعب العراقي
- لمن يهمه مصير العراق .. هذا هو الحل !
- فاز الفريق المنتخبْ .. خسر الحكم المنتخبْ
- 2003 عودة الأمية
- مخاطر الحكم الذاتي ... من وجهة نظر مستقلة
- متى تتوقف المهازل في العراق ؟
- هل ذبح المسيحيون في العراق كافِ لإستقالة ممثليهم من الحكومة ...
- حماية مسيحيوا العراق واجب ديني وانساني
- من أمر ببناء جدار فصل الأعظمية
- رسالة الى المشاركين في المؤتمرات الخاصة والمتعلقة بمستقبل شع ...
- هل تمّ إسقاط نظامْ حُكم .. أم تمّ إلغاء دولة ؟
- هل تم إسقاط نظامْ حُكم .. أم إلغاء دولة ؟
- الشعب يهرب .. والحكومة تدّعي انها منتخبة !!
- لماذا يهاجر العراقيون ...والأصح لماذا يهربون
- إستغاثة .. من يُنقذ شعبنا ؟


المزيد.....




- الخرطوم تطالب بعقد جلسة طارئة لمجلس الأمن لبحث -عدوان الإمار ...
- استمرار الاحتجاجات في جامعات أوروبا تضامنًا مع الفلسطينيين ف ...
- الرئيس الإيراني: عقيدتنا تمنعنا من حيازة السلاح النووي لا ال ...
- مظاهرة ضد خطة الحكومة لتمديد استخدام محطة -مانشان- للطاقة ال ...
- الدفاع الروسية تعلن حصيلة خسائر القوات الأوكرانية خلال أسبوع ...
- أطباء المستشفى الميداني الإماراتي في غزة يستأصلون ورما وزنه ...
- مجلس أميركي من أجل استخدام -آمن وسليم- للذكاء الاصطناعي
- جبهة الخلاص تدين -التطورات الخطيرة- في قضية التآمر على أمن ا ...
- الاستخبارات الأميركية -ترجح- أن بوتين لم يأمر بقتل نافالني-ب ...
- روسيا وأوكرانيا.. قصف متبادل بالمسيرات والصواريخ يستهدف منشآ ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ادورد ميرزا - نشكرك يا رب فانت المعين وانت مغيّر الأحوال