أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - آزاد أحمد علي - أسماء للنسيان رواية لنسيان الأحداث الكبرى














المزيد.....

أسماء للنسيان رواية لنسيان الأحداث الكبرى


آزاد أحمد علي

الحوار المتمدن-العدد: 2253 - 2008 / 4 / 16 - 10:25
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


هذه الرواية تسجل تفاصيل حياة اعتيادية، تنساب زمنياً في حي فقير بمدينة حلب السورية. رواية تفتقر إلى الأحداث النمطية، كما تفتقد في الوقت نفسه إلى الشخصيات المحورية، فهي تزدحم وتطفح بالتفاصيل اليومية والحكايات الثانوية، حكايات تعود لعدد من العائلات البائسة. عائلات محبطة، مصابة بأمراض اجتماعية صغيرة. عائلات مسيحية، مسلمة، أرمنية، عربية، كردية. رواية تحتضن مجتمع حاشية المدينة وهوامشها المنسية.
لا أحداث مهمة تدور بين دفتي هذه الرواية، لأنها ترصد حركة البشر العاديين، غير النمطيين، غير الأبطال. تعج بشخصيات قلما تصنع الأحداث الكبرى. أطفال يكبرون، ينتقلون من الألعاب اليومية إلى أحاديث ولغط الجامعة. من المشاغبات الطفلية في الشوارع إلى أفكار مراهقة في الجامعة. تزدحم الرواية بالشخصيات الثانوية جميعاً، فكلها شخصيات ثانوية. مجرد أسماء، لدرجة تبدو أنها رواية الأسماء والأطياف. حيث أن معظم الشخصيات تكنى في النص بأقل من اسمها الحقيقي، هي تلميحات، اقل من أسماء ( بنت أم هاسميك، ابن أم رامي) وهكذا..
تماما كما في نص الرواية تجري الحياة في مدينة حلب عادية سلسة، حواشي المدينة تستقبل المهاجرين بشغف، تتلقفهم من الأرياف والمناطق النائية، شباب وشابات يدخلون، الدخول ـ الحدث. شخصيات تتدفق في حواري حلب، سيل من الأسماء والأطياف، يأتون من كل أطراف سورية(طلاب، طالبات، مجرد أسماء: خدوج، عيوش، فطوم، شيرين...) يأتون بقصصهم وحكاياتهم الريفية الخاصة، يلتحفون عادات مدنهم الصغيرة. ترتصف هذه القصص والحكايات والسرديات والثرثرات كالمنمنمات على سطح الرواية ولا تصنع حدثاً بذاته:)) أعرف أن بتولاً ابنة عائلة من طرطوس، والدها مسؤول من الصف الثاني، وأمها من عائلة عريقة هناك. أخوها وأختها الكبيران سببا كثيراً من المتاعب والحرج لأبيهما، بسبب انخراطهما في نشاطات سياسية معارضة، ولم تدفع عنهما مكانة الأسرة الاعتقال أكثر من مرة. تلم بتول بالكثير من الأفكار السياسية بسبب أخيها وأختها, ولهذا فضل أبواها إبعادها لتكمل دراستها في حلب, ووجدتها هي فرصة سانحة للتخلص من شجارات أخيها وأبيها. تفخر بتول بجدها لأمها الذي كان قيادياً في حزب قديم, ومشهوراً في ريف المنطقة كلها كشخص مستقيم, وصاحب كلمة حتى على صهره المسؤول. تدرس بتول لتصبح "فلاحة مثقفة", أي تدرس الزراعة, وتربطها بصديقتي أواصر عائلية, ترجع إلى أن أمها وأم رامي تنحدران في الأصل من قرية واحدة تقع في الوسط بين مدينتي حمص وطرطوس. جدها لأمها هو الذي أطلق على أخيها الكبير اسم محمد جورج, وبعد وفاة الجد كان الأمر قد استقر على مناداته بجورج, على عادت الأسماء المركبة عندنا, فأخي الصغير اسمه الأصلي نعمة الله ونحن نناديه: نعمت)).
رواية أسماء للنسيان للروائي الشاب عمر قدور تتابع رصد تحولات مجموعة من الأطفال المهمشين الذين حرموا من مباهج الحياة، من حنين ودفء الآباء والأمهات, أطفال فقدوا ذويهم في معارك الحياة الصغيرة:(( لقد فتحت عيني على الدنيا ولم أر بجانبي أبا, أرى الأولاد في أحضان أبائهم, أما أبي فهو غائب دائماً, أحبه بشكل غامض, أحبه لأنه أبي, بل اعتدت على حبه أكثر عندما يغيب. تأقلمت مع هذا الوضع في حمص, ولما وضعنا هنا في بيت جدي فقد حماني عبء الشجارات بين جدتي وأمي, لم تتفاهما مطلقاً, وفرض علي أنا الصغير أن أكون نقطة تجاذب بينهما, وأنا اشعر باستقلاليتي لان أهل أبي يفرقون بيني وبين أمي, ويفضلونني عليها. لا يكتب لي أن اهنأ باستقرار, فمن حمص إلى بيت جدي, ثم إلى حارتكم, ثم إلى حمص... ثم افقد أبي نهائياً)).
وكأن الكاتب يود أن يسترجع بهذا النص الروائي أيام طفولته وطفولة أمثاله, ويستحضر طيفاً واسعاً من الأسماء والأفراد الذين مروا في حياته, كشريط مسجل, وكأنه يريد أيضاً نسيان الكثير من الأسماء والأحداث الصغيرة, ليغربلها ويصففها من جديد. وربما يحاول تثبيت اسم واحد أو أكثر لصديقة حميمة أو عشيقة دائمة.
أنها رواية تخص الحياة العادية, نص يعالج الحياة اليومية قبل فلترتها أدبياً, وكأن الكاتب يتقصد في أن لا يكتب عن أي حدث أو قضية كبرى, فالنص مخصص للمسائل الصغرى, وربما لان أحداثها تدور في مدينة عريقة مثل مدينة حلب, مدينة لا تجيد صنع الأحداث بقدر ما تنتج السلع وتتوسع في البنيان ويمتد عمرانها لتستوعب كل هذه الأسماء ـ الحشود القادمة إليها من كل الجهات البعيدة. هذه الحشود التي قد لا تشكل في المحصلة اسماً واحداً.
ــــــــــــــ
أسماء للنسيان _ عمر قدور _ رواية
دمشق _ وزارة الثقافة _ 2007
عدد الصفحات 165



#آزاد_أحمد_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل تحتاج تركيا إلى حربٍ دائمة ضد الأكراد؟!
- سحر المكان وطاقته أو فن «الفينغ – شوي»
- سحر المكان وطاقته
- العَمارةُ المحليّة وتأثيراتُ الثقافة البصريّة المُعَولَمَة
- ?كيف عاشت أغاثا كريستي بين عامودا وشاغر بازار
- كم سيطول صمت أكراد إيران؟
- العمارة والقرآن
- مخاطر نمذجة تركيا علمانيا ثم إسلاميا
- الحرب الصليبية الأخيرة
- سانحة أدب من ساحة حلب كتاب نادر لمؤلف كردي غير معروف
- نهاية عصر البترول وانعكاساتها السياسية في مطلع الألفية الجدي ...
- إشكالية علاقة الأكراد الراهنة بالإسلام
- مناقشة لباتريك سيل في آرائه الكردية والتركية
- الإنسان وتراث العمارة الطينية
- الكورد وتيارات الإسلام السياسي في المنطقة
- الطالباني والقيادة السورية في مرحلة الاحتضان السياسي المتباد ...
- إعلان حلب حول التراث المعماري العربي والمعاصرة
- العمارة في العصر الأموي
- الكرد الفيليون من الاستعراب التاريخي إلى سياسة التعريب المعا ...
- معاهدة سيفر ومشروعية استقلال كردستان


المزيد.....




- في دبي.. مصور يوثق القمر في -رقصة- ساحرة مع برج خليفة
- شاهد لحظة اصطدام تقلب سيارة عند تقاطع طرق مزدحم.. واندفاع سا ...
- السنغال: ماكي سال يستقبل باسيرو ديوماي فاي الفائز بالانتخابا ...
- -لأنها بلد علي بن أبي طالب-.. مقتدى الصدر يثير تفاعلا بإطلاق ...
- 4 أشخاص يلقون حتفهم على سواحل إسبانيا بسبب سوء الأحوال الجوي ...
- حزب الله يطلق صواريخ ثقيلة على شمال إسرائيل بعد اليوم الأكثر ...
- منصور : -مجلس الأمن ليس مقهى أبو العبد- (فيديو)
- الطيران الاستراتيجي الروسي يثير حفيظة قوات -الناتو- في بولند ...
- صحيفة -كوريا هيرالد- تعتذر عن نشرها رسما كاريكاتوريا عن هجوم ...
- برلمان القرم يذكّر ماكرون بمصير جنود نابليون خلال حرب القرم ...


المزيد.....

- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي
- فريديريك لوردون مع ثوماس بيكيتي وكتابه -رأس المال والآيديولو ... / طلال الربيعي
- دستور العراق / محمد سلمان حسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - آزاد أحمد علي - أسماء للنسيان رواية لنسيان الأحداث الكبرى