أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد عبعوب - الموسيقى هوية انسانية














المزيد.....

الموسيقى هوية انسانية


محمد عبعوب

الحوار المتمدن-العدد: 2247 - 2008 / 4 / 10 - 04:48
المحور: الادب والفن
    



مقال شد انتباهي على إحدى المواقع العربية يتناول موضوع عادي في ذاته غريب في تناوله، وهو تناول يكشف عن موقف غريب وشاذ من شعور غرسه الله في الانسان منذ أن خلق وحتى اليوم، وهو موقف بعض الذين احتكروا الدين ونصبوا انفسهم أوصياء عليه من مشاعر طبيعية لا يمكن لانسان أن يكبتها أو يلغيها ، ألا وهي الموسيقى والطرب..

لا شك أن كاتب المقال قد اجتهد وبحث طويلا في كتب التراث و الحديث و الفقه ليدفع للقراء المسلمين بحجج تحلل الاستماع للفن والطرب والموسيقى تبطل تحريمها، ويعلم الله كم بذل هذا الكاتب من وقت وعناء ليخرج لنا بذلك المقال ليخبرنا في نهايته أن الاسلام والفن لا يتعرضان ، وأنه لا حرج على المسلم إذا سمع موسيقى أو طرب لغناء أو شارك فيه !!

حقيقة اصبت بدهشة شديدة وأنا اقرأ هذا المقال بعد أن اكتشفت أن المقال يدور حول مبدأ تحليل او تحريم الموسيقى والطرب في الاسلام!!! ذلك أنه لا يعقل مطلقا ونحن نعيش في القرن الواحد والعشرين أن نناقش هذا الموضوع ومن هذه الزاوية، ونحن ندرك أن من سبقونا في ظل دول اسلامية عتيدة قد ابدعوا وأضافوا لهذا المكون الحضاري الكثير ونبغ في هذا الميدان اساتذة كبار لم ينكر عليهم أي شيخ او مفتى على ايامهم ايمانهم ولم يشككوا في اسلامهم..

انني لا استوعب -واعتقد أنه لا يمكن لأي انسان سوي أن يستوعب- وجود إنساني طبيعي بدون الموسيقى والطرب، التي تشكل الغذاء الروحي للانسان ولا يستطيع الحياة بدونها، وقد يستغرب البعض هذا القول لاعتقادهم أن الموسيقى و الطرب من عمل الشيطان، ويختزلون الموسيقى والطرب في ذلك الصخب والضجيج الذي يعبر عن مشاعر مريضة أو شاذة عن القاعدة والتي هي ايضا في النهاية نوع من الموسيقى التي تعبر عن مشاعر مبدعيها وعشاقها وإن كانت شاذة عن القاعدة.. هؤلاء المتزمتين يضيق افقهم ولا يستوعب المعنى الكبير والمجال الواسع للموسيقى والطرب ، فنجدهم يسارعون الى التحريم والمنع ليس عن بحث وتقصي ولكن نزولا عند قول لشيخ او فقيه عاش في ظل جمود الفكر وتراجع المعرفة ..

وهل يعقل أن يحرم ويعطل أي دين سماوي او وضعي جزء من مكونات الانسان التي خلقت معه وهو بعد جنين في بطن امه!! ثم يكبر ويكبر معه هذا الاحساس منذ سماعه لأول مرة صوت امه وهي تهدهده لينام، ثم وهي تتغنى به وهو طفل يحبو ثم وهو يطلق أولى سمفونياته الملائكية التي لا يملك أي انسان طبيعي إلا أن يقف امامها بصمت وانبهار وهو يركب اولى جمله الموسيقية (بابا ماما)، ثم صبي يشب يرندح تلك التقاطيق المستمدة من بيئته الثقافية،
الى أن يبدأ في في التمايل والانجذاب لسماع موسيقى بيئته ،،، ويكبر وتكبر فيه الموسيقى وحالة الوجد مع الطرب بمفهوميهما الواسع!!

إذا كان الاسلام يحرم الطرب و الموسيقى، فكيف يمكننا تفسير صيحات الإعجاب والوجد التي يطلقها المستمعون بعد كل تلاوة مجودة من القرآن الكريم يقدمها المرحوم الشيخ عبدالباسط عبدالصمد؟؟؟؟ وماذا يمكننا أن نسمي تجويد القرآن والتغني به؟؟؟ وكيف نعرف القصائد والموشحات التي تتغنى بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم وصيفاته الكريمة واخلاقه الرفيعة؟؟
كيف لنا أن نفهم اصوات ملايين الحجاج وهم يرددون في نشيد يأسر القلوب من فوق جبل عرفات "لبيك اللهم لبيك إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك لبيك"؟؟ ماذا نسمي ذلك النداء الذي يلامس شغاف القلوب لمؤذن الحرمين وهو يدعو للصلاة خمس مرات في اليوم؟؟
كيف نفسر حركاتنا اللاإرادية عند سماعنا لموسيقى شعبية أو طرب شعبي رضعناه من حلمات أمهاتنا؟؟ ماذا نسمي شدو الفلاح في حقله والصانع في ورشته وانين ناي الراعي خلف قطيعه؟؟أسئلة كثيرة و طويلة يقف أمامها دعاة تحريم الموسيقى والطرب عاجزين ولا يملكون لها جواب سوى الاعتراف بالحقيقة الطبيعية وبما غرسه الله في الانسان من مشاعر ..
وامام هذه الحقائق الدامغة فإننا نؤكد أن مجرد طرح التساؤل حول مبدأ تحريم الموسيقى أو تحليلها، هو تجديف منافي للعقل وللطبيعة التي زرعها الله في الانسان، وانه لا يمكن لأي دين او تشريع سماوي او وضعي أن يلغي جزء من المكون الانساني والطبيعة الانسانية..



#محمد_عبعوب (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحرية لآمنة منى
- ايها الفلسطينيون الزموا بيوتكم حتى يغادرها
- الحوار الاسلامي المسيحي : التسامح والحوار هو الطريق الى مستق ...
- الحوار الاسلامي المسيحي : التسامح والحوار هو الطريق لمستقبل ...
- هل المرأة انسان حقيقي!!!
- عندما يتحول الايمان الى عصاب
- دفاعا عن العربية


المزيد.....




- ترامب ونتنياهو.. مسرحية السلام أم هندسة الانتصار في غزة؟
- روبرت ريدفورد وهوليوود.. بَين سِحر الأداء وصِدق الرِسالة
- تجربة الشاعر الراحل عقيل علي على طاولة إتحاد أدباء ذي قار
- عزف الموسيقى في سن متأخرة يعزز صحة الدماغ
- درويش والشعر العربي ما بعد الرحيل
- -غزة صوت الحياة والموت-.. وثيقة سينمائية من قلب الكارثة
- -غزة صوت الحياة والموت-.. وثيقة سينمائية من قلب الكارثة
- بائع الصحف الباريسي علي أكبر.. صفحة أخيرة من زمن المناداة عل ...
- لماذا انتظر محافظون على -تيك توك- تحقق نبوءة -الاختطاف- قبل ...
- فاضل العزاوي: ستون عامًا من الإبداع في الشعر والرواية


المزيد.....

- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام
- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد عبعوب - الموسيقى هوية انسانية