أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد الناجي - 9 نيسان 2003.. فاصلة بين الزمن المُرِ والأَمَرِ تعلن نهاية الاستبداد














المزيد.....

9 نيسان 2003.. فاصلة بين الزمن المُرِ والأَمَرِ تعلن نهاية الاستبداد


أحمد الناجي

الحوار المتمدن-العدد: 2247 - 2008 / 4 / 10 - 10:50
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مثلت رؤية التمثال البرونزي الضخم، وهو يتهاوى في ساحة الفردوس يوم 9 نيسان 2003، نهاية حقبة الاستبداد، وتجلت في ذلك المشهد الرمزي بداية الانعتاق من براثن القهر والتسلط والتخلص من كابوس جثم ردحاً من الزمن على الرقاب، عاث في البلد فساداً وتعسفاً، قتلاً وتشريداً، تلك هي نهاية المستبد والاستبداد البديهية، لقد كان ذلك المنظر قبل أيام معدودة من حصوله يعد ضرباً من الخيال وحلماً خرافياً، حاذر العراقي المرتهن وسط الوطن/القفص التفكير به مع الآخرين، ولكن شاء القدر أن يستحيل الحلم المدثر بين ليلة وضحاها الى حقيقة بفعل العامل الخارجي، طالما تمنى العراقيون أن يكون على أيديهم، ولكن...
حمل المشهد نوعاً من الفنتازيا النادرة التي تأسر المشاعر كلها في آن واحد، وتضعها في اتون المضحك المبكي، أية سخرية تلك التي حملت مفارقة لا تحتمل التوأمة، المقاربة بين الحرية والاحتلال، أي تمازج ذلك الذي وضع الذات الهائمة بين حزمة المشاعر المتناقضة والعصية على الفهم والإدراك، سعادة غامرة تمتزج مع غصة مؤرقة لا ينجدك تجاوزها كل ما تقاطر من أحاسيس الفرح التي انهالت في تلك اللحظة بغير حساب.
كان معظم العراقيين يدركون بأنهم ضحية مواجهة غير متكافئة، ولم يتأتى الموقف التلقائي الرافض للحرب العدوانية على بلدهم حباً بالدكتاتورية، بل لأنهم يدركون من خلال تجارب مضت أهوال وكوارث الحروب ونتائج رعونة من خاض غمار المنازلات العبثية، المتراجع دوما في الوقت الضائع بعد أول لذعة حمى من أوارها المشتعل دون الاكتراث لحجم التنازلات ولو كانت بأفدح الأثمان ما دام ظل هو مسمر على كرسيه الملعون، ذلك هو حدود نصره المزعوم، والعراقيون لا غيرهم في نهاية المطاف سيدفعون ثمن طيش النزوات.
هولت سرعة انهيار النظام من حجم المفاجأة وعمقت حالة الذهول الذي اعترت العالم أجمع بما فيهم المتابعين من محللين سياسيين وإعلاميين ومثقفين، ونزلت كالصاعقة على بعض الموهمين ممن لم يعرفوا شيئاً عن الهوة الشاسعة بين الشعب والنظام، ومدى عزلته التي أحيطت بهالة الأكاذيب التي زينتها أبواق الإعلام المدفوعة الثمن، فناموا في رغد الأوهام على تهريجات، يحلمون بالنصر المزعوم ولو في المنازلة على مشارف أسوار العاصمة.
نعم سقط النظام واحتلت بغداد دون مقاومة مؤثرة، ولكننا نحن غالبية العراقيين لم نشعر بالهزيمة، بل ونحسب أنفسنا ضحية صناعها، فقد كان الثمن غالياً، ونحن المعنيون بسداده اليوم أو مستقبلا، تلك هي الحقيقة التي لم يستطع أحد من غير العراقيين إدراكها، ولن يستطع مادامت مكابدات الحروب وأثارها المريرة لم تطاله، وسياط الاستبداد لم تصل الى جسده، ولم يأكل الخبز ممزوجاً بالرمل في زمن الحصار القاسي.
نعم ذلك ما يعمق مأساتنا ويجعل الإجابة على تساؤلاتنا رهينة في حدود النظرة القاصرة، كيف يمكن للآخرين أن يفهموا حقيقة الأحداث؟ وهي مغيبة عنهم عبر ماكنة الأعلام التي تدور برحى تضليل وتزيف الحقائق، زينت بالأمس القريب وجه نظام ديكتاتوري من أبشع الأنظمة التي عرفتها البشرية، مقابل أن تقضم ما يغدق عليها السلطان من عطايا وهبات تنوعت وصارت براميل نفط أخاذة للألباب، دفعها الشعب العراقي معاناة ومآسي في أقسى ظروف سنوات الحصار المريرة.
إزاء مكر التاريخ... لم يعد هناك بد سوى اجترار الألأم ومكابدة الزمن الأَمَرِ، فراح العراقيون ممن قلبهم على العراق وسط الأدخنة والخراب، يحتضنون الوطن المدمى، يشلون جراحاتهم، ويضمدون ما يمكنهم تضميده، صابرين على فقدان الأمن والأمان، عل وعسى تنجلي الغمة ولو بعد حين، يحدوهم الأمل بأعمار البلد، يمنون النفس في أجواء الحرية واستعادة قدرة التفكير، إنهاء الاحتلال تلك المكرمة السخية وآخر التركات التي شرعنتها الأمم المتحدة لاحقاً والتي صار يزايد بها الكثيرون من صناعها، ممن صمتوا وساعدوا وباركوا، أولئك الذين لا يعنيهم وقف نزيف الدم المتدفق من شعب لا يريد أن يبقى أسيراً للمستبد تحت طائلة الاستبداد الى الأبد.



#أحمد_الناجي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المصالحة خيار واعد على صدارة المهام الوطنية
- مؤتلقة شجرة الحزب الوارفة
- الفيحاء.. باكورة الصحافة الحلّية
- أضواء على التجربة الدستورية بالعراق الحديث 3-3
- أضواء على التجربة الدستورية بالعراق الحديث 23
- أضواء على التجربة الدستورية بالعراق الحديث 13
- تأملات من الضفاف في ذكرى صدور المدى
- فوكوياما من نهاية التاريخ الى نهاية الإنسان
- من أوراق ثورة العشرين.. مقاربات بين احتلالين 2-2
- من أوراق ثورة العشرين.. في مدار مدينة الحلة 1-2
- المثقفف أمام الاختيار بين أحضان السلطة أم الهامشية الايجابية
- فاعلية المثقف العراقي في صياغة الدستور
- نجم عبد خضير.. أحمد أدم في هيبة الموت الموشح برائحة الأرض وا ...
- المبدع موفق محمد متألقاً في سويسرا
- الجمعية الوطنية العراقية أمام مسؤولية تاريخية للارتقاء بالأد ...
- القمم العربية من انشاص الى الجزائر
- خذ معك كتاباً إذا دخلت مدينة الحلة
- عرس الدم
- البذرات الأولى لنهضة المرأة العراقية
- نداء من أدباء ومثقفي بابل عن ما بعد الوحشية في التاريخ العرا ...


المزيد.....




- مصادر في الخليج توضح لـCNN موقفها بشأن وقف إطلاق النار بين إ ...
- الحرب الكورية التي لم تنتهِ، كيف بدأت؟
- ثماني طرق تساعدك على التخلص من -المماطلة-
- هل تستفيد غزة من نهاية الحرب بين إسرائيل وإيران؟
- الموت بحثا عن الطعام في غزة.. استخدام الغذاء سلاحا في غزة جر ...
- سوريا: توقيف عدد من المتورطين بتفجير كنيسة مار إلياس بدمشق ا ...
- مسلسل موبلاند: حين تحاصر المخاطر أكبر عائلة مافيا في لندن
- عبر الخريطة التفاعلية نتعرف على أبرز الهجمات الإيرانية على إ ...
- رئيس الوزراء القطري: نؤثر دوما الدبلوماسية والحكمة على أي شي ...
- دراسة: التفاؤل يقلل من فقدان الذاكرة


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد الناجي - 9 نيسان 2003.. فاصلة بين الزمن المُرِ والأَمَرِ تعلن نهاية الاستبداد