أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صابر الفيتوري - أصحاب المواقف لا يموتون الا وقوفا














المزيد.....

أصحاب المواقف لا يموتون الا وقوفا


صابر الفيتوري

الحوار المتمدن-العدد: 2246 - 2008 / 4 / 9 - 08:44
المحور: الادب والفن
    


ما يجعل من الأدب قريباً من الناس ، هو اقترابه من أحلامهم ، وتجسيده لمعاناتهم ، بصدق دونما تدجيل ، او ابتداع مبالغ فيه، بعيدا عن الحقيقة، فكلما اشتط المبدع به الخيال بعيدا عن الواقع ، وغاصت به شجونه إلى البعيد ،تحول دون ان يدري، إلى كائن مفقود الهوية، مجهول الملامح ، غريب الشكل، مريب الهدف ، لان معني الإبداع الحقيقي، يكتمل بتواصله مع الآخرين، وإذا انقطع التواصل مع المتلقي، الذي يمثل الآخر، ولم يجد من يعبر عنه،وعن وإنسانيته، وأحس بالتعالي الموجه ضده، فانه سيفكر بقطع أي علاقة تربطه بصانع هذا الأدب، ولذا من الأجدى ، ان يوجه المبدع خطابه إلى القارئ، وفق الالتزام ، والاحترام، لا ان يركب برجه العاجي ، ويتحدث من علو مرتفع، كي لا يسمعه احد، ولا يحقق أي من أهداف الإبداع ، وأهمها التفاعل بين الطرفين، وتقديم الأمثلة الناصعة ، التي من شانها ان تزكي في النفس حيثيات التفاؤل،تقاتل من اجله ،تهاجم المرض، التخلف، الانكسار، وتدافع عن أمانيه باستماتة، وتحل بالمعرفة محل الجهل، فيعرف ما خفي عنه، وهي بهذا تؤسس لرؤية للغد الباسم المشرق المضيء ..
والتاريخ يثبت لنا ، ان من استطاع تحقيق موازنة هذه المعادلة ، أكد جدارته ، و لم يمحى من اسطر الذاكرة , إنما استمر وعزز حضوره، وتجاوز بتفاعله مع جماهير المتلقين النطاق الضيق إلى قمة التألق . فهو صادق، شفاف ، اختار أجمل العبارات، وأروع قول، يصف به أهلاه، بلاده ومشاغله اليومية .
انحاز كليا لهم ،قدمهم بصورة يرضون عنها , وان اضطر إلى سوق نموذج معاكس ، فأنها لحظية، وحينها يدرج نفسه وإبداعه ضمن حالة مستهجنة، ليست ذات قبول ..
الآمر الذي يجعل من أصحاب المواقف الخالدة لا يموتون الا وقوفا نظرا لما يتمتعون به ، من نظرة ثاقبة اتجاه المستقبل ، وهم بدورهم يسلمون الراية لأجيال قادمة، استمدت من مواقفهم الخيرة الزاد والمداد ، حيث تتوارث الأجيال القيم التي تبني ، تعتز بإرثها ،جيلا بعد جيل , ذاك هو معني الوجود والتأثير الايجابي في محيطها لا الوجود علي الضفاف بلا معني ..
لكن كيف يحدث هذا التلاحم ؟ وكيف يستطيع المبدع ان يكون صوتا لواقعه معبرا عن تطلعاتها المستمرة للخلاص من أزماتها الإنسانية ؟
لا يتبادر إلى الأذهان رفض الأدب الحالم، أو الذي يحاول ان يمثل نقدا للحاضر عبر استخدام الأسطورة ، او ما استخدم الخيال في رصد إسقاط علي الواقع، انما المقصود هو ذلك الأدب البرجوازي الذي أنساق إليها بكل أسف حتي بعض الكتاب الذين لا ينتمون إلى الطبقة البرجوازية ولا هم منها ، محاكين أدب هو نتاج معاكس للواقع ، بهدف صناعة صدمة الصدمة ، التي تخلق متعة في الفراغ، فيصورون مشاهد بشعة، وينادون بالانحراف ، وفي الا وعي أحيانا، ولا تتضمن أعمالهم أخلاق مجتمعاتهم، وبذلك هم يبرزون الجانب المظلم في مجتمعهم، عوضا علي ان يكون هدفهم البناء، ورصد ملامح الجمال، وإصلاح ما هو سيء ،عبر النصح لتلافي الآمر المشين الذي التصق بالمجتمع،نتيجة العادات الباقية من زمن الظلمة والاستعمار ،هكذا يكون المبدع علي اختلاف وسائل تعبيره، مقتنصا التفاصيل الجمالية..
لان تناول الشأن الاجتماعي أو الاقتصادي إلى الخ ، بالنقد هي من اختصاص الصحافة ، وليست من مشاغل الأدب، فلكل منهما وجه، و طرق عرضه، لكنا نشاهد تداخلا، أقحم الأدب بين صفحات الصحف، رغما عنه ودون أرادته ..
انه لا من غير المعقول تقديم صورة مشوهة عن الواقع ،دون خجل، وما تقديم نماذج تتطاول علي حقوق الإنسان، تستهين بالأديان،وتصدر الألفاظ النابية دون حياء، إلا حالة مستهجنة ، فما الغاية في ان يكون مثل هذا النموذج السيئ موجود أصلا ؟
أ ليس من الأجدى اعتماد نماذج بينها وبين محيطها عشق وتؤمه ،صوتها نفاذ ،صادح بحب الجميع ،كذلك لما لا يكون بطل هذه الروايات شهما لا يفرط في وطنه وان أعطى مال قارون، بدلا من بوهيمي مقزز يرسخ ظاهرة غير مألوفة ، بحجة النزوع إلى التجديد أو الاختلاف او التعامل مع الواقع بما فيه ، فذلك ليس من الأدب في شيء حتى ان صار لغير العارفين أدبا ..



#صابر_الفيتوري (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عمر الككلي : كنت ساكون افضل لو لم اسجن ..
- في القَبْل ليبيا
- تفاصيل أنا منذ تلك الماضوية
- الموسيقى .. لغة جامعة للشعوب
- ترنيمة الحب والموت
- رغم الألم والكيد مات الشاعر عزيزا
- الكتاب الالكتروني جليس من نوع اخر
- رواية بثلاثة اوجه يحضر احدها ويغيب الباقي


المزيد.....




- شاهد رجل يقاطع -سام ألتمان- على المسرح ليسلمه أمر المحكمة
- مدينة إسرائيلية تعيش -فيلم رعب-.. بسبب الثعابين
- اتحاد الأدباء يحتفي بشوقي كريم حسن ويروي رحلته من السرد إلى ...
- الناصرية تحتفي بتوثيق الأطوار الغنائية وتستذكر 50 فناناً أسه ...
- زهران بن محمود ممداني.. من صفعة ترامب بفوز -فخر الهند- والنا ...
- من غزة إلى عيتا الشعب.. حين يتحول الألم إلى مسرح
- الممثلة التركية فهريّة أفجين تتألّق بتصميمين عربيين في أبوظب ...
- تعاون جديد بين دمشق وأنقرة عنوانه -اللغة التركية-
- -ليلة السكاكين- للكاتب والمخرج عروة المقداد: تغذية الأسطورة ...
- بابا كريستوفر والعم سام


المزيد.....

- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ
- إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- بيبي أمّ الجواريب الطويلة / استريد ليندجرين- ترجمة حميد كشكولي
- قصائد الشاعرة السويدية كارين بوي / كارين بوي
- ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا / د. خالد زغريت
- الممالك السبع / محمد عبد المرضي منصور


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صابر الفيتوري - أصحاب المواقف لا يموتون الا وقوفا