أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - حياة الياقوت - الرسائل الملغومة وليدة العقلية المأزومة














المزيد.....

الرسائل الملغومة وليدة العقلية المأزومة


حياة الياقوت

الحوار المتمدن-العدد: 695 - 2003 / 12 / 27 - 07:34
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية
    


الرسائل الملغومة المشئومة الذي بعثت إلى "السياسة" و جهات تعبيرية أخرى ليس نشازا عن الحالة المكلومة للمنطقة و الذي تزداد تفاقما يوما بعد يوم بوتيرة مفزعة. اسئلة ثلاثة تفرض نفسها:
1- لماذا هذا النوع من الافعال؟
2-لماذا تكاثر كالفطر البري في الفترة الاخيرة؟
3-  و كيف نتعامل معه؟


1- من العقل إلى الفعل

العنف عملية عقلية فكرية بالدرجة الأولى يتبعها فعل عملي إجرامي تجاه فكر لم تتمكن هذه العقليات من دحضه. إنها أصوات لا تجرؤ أن تتكلم لان لا منطق لها أو حجة فتستعيض عن ذلك بمواراة من يخالفها: انها اصوات تختار الطريق المختصر و ان خالف الدين و الانسانية.

الشخص العنيف شخص استحواذي اقصائي، تراه موتورا اذا ظهر من يخالفه الرأي. انظر حولك جيدا لربما ابصرت احدهم، راقبه جيدا و ستنقلب على ظهرا ضاحكا من نمطيته المفجعة:  راقبه يمسك بجهاز التحكم عن بعد و معدل تنفسه يزداد  فيغير القنوات مقصيا كل رأي "لا يعجبه"  ليس لان هذا الرأي المعروض على الشاشة  تافه او غير منطقي، بل لأنه  لا يتفق معه، فيقوم بشطبه و إقصائه عوض ان ينقد هذا الرأي الآخر او يجيّر الشك لصالحه.  و اذا سألته عن سبب تقلبه في القنوات صب جام غصبه عليك قائلا: "فلان ينرفزني". و اذا سألته:" لِمَ" أجابك: " انه يفقدني صوابي" دون ان يعلل لك أو يبين الأسباب.  أجل "فلان" يفقده صوابه لان لفلان منطق و حجة، بينما هو لا، و عوضا من ان يطور نفسه لمقارعه "فلان" الحجة، يستخدم العصا السحرية الفجة لاخفاء فلان من امام ناظريه، فهذا الحل أسهل و أسرع. 
هذا الشخص مزعج، لكن الأزعج من ذلك هو عندما يتواجد هذا الشخص في ثقافة مجتمعية او بين مجموعة تماثله، عندها تتعزز ثقته بمبدأه النبذي و تتضافر جهوده مع المجموعة لشطب من لا يهوون. المشكلة ان الشطب كثيرا ما يتعدى تغيير القنوات، الى تعجيل الممات.


2- الفطر البري يتكاثر في العتمة

الأجواء المعتمة و الرطبة هي ما يحث الفطر البري على التكاثر، وبعض منه سام. الملفت ان الأجواء ذاتها هي ما ينتج و يفرخ الشخص العنيف فكرا و عملا.  الثابت في الأمر أن الفطر لا ينبت وحده فلا بد له من نواه حيه و بيئة حاضنه و كلا الشرطين ضروري لنموه. الشخص العنيف ينشأ طفلا  في "نواه" قامعة على المستوى الأسري، المدرسي، و الاجتماعي. و ما فائدة الحرية السياسية – إن وجدت-  و البيئة المجتمعية قامعة مانعة مسفهة.  هنا، متى ما وجد هذا الشخص في بيئة مجتمعية "معتمة" برز و انتشر شأنه شأن الفطر السام.


3- نور التعامل لا ظلمة التعامي

لا أحد على مستوى التاريخ البشري في أي بقعة من العالم لم يعايش في فترة ما من الاجواء المعتمة، لكن نسبة معينة فقط هي ما تتحول لفطر سام. انها النواة الاصلية للتكوين، انها النشأة المجتمعية العامة. كل مقموع قامع مستقبلا بالضرورة متى ما توفرت البيئة المعتمة. 
ما الحل العملي اذا؟ نتعامى عن الامر حتى يزول بنفسه؟ محال. ام نجتث الفطر من بقاع نموه؟ محال ان يكون هذا هو الحل الناجع ايضا، فاجتثاث الفطر البري لن يوقف نموه بل سيعززه، فهو كتقليب التربة له، و في الاجتثاث كثيرا ما نفقد فطرا مفيدا طيبا صالحا للأكل و هذه خطيئة فادحة. قليل من ضوء الشمس مفيد، ألم يقولوا ان العلم نور، أ ليست المعرفة قوة. أ ليس المؤمن القوى خيرا و أحب الى الله من المؤمن الضعيف كما قال المجتبى صلى الله عليه و سلم، و القوة هنا قوة الفكر و التناقش و الثقة و ليست القوة الجسدية و حسب.
 التعامل مع الفطر السام لا يتم باجتثاثه و لا بالتعامي عنه. إيصال "النور" إلى "نواته" كاف جدا ، و تعليم "المستهلك" و بناء عقليته النقدية ليختار أي نوع من الفطر يشترى أساس لا غنى عنه، و النتيجة: زرع  شديد الإثمار، ( يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ )  و سيؤتى أكله بإذن ربه (وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ).



#حياة_الياقوت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشارخ و -الشارخ- : عمالقة و قراصنة
- سوبر سطار !
- -كوّات- -بلال غيث
- ردا على الأخ حافظ سيف فاضل(2): أجل، هذا ما يفعله -مقصقصو الم ...
- ردا على الأخ حافظ سيف فاضل: إلى متي يعاقب الإسلام بجريرة سوء ...
- الرشواسطة
- النعيم المعلوماتي : قوة عظمى !
- ما ورائيات الحجاب 1 - 2 - 3 - 4
- النعيم المعلوماتي : قوة عظمى !
- الاختلاف : فضيلة التعارف لا التعارك
- اكترنة- المحاكم : من الرَق الى الرقاقة
- موتي يا عصفورة!
- بل -النائبة- في منعهن
- بوش و ريغان: الفولة التي انقسمت


المزيد.....




- أثار مخاوف من استخدامه -سلاح حرب-.. كلب آلي ينفث اللهب حوالي ...
- كاميرا CNN داخل قاعات مخبّأة منذ فترة طويلة في -القصر الكبير ...
- جهاز التلقين وما قرأه بايدن خلال خطاب يثير تفاعلا
- الأثر الليبي في نشيد مشاة البحرية الأمريكية!
- الفاشر، مدينة محاصرة وتحذيرات من كارثة وشيكة
- احتجاجات حرب غزة: ماذا تعني الانتفاضة؟
- شاهد: دمار في إحدى محطات الطاقة الأوكرانية بسبب القصف الروسي ...
- نفوق 26 حوتا على الساحل الغربي لأستراليا
- تركيا .. ثاني أكبر جيش في الناتو ولا يمكن التنبؤ بها
- الجيش الأمريكي يختبر مسيّرة على هيئة طائرة تزود برشاشات سريع ...


المزيد.....

- واقع الصحافة الملتزمة، و مصير الإعلام الجاد ... !!! / محمد الحنفي
- احداث نوفمبر محرم 1979 في السعودية / منشورات الحزب الشيوعي في السعودية
- محنة اليسار البحريني / حميد خنجي
- شيئ من تاريخ الحركة الشيوعية واليسارية في البحرين والخليج ال ... / فاضل الحليبي
- الاسلاميين في اليمن ... براغماتية سياسية وجمود ايدولوجي ..؟ / فؤاد الصلاحي
- مراجعات في أزمة اليسار في البحرين / كمال الذيب
- اليسار الجديد وثورات الربيع العربي ..مقاربة منهجية..؟ / فؤاد الصلاحي
- الشباب البحريني وأفق المشاركة السياسية / خليل بوهزّاع
- إعادة بناء منظومة الفضيلة في المجتمع السعودي(1) / حمزه القزاز
- أنصار الله من هم ,,وماهي أهدافه وعقيدتهم / محمد النعماني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - حياة الياقوت - الرسائل الملغومة وليدة العقلية المأزومة