صفاء أبو صالح
الحوار المتمدن-العدد: 2238 - 2008 / 4 / 1 - 04:15
المحور:
الادب والفن
عَلَى مَقْعَدٍ مَعْزولٍ فِي إحْدَى ضَواحِي الْمَدِيْنَةِ ..
دَاهَمَهَا الْحُزْنُ وَغَصَّت بِالذِّكْرَى...
بقيت وحيدة ..يُلاحِقُها الْمَاضِي
والذَّاكِرَةُ تَنْزُفُ
ألَمٌ يَعْتَصِرُ فُؤَادَهَا
...تَرَكَهَا حَزِيْنَةً...
حَيْنَ قَاَلَ لَهَا أَنَّ حُبُّهُمَا انْتَهَى
زَمَنٌ قَدْ انْقَضَى ...
مَاتَ الْحُبُّ حَيْثُ بَدأ عَلى مَقْعَدٍ فِي الْمَدِيْنَةِ
قَالَهَا ... وَمَضَى
وَتَرَكَهَا وَحِيْدَةً...
والدّمُوعُ فِي مُقْلَتَيْهَا
وآلامُ الْفُرَاقِ تُضْنِيْهَا
وَبَقِي الْحُبُّ نَائِماً وَحِيْداً
وَكُلٌّ مَضَى فِي طَرِيْقِهِ..
وَمَرّتْ أَيْامٌ وَشُهُورٌ
لَمْ نَسْمَعْ أَغَاريْدَ الطِّيْور ...
لا ابْتِسَامَةَ الشَّمْسِ
لا غِنَاءَ الْقَمَرِ
نَامَ الْبَحْرُ حَزِيْناً..
يَا وَجَعَ الْحُبِّ والسّنِيْن
فَهَلْ مِنْ مَرْسَىً ... لآلامِهَا...؟
هَلْ بِالْغَدِ أَمَل جَدِيد؟
هَلْ سَوْفَ تُزْهِرُ حَدَائِقُ عُمْرِهَا مِنْ جَدِيْد؟
هَلْ هَذَا الْغَيْثُ سَوْفَ يَرْوِي عَطَشَ السِّنِين؟
وَذَاكَ الْمَقْعَد الْوَحِيْد الشَّاهِد عَلى فِصُولِ الْحُبِ السَّرْمَدِيّة...
عَلى ذَات الْمَقْعَدِ دَاهَمَ الْحُزْنُ قَلْبِي أَنَا
وَغَصَّتْ بِي الذِّكْرَى شَارِدَة
عَلَى ذَات الْمَقْعَدِ كَانَ لِي الْوَدَاعُ الأَخِيْر
آهٍ يَا وَجَعِي يَا وَجَعَ السِّنِيْن
وَمِنْ ثَمَةَ مَضَىَ الْعُمْرُ وَكَأَنَهُ قِطَاراً سَرِيْعاً
يَمْشِي بِاتْجَاهٍ وَاحِدٍ
وَتَبْقَى الأَمَاكِنُ الَتِي قَضَيْنَا بِهَا أَجْمَلَ اللّحَظَاتِ
مَاثِلةً فِي ذَاكِرتِنَا
وَحَاضِرةً فِي أَذْهَانَنَا
نَسْتَعِيْدُهَا صُوراً جَمِيْلةً
والابْتِسَامَةُ فَوْقَ شِفَاهَنَا
مَنْ يَدْرِي!!
يَوْمَاً مَا قَدْ تَعُوْد!!
#صفاء_أبو_صالح (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟