أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعيدي المولودي - في حضرة الإمام مولانا الغلاء














المزيد.....

في حضرة الإمام مولانا الغلاء


سعيدي المولودي

الحوار المتمدن-العدد: 2237 - 2008 / 3 / 31 - 05:36
المحور: الادب والفن
    



...وجاء الأعداء واحدا واحدا، مدججين بكل المخالب وأنياب الوقت الساقط، وطيش العولمة الوارفة، واقتعدوا الأرض يأكلون الليالي وصورة الحلم، ويذهبون بكل شيء، بالقوارب والقوادم والبيوتات وسقوف اللحظات، ناموا على جسر القساوة، حتى ذلك اليوم الذي قالوا : هذه الأرض أرضنا، وساروا في مناكبها حيث التقى الأشباه بالأشباه، اللصوص ومصاصو الدماء والقتلة وآكلو أموال الندامى والفقراء وعابري السبيل والموتى الذاهبين إلى بئر التاريخ البعيد...
هم الذين كانوا يرتدون أقواس النصر ويقطعون الطرقات ويلقون بالفتات في البحر البغيض، بائعو المرارات، يقيسون الوقت بجلدة الأسعار، وجوههم الكالحة تمضي كحقائب الوداع، من جشعهم يهتفون في وجه التاريخ: أيها الرماد الملون بندى الفضة، والذهب المباح، تعال لنقطف ورد هذه البلدات المقفرة... قل إنهم الكلاب المسعورة، المهاجرة، الباحثة عن الأنين في سواعد الفقراء، لا ريح ترد نباحهم الجريح يسوق الرهبة في تفاصيل الأنياب المهذبة كالرماح. جاؤوا ونصبوا ملاءاتهم كالقضبان، تتصاعد منهم روائح العطر المتدفق بلون الدماء، ويبحثون عن الربح في حاشية الأرض المتهادية كالوحم، أصابعهم الوجع، خطواتهم الوباء، جوعهم الهباء يملأون سقف السحاب ويعشقون اللعب بصداقات الجثث. ما أعظم هذا البرود الذي يسكن عماهم.
جاؤوا شاحذين سكاكينهم الضاربة في الطواف، وانتشروا في أرض الله التي تضيق، وينشرون فظاعاتهم الثقيلة، ولا يهدأ روعهم كالحريق.. قالوا للعابرين: يا أيها الملأ الراكض، كل أوان لا يعود، وكل لحظة لها ثمنها، إن طريق الجنة أن تشتعل خطوط نار الأسعار، أن تمضي الأشياء إلى نهاياتها في عنان الغلاء، لا يأتيها الرخص من بين يديها ولا من خلفها. ها نحن نبايع مولانا الإمام الغلاء سلطانا، لتتقد في مراقدنا الحرائق المرعبة، ويذهب مفترق الأسعار بالفقراء الأنذال، إننا نبارك طلقته الأليمة، وحاشيته المرشوشة بالحتف.. انظروا إلى هذا المهب المفتوح في البورصات، يراودها الهبوط وصيحة الصعود، وتجري سواقيها نحو الأوج العظيم..
مولانا أيها الغلاء، لتبدأ الحفلة ،وليكن الزيت والخبز الضائع باب الأسرار، كتب على الفقراء أن يتيهوا في برية الظمأ الجريح، افتح كتاب الأسعار ولا ترحم أحدا، وعلمنا كيف نتوحد والغنى الفاحش كالخراب، ونكتنز الذهب فيض أحلامنا التي تعبر حدود البلاد، وارسم صوت النار في جيوب الضارعين للموت، خذ متاهاتك وسمها نداء الدولار السري، وافتح أمام هذه الأقدام العارية محجة الجحيم. أدركنا مولانا، وعلمنا الحقد الجارف، ليأكل منا المالك المعدم، وتنطفئ سلاسل الأنوار في هذا القارب العتيق..
مولانا أيها الإمام، لا تفتح الباب أمام هذا السواد الغالب، وامض لأوج الموج، أيها الوحش الآتي من العماء، يعميه الدولار، ليس لنا أحد سواك لنقهر جنون الفقراء، ونشق الطريق في سيل هذه المراقد الموصدة، ونتوغل في غيم البذار الذاهب لمدائن العولمة الملطخة بكل الدماء العابرة للقارات.
لا تضع أوزارك، مولانا، وتقدم صرخة النار، حتى تصيح المذابح من الأعماق: إننا سنحمل العبء، مولانا، فلا تكف عن شهوة اليباب.
سعيدي المولودي



#سعيدي_المولودي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في الحاجة إلى تأسيس نقابة للأساتذة الباحثين بالتعليم العالي
- رسالة مفتوحة إلى الوزير الأول
- ما تحت جلباب الإصلاح الجامعي ( 1 )-المراقبة- و-المعاقبة-المس ...


المزيد.....




- إيرادات فيلم سيكو سيكو اليومية تتخطى حاجز 2 مليون جنية مصري! ...
- ملامح من حركة سوق الكتاب في دمشق.. تجمعات أدبية ووفرة في الع ...
- كيف ألهمت ثقافة السكن الفريدة في كوريا الجنوبية معرضًا فنيا ...
- شاهد: نظارة تعرض ترجمة فورية أبهرت ضيوف دوليين في حدث هانغتش ...
- -الملفوظات-.. وثيقة دعوية وتاريخية تستكشف منهجية جماعة التبل ...
- -أقوى من أي هجوم أو كفاح مسلح-.. ساويرس يعلق على فيلم -لا أر ...
- -مندوب الليل-... فيلم سعودي يكشف الوجه الخفي للرياض
- الموت يفجع الفنانة اللبنانية كارول سماحة بوفاة زوجها
- وفاة المنتج المصري وليد مصطفى زوج الفنانة اللبنانية كارول سم ...
- الشاعرة ومغنية السوبرانوالرائعة :دسهيرادريس ضيفة صالون النجو ...


المزيد.....

- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعيدي المولودي - في حضرة الإمام مولانا الغلاء