أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - سعيدي المولودي - في الحاجة إلى تأسيس نقابة للأساتذة الباحثين بالتعليم العالي














المزيد.....

في الحاجة إلى تأسيس نقابة للأساتذة الباحثين بالتعليم العالي


سعيدي المولودي

الحوار المتمدن-العدد: 2234 - 2008 / 3 / 28 - 10:12
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    


أخيرا انتبه الأساتذة الباحثون ووضعوا الإصبع على "وضع" وإشكال قانوني ظلوا ضحيته لسنوات، يضعهم خارج أي إطار نقابي، ويحرمهم من نقابة بالمعنى الفعلي والقانوني للنقابة، فقد اتضح أن الأساس أو المرجعية التي استند إليها فعل إنشاء "نقابتهم" هو ظهير 15 نونبر 1958 المتعلق بتأسيس الجمعيات كما تم تغييره وتعديله بظهير 10 ابريل 1973، وتم تكريس هذا الأساس القانوني كمرجعية منذ 03 يونيو 2001 موعد عقد المؤتمر الاستثنائي الخاص بالهيكلة النقابية، وهو ما يعني أن المؤتمر كان استثنائيا بكل معاني الكلمة، إذ حول اتجاه الإطار النقابي إلى إطار جمعوي، وبادر إلى تجاوز أو إلغاء البعد النضالي والنقابي في توجهات النقابة لتغدو جمعية أو هيئة من هيئات المجتمع المدني، بعد أن كانت المرجعية قبل هي ظهير 16 يوليوز1957 الخاص بتأسيس النقابات المهنية كما تم تغييره وتعديله، فما الذي حمل المؤتمر الاستثنائي على هذا التحول وما الذي قاده إلى هذا الاختيار وسحب البساط من تحت أقدام الأساتذة الباحثين ليجدوا أنفسهم مؤطرين في جمعية تتزيأ بالزي النقابي وما هي بنقابة ،طبقا للقوانين الجاري بها العمل في بلادنا.
إن قراءة المرحلة التي ارتبط بها المؤتمر الاستثنائي المشار إليه يمكن أن تقودنا إلى بعض من ملامح هذا التحول الذي راهنت عليه منطلقاته وإيقاعاته وتطلعاته، فالفترة تحيل إلى وضع سيادة خيارات ما سمي بالتناوب، وترويج قيم الرضى على كل ما حققه على الصعيد الاجتماعي والاقتصادي والسياسي ، وطغيان وهم الاطمئنان إلى أن أية متغيرات مهما كانت سطوتها وقوتها لن تؤثر على حقيقة الوضع أو تسهم بشكل أو آخر في خلخلة المعايير المفترضة الديمقراطية وغير الديمقراطية التي قادت الأحزاب الوطنية والمعارضة السابقة إلى دواليب السلطة وإغراءاتها، والتي تفاقم الإيمان لديها بأن خياراتها السياسية والاجتماعية لا تتحرك بعيدا عن تطلعات الشعب وطموحاته، وفي ظل هذا كان إسناد وزارة التربية الوطنية إلى توجه سياسي معين ، وافق فيه "شن" الوزارة "طبقة" النقابة الوطنية للتعليم العالي، ذا أثر بارز في جنوح النقابة إلى السلم والاستسلام، والإسهام في تسريع وتيرة الإصلاح الجامعي الأهوج الذي حركته إرادة التغيير الذي كانت تلوح به حكومات التناوب المتعاقبة، والذي فتح الهوة أمام الجامعة المغربية لتصطدم بالحضيض ، وعمق إحساسها بالتقهقر والخسارة وفقدان بريقها ودورها الاجتماعي والحضاري الرائد، وقد بدا في ظل الشروط التي نعرفها جميعا أن عالم التناوب مكتف بذاته وأن بمقدوره أن يواصل الطريق لمسعى الاستمرارية وتولي مقاليد الأمور لمديات ومسافات أبعد ، مما وفر شروط استنبات رهانات متعددة كانت المدخل في توجيه اختيارات النقابة التي جذبتها نحو هول السقوط في حفرة قصور مفزع وأداء ضعيف أقرب إلى التواطؤ على مستوى معالجة قضايا الملف المطلبي للأساتذة الباحثين، ولا ريب أن تحويل اتجاهها نحو برية هيئات المجتمع المدني يشير بوضوح إلى هذا الانقلاب في مهامها وأدوارها ، وتكييف إطارها لما يمكن أن تتيحه امتيازات حكومات التناوب الحزبية وغير الحزبية، عبر بوابة النقابة التشاركية، أو النقابة العائمة في حوض وحمى الوزارة الوصية.
وقد يتسنى لنا القول إن المؤتمر الاستثنائي (2001) هو انقلاب سري على هوية الإطار النقابي للأساتذة الباحثين وصورة مخيفة لتهريبه وكسر تاريخهم النضالي وهدر لحقوقهم ومكتسباتهم وتضحياتهم، وبقدر ما تتخفى الغايات العميقة والسطحية التي رجحت منحى هذا الانقلاب فإنه لا ينبغي أن ينظر إليها بمنأى عن السياقات أو الشروط التي جعلت من "النقابة الوطنية للتعليم العالي" واجهة صماء لتمرير كل مقتضيات الإصلاح الجامعي السقيم الذي باركته بصمتها الجميل.
لقد هدم المؤتمر الاستثنائي (2001) الكيان النقابي كإطار للأساتذة الباحثين و تولى مصادرة حقهم فيه، ودبر طرائق غير سليمة للتمويه والادعاء بأن الإطار الجديد أهل للدفاع عن مصالحهم المادية والمعنوية، وساهمت الحكومات والوزارات الوصية في توسيع دائرة الهدم والتمويه ومنحت " جمعية " "النقابة الوطنية للتعليم العالي" موقعا ودورا ليس ملكا لها ولا يخوله لها الأساس القانوني الذي تأسست بموجبه، وهيأت لها طقوس حضور وفرص إسهام في تقرير مصير الأساتذة الباحثين بدون سند تشريعي أو قانوني، في الوقت الذي حرمت فيه " جمعيات " وهيئات تأسست على المرجعية القانونية ذاتها من هذا الدور وهذا الحضور. هل يتعلق الأمر بتواطؤ أو سهو تاريخي و سياسي ونقابي، ومن يتحمل مسؤولية هذا الوضع الخاطئ وما ترتب عنه من قرارات وأحكام واتفاقات ولقاءات وحوارات، وكيف ينبغي تصحيحه. أسئلة موضوعية تطرح نفسها بإلحاح، والجواب عنها يتطلب جرأة حقيقية لمراجعة الأوراق والمواقف وإعادة الأمور إلى نصابها، فالضحية في كل الأحوال هي مصلحة الأستاذ الباحث.
يبدو المشهد مثيرا ومقلقا بالفعل، ولكن مع ذلك فإن تدارك الوضع لن يكون إلا بإعلان الموقف الحاسم واستنهاض الإرادات وتوحيد المبادرات للانخراط الفوري في تأسيس إطار نقابي للأساتذة الباحثين ، إطار جدير بهذا الاسم يتيح للأساتذة الباحثين إمكانيات الدفاع عن حقوقهم المشروعة ومكتسباتهم ، ويحقق فرصة العودة إلى الإطار ـ الخط الصحيح لاحتواء نضالاتهم بمنأى عن أي توظيف يخل بدورهم التاريخي والثقافي والنضالي .



#سعيدي_المولودي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة مفتوحة إلى الوزير الأول
- ما تحت جلباب الإصلاح الجامعي ( 1 )-المراقبة- و-المعاقبة-المس ...


المزيد.....




- رئيسة جامعة كولومبيا توجه -رسالة- إلى الطلاب المعتصمين
- أردوغان يشعل جدلا بتدوينة عن بغداد وما وصفها به خلال زيارته ...
- البرازيل تعلن مقتل أو فقدان 4 من مواطنيها المرتزقة في أوكران ...
- مباشر: 200 يوم على حرب بلا هوادة بين إسرائيل وحماس في غزة
- مجلس الشيوخ الأمريكي يقر بأغلبية ساحقة مشروع قانون مساعدات ل ...
- محكمة بريطانية تنظر في طعن يتعلق بتصدير الأسلحة لإسرائيل
- بعد 200 يوم.. تساؤلات حول قدرة إسرائيل على إخراج حماس من غزة ...
- -الشيوخ- الأمريكي يوافق على حزمة مساعدات لأوكرانيا وإسرائيل ...
- مصرية الأصل وأصغر نائبة لرئيس البنك الدولي.. من هي نعمت شفيق ...
- الأسد لا يفقد الأمل في التقارب مع الغرب


المزيد.....

- اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با ... / علي أسعد وطفة
- خطوات البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا ... / سوسن شاكر مجيد
- بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل / مالك ابوعليا
- التوثيق فى البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو ... / مالك ابوعليا
- وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب / مالك ابوعليا
- مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس / مالك ابوعليا
- خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد / مالك ابوعليا
- مدخل إلى الديدكتيك / محمد الفهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - سعيدي المولودي - في الحاجة إلى تأسيس نقابة للأساتذة الباحثين بالتعليم العالي