أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - هوشنك بروكا - كردستان الحاضرة الغائبة، إيزيدياً(6)















المزيد.....



كردستان الحاضرة الغائبة، إيزيدياً(6)


هوشنك بروكا

الحوار المتمدن-العدد: 2237 - 2008 / 3 / 31 - 11:23
المحور: المجتمع المدني
    


كردستان الغائبة إيزيدياً: من يغيِّب من؟

III. مثقفون شفويون: خروجٌ على الثقافة، ودخولٌ في الكلام الطلق

من هو المثقف؟ ما هي الثقافة، ومن هم رجالها؟
أسئلةٌ تطرح نفسها، على الدوام، على امتداد الزمان والمكان، وعلى امتداد ما بينهما من قيام المعنيين بشئون الثقافة وقعودهم. لا حاجة للدخول في تعاريف "المثقف"(Intellactual) ومصطلحاته، وماذا قال فيه الفيلسوف الماركسي الإيطالي أنطونيو غرامشي(1891ـ1937)/ المثقف العضوي Organic Intellactual، أو الفيلسوف الفرنسي ميشيل فوكو(1926ـ1984) الذي دشن لمقولة "المثقف المهني"، الوثيق الصلة ب"سياسة الحقيقة Politic of trut"، أو الكاتب والروائي الفرنسي إميل زولا(1840ـ1902) المعروف بمقالاته المنشورة تحت عنوان "أنا أتهم" في جريدة الفجر الباريسية L Aurore، والتي دافع بها عن ضابط المدفعية الفرنسي ألفريد دريفوس، المتهم بالخيانة العظمى، فأسس بذلك لنموذج "المثقف الحقيقة/ المثقف الشجاعة، أو المثقف الكاشف للحقيقة الشجاعة"، أو المفكر الفلسطيني الأمريكي إدوارد سعيد(1935ـ2003) الذي قال ونادى ب"المثقف الرسالة/ المثقف الموقف"، وسواهم لنحدد بالتالي من هو المثقف، ومن هو دونه، أو تحته، أو فوقه، أو من يكون المثقف ومن لا يكونه...

لا شك أنّ للإيزيديين أيضاً كأية جماعةٍ أخرى، مثقفوها، الذين من المفترض أن يكونوا "موقفها"، أو "رسالتها"، أو "عضوها الفاعل" و"محرك تغييرها الأساس" نحو غدٍ كثير وحياةٍ أكثر.
فهل هناك "مثقف إيزيدي"، بالمعنى الحقيقي لهذه الكلمة، يسعى ل"تسييس الحقيقة"، أو يمتهن الحقيقة، للكشف عن حقيقة جماعته، عبر أدوات "سياسة الحقيقة"، وبالتالي دفعها، نحو ما يجب دفعها إليه؟

من خلال تتبع راهن حال الإيزيديين(فرادى وجماعات)، والمواقع الكثيرة كماً، والقليلة جداً كيفاً، التي تدعي لنفسها بأنها لسان حال "ثقافة الإيزيدية"، و"حقيقتها"، ديناً ودنيا، يمكن استنباط الإشارات التالية:
1. "المثقف الإيزيدي"، يعيش في الدين وأحواله أكثر من عيشه في الثقافة ودنياها. وهو الأمر الذي يعني، تحوله إلى مجرد "رقم ديني" أكثر من كونه "رقماً دنيوياً"، فتراه يقلّد "رجل الدين" الخارج عن كل الثقافة(خلا ثقافة الحلال والحرام، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والمنع والمصادرة)، داعياً إلى الصلوات، والصوم، والحج وتوابعها، ثم يحرّم ويحلل، ويفتي، ويختلق المزيد من الدين، والمزيد من الغيتوهات، والتابوهات، والمزيد من "العشق" للماضي "العتيق" والموت في سبيله، والمزيد من البكاء واللطم على "أبطاله" الوهميين. هو، إذن، مثقفٌ، "يصنع" الدين، أكثر من صناعته للثقافة، ويدعو إلى ثقافةٍ مضت، لإلهٍ كان، أكثر من دعوته لثقافةٍ راهنةٍ أو قادمةٍ، لإلهٍ يكون أو سيكون. فهو، يساهم بدوره المستنسخ من "الداعية"(في أسوء صوره)، في "تفريخ" الدين وأدواته، و"تفريخ" العابد، وعباداته، و "تفريخ الماضي الديني"، بدلاً من مساهمته، في صناعة الحاضر الدنيوي: دنيا حاضرة، ثقافة حاضرة، إيزيديين حاضرين...إلخ.
2. هو، مثقفٌ يساهم في تكريس ثقافة "إلهٍ مات"، بدلاً من السعي لتأسيس ثقافة "إلهٍ يعيش"، من وإلى إنسانٍ يعيش.
3. هو، مثقف لا يؤسس ل"ثقافة الفعل"، بقدر ما يؤسس ل"ثقافة رد الفعل". فهو يدعو، مثلاً، إلى "الدين الواحد والله الواحد والإنسان الواحد"، لأنّ الآخر(الذي يقمعه على الأغلب) دعا ويدعو لكل ذلك "الواحد الأحد" من قبل. من هنا ترى "المثقف الإيزيدي"، يدخل في دينٍ، أو ثقافةٍ دينيةٍ، قد تكون، غالباً، خارجة على ثقافة دينه الأصل، وثقافة إلهه الأصل. وظاهرة "التشدد الديني"، التي تطفو على سطح "الخطاب الإيزيدي"(بعامه وخاصّه) في أوروبا، التي هي قلب الخطاب المفتوح، والله المفتوح، بثقافته المفتوحة، على كل الدين وكل الدنيا، هو خير دليل، على "ثقافة" المثقف الإيزيدي الخطأ، في المكان الخطأ، والزمان الخطأ، التي ستؤدي في المنتهى، برأيي، مسقبلاً، بالضرورة، إلى "الله الخطأ"، و"الإنسان الخطأ"، وما بينهما من "سلوكٍ خطأ"، و"عاداتٍ خطأ".
4. هو، مثقفٌ "خارج المكان" وخارج الزمان، بمعنى أنه يعيش في المكان والزمان الماضي، الذي انوجد فيه(كجماعة)، أكثر من عيشه في زمانه ومكانه الراهنين، الذي ينوجد فيه. فهو، إذ ينتقل في مابين زمكانٍ وآخر، إنما ينتقل كخارج عن كل زمانٍ أو كل مكانٍ قادم، وكباقٍ داخلٍ، في الزمكان العتيق الأصل.
5. هو، مثقفٌ داخلٌ في الكلام الطلق، والشفوية الطلقة: إله شفوي، تاريخ شفوي، مكان شفوي، عبادات شفوية، اجتماع شفوي، سياسة شفوية، اتفاق أو لااتفاق شفوي، ولاء شفوي، ومعارضة شفوية...إلخ. هو، إذن، "مثقف شفوي"، خارج على التدوين، كما هو حال كله أو مجموعه، الغارق في شفويته، إيزيدياً.
6. المثقف الإيزيدي، يعيش في ذاتٍ هلامية، قلقة، غير مستقرة، سواء عبر الخروج عليها، والدخول في الآخر وتبعيته، والتماهي معه، إلى حد المسخ أحياناً، أو عبر "الدخول الإرتدادي" إلى الذات، والإنزواء والإنغلاق فيها، إلى حد القطيعة مع الآخر الخارج.
7. هو، مصاب بعقدتين مزمنتين: عقدة "المظلومية"، والعقدة "الدونية". فهو، إذ يتحدث عن ذاته للآخر، ويبحث عن مكانٍ مفترضٍ له، معه، تحت الشمس المفترضة، فإنما يتحدث عنها، بإعتبارها "ذاتاً مظلومةً"، و"ذاتاً ضحيةً"(كبش الفداء)، و"ذاتاً تاريخاً". فهو، إذ يسعى إلى تحقيق ذاته، وتحقيق "ما لها وما عليها"، فإنه "يستجدي" الآخر، بدلاً من أن يطالبه بها ندّاً لنّد، ويهرب إلى "تاريخه المظلوم"، بدلاً من دخوله في الحاضر والآتي.
8. هو، بحكم "تبعية" ذاته للآخر، مثقف مفعولٌ به، أكثر من أن يكون مثقفاً فاعلاً. فهو ينفعل ولا يفعّل، يُصنع ولا يصنع، يُقاد ولا يقود، يؤمَر ويؤتمَر ولا يأمر.
9. هو، مثقف مزدوج الذات: ذاتٌ لا متفقة له، وذاتٌ مطواعة خدومة للآخر.
10. هو، مثقف ثابت، بدلاً من أن يكون مثقفاً متغيراً متحولاً.
11. هو، مثقف بلا ذاكرة، أو مثقوب الذاكرة، غير تراكمي، لا يبدأ من حيث انتهى الآخرون، بل يبدأ من حيث هو.
12. هو، مثقف غير مبادر، يقف على أبواب التاريخ، منتظراً "شرفدينه"، أو أيّ "شرفَدينٍ" آخر، ليدخله إلى حلباته، بدلاً من أن يسعى هو بنفسه، إلى "الدخول الواثق" في التاريخ الواثق وإلى صناعته، واثقاً موثوقاً.
13. هو، مثقفٌ "يَركَب" الثقافة ويرتكبها، بدلاً من أن يُركّبها.
14. هو، مثقفٌ يجري وراء الثقافة، بدلاً من أن يجاريها.
15. هو، مثقفٌ كسول، داخلٌ سائرٌ في "الثقافة القاعدة"، ومتخلفٌ عن "الثقافة الإستثناء"، وخارجٌ عليها.
16. هو، مثقفٌ عشائري، يساهم في ترسيخ "ثقافة العشيرة"، أو هو مثقف "حزبي"(في أحسن الأحوال)، "ساذج"(على قاعدة هات إيدك والحقني).
17. هو، مثقفٌ يشطح ويخرج على الثقافة وأخواتها كثيراً، ويدخل في "ضراتها"، ونقيضاتها الماضويات، العشائريات، القطيعيات كثيراً.
18. هو، مثقفٌ يقول كثيرأً ويفعل قليلاً، عليه فهو ينفعل ليقول ويقّول، ولا ينفعل ليفعل ويتفاعل.
19. هو، مثقفٌ خلافي"، يختلف لأجل الإختلاف، ويتفق للخروج على كلّ الإتفاق.
20. هو، مثقفٌ يرضى ب"التحت" اليسير الذي هو فيه ومنه وإليه، لكأنه "خلق ليزحف"، دون أن يحاول الطيران ولو مرةً واحدة، وإن على سبيل الإستثناء، وذلك كسراً للقاعدة الأبدية: "السقوط أبداً في الزحف الأبدي".

الإشارات السابقة، هي، في مظنتي، مفاتيح أولية لأول الدخول إلى "صومعة" المثقف الإيزيدي، كحالة عامة، سائدة على طول "الثقافة الإيزيدية" ومثقفيها، داخلاً وخارجاً.
أما الأخطر، راهناً، والذي يحول دون بروز "خطاب إيزيدي" فعّال، هو غلبة "الحزبي/ السياسي" على "الثقافي"، و"المثقف المنفعل" على"المثقف الفاعل"، و"المثقف الوظيفة"، والمثقف المعتاش" على "المثقف الرسالة" و"المثقف الموقف".

في تعريفها لثيمة "المثقف والثقافة" ترى المحامية والكاتبة عالية بايزيد "إن ميادين الثقافة لا تقف عند حدود الشعر والفن والبحث فحسب ولا تعني الأدب والفن فقط ، إنما تشمل العلماء والأكاديميين وأساتذة الجامعات والمؤرخين أي الثقافة من أوسع أبوابها. هؤلاء هم الذين يشكلون شريحة المثقفين في المجتمع ، والمثقف هو ضمير مجسد لوجدان شعبه إن استطاع النهوض إلى هذا المستوى وإذا كان يملك الإمكانات الذاتية وتوفرت الإمكانيات الموضوعية . وللمثقف دور معروف في كل التغييرات والحركات السياسية والاجتماعية ، لكن ـ وباستثناء الأصوات التي نادت ودعت إلى الإصلاحات الاجتماعية والدينية ـ فان المثقفين وذوي العقول والكفاءة عندنا، مركونون على الرفوف ويستعاض بدلا عنهم في المناحي العامة ـ بالمحسوبية والواسطة ـ ممن هم قليلو الخبرة، السريعو الانقياد، المنفذون للأوامر، والمطيعون طاعة العبيد".

أنّ حال "المثقف الإيزيدي"، راهناً، الذي هو من حال "ثقافة" محيطه الكردي، هو حالٌ يرثى له، وينذر بأكثر من سقوطٍ قادمٍ، و"موتٍ ثقافيٍّ" قادم.
المشهد الثقافي العام، يقول أن هناك تراجع خطير ل"الثقافة" لحساب "السياسة" ومشتقاتها. وهو الأمر الذي ينذر ب"بؤس" ثقافي خطير، على أكثر من صعيد ومستوى.
وهذا "البؤس الثقافي"، هو بالطبع نتيجة طبيعية ل"بؤس" "الوضع العام" الذي "يعيش أزمة على جميع المستويات"، بحسب رأي الناشطة والكاتبة عالية بايزيد، وهذا الوضع/ البؤس العام، "ينسحب على الثقافة العامة التي هي في المرحلة الحالية في مرحلة تأسيس لعلاقة جديدة بين الدولة والمجتمع والسلطات ، لان هناك علاقة بين الديمقراطية وبين الثقافة ، فلأن كانت نواة الديمقراطية هي المواطن المستقل الشخصية الحر الإرادة ، فان نواة الثقافة تتمثل بالمثقف المنتج للأفكار والمحاور اليقظ ، إلا إن هذا لايلغي من أن يعاني مثقفينا اليوم إهمالا وتجاهلا والبعض الآخر يسميه تهميشاً ، فما أن يبدأ احدهم بلم جراحه وتجميع بعضه وهيكلة جهوده التي بناها بالتعب والجهد حتى يقابل بالنقد والتجريح ، والتهمة والإدانة ، أقلاما واصواتا ، كبارا وصغارا ، ليلا ونهارا ، ليزيدوه تغييباً وتهميشاً".

إزاء هذا "الفقر الثقافي"، أو الغياب، في "الخطاب الثقافي"، لحساب "الخطاب السياسوي الحزبي"، يقول القاضي الباحث زهير كاظم عبود: "من أخطر العلل التي انتشرت بين ابناء الأيزيدية (الأفتراق السياسي) ، حيث فهم العديد منهم أن الإخلاص للحزب الطريق الأمثل لخدمة الأيزيدياتي ، وتعمقت الشروخ لتباعد بين الأخوة وصارت تلك الشروخ جزء مهم في حياتهم ، وربما أثر الواقع السياسي نفسه على الأيزيدي فصاروا جزءا من ذلك الطحن السياسي ، وازاء الأنصهار في العمل السياسي وهو حق مشروع تناسى الأيزيدية العديد من مصالحهم وحقوقهم ومطالبهم الإنسانية ، التنافس السياسي بين الحزبين الرئيسيين انعكس سلبيا على الواقع الأيزيدي ، ولم تزل خطواتنا في تصحيح نظرة المثقف العراقي والعربي للأيزيدي متواضعة ولاتتناسب مع الزمن والواقع".
إذن، ظاهرة "الطحن الإيزيدي"، هي "الطحن النتيجة"، ل"الطحن السياسي" المتأتي من "التنافس السياسي، بين الحزبين الرئيسيين البارتي واليكيتي"، بإعتباره "طحناً سبباً" ل"تطاحن" الإيزيديين فيما بينهم، حتى بات "الطحن"، و"الإفتراق" و"الشرخ"، مفردات يومية يعيشها الإيزيديون(بخاصتهم وعامتهم)، "كجزءٍ من حياتهم"، على حد رأي الباحث زهير كاظم عبود.

وكنتيجةٍ لهذا "الطحن" اليومي، الشغال، بين أصحاب الشأن والقائمين على شئون "الخطاب الثقافي الإيزيدي"، على مدار الأفعال والأقوال، أصبح "المثقف المفترَض"، إيزيدياً، "مثقفاً خطراً" على الإيزيدياتي، أو "مثقفاً هدّاماً" لأسسهها، حسبما يذهب الوزير السابق د. ممو عثمان، إذ يقول: "أية أيزدياتي، هذه، التي تتشدقون بها، وترفعون أعلامها، خفاقةً عاليةً، على "أبراج" أسمائكم، العاجية، ياأخوتي؟ هنالك، للأسف، المئات ممَن أصبحوا خطراً على الأيزيدياتي أكثر من أي تطرف أسلامي. وهؤلاء، يعملون في الخفاء لتهديم اسس هذه الديانة".
الإيزيديون، إذن، على حد وصف الإعلامي دخيل شمو، "مشتتون حتى نهاية التأريخ، والأنكى، لا بل مصيبة المصائب هي، أن مثقفينا كانوا السباقين الأوائل لإنجاح مهمة التشتيت والتفتيت هذه، وهم لا يزالون على دروب التشتيت والتفتيت متواصلون".
فالسياسة، كما يقول أهلها الإيزيديون أنفسهم، ممن خبروا فوق الأحزاب(كردياً) وتحتها، "خرّبت"، على ما يبدو، "كوادرها الإيزيديين"، أكثر من أن تبنيهم، و"فرّقت" بينهم أكثر من أن تجمعهم، و"سجنتهم" في "أنا"(هم)، بدلاً من إشراكهم مع الآخر وانفتاحهم المفترض عليه.
ف"المتنفذون من الكوادر الايزدية"، كما يقول الوزير السابق السيد جميل خدر عبدال، "لم يتمكنوا لحد الآن، من توحيد آرائهم وكلمتهم، حول الكثير من قضايا الإيزيديين المثيرة، التي تخص خصوصيتهم ومطالبهم المشروعة، بعيداً عن روح التكتلية والتحزبية الضيقة. أما بالنسبة الى المؤسسات، فقلما نرى مؤسسة إيزيدية، سواء كانت ثقافية او اجتماعية، أو تحت اي اسم أو يافطة أخرى، خارج المؤسسة الحزبية. فكلها تابعة الى الاحزاب السياسية وخاصة (الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني)، واخص بالذكر مركز لالش وتوابعه".

فأحد أهم الأسباب الأساسية، التي حالت دون إحقاق الإيزيديين لحقوقهم، كما يرى اللواء حسين مرعان، مستشار مكتب الرئيس المام جلال طالباني للشئون الإيزيدية، سابقاً، هو "عدم وجود آلية موحدة بين الكوادر الإيزيدية المعنية بالشأن الإيزيدي، المتنفذة سياسياً، للمطالبة بحقوق أبناء جلدتهم. فالحقوق تؤخذ ولا تُعطى".
فالسبب الأساس، إذن، وراء الإهمال والتهميش الإيزيديين هو، نخبة "المسؤولين الايزيديين في الحكومة والحزبيين الكورديين والايزيدية انفسهم لعدم معرفتهم الدفاع ومطالبة حقوقهم بالشكل الذي يعتبر عامل ضغط"، حسبما يرى الصحفي خضر دوملي.

د. خليل جندي، أيضاً، حفر هو الآخر، في دور العامل الذاتي عميقاً وبعيداً، واصفاً "الحجج" التي تلقي باللوم أو إتهام التقصير بحقوق الإيزيديين على الأحزاب الكردية، ب"الحجج الواهية والغير مقنعة". فهو، يذهب إلى أن السبب الأساس(في بعضه الأكبر) وراء تردي "الوضع الإيزيدي المتكلّس"، وبالتالي خروج الإيزيديين من "التاريخ الوفاق"، ودخولهم في "التاريخ النفاق"، هو "نفاق" المثقفين الإيزيديين، أي خروجهم على "ثقافة الوفاق" ودخولهم في "ثقافة النفاق". فالمهمة الملقاة على عاتق المثقف الإيزيدي، "ليس تفقيس الذوات الإيزيدية المؤمنة، ولا جعل الدين قميصاً لعثمان تحت الطلب، أو عرضه في المزاد العلني، والتضحية به لأجل مصلحة وأهداف خاصة أو سياسية"(بين التاريخ... وبين النفاق يتخبط المثقفون الايزيديون!، 06.06.06).
ويتابع د. خليل تشريحه للمثقف الإيزيدي، في كونه "مثقفاً" قادماً من ثقافة "البداوة"، و"العشيرة" و"الدين"، وثقافة "المدح"، و"الغلو"، و"المبالغة"، الخارجة على "كل التاريخ" والداخلة في صلب " كل النفاق" وصميمه. ف"تطور الشريحة المثقفة الايزيدية(والكلام لجندي)، هو طفرة الى الوراء! لا يمكن الاعتماد عليها في قيادة وتغيير المجتمع، وعليه يجب البحث عن بديل/ أو بدائل أخرى. أما أسباب ذلك فيعزو الى بنية المجتمع الايزيدي وتطوره، وتفاعل قيم عديدة فيه، مثل القيم البطرياركية الأبوية، الدينية، العشائرية، آثار قيم الترحال (البداوة)، بحيث تبقي آثار جميع تلك القيم في العقل الباطن/ اللاوعي حتى بالنسبة للكثير من المثقفين والعلمانيين لا يستطيعون الفكاك منها، بحيث يبقى غالبيتهم غير واثقين من أنفسهم، متملقين، منافقين يحملون أكثر من وجه؛ بمعنى يؤمنون في داخلهم بشيء وفي الظاهر يقولون ويعملون شئ آخر!. وهنا من الصعب جداً أن نعيش بين الحضارة وقيم (البداوة) المتأصلة فينا(...) ، وننبسط لكلمات الفخر والحماس والتغني بالأمجاد والأصالة،...كل ذلك لا يحل المشكلة. مع الأسف الشديد الكثير من المثقفين الايزيديين يتخبطون بين التاريخ وبين النفاق، فيسيئون الى شرف الكلمة ويساهمون في نهاية المطاف في عرقلة تطور المجتمع". لذا يرى د. جندي ب"أن الايزيديين يحتاجون بين الحين والآخر الى هزّات، أو ما يشبه الرجّات الكهربائية لتحريك عقولهم!".
إذن ، "المثقف الإيزيدي"، بحسب د. خليل جندي، هو مثقف "متفرغ"(فضلاً عن فراغيته) بالدرجة الأولى والأساس، لشئون "النفاق"، وصناعته، في أسوأ صوره وحالاته، فضلاً عن أنه مثقف مقيم في "الشقاق"، وهو منه وإليه.

المثقف الإيزيدي، والحال، بحسب رئيس تحرير قنديل الكاتب حسين حسن نرمو، هو "مثقف لا ينقل الحقيقة"، وإنما "يفتل ويلف ويدور حولها. ف"المثقفون الأيزيديون الذين أنتموا إلى الأحزاب الكوردستانية بعد أنتفاضة آذار 1991 ، أصبحوا هؤلاء نفسهم حلقة الوصل بين الأيزيديين والقيادة الكوردستانية ، والتي أي القيادة تعاملت معهم على أساس نقل واقع الأيزيدية بغية تقديم الخدمات لهذه الأقلية المضطهدة العريقة الأصيلة ( أصل الأكراد ) ، وهؤلاء الوسطاء ( في حين ليس للأيزيدية وسيط بينها وبين الله ) لم ينقلوا من الحقيقة إلا بعضها ومن الواقع إلا بعضه لأسيادهم عن واقع الأيزيدية ، وحينما تكون هنالك استجابة من لدن القيادة بأعطاء الأوامر في مجال تقديم الخدمات ، لا يتابع هؤلاء إلا إذا كانت على شكل صرفيات مباشرة وربما بالأوراق الخضراء تذهب البعض من تلك الأوراق إلى جيوبهم ".

رئيس تحرير بحزاني الكاتب سفو قوال سليمان يذهب في توصيف المثقف الإيزيدي، وكشف جانبٍ أساسٍ من تكوينه، بإعتباراً مثقفاً وليداً من ثقافة القمع والإضطهاد( قمع واضطهاد الموضوع والماحول)، لذا فالمثقف الإيزيدي يدخل الثقافة مع "الهواء النقي وطلوع الشمس" ويخرج منها في "الليل، وساعة حلول الظلام الفكري، عائداً إلى جحره الثقافي"، فيقول: "المثقفون الايزيديون يتحركون فقط في الهواء النقي وعندما تشرق الشمس ، وعندما يتلوث الجو بالفكر الشمولي والهيمنة ويسود الظلام الفكري ، يتراجعون الى جحورهم . العامل الموضوعي عادة مايكون كبيرا ومؤثرا بقوة في حركة المثقف الايزيدي ويطغي على العامل الذاتي . فالفرد الايزيدي هو سجين الظروف المحيطة به وهي التي تحدد مساره وتقنن نشاطه ، والامر يتعلق بقضيه اهم واخطر ، وهي هل الفرد الايزيدي يعتبر مواطنا يتمكن من تحقيق ذاته ، ويحق له المشاركة وابداء الرأي؟"
ونظراً لحالة "الظلام والطغيان الثقافيين" السائدين، فضلاً عن "القمع الفكري" الذي "اصبح جزءً من حالة سائدة ومستديمة وكأنها واقع أزلي، نجد(والكلام لسفو) كماً كبيراً من المداحين يلتفون حول اطراف قوية لكي تحميهم مقابل الإنشاد والغناء والطرب والرقص لها وتبرير هفواتها".

لذا فالمثقف الإيزيدي بحسب الكاتب سفو، هو "مثقف غير منتج ثقافياً"، و"مغترب عن ذاته ومنطوٍ عليها"، و"يائس، وغير واثق من نفسه ومن المستقبل"، و"مصاب ب"نكسة كبيرة"، كالنكسات التي أصابت الجيران، فيقول: "فبعد انتظار طويل وسنين عجاف مليئة بالدماء والتضحيات والمقاومة في سبيل البقاء والتحرر يصطدم المثقف الايزيدي بزوبعة الطائفية والموت على الهوية و ليجد نفسه غي قادر على فهم التفاعلات الفكرية والسياسية ، وغير قادر على الانتاج الثقافي ، مما يزيد حالة الاغتراب التي يعاني منها والانطواء الى الذات ، اضافة الى حالة اليأس من التغيير وعدم الثقة في المستقبل ، مما يخلق عنده حالة نكسة فكرية وثقافية تشبه نكسة العرب سنة 1967 ونكسة الكرد بعد انهيار الثورة الكردية سنة 1975".

للسيد زيدو باعدري رؤية مختلفة في تناوله لموضوعة "المثقف الإيزيدي"، فهو يرى بأن "الجيل الناشئ في النكسة(نكسة 1975)، قد وقع في الخطيئة الكبرى"، فهو بدلاً من مساهمته في التأسيس ل"ثقافة الجريدة والكتاب"، أسس ل"ثقافة الكأس والأنخاب"، إذ يقول: "بدلاً من أن يتوجه هذا الجيل إلى حمل السلاح ويلتحق بالبيشمركة والثورة، توجه جلّ أبناء هذا الجيل(خلا قلة قليلة من الذين التحقوا بالجبل) إلى المدن العراقية(من زاخو إلى البصرة)، والتحقوا بالبارات ودور الإستراحة والفنادق والكازينوهات فكانت النتيجة ضياع الهوية الثقافية، ونشوء جيل خارج عن الثقافة، ما أدى إلى ظهور طبقة بين الإيزيديين، لا ترى العالم إلا من خلال البيك، أي رفع الأنخاب. في تلك الأثناء، وفي الوقت الذي كنت تجد رفوفاً مزينة بأشكالٍ وألوانٍ من الكحوليات، كان من الصعوبة بمكان أن تجد كتاباً واحداً أو مجلةً أو جريدة على تلك الرفوف".
لذا و"بحسب مفهوم محمد حسنين هيكل للمثقف وتعريفه له(والكلام لزيدو باعدري)، سوف يكون من النادر أن ترى ذاك المثقف بين الإيزيديين العراقيين".

أما الكاتب أديب جه لكي، فبحكم معاشرته اليومية لوسط المثقفين الإيزيديين، ومشاركته إياهم الكثير من حلو الحياة ومرّها، فيقول انطلاقاً من تجربته الشخصية معهم: "خلال معاشرتي لهم عن قرب، اکتشفت بان الانسان الایزدي حساس بشکل عام للغایة. یتألم بسرعة، یشعر بالضیم بسرعة، یقاطع صدیقه لاسباب بسیطة...الخ.
لکن الانکی من ذلك هو ان هذه الحساسیة المرهفة تتحول الی شکلها السلبي جدا لدی المثقف الایزدي. فالحساسیة تتحول الی مقاطعة صدیق الامس، ثم الی حیاکة المؤامرات ضده، وبالتالي الصاق تهم باطلة به، ماانزل الله بها من سلطان. (...)فعندما تجالسهم وتحاورهم فی مجالسهم، تجد الاکثریة المطلقة من المثقفین الایزدیین – باستثناء القلیل منهم – یتکلمون بسوء عن بعضهم البعض. ولایکتفون بذلك، بل یحیکون المؤامرات لبعضهم البعض بشتی الطرق".

من كلام الكاتب جه لكي، يُفهم بأن "الأكثرية المطلقة" من "النخبة الإيزيدية"، هي(باستثناء قلة قليلة)، نخبة "متآمرة" على بعضها البعض، و"ضد" بعضها البعض، ف"تخبئ" السوء لبعضها البعض، و"تتهم" بالباطل بعضها البعض، و"تحيك" المؤامرات لبعضها البعض،.

الكاتب بدل فقير حجي، يذهب هو الآخر، عميقاً في فضح سلوكيات "النخبة المنافقة"، و"أخلاقياتها المريضة"، ويضع كل "البيوض الفاسدة" في سلة "النخبة الفاسدة"، فيشرح "النخبة الإيزيدية المثقفة"(الرعيل الأول منها بخاصة)، على أنها "نخبة معقدة نفسياً"، واصفاً إياها(في بعضها الأكثر)، ب"الإنتهازية"، و"الإرتزاقية"، و"الوصولية"، و"المريضة نفسياً"، و"المصابة بعقدة الأنا"، و"الضعيفة النفس"، و"الدخيلة على السلوكيات الإيزيدية"، وسواها من "الصفات الرذيلات"، فيقول: "اما النخبة الايزيدية فأكثرية افرادها و خاصة الرعيل الاول منهم انتهازيين و ضعيفي النفوس و مصابين بامراض نفسية مختلفة و خاصة عقدة الانا ... فهم لايقدمون على عمل قبل ان يفكروا و يذكروا في قرارة نفسهم، اي مكسب و فائدة من الامر سيكون لنا ؟....و للمناصب يتبخترون و يتزاحمون و كل منهم يقول هل يصلح لذلك الموقع غيري انا؟...بطبيعة الحال تلك اخلاق و صفات رذيلة ... و دخيلة على طبيعة و سلوكية الايزيدين ... و مقارنة مع تضحيات اسلافنا يعتبر ذلك خيانة و حيلة ..."
الصحفي مجيد حسو يلقي هو الآخر، ب"المسؤولية الأساسية عن الإهمال الذي تعاني منه المناطق الايزدية" على عاتق "الکوادر الايزيدية لدی الحزبين الرئيسيين"، الذين وصفهم ب"المرتزقة علی حساب قضية ابناء جلدتهم".

واستكمالاً ل"رذائل النخبة"، لما تقوم به من "لفٍّ ودورانٍ" على "القيم والمبادئ"، التي لا تعرفها قواميس ركابها، يقول الكاتب حسو نرمو فيهم "ما لم يقله مالكٌ في الخمر"، واصفاً إياهم ب"ثوار من دون قضية": "ان القيادات الايزيدية(الدينية والدنيوية) أنانية، إنتهازية، إزدواجية، لا قضية ولا هدف لها، سوى المصالح والامتيازات، وبالتالي فليس للقيم والمبادئ مكان في أدبيات تلك القيادات وقواميسها، وهي تمارس سياسة الاقصاء بشكل فظيع وبكل الوسائل، والكل يعمل لاقصاء الكل. عليه، يظهر ذلك بجلاء للمتابع للشأن الايزيدي، فلا أحد يقبل بالآخر حتى لو كان هذا الآخر نبياً مرسلاً، والغريب أنّ أكثر المتباكين اليوم على "الحقوق الايزيدية"، هم الذين الذين لم يضحوّا في حياتهم بشيء لا من اجل الكوردايتي ولا من اجل الايزيدياتي، فقط يركبون الدين وخصوصيته، للوصول الى الدنيوي "الالقاب والامتيازات".
والحال فإنّ "مسؤولي الايزيدية(كما يقول الحقوقي سعيد صالح، عالياً)،، لدى الحزبين(ان صح التعبير مجازاً)/ هم الطامة الكبرى، كونهم لا يحركون ساكناً فيما يخص مناطق الايزيديين، وتحسين وضعهم المعاشي وتقديم المشاريع الخدمية لهم. واذا ما بادر احدهم الى سؤالهم عن ذلك، فإنهم يشرعون بسدّ بعض النصح، وتلقين الخطابات التي يخجل منها البعثيون ان سمعوا بها. وهؤلاء، يطلق عليهم في الآونة الاخيرة على مستوى الوسط الإيزيدي، ألقاب من قبيل اللوردات، والمافيات، نتيجة الثراء الفاحش والتبذير غير المشروع".

وبحسب الكاتب خيري بوزاني، فإنّ "الصراعات الشخصية الغير مجدية، بين المثقفين والسياسيين الإيزديين"، هي المشكل الأساس وراء "ما لحق بالإيزيدية من أضرار". و"عدم وجود خطاب موحد بين المثقفين الإيزيديين، كأفراد ، ومؤسسات"، هو السبب المؤدي "إلى ضعف موقف الإيزديين أمام القيادات الكوردستانية والآخرين".
وربما من هذا الباب أو شبيهه، يبرر الكاتب أديب جه لكي أسباب "لامبالاة" و"لاإهتمام" المثقف الآخر(المثقف الكردي المسلم)، وكذا "القيادات الكردستانية" ب"المثقفين الإيزيديين" ومعاركهم الدونكيشوتية، و"تهجماتهم اللامسؤولة"،حيث كلٌّ فيها يعادي الآخر، ويتهم الآخر، ويحفر للآخر أكثر من حفرةٍ، مثلما يبني لذات الآحر(آخره) أكثر من فخٍ، وأكثر من سقوط.ٍ، فيقول:
"ان المثقفین الکرد المسلمین وکذا المسئولین فی قیادات القوی الکردستانیة، قد تعودوا علی مثل هذه المواقف العدائیة، لذلك لایصغون الیهم ولایعیرون اهتماما بتلك التهجمات اللامسئولة".
فالقيادات الكردستانية، التي "تعودت" على ظاهرة "العداوات"(التي أسميها بظاهرة "الحجلية"/ من الحجل الذي لا يعادي سوى قومه) المتفشية بين المثقفين الإيزيديين، بحسب رأي الكاتب جه لكي السابق، هو السبب الأساس وراء "لاإهتمام" الفوق الكردي بهم، وتطنيشه لهم، وبالتالي سقوطهم ك"رقم ممكن" من معادلاته السياسية.
ف"السبب الرئيسي للإهمال، هو ان الأيزيديين غير منظّمين، ويحاربون بعضهم البعض عملاً ببوصلة مصالحهم الشخصية"، حسبما يقول د. ممو عثمان.

إضافةً إلى ظاهرة "التشرذم والإنقسام على الذات"، التي يعيشها المثقفون الإيزيديون، فإنّ الظاهرة الأخطر التي تجعلهم مجرد "موظفين" خارجين على الثقافة وأخواتها، أو راكبين عليها، هي انحيازهم إلى "ثقافة التحزب"، والإنحلال فيها، جراء السقوط في امتيازاتها وإغراءاتها، على حد رأي الكاتب صبحي خدر حجو.
أما الكاتب أديب جه لكي، فيركن في قراءته لأسباب بروز ما سماها بظاهرة "الإخوة الأعداء" في الوسط الثقافي الإيزيدي، على العوامل "التاريخية والنفسية"، التي خلقت "إنساناً إيزيدياً ضعيفاً"، يعيش في "خوفٍ دائم"، و"لاثقة دائمة بنفسه"، و"لجوء دائم إلى الوسائل الخطأ، للإنتقام الخطأ، بهدف إظهار الذات الخطأ". فيقول: "الظلم التاریخي المسلّط علی رقاب الایزدیین، ومامرّوا بها من ویلات وکوارث"، هي التي فعلت فعلها الأساس(بحسب الكاتب جه لكي)، في صناعة "انسان إيزيدي رقیق الاحساس"، "یتألم بسرعة"، و"يطارده الخوف الدائم"، نتيجة " الخوف التاریخي الکامن فی لاوعیه بسبب انتمائه الدیني، حتی اصبح لایثق بنفسه ثقة تامة. لذلك یلجا الی وسائل اخری، لاظهار نفسه واثبات قدراته لدی الاخرین".

البرلمانية مريم بابا شيخ، تعاتب أيضاً من موقعها كعضو في البرلمان الكردستاني، زملاءها الإيزيديين الشاغلين ل"الفوق الكردي المسؤول في بعضه نسبياً"، معتقدةً ب"أن العلة الأساس، تكمن في غياب التعاون والتنسيق بين الكوادر الإيزيدية المتنفذة، والمقرّبة من مراكز القرار الكردي. فالواقع، للأسف، يقول بوجود منافسة غير شريفة، وغياب الثقة بين الكوادر الإيزيدية، التي وصلت إلى الكرسي المبتغى، لدرجة بات كلٌ يغني على ليلاه، وما على فئات الشعب المحرومة إلاّ السلام".

"في العموم(بحسب الكاتب صبحي خدر حجو) يسود شعورٌ بالمرارة والاسى من الوضع الداخلي الايزيدي، بسبب غياب القيادة الكفوءة على كل المستويات(الدينية والاجتماعية والسياسية)، ووجود الانقسامات والتشرذمات بين شرائح المجتمع الايزيدي، مما يضعفه امام التحديات والمشاكل التي يواجهها، وتؤدي تالياً، إلى وقوف القيادة الإيزيدية عاجزةً، امام هذه التحديات، أو أنها لا تبذل الجهود المطلوبة لتنظيم المجتمع والاستفادة من الطاقات الكبيرة والهائلة التي يمتلكها، خاصةً شريحة المتعلمين والمثقفين. للآن، هذه القيادة عاجزة كليا عن الاستجابة لمتطلبات الاصلاحات الداخلية الضرورية ، حتى البسيطة منها التي يحتاجها الايزيديون".
والحال فإن "القيادات الإيزيدية، التي هي الكلّ، ولا كلّ يعلو "كلّ"ها، هي تعطّل نفسها بنفسها، فضلاً عن أنها فاشلة أيضاً وإتفقت على أن لا تتفق"، على حد قول الكاتب حسو نرمو.

لهذا يرى كثيرون كالكاتب وسام جوهر مثلاً، أن "الشريحة المثقفة لحد الان اخفقت اكثر مما افلحت و ذلك لاسباب عديدة". وأوّل "النجاح" لخطاب ثقافي الإيزيدي(بحسب جوهر) يكون ب"بلورة تيار ايزيدي ليبرالي حر، كي يكون صوتا حراً الى جانب التيارات و الكيانات السياسية الاخرى.(...) إلى درجة يستطيع فيه ايصال الراي الاخر الى الجهات المعنية".

للكاتب مراد مادو رأي آخر، امتد في تحليله، وتفسيره لثيمة "المثقف الإيزيدي" كمثقف واقع. فهو يوزع المثقفين الإيزيديين، إلى "مثقفَين مختلفَين"، بين "مؤيدٍ" و"معارض"، وذلك تبعاً ل"اختلاف الخطاب الإيزيدي". من هنا، هو يرى "المثقف الإيزيدي" موزعاً بين صورتين متناقضتين، متنافرتين: "مثقف واقعي"، يمشي على الأرض، وآخر "حالم" يعيش في عالم الخيال، وبين مثقفٍ "خارج" وآخر "داخل"، ومثقفٍ "محافظ" وآخر "متجدد"، ومثقفٍ "يحاول أن يمثل دور البطل إلكترونياً"، وآخر "خلق" لنفسه "عوالم خاصة، وقوم جديد خاص، وسلوك مغاير خاص"، فيقول:
"كجزء من كل وانعكاسا لواقع معاش اختلف الخطاب الايزيدي وتنوع تبعا لحالة الانتماء مابين موْيد ومعارض ، مثقفين واقعيين واخرين حالمين يحاولون استباق الزمن في عالم متخيل اكثر مما هو موضوعي ، اصبح هناك خارج وداخل ، المحافظة على القديم والبحث عن التجديد ، البعض يحاول ان يمثل دور البطولة على صفحات المواقع الالكترونية واخرين خلقوا لانفسهم عوالم خاصة وضعوا فيها حدودا وخلقوا قوما جديدا وسلوكا مغايرا ... ومجلس روحاني يدور في حلقة لايجد لنفسه مخرجا منها، يترقب الوضع بقلق وخوف دون امكانية الولوج الى اتخاذ القرارات ، لاهو قادر على التعامل مع القديم تجنبا للإحتكاك مع الجديد ولا هو قادر من التعامل مع الجديد خوفاً من القديم، مما ترك اللجنة الاشتشارية ( وهي نخبة من الكوادر المثقفين ) في محك ، تتخبط هي الاخرى دون ان تستطيع الحراك".

المثقف الإيزيدي، على العموم، بحسب رؤية المحامية الكاتبة عالية بايزيد، هو "مثقف هامشي"، أو مثقف يرضى بالجلوس في الهامش، ودليلها على هذه "المثقفية الهامشية"، هو نوسان المثقف الإيزيدي بين "تهميشين": تهميشه لذاته، أو تهميشه نفسه بنفسه، وتهميش الآخر لذاته. فالمثقف الإيزيدي، على ضوء تعريف المحامية عالية بايزيد، هو "مثقف هامشي" بإمتياز، لأكثر من سبب، لأنه ضحية لأكثر من تهميش، فهو مثقف "واعظ للسلطان"، و"متورط"، "يرتكب الثقافة"، و"يدّعيها"، لأنه "لا يعيش قناعاته"، بقدر ما يعيش "جيبه"؛ ولا يعيش "قلمه سيداً"، بقدر ما يعيش سيده؛ ولا يعيش انفتاحه، بقدر ما يعيش "عقده"، لذا فهو، ليس له ل"إعلاء شأنه"، سوى "إعلاء الصوت، والتطبيل، والتزلف، والنفاق"، فضلاً عن أنه "يدور في فلك أهداف سياسية مرسومة سلفاً"، و"أخلاقيات لا مسؤولة معروفة سلفاً". فتقول: "أما أسباب التهميش للمثقف اليزيدي فيتحمله المثقف نفسه بقدر ما لان هناك مثقفون ممن تورطوا في مواقف لاتنسجم وقناعاتهم ، كما إن هناك أقلاما غايتها المصالح الذاتية وملء الجيوب وإبراز العقد التي تكونت في دواخلهم المريضة ـ وفي الجهل قبل الموت موت لأهله ـ دون أن يدركوا أن الثقافة هي مسؤولية أخلاقية أولا وأخيرا وليست مجرد تسفيط كلام ، أو أن يختلقوا مواضيع لااساس لها من الصحة متناسين أن هكذا نتاجات لا تمر على جمهرة الواعين والمدركين ، ولا نريد الخوض في أطروحة الشي ونقيضه ، ولا نرغب في فلسفة التمايز بالأضداد ، كما لا نحاول تبرير عثرة هنا وتلكؤ هناك ، لكن نعلم أن الذين يعملون هم المعرضين للخطأ ، لذلك على المثقفين أن يدركوا إن أهمية تبني أخلاقيات الحوار وقبول الآخر بعيدا عن لغة التشهير والسباب وتسقط الآخرين كي لا يقعوا في دائرة وعاظ السلاطين ، وإعلاء أصوات التطبيل والتزلف والنفاق".
المحامية عالية لا تستثني السلطان وسلطته وسياساته وأحزابه من "الدور التخريبي" المعمول به، لإغتصاب حق المثقفين والثقافة، وهو الأمر الذي يجعل المثقف أمام خيارين، لا ثالث لهما، إما "التغريد مع السرب للسلطان وقدسه"، أو "التغريد لداخله بعيداً عن كل السرب"، وبالتالي السقوط في "الجناح أو النجاح"، فتقول:
"أما القدر الآخر من التهميش فيتحمله أطراف أخرى سواء أكانت السلطة أم أحزاب سياسية أم جهات ومراكز ثقافية أخرى التي أملت على المثقفين أن يدوروا في أفلاكها المرسومة الأهداف من سياسة تاليه وتقديس الأشخاص وتعظيمهم ، وإلا أصبحوا خارج السرب مهما امتلكوا من طاقات خلاقة ومبدعة، أو أن يعيشوا الازدواجية وليس أمامهم حينها إلا أن ينجحوا أو يجنحوا".

ول"تفعيل" الثقافة ودور أهلها يرى الناشط السياسي ناظم ختاري، ضرورة عدم "إقحام" الدين والسياسة في الثقافة، أو عدم "تسييس"ها أو اختزالها في "الثقافة السياسية والدينية" فحسب، لذا فهو يرى خلاص الثقافة بمعناها الفاعل والعام في "لاتدينها"، و"لاتسييسها".
ربما من هذا المنطلق( أي ركوب الثقافة، بدلاً من ممارستها) يصف الكاتب صباح كنجي البعض من أهل "الركوب الغير مناسب على الثقافة الغير مناسبة" أو "الركوب الخطأ على الثقافة الخطأ" ب"شرطة الثقافة"، "ممن لا يجيدون فك الحرف"، حسب توصيف الكاتب كنجي. ولتصحيح مسار الثقافة، المنحازة إلى السياسة، أو الواقعة في شباك هواها، وبالتالي لإخراجها من سلطة "الله والدين والحزب والحكومة والقومية، وغيرها من التسميات"، يرى الكاتب كنجي ضرورة "الفصل بين العمل السياسي والثقافي وبقية النشاطات الإجتماعية ، ومنع التداخل وخلط الأوراق التي تسعى للضغط على الناس ، وتسخيرها لخدمة حزب أو طرف سياسي ، والكف عن الأساليب التي تجعل الناس خدما ً للحزب أوالقائد و المسؤول ، ونشر المفاهيم التي تتفق ُ وتنسجم ُ ، مع قيم الديمقراطية وحقوق الإنسان، التي تجعل الله والدين والحزب و الحكومة والقومية وغيرها من التسميات، في خدمة البشر وليس العكس .."

رئيسة تحرير موقع "أنا حرّة" الكاتبة عروبة بايزيد، رغم أنها ترى "الكلمة كالرصاص إما تقتل أو تُقتل بها"، ورغم قناعتها ب"قدرة النخبة المثقفة على التأثير ...ودورها في بناء المجتمع"، إلا أنها ترى بأنّ "توزع" المثقف الإيزيدي على "سياسات منقسمة على نفسها، ومزدحمة بالتناقضات" "تحول دون" حصول المثقف الإيزيدي على بعضٍ من الحرية والديمقراطية، سواء في الداخل أو الخارج الذي هو "منقادٌ" أصلاً لداخله، إذ تقول: "للكلمة المقروءة و المسموعة معنى كبير وأثر ويأتي دور المثقف واهميته من خلال قدرته في التاثير المباشر على النخب المثقفة الاخرى واقناعهم بصحة معلومته وكلمته فيظهر جليا دور المثقف في بناء المجتمع ... لكن مايؤسف عليه ان المثقف الايزيدي يواجه واقعاً مؤلماً، تحيط به التناقضات وتتضارب فيه الاراء ليس فقط من جانب ( تاريخ نشأة وظهور ديانتنا اليزيدية ) فحسب بل على الصعيد السياسي الذي تسوده الانقسامات وتزدحم فيه التناقضات فاصبح المثقف الايزيدي ( باحثاً كان او اعلامياً او كاتباً او فناناً او او او ..... ) يحلم بالديمقراطية وحرية التعبير ولكنه مقيد مكبل الارادة لايستطيع ان يكتب او ينتقد بحرية سواء كان داخل الوطن او خارجه فالويل يلاحقه اينما كان، فان لم يكن السوء يمسه مباشرة لانه في المهجر فقد يتعرض افراد عائلته للتهديد المباشر والتنبيه".

أما الكاتب شفان شيخ علو فيرى أنّ هناك "بنية ثقافية إيزيدية متطورة ولكن من دون إعلام يُذكر"، فضلاً عن أن هناك "مدارس برزت" و"ثقافات ولاء ظهرت"، و"دعاة صراع داخلي، وانسلاخ قومي" طفروا هنا وهناك، إذ يقول: "البنية الثقافية في المجتمع الايزيدي تطورت بسرعة في العقود الاخيرة، لكنها لم تنتج أعلاماً، او ربما لم نشعر بوجودهم بعد، بل انتجت اعداداً من المتعلمين. البعض منهم برزوا في مدارس، ثبت فشلها، كالمدرسة البعثية على سبيل المثال. وتلاميذ هذه المدرسة، هم اصحاب ثقافات الولاء، ودعاة الصراع الداخلي، والصراع مع القوى الكوردستانية، وهم فوق هذا وذاك، دعاة الانسلاخ القومي، ونبذ كل ما هو جديد، وليس لديهم اي مخطط للبناء، وبالتالي يبحثون في المدارس القائمة، عن موقع تحت الشمس".

الكاتب صبحي خدر حجو ينظر هو الآخر، إلى راهن "المثقف الإيزيدي"، من وجهة نظر أخرى، نظرة فيها الكثير من السوداوية، إذ يصفه ب"المثقف المتشرذم والمتشتت"، و"المثقف اللامبادر"، و"المثقف المنقاد حزبياً"، و"المثقف المرتشي"، و"المثقف اللامبالي"، فيقول:
"تشرذم وتشتت شريحة المثقفين وضعف الامل بتوحيدها في الوقت الراهن والمستقبل المنظور ايضا على الاقل ، وعدم قيامهم بما هو متوقع و مطلوب منهم ، ووقوع الكثير منهم تحت تأثير الاحزاب واغراءاتها ، او اتخاذ موقف اللامبالاة من الاحداث".

وفي الوقت الذي ركزّ الكثيرون من المستطلعة آراءهم، على "المثقف الإيزيدي الموجود"، فإنّ الكاتبة سندس النجار ذهبت إلى تعريف "المثقف الإيزيدي الممكن"، أو الدور الذي يجب أن يكونه، فتقول: "ان دور المثقف الايزيدي الصادق، هو ان لا يقف مكتوف الايدي او مذهول او صامت او مطنش كما يقول المثل، وهو يرى اوضاع الحكام والمسؤولين وما يمارسونه من فساد او استبداد او تهميش او تضليل لشعبه وما الى ذلك من الأساليب الديكتاتورية، تحت مظلة الديمقراطية، التي تمارسها السلطة في كوردستان ، ولا يسعه الا ان يرى ويذكر الحقيقة الموضوعية كما هي ، ويعترف ويفضح حقيقتها مادام انه يرى امته عاجزة ومشلولة بايدي انظمة وحكام ليس بامكانهم الاستمرار والبقاء في السلطة الا بخيانتها".
فالمثقف، عليه، كما تعرّفه الكاتبة سندس النجار، هو من يقوم ب"تغييرين" وعلى مستويين منفصلين، ومتداخلين في آنٍ واحد: "تغيير الذات"، و"تغيير الماحول أو الموضوع". فأي تغيير للآخير لا بد وأن يمر عبر تغيير الأول.

في مقال له نُشر في عددٍ من المواقع الإلكترونية، تحت عنوان "ظاهرة الكوجه ك دخيل"(27تشرين الثاني 2007) يعطي الكاتب بدل فقير حجي ل"ظاهرة النخبوبة الإيزيدية" وصفاً دقيقاً ومعبراً، إذ يصف ظاهرة من يُسمون أنفسهم ب"النخبة الثقافية"، أو "النخبة الشرفدينية(المهدية) المخلصة" ب"ظاهرة الكوجه ك دخيل"، إذ يقول:
"الايزيديون و كجزء من ميثولوجيتهم و لاهوتهم يعتقدون بمجيء أيزيد ( شرفدين ) من اجل خلاصهم و انقاذهم من محنتهم و حالتهم الماساوية و الناتجة من تعرضهم للعشرات من حملات الابادة و الفرمانات الظالمة ، لذلك ما ان يظهر بينهم بين فينة و اخرى من يدعي بانه ( كوجه ك ) اي المتنبأ او المستبصر. (...) ففي الخمسينيات من القرن المنصرم ظهر بين الايزيدية ( كوجه ك) اسمه دخيل و حسب بعض من المعمرين و رجال الدين، الذين تعرفوا اليه عن قرب، كانت سلوكياته و تصرفاته مع و بين الايزيديين خارجة عن نطاق العلاقات الدينية الطبيعية، و السلوكيات المألوفة للكوجه ك الاعتيادي ، حتى وصل به الحد الى تجاوز بعض الخطوط الحمراء في اركان و اسس الديانة الايزيدية ، فالصلاحيات و الامتيازات التي منحها لنفسه كانت اعلى وأكبر بكثير مما يمكن أن يتميز به الكوجه ك الاعتيادي(...) إلى أن رحل من بين الايزيديين و خرج عن ديانتهم و الى الابد و شوهد بعد ذلك من قبل الكثيرين و هو يعمل في احدى المطاعم في مدينة زاخو".
الكاتب بدل فقير حجي يتأسف من تكرار "ظاهرة الكوجه ك دخيل" بعد نصف قرنٍ من الزمان، بين الإيزيديين، ولكن بطرق ووسائل أخرى، وذلك عبر "الكوجكيين الجدد"، الذي يسميهم الكاتب ب "الإنتهازيين الجدد"، ويقول:
"المصيبة و الكارثة ان الذين يقومون بأداء دور الكوجه ك دخيل في هذه الايام يصرون على مواصلة برامجهم و نهجهم كونهم مجردين من كل القيم و المبادىء و بسببهم خسر الايزيديون الكثير و المزيد من حقوقهم و امتيازاتهم". فيخاطبهم الكاتب بدل فقير حجي، قائلاً: "أرحلوا عنا كما رحل الكوجه ك دخيل ، فلقد كشفت وجوهكم الحقيقية للناس و لم يعد يفيدكم ارتداء الاقنعة و لا الخطابات و التصريحات الديماغوجية الرخيصة ، فالايزيديون باتوا يملكون الاساليب و الادوات و الامكانيات و المستلزمات التي يمكن بواسطتها ازاحتكم و كذلك مواجهة تحديات و احداث و ظواهر اكبر منكم بكثير".

في هذا المعمعان و"الضياع" الثقافيين الكبيرين، إيزيدياً، هناك ألف سؤال وسؤال يطرح نفسه بقوة، ويقذف بنفسه في وجه سائله قبل مجيبه بقوة، ويلطم على وجهه قبل وجه سائله ومجيبه، كذا بقوة.
أعيد الكرة(كرة السؤال) إلى أول الملعب، وأول اللعب، وأول اللاعبين على الأول من السؤال والأول من جوابه:
هل الإيزيدية كدين ودنيا، تعيش فعلاً خارجةً على الثقافة، أم أن القائمين أو الراكبين عليها، اخرجوها عن كل الثقافة وأخواتها، حتى تحولَ الواقفون تحتها، إلى ما يمكن وصفهم ب"كائنات خارج/ أو غير ثقافية"؟؟؟
أترك الجواب على "الثقافة وكائناتها" إيزيدياً، وعلى "مثقفها الإيزيدي" وأحواله وأطواره، وتحولاته وتبدلاته، ونقلاته وشطحاته، وصولاته وجولاته، مفتوحاً، على مصراعيه، لكل ذي شأنٍ، كي يدلي بدلوه، في هذا البعض من الثقافة وشئون ركابها "المدللين"، "الغائبين"، "المغيّبين"، "المتغيّبين"، أنى وكيف ومتى يشاء.
...للمكتوب صلة

إشارة: عذراً للقارئ الكريم، على الإدامة والإستغراق في هذه القراءة، ولكن لضرورة الحرف والمكتوب، أحكامها أحياناً.



#هوشنك_بروكا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البعث يقتل قامشلو مرةً أخرى
- كردستان الحاضرة الغائبة، إيزيدياً(5)
- في مطبخ القادم من الكابينة الكردية
- كردستان الحاضرة الغائبة، إيزيدياً(4)
- كردستان الحاضرة الغائبة إيزيدياً(3)
- الحرب بين -شمسَين-: مَن يطفئ مَن؟(2/2)
- الحرب بين شمسَين: مَن يطفئ مَن؟ (1)
- كردستان الحاضرة الغائبة، إيزيدياً (2)
- كردستان الحاضرة العائبة إيزيدياً 1
- جمهورية سعدالله خليل
- كردستان في مهّب الفساد
- شعب الله الشفوي
- القذافي ديكتاتوراً -نبيلاً-
- شنكَال، ظلاً للسيدة الأولى كركوك
- هل الإيزيدية دينٌ اسمه رجل ؟!
- مانديلا(نا) ومانديلا(هم)
- كردستان تأكل نساءها
- وطار الرئيس...
- المام جلال ومحامي الشيطان
- د. سعدالدين إبراهيم: لا فرق بين الزرقاوي وهوشي مينه إلا بالت ...


المزيد.....




- الجزائر تتعهد بإعادة طرح قضية العضوية الفلسطينية بالأمم المت ...
- إسرائيل تشكر الولايات المتحدة لاستخدامها -الفيتو- ضد عضوية ف ...
- بيان رسمي مصري عن توقيت حرج بعد الفيتو الأمريكي ضد عضوية فلس ...
- مندوب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة: عدم تبني قرار عضوية ف ...
- الأردن يعرب عن أسفه الشديد لفشل مجلس الأمن في تبني قرار قبول ...
- انتقاد فلسطيني لفيتو واشنطن ضد عضوية فلسطين بالأمم المتحدة
- أبو الغيط يأسف لاستخدام ‎الفيتو ضد العضوية الكاملة لفلسطين ب ...
- إسرائيل تشكر الولايات المتحدة لاستخدامها -الفيتو- ضد عضوية ف ...
- -الرئاسة الفلسطينية- تدين استخدام واشنطن -الفيتو- ضد عضوية ف ...
- فيتو أمريكي بمجلس الأمن ضد العضوية الكاملة لفلسطين في الأمم ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - هوشنك بروكا - كردستان الحاضرة الغائبة، إيزيدياً(6)