أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - فلاح حسن عبود - الجندي الامريكي الجيد هو الجندي المقتول















المزيد.....

الجندي الامريكي الجيد هو الجندي المقتول


فلاح حسن عبود
(Falah Hassan Abood)


الحوار المتمدن-العدد: 2226 - 2008 / 3 / 20 - 11:56
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


ان الاحتياطي الهائل للنفط جعل من العراق هدفا للغزوالامريكي قبل خمس سنوات. لذا يجب الاصرار على اعتبار العراق بلدا محتلا من قبل امريكا وبريطانيا، لان الغزو تم وفق قرار فردي لقادة الدول الغازية ، حيث ضربت عرض الحائط كل قرارات مجلس الامن وتمت الاستهانة بالتظاهرات المليونية في كل من امريكا وبريطانيا وبلدان اخرى. فقد ادعوا ان العراق يمتلك برامج لاسلحة الدمار الشامل ومرتبط بمنظمة "القاعدة"،ولكن الوقائع اثبتت بطلان هذه الحجج الواهية. ويبقى قرار الحرب قرارا اجراميا في كل حال من الاحوال،وبالتالي هي حرب غير عادلة وهي حرب ابادة جماعية .

كان العراق بحاجة ماسة الى التغيير الديمقراطي ، واما الاحتلال فلم يات بشكل ديمقراطي لا من حيث الممارسة ولا المشروع، علما انه لا يوجد احتلال ديمقراطي على الاطلاق. كما يحاول المحتل افهامنا ان هذه هي الديموقراطية ، فهذا المستوى من الكذب والافتراء يدلل على الاستخفاف بالعقل العراقي . فاذا كانت اول كذبة تحسب على الكاذب فما يليها يحسب على من يصدق.

لا شك ان الاحتلال هو الشر الاكبر، وقد ادى الى دمار كامل للعراق ، بشكل مخالف للقاعدة الطبية ،التي تقول: اذا لم تستطع مساعدة المريض فلا تضره.هذا اذا افترضنا ان الاحتلال جاء ليقدم العون والمساعدة ، الا انه في الواقع جاء لقتل العراق المريض بالديكتاتورية ، واوصل بلدنا الحبيب الى النتائج الكارثية .

معروف ، ان الامريكان لم يأتوا لاسقاط النظام السابق وحسب ، بل جاؤا للسيطرة على العراق ونهب ثرواته، الا انه لم يكن لقمة سائغة كما توهموا. ونحن لسنا بصدد معاداة امريكا كبلد ، لكننا ضد الاحتلال الامريكي ومشاريعه الامبريالية، فالاحتلال يطبق القاعدة، التي تقول: ليس المهم ان تنتصر، بل المهم ان لا تمنح الفرصة لعدوك كي يستعيد انفاسه ويوجه لك الضربة المعاكسة. لذا نراهم يمارسون الاعمال الاجرامية الواحدة تلو الاخرى طبقا لمبدأ المافيا الذي ينص : لكي تخفي فضيحة اصنع فضيحة اكبر. فسراق المليارات من اموال الشعب العراقي هم من الذين اتوا مع المحتل وهم صنيعته بلا شك ويبقى المحتل يتحمل المسؤولية الكبرى عن كل ما جرى ويجري في العراق.

اما الحديث عن كون العراق اصبح محتلا بعد الغزو بقرار من مجلس الامن ، فهذا لا يلغي حق المطالبة بالتعويض وانما يؤكده. ويقينا بان من جاء مع المحتل و المتعاونين معه لن يجرؤا على المطالبة بالحقوق المشروعة لشعب العراق . اما الاكتفاء بالخروج من البند السابع مقابل توقيع اتفاقية" صداقة " مع المحتل فهذا يشكل قمة الانحطاط السياسي وهو دلالة على ان هذه الحكومة لا تستطيع تمثيل مصالح العراق ، وهوبلد مسلوب السيادة. الاجدر بحكومة المالكي ان تتوجه للشعب العراقي وتعلن كونها مكرهة على توقيع هذة الاتفاقية وتترك القرار للشعب العراقي.

واما عن فضائع المحتلين فحدث ولا حرج، فبعد حصار جائر لعدة سنوات ، قامت قوات المعتدين بغزو بلدنا وهي مدججة باكثر الاسلحة فتكا ودمارا، واستخدمت اليورانيوم المنضب، ودمرت المصانع والمعسكرات والمتاحف والمكتبات وكل مرافق الدولة ماعدا وزارة النفط في دلالة واضحة لطبيعة الغزو واهدافه. واستخدمت كل وسائل التعذيب الجسدي والنفسي في سجون الاحتلال ،وهذه جرائم تبقى وصمة عار توسم جبين امريكا ، على الرغم من بعض المحاكمات التي جرت في محاولة لذر الرماد في العيون. قد يبدو للوهلة الاولى ان الامريكان قد غرر بهم من قبل البعض.وواقع الحال ان المحتل يمد يده لكل من يقدم الخدمات. ولا توجد خدمات مجانية في عالم السياسة فكل شئ له ثمن ،لا سيما في الحب والحرب حيث كل شئ مباح. هناك من توهم بان امريكا جاءت لتحريرالعراق ، وستغادر بعد فترة، فيا لقصر النظر..
دفع شعبنا ووطننا ثمنا غاليا لا يقاس بمدى الوعود التي قطعتها قوات الاحتلال على نفسها. فهي لم تستنفذ كل الخيارات لحل المشكلة العراقية وفضلت الاعتماد على الحل العسكري بشكل كامل، مستبعدة الخيارات الاخرى. وهذا لا ينفي مسؤولية النظام السابق في عدم السعي لحل مشكلة الديموقراطية السياسية، وعدم تقديره للعدوان والتصدي له بالشكل المطلوب. فلو توفرت الممارسات الديموقراطية والوحدة الوطنية الحقيقية لما الت الامور الى هذا الدمار،ولهب شعب العراق لمقارعة الغزو والاحتلال .

لم يقدم العملاء والجواسيس خدمات للاجنبي كالتي قدمها البعض من ساسة العراق، وليس هناك اكثر سطوعا من ما يذكر عن العميل السوفييتي كيم فيلبي ،الذي قدم للاتحاد السوفييتي معلومات خطيرة عن بلدان عديدة ، لكنه ابى تقديم اية معلومات عن وطنه الام بريطانيا. اما سولجينتسن ، الذي كان باعتراف الكل معارضا ثابتا وعلى طول الخط للاتحاد السوفيتي ، وتبقى تصريحاته ذات شأن كبير حين قال : اخشى عندما نهدم النظام الشيوعي سنهدم البلد. هذه الكلمات تدلل مدى حرص الكاتب الكبير على مصلحة بلده. كم تمنيت ان يكون لدينا ساسة من هذا النمط ، الذي يضع مصلحة الوطن فوق كل اعتبار.
اذا كان هولاء الساسة قد علموا مسبقا بالمخططات الامريكية وشاركوا بها ، فهذا يعني انهم شركاء بالجريمة ، اما اذا كانوا يجهلون ما يضمره الامريكان ، "وهو امر مشكوك فيه"، فان عليهم تقديم الاستقالة والاعتذار للشعب العراقي بعد كل ما حصل ، ويصبح الحديث عن حسن نية الامريكان مجرد سذاجة سياسية ، لان سؤء الظن من حسن الفطن. فاين هي الوطنية يا ساسة العراق "الجديد "؟ .
السؤال المطروح هو : ما العمل بعد ان توصلنا الى قناعة ان الاحتلال جاء ليبقى؟ فهل نستسلم كما استسلم النظام السابق وترك الساحة ؟ . ام اننا سنقاوم؟ ، الاجابة بلا شك ان نقاوم ، فتاريخ الشعوب يحدثنا عن مقاومة المحتل ، وهوحق تكفله الشرائع السماوية و يقره القانون الدولي طبقا لمقررات الامم المتحدة. وعليه فان حرب المقاومة هي حرب عادلة بكل المقاييس.

السؤال الاخر هو : ما هي اساليب النضال لاخراج المحتل؟ ان كل الاساليب هي مشروعة وفي مقدمتها الكفاح المسلح اضافة الى الاشكال الاخرى السياسية والجماهيرية والبرلمانية والاعلامية والقضائية .
متى اصبحت امريكا صديقة للعراق ؟ وهل يعقل ان تكون ارواح الشهداء و دماء العراقيين لا تستحق الاعتبار؟، كي ندخل في اتفاقية مع دولة كانت وما تزال تدمر كل ما هو خير في بلدنا بشهادة الامريكيين انفسهم.

لا يوجد ادنى شك في ان الحكومة الحالية ستنفذ ما يفرضه الامريكان وخاصة معاهدة " الصداقة" المزمع عقدها وكذلك قانون النفط والغاز. ويبدو ان هذه الحكومة لم تتعلم من دروس ماضي الشعب العراقي وتضحياته ، حيث لم يتمكن احد من سلب شعبنا روح التطلع للحرية . فشعبنا لم يستكن ولن يرضخ لمعاهدات جائرة تكبله بقيود المحتلين.

ان عقد الاتفاقية مع المحتل سيجعل الوضع السياسي اكثرتصعيدا وسيوقد جذوة النضال التحرري لخلق الوضع الثوري الذي سيحول العراق الى مقبرة للغزاة ، وعندها سيكون الجندي الامريكي الجيد في العراق هو الجندي المقتول.

*
كتبت هذة المقالة بمناسبة الذكرى الخامسة للغزو الامريكي للعراق.



#فلاح_حسن_عبود (هاشتاغ)       Falah__Hassan_Abood#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -منظر- الماركسية ...افيون الشعوب والشرطي
- ستار غانم راضي.... جيفارا العراق
- نبراس التاريخ .....واليوم الاسود
- اشتراكية ديمقرطية ..... ام حزب شيوعي؟
- -الصيت للنورة ... والفعل للزرنيخ-
- يعرف الهر لحمة من اكل..
- سايكولوجيا القطيع.... والحبال
- كلب الملك- ملك الكلاب


المزيد.....




- عداء قتل أسدًا جبليًا حاول افتراسه أثناء ركضه وحيدًا.. شاهد ...
- بلينكن لـCNN: أمريكا لاحظت أدلة على محاولة الصين -التأثير وا ...
- مراسلنا: طائرة مسيرة إسرائيلية تستهدف سيارة في البقاع الغربي ...
- بدء الجولة الثانية من الانتخابات الهندية وتوقعات بفوز حزب به ...
- السفن التجارية تبدأ بالعبور عبر قناة مؤقتة بعد انهيار جسر با ...
- تركيا - السجن المؤبد لسيدة سورية أدينت بالضلوع في تفجير بإسط ...
- اشتباك بين قوات أميركية وزورق وطائرة مسيرة في منطقة يسيطر عل ...
- الرئيس الصيني يأمل في إزالة الخصومة مع الولايات المتحدة
- عاجل | هيئة البث الإسرائيلية: إصابة إسرائيلية في عملية طعن ب ...
- بوركينا فاسو: تعليق البث الإذاعي لبي.بي.سي بعد تناولها تقرير ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - فلاح حسن عبود - الجندي الامريكي الجيد هو الجندي المقتول