أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - فلاح حسن عبود - ستار غانم راضي.... جيفارا العراق















المزيد.....

ستار غانم راضي.... جيفارا العراق


فلاح حسن عبود
(Falah Hassan Abood)


الحوار المتمدن-العدد: 2201 - 2008 / 2 / 24 - 09:43
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    


في اواسط السبعينات من القرن الماضي، التقيت بستار غانم، وكان شابا يتسم بالنشاط المفرط، وقدوة في الضبط الحزبي، ومثال للتفاني والتضحية، وثقة عالية بالنصرلقضية العدالة الاجتماعية. على الرغم من نحالة جسده، فقد كان شعلة وقادة تلهب النضال منذ تلك الفترة، حيث كان التحالف يتعرض للتصدع، وكنا على ثقة مطلقة بان امثال ستارغانم سيواصلون المسيرة الى النهاية المظفرة، "فعلى كل جيل ان يصنع ثورته " على حد تعبير لينين ، ولكل ثورة رجالها.

في عام 78غادرت الوطن للدراسة في موسكو، وغابت عني اخباره لفترة طويلة من الزمن، لكن الاحساس الداخلي يراودني بالاستفسارعن هذا الرفيق وغيره، فكانت الاجابة مذهلة بانه متطرف وترك الحزب وشوهد في بغداد " فاتح بسطة"، وكانت الاشارة لا تخلو من التهكم.

قبل فترة قصيرة قرأت كتاب "سجين الشعبة الخامسة" لمحمد السعدي فوجدت اشارات مهمة عن ستارغانم ، الشي الذي دفعني للبحث عن اخباره اكثر، فاطلعت على كتابات رفيقه الوفي (امين) احمد الناصري. والشئ بالشئ يذكر،فان الرفيق ستار غانم تعرض للاعتقال في اقبية النظام السابق في عام 79، ولكنه صمد وألتحق في نهاية نفس العام بحركة الانصار التي بدأت تتشكل في جبال كردستان. انا لست بصدد المزاودة على الرفاق الذين تم اعتقالهم، من يدري كيف كان يمكن ان يكون تصرفي شخصيا في هذه الظروف القاسية التي تعرض لها الرفاق؟ .

لكن المؤلم، هو هذا الاستهزاء برفاق قدموا حياتهم من اجل قضية النضال المشترك، وان كانت لديهم اختلافات مع القيادة الحزبية. هنا يجب ذكر نقاش دار بيني وبين احد الرفاق حول جيفارا، حيث كان يخونه بانه كان الافضل به ان يلتزم بخط الحزب الشيوعي البوليفي. والان نسمع صراخا اجوفا من قبل البعض، بان زمن جيفارا قد انتهى. فاي يسار كهذا الذي لا يعرف حتى دمه، على حد تعبيرمظفر النواب، الشاعرالعملاق الذي كان وما زال.

في واقع الحال، فان الطينة التي جبل منها الرفيق ستار غانم ( المعروف في كردستان باسم سامي حركات)، حتمت عليه أن لا يسير ضمن التيار، فكان ضمن مجموعة من الرفاق الثوريين، الذين وقفوا ببطولة نادرة وناهضوا النظام الديكتاتوري، كما سعوا الى تصحيح المسيرة النضالية للحزب الذي انتموا اليه، وقدموا الغالي والنفيس من اجل خدمته. وقد تعرضوا للاعتقال والتعذيب واستشهد رفيقهم منتصر(مشتاق جابر عبد الله)، من قبل الجهاز الامني لحركة الانصار التابعة للحزب الشيوعي.

عندما تتلمذنا على الشيوعية كنا نفهم ان اكبر عقوبة توجه للرفيق هي عقوبة الطرد من الحزب والتي تتخذ بعد اجراءات عديدة يتوخاها التأني والتمحيص، اما اسلوب الاعتقال واتخاذ اساليب التعذيب التي تؤدي الى موت رفاق لا يملكون سوى قلب حار وعقل بارد ويد شريفة لخدمة القضية ، فهذا لا يقبله اي عرف حزبي ولا تبرره حتى ظروف العمل السري و الانصاري.


وما دوره الرائد بالرجوع الى عمق العراق للعمل على اعادة التنظيم، الا دلالة واضحة على العناد الثوري الذي تمييز به من جهة ،والالتصاق بشعب وتربة ارض السواد من الجهة الاخرى. وتشكل إنجازاته بإعادة التنظيمات في بغداد والفرات الأوسط، صفحات مضيئة من النضال الثوري للشعوب، فمدينة الثورة ،كما هي مدن العراق ، التي أنجبت ستار ورفاقه، لا زالت تنجب وستنجب من امثاله، مازال لدينا امهات تلد وترضع حليب طاهر، وتطعم اطفالنا " الشلة والدبس" واكلة "المثرودة المعروفة بمحروگ اصبعه" .
اين انت يا رفيق ستار، كي ترى الى اي مستوى من الانحطاط وصلت اليه الامور؟، لا نعرف اين انت الان ؟، لكن الذي لا يقبل الشك هو لوانك كنت معنا الان ، لوقفت في مقدمة المدافعين عن العراق وشعب العراق، ولصرت من اوائل المقاومين للاحتلال الامريكي لبلدنا، ولكنت في طليعة من يقف ضد الطائفية والفساد الاداري ، فالاخيرغزا العراق ووصل حتى الى الحزب الشيوعي (وما فضيحة تصليح المولدات في مقر الحزب ، بمشاركة قادة كبار، الا هي غيض من فيض) .

تدور في ذهني نقاشاتنا الحادة حول موضوع الشيوعية الاوربية ، لقد نسفت القيادة الحالية وبشكل كامل كل الاسس اللينينية لبناء الحياة الداخلية، فحل محلها كل ما هو منافي لمبادئ النضال الثوري. فهم يحاسبوننا على الاقوال ولا يحاسبون انفسهم على الافعال، على كل حال هذا هو الثمن الذي يجب ان ندفعه لتبني الموقف السليم.

يقال ان الحرب تعتبر منتهية، عندما تدفن آخر جثة. هنا ندعو كل من عرف ستار غانم، من الاصدقاء والرفاق والزملاء وحتى من الاعداء لكشف الحقائق عن مصيره. اخر الاخبار عنه منذ سنة 93، نهيب بكم كشف الحقائق كاملة.

الم ترتو يا ارض العراق من دماء الشهداء؟ وكم هي حاجتك من هذا الدم الطاهركي تقولي كفى؟، وكم يوجد في ارضنا قبور لجنود مجهولين ، تصلح لوضع اكاليل الزهور، فكل قطعة ثرى من ارضنا المعطاء جديرة لوضع الأكاليل؟ ومتى يستفيق القادة لاعتبار دماء الضحايا، سراجاً منيراً، ينيروا به الطريق للمضي قدما في طريق الحرية؟.

ستبقى ذكراك طيبة، فهي ناقوس يقرع في وادي النسيان وانت شمعة تضئ الطريق للاجيال، فان شعباً به من امثالك، هو شعب لا ولم ولن يسحق مهما عملت جيوش الاحتلال ومهما عمل المتخاذلون على تشويه سمعة المناضلين، لنقرا ما جاء ببرنامج الحزب الشيوعي المقر من المؤتمر الثامن:
" ويدين حزبنا النشاط الارهابي الذي تشهده بلادنا، والذي يستهدف المدنيين والبنى التحتية ومؤسسات الدولة، كما يستهدف زعزعة الأمن والاستقرار وعرقلة عملية بناء الدولة الجديدة وأجهزتها. ويرى أن لا جامع يجمع مثل هذا النشاط بالمقاومة المشروعة، التي هي حق لكل شعب يقع تحت الاحتلال.
ويدعو الحزب إلى اعتماد منظومة متكاملة من الاجراءات الأمنية والسياسية والاقتصادية- الاجتماعية لمحاربة الارهاب والعمل على تجفيف منابعه واجتثاث جذوره."

ان برنامج هذه القيادة يعترف بحق المقاومة المشروعة لكل شعب يقع تحت الاحتلال في حالة واحدة فقط، هي مجافية للواقع لربط المقاومة بالارهاب، سيما وانه لم يتطرق الى المقاومة الا في هذا الجانب، اضف الى ذلك لماذا لا تمارس هذه القيادة حقها المشروع بمقاومة المحتل؟. وهل يصب تشكيل لجنة صحوة ، لدى الحزب الشيوعي ( هل هوعشيرة؟ ) بقيادة عضو بارز، ضمن اطار محاربة الارهاب؟.

نطالب باعادة الاعتبار للرفيق ستار ورفاقه، فالواجب يحتم كشف كامل الحقيقة عن نضاله ( الذي يعادل نضال القيادة الحالية افرادا وجماعات) ، و نشر كل ما كتبه وما كتب عنه، كما ندعو كتاب وشعراء العراق والعالم العربي للكتابة عن هذا الجندي المجهول لتخليده.

ان الاستمرار بدربك المعبد بالآلام والامال ، هو اقل ما يمكن ان يقدمه رفاقك واصدقاؤك، فهذا جزء من الواجب المقدس الذي اديته انت ورفاقك بامتياز، فانتم ملح الارض وطينها "الحري" و مفخرة النضال الوطني لجيلنا وللاجيال القادمة.سيأتي اليوم لامحال لتوقد الشموع على روحك الطاهرة وتوضع اكليل ورد على قبرك.

انك بحق جيفارا العراق... لك المجد والخلود يا رفيقنا ستارغانم.



#فلاح_حسن_عبود (هاشتاغ)       Falah__Hassan_Abood#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نبراس التاريخ .....واليوم الاسود
- اشتراكية ديمقرطية ..... ام حزب شيوعي؟
- -الصيت للنورة ... والفعل للزرنيخ-
- يعرف الهر لحمة من اكل..
- سايكولوجيا القطيع.... والحبال
- كلب الملك- ملك الكلاب


المزيد.....




- غايات الدولة في تعديل مدونة الاسرة بالمغرب
- الرفيق حنا غريب الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني في حوار ...
- يونس سراج ضيف برنامج “شباب في الواجهة” – حلقة 16 أبريل 2024 ...
- مسيرة وطنية للمتصرفين، صباح السبت 20 أبريل 2024 انطلاقا من ب ...
- فاتح ماي 2024 تحت شعار: “تحصين المكتسبات والحقوق والتصدي للم ...
- بلاغ الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع إثر اجتماع ...
- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 18 أبريل 2024
- الحوار الاجتماعي آلية برجوازية لتدبير المسألة العمالية
- الهجمة الإسرائيلية القادمة على إيران
- بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ...


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - فلاح حسن عبود - ستار غانم راضي.... جيفارا العراق