أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حمودي الكناني - البحث عن معبودة بن ماجن يونس














المزيد.....

البحث عن معبودة بن ماجن يونس


حمودي الكناني

الحوار المتمدن-العدد: 2227 - 2008 / 3 / 21 - 06:07
المحور: الادب والفن
    


البحث عن معبودة بن يونس ماجن بين وريقات بين مد وجزر والى هاربة
كلما مسك بن يونس ماجن قلمه تبدأ بيوت الحي الشعبي الذي تربى فيه في بواكير عمره تتراقص أمامه مثل ملكات الشعر إن لم اقل هي نفسها هذه الملكات التي ما انفكت تدغدغه بأناملها الرشيقة ليس هذا حسب وإنما في كل شبر من التراب في وجدة أو في بلاد المغرب ثم في بلاد العرب من المحيط إلى الخليج إلى العالم كله محلقا فوق السهول والهضاب فوق الغيوم والبحار وحتى بين ذرات الغبار باحثا عنها ملاكا مضمخا برائحة الفردوس ورحيق الجنة . فهو لم يهدا له بال ولم يذق طعم الراحة طاويا كل المسافات في كل الاتجاهات منذ أمد يبحث عنها وما زال وحينما ترمش عيناه يراها بقوامها الممشوق تمازحه لتزيد فيه الحماس ليدخل التيه ويسبر دروبه وهي تحاول الانزواء عنه مرة هنا ومرة هناك لكنه لا ييأس وعلى يقين من أن التماساته ستجعلها تعود لتهدا روحه المضطربة وعندما تقترب منه تمشي الخيزلى يناديها بصوته الرخيم :

منذ أمد
وأنا ابحث عنك
بين رفوف الغبار
وزوايا التيه .

لكنها حينما تسمع توسله تعض على شفتيها وتسرع الخطى متوارية عن أنظاره مما يزيد من إصراره على ألامساك بها فيناديها متسارع الخطى بصوت عال :

أيتها الهاربة
ارجعي إلى مخيلتي
وادخلي حناياها
بسلام دائم .

فهو هنا يذكِّرها بالمكان الآمن الذي تجد فيه الطمأنينة وراحة البال وحتى حينما ترجع وتدخل حنايا هذا المكان فان السلام هو أثاث هذا المكان ويبدأ يسرد صفاتها ليؤكد لها أن روحه لن تهدا مالم تحط بين أضلعه . و لنسمعه يشدو:
يا قارئة مقامات قلبي
يا سائحة في خريطة جسدي
متى تحطين رحالك تحت أضلعي
أنت بين الحضور والغيبة
كالفراشة الهاربة من ضوء العتمة
ومن شدة شوقه ولهفته نجده يوضب الكلمات لمفاهيم متخاصمة دائما :
(الحضور ضد الغيبة الضوء ضد العتمة ) ولنا إن نتخيل التلاعب بالمشاهد حيث يقتضي وجود الضوء حضور الفراشة والعتمة تفضي إلى غيابها . وينتقل بسلاسة وبصوت متناغم فيذكرها بأنها بغيابها يراها على الأرض سرابا نضب معينه في يوم ممطر وينظر إلى السماء فيستدرك ويؤكد لهاحضورها الذي سيبعث البشر .


يا غيمة
حبلى بانتشاء الغيث
يا وترا
يرقص في قوس المحبة

وفجأة يقف أمامها محتارا مبديا عجزه عن مطاردة الهاربة التي ظلت تلاحقه في أحلامه
من أنت
يا فاتنتي
التي ظلت تلاحقني
في أحلامي
واعجز عن مطاردتها
حتى في صحوتي
رغم أنها باعثة الطمأنينة والهدوء والإلهام في نفسه فيقف متعبدا في محرابها تارة وتارة مصلوبا فوق رعشات الصلوات لأنها هي غنيمته الثمينة التي يتسلى بها عندما تضيق به سبل العيش لكن أين هذا المكان ؟ هنا أيضا اخرج لنا خيال الشاعر مشهدا يفصل بين متصارعين اثنين فقراء العالم وجحافل الثروات :
يا كاهنتي
يا بتولتي
أنا المتعبد
في محرابك
والمصلوب
فوق رعشات
صلواتك
يا ملهمتي
يا غنيمتي الثمينة
اسلي بها نفسي
كلما ضاق بي العيش
بين فقراء العالم
وجحافل الثروات
ويستمر بن يونس بتوضيب الصراع بين المتناقضين متخذا برزخا لا يريد مفارقته ليرى كيف ينتهي هذا الصراع فهي تملك مفاتيح قلبه وهو لا يريد كسر المتراس الموجود على بابه لأنه عصي على الكسر مما اضطره أن يوضب راحة يد يحمل عليها وهج الوجد ويدا أخرى تمسك جمرا ينتظره يزهر ويغدو بلسما من العشق والورد وعندها تكون خصوصية هذا الجمر متفردة

يا حاملة مفتاح قلبي
وعلى بابه متراس
عصي على الكسر
في راحة اليد
أحمل وهج الوجد
وأمسك بالجمر
والجمر له طعم خاص
إذا صار بلسما من العشق والورد
ويستمر التصارع بلا هوادة تارة قتل ضد براءة وتارة جريمة وحب وتارة يهدد بإفشاء السر والدلالة بالطريق إلى منبوذ ته التي خلدت بين رواق الصفحات . لكن متى ؟ هنا يشترط مرور الشوق وهذه لازمة حتمية :
يا وريقات من كتاب العشق
إذا مر بي الشوق
بين سطوره
فسأدله إلى منبوذتي في رواق الصفحات
وكلما أراد أن يغضب يجد نفسه مكبلا بحتمية الوقوف في هذا البرزخ الذي أحبه ليرى كيف تكون الغلبة ولمن :
يا ملاذي الأخير
بين المد والجزر
كأني عاشق
لا يجيد مغازلة
عرائس البحار
وتسخر منى طيور النوارس
عبر الأمواج و المحيطات
لكنه أخيرا يرفض الوقوف متفرجا ويناولها مجدافا ليعانق مجدافه ويجدفان إلى الأبد منطلقين بزورقهما يمخر عباب بحور الحب :
حبي لك مقيد إلى وتر مشدود الأنات
وقعت في أسر عود حزين الإيقاعات
متى ترسو سفينتك
في ميناء عروقي المخملية
ونبحر معا إلى فردوس الحب
بمجدافين متعانقين
إلى الأبد
حمودي الكناني / كربلاء






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رحلة مع الابوذية والدارمي والالوان الاخرى
- المحرقة
- وقوف في مفترق الاعوام
- قصة قصيرة
- قصتان قصيرتان جدا
- أوبرا سنمار - جديد الشاعر محمد علي الخفاجي


المزيد.....




- المقاطعة، من ردّة الفعل إلى ثقافة التعوّد، سلاحنا الشعبي في ...
- لوحة فنية قابلة للأكل...زائر يتناول -الموزة المليونية- للفنا ...
- إيشيتا تشاكرابورتي: من قيود الطفولة في الهند إلى الريادة الف ...
- فرقة موسيقية بريطانية تؤسس شبكة تضامن للفنانين الداعمين لغزة ...
- رحيل المفكر السوداني جعفر شيخ إدريس الذي بنى جسرًا بين الأصا ...
- -ميتا- تعتذر عن ترجمة آلية خاطئة أعلنت وفاة مسؤول هندي
- في قرار مفاجئ.. وزارة الزراعة الأمريكية تفصل 70 باحثًا أجنبي ...
- -بعد 28 عاما-.. عودة سينمائية مختلفة إلى عالم الزومبي
- لنظام الخمس سنوات والثلاث سنوات .. أعرف الآن تنسيق الدبلومات ...
- قصص -جبل الجليد- تناقش الهوية والاغتراب في مواجهة الخسارات


المزيد.....

- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حمودي الكناني - البحث عن معبودة بن ماجن يونس