أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - منذر الفضل - حلبجة جرح لم يندمل بعد














المزيد.....

حلبجة جرح لم يندمل بعد


منذر الفضل

الحوار المتمدن-العدد: 2224 - 2008 / 3 / 18 - 10:54
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


على الرغم من قيام النظام المقبور بأستعمال الأسلحة المحرمة دوليا كالنابالم والغازات السامة في حربه الشرسة ضد الشعب الكوردي وكوردستان سواء في منطقة زيوه وباليسان وقلعة دزه وكرميان ومناطق مختلفة متعددة من كوردستان طوال حرب نظام البعث الفاشي ضد الكورد منذ انهيار الأتفاق بين الجانب الكوردي وحكومة البعث الأستبدادية عام 1975 وما قبل هذا التاريخ وخلال فترة الحرب العراقية – الايرانية , إلا ان هناك جرائم خطيرة ارتكبت ضد الشعب الكوردي ذات مغزى كبير ومنها جرائم الأنفال وجريمة حلبجة التي تعرضت للقصف الكيماوي بأوامر شخصية من صدام حسين حيث تم استخدام غاز الخردل والسيانيد المحرمان دوليا .
ففي يوم 16 اذار من عام 1988 قام النظام الصدامي المقبور بضرب مدينة حلبجة وسكانها الآمنين بالسلاح الكيمياوي بحجج واهية لا مبرر لها إذ لم يسبق في التاريخ الحديث أن استخدم مثل هذا السلاح الفتاك ضد شعب أعزل إلا في ظل الحرب العالمية الثانية من قبل النازية ضد المدنيين . ومن الواضح إن غاية هذا النظام الدكتاتوري من استعمال ما سمي ب ( العتاد الخاص ويراد به السلاح الكيماوي ) هو قتل روح المقاومة الباسلة للحركة التحررية الكوردية ولرفض الكورد الأنصياع الى الحكم الدكتاتوري الذي اشعل الحروب الداخلية والخارجية .
واليوم بعد تحرر العراق من الحكم الأستبدادي ومحاكمة بعض مجرمي الحرب ممن ارتكبوا هذه الجرائم الدولية ضد الكورد في كوردستان والشيعة في الوسط والجنوب فان الواجب القانوني والاخلاقي يوجب مايلي :
اولا – محاسبة جميع المسؤولين عن ارتكاب هذه الجرائم وتطبيق حكم القانون إذ لا يزال هناك الكثير ممن هو هارب ينعم بالحرية بينما يوجب حكم القانون محاسبته واقامة العقوبة عليه تطبيقا لقواعد العدل والعدالة , كما لا يجوز ان تكون معايير العدالة مزدوجة في العراق بسبب الصراعات السياسية ولا يجوز اقامة العدالة بتطبيق القانون على بعض المجرمين وحجب العقاب عن اخرين صدر حكم قطعي من المحكمة المختصة ضدهم لان هذا التعطيل لحكم القضاء يعتبرتدخلا خطيرا باستقلال القضاء وانتهاكا صارخا لحرمة مبدأ استقلال القضاء وعدم جواز تدخل السلطة التنفيذية بعمل السلطة القضائية .
ثانيا - تعويض جميع ضحايا حلبجة من المتضررين من خزينة الدولة العراقية تعويضا ماليا ومعنويا , ونقصد بالتعويض المالي هو منح سكان المدينة مبالغ مالية مجزية عن الأضرار التي لحقت بهم جراء هذه الجريمة , واما التعويض عن الضرر المعنوي فيراد به قيام الحكومة الفيدرالية بالأعتذار من سكان حلبجة ومن الشعب الكوردي وهو اعتذار رمزي يجبر بعض الألام النفسية التي تعرضوا لها من جراء هذه الجريمة البشعة .
ثالثا- جعل يوم 16 اذار من كل عام يوما حزينا وطنيا في تاريخ العراق , تتوقف الحياة في جميع انحاء العراق لدقائق -كما حصل هذا العام - تقديرا لضحايا الجريمة واستذكارا لها لكي لا تتكرر المأساة .
رابعا – تدريس هذه الجريمة ضمن المناهج الدراسية لجميع العراق مع التركيز على ان من قام بهذه الجريمة هو حزب البعث ونظام صدام اذ ان تعريف الطلبة بهذه الجريمة واسبابها وطريقة ارتكابها وتحديد القائمين بها قضية تربوية واساسية لمستقبل الاجيال .
خامسا – ضرورة قيام وزارة الخارجية العراقية بتحريك الدعوى ضد الشركات التي زودت النظام السابق بالأسلحة المحرمة دوليا والتي قصفت بها مدينة حلبجة لمعاقبتها والحصول على تعويضات منها .

ان فاجعة حلبجة جرح كبير لم يندمل بعد رغم مرور 20 عاما على إرتكاب هذه الجريمة الدولية , فالمسؤولون عنها الذين تم تجريمهم لم تنفذ العقوبة ضدهم بعد ولم يحاسب كثيرون غيرهم من المجرمين كما أن ضحايا الجريمة لم يحصلوا على تعويضاتهم القانونية , المالية والمعنوية , مما يجعل هذا الجرح نازفا وقلوبنا تعتصر لذلك , لاسيما وان جريمة حلبجة هي من صنف الجرائم الدولية , وهذا يعني إن مرتكبي هذه الجريمة والمشاركين والمخططين لها لا يتمتعون بالحصانة الدستورية ولا القانونية , وان جريمتهم لا تسقط بمرور الزمان ولا يجوز منحهم حق اللجوء ولا يجوز العفو عنهم , لا عفوا عاما ولا عفوا خاصا كما يسعى الى ذلك بعض السياسيين العراقيين , كما يحق لكل دولة محاكمتهم وايقاع العقاب عليهم لأن جريمة استعمال السلاح الكيماوي في حلبجة هي جريمة حرب War Crime وقعت اثناء الحرب العراقية – الايرانية , وهي جريمة ابادة للجنس البشري Genocid , والمتهمون فيها هم من مجرمي الحرب .



#منذر_الفضل (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العدوان التركي على الدولة العراقية
- الكورد دعاة للسلم لا طلاب حرب
- التهديدات التركية للسلم في المنطقة
- مالجديد في قرار مجلس الشيوخ الامريكي حول العراق ؟
- جبهة المعتدلين والحلول الدستورية
- من يحمي الكورد الايزيدية من جرائم الابادة الجماعية ؟
- كركوك بين الحل الوطني ومخاطر التدويل
- للشعب الكوردي في سوريا حق المواطنة وحق تقرير المصير توضيح عل ...
- انتهاكات حقوق الشعب الكوردي في سوريا
- المحكمة الدولية لحماية لبنان من الجرائم الارهابية
- الصوت الآخر تحاور الشخصية القانونية الدكتور منذر الفضل حول م ...
- حل قضية كركوك وفق المادة 140 يرسخ جسور المحبة
- التطورات السياسية في العراق
- التطرف الايديولوجي والديني ومتطلبات مواجهته بثقافة التسامح و ...
- جرائم الانفال إبادة للجنس البشري وجرائم ضد الانسانية
- التسامح والحوار أساس للسلام في العراق الفيدرالي
- بعد سقوط الدكتاتورية . .العراق الى أين ...؟
- ملاحظات حول مشروع دستور أقليم كوردستان
- مع الأستاذ الدكتور كاظم حبيب في حواره حول فيدرالية الوسط وال ...
- ملاحظات قانونية حول أداء القاضي في قضية الآنفال


المزيد.....




- فسيفساء بومبيي الإيروتيكية.. كنز سرقه النازيون قبل 80 عامًا ...
- فرنسا وإسبانيا تكافحان حرائق الغابات وسط ظروف جوية صعبة.. شا ...
- رصاص بالحذاء وطيار واجه الموت.. ما قصة أول اختطاف طائرة في ا ...
- هل مهاجمة ترامب لمؤيديه المطالبين بالكشف عن قائمة -عملاء إبس ...
- -محاولة للسيطرة على الدولة-.. اتهامات جديدة للرئيس الكوري ال ...
- مقتل 32 فلسطينياً بنيران إسرائيلية خلال تواجدهم قرب مركز توز ...
- الكونغو الديمقراطية وحركة -إم23- توقعان اتفاق سلام في الدوحة ...
- غياب العين الأميركية في سيناء.. فجوة رقابية تربك إسرائيل
- مفاجأة بفضيحة كولدبلاي.. زوج السيدة الخائنة -رئيس تنفيذي-
- فيديو..-سيارة مجهولة- تصدم حشدا في لوس أنجلوس


المزيد.....

- السيرة النبوية لابن كثير (دراسة نقدية) / رحيم فرحان صدام
- كتاب تاريخ النوبة الاقتصادي - الاجتماعي / تاج السر عثمان
- كتاب الواجبات عند الرواقي شيشرون / زهير الخويلدي
- كتاب لمحات من تاريخ مملكة الفونج الاجتماعي / تاج السر عثمان
- كتاب تاريخ سلطنة دارفور الاجتماعي / تاج السر عثمان
- برنارد شو بين الدعاية الإسلامية والحقائق التاريخية / رحيم فرحان صدام
- الانسان في فجر الحضارة / مالك ابوعليا
- مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات ... / مالك ابوعليا
- مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا ... / أبو الحسن سلام
- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - منذر الفضل - حلبجة جرح لم يندمل بعد