أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - برهوم جرايسي - قاموس إسرائيلي عنصري














المزيد.....

قاموس إسرائيلي عنصري


برهوم جرايسي

الحوار المتمدن-العدد: 2217 - 2008 / 3 / 11 - 11:30
المحور: القضية الفلسطينية
    


مع اتساع حلقة سفك الدماء تتكشف من جديد العقلية العنصرية التي توجه السياسة العامة في إسرائيل، وتسعى لفرض قاموسها على الشارع الإسرائيلي وحتى على الرأي العام العالمي.
فلإسرائيل قاموس خاص من المصطلحات، في أساسه "استعلائية الشعب اليهودي"، ومكانته "الأرفع" بين شعوب العالم، ليس فيه قتلة ولا إرهابيون، بل هو "الضحية الأبدية"، أينما حلّ على مر العصور.
والى جانب الآلة الإسرائيلية الفتاكة، فإن المؤسسة العسكرية تسعى أيضا إلى فتك الضمير الإنساني ومنعه من رؤية الحقيقة، من خلال أساليب متعددة، من بينها فرض لغة وقاموس مصطلحات عنصري.
فمثلا في اللغة العبرية هناك تسميتان للقتيل: الأولى "نيرتساح" وتعني من تم قتله بشكل متعمد، والثانية "هاروغ" وتنسب لمن قتل (بضم القاف) بشكل غير متعمد، والأولى تطلق على كل قتيل إسرائيلي قتل بنيران فلسطينية، والثانية على كل قتيل فلسطيني قتل بنيران إسرائيلية.
وفي الأيام الأخيرة وصلت هذه القضية إلى مستوى جديد من الحقد والاستعلاء، حينما طلب مسؤول رفيع في جيش الاحتلال من وسائل الإعلام الإسرائيلية عدم استخدام اسم "فلسطيني" للقتلى في قطاع غزة وأن لا تقول الصحافة الإسرائيلية: "قتل الجيش مائة فلسطيني"، بل يجب القول: "قتل الجيش مائة مخرب".
ونسمع المراسلة العسكرية الشهيرة في إسرائيل، كارميلا منشة تقول في تقرير إذاعي: "خلال عملية جباليا، قتل الجيش أكثر من مائة مخرب، (وبصوت خافت تتابع) بينهم عدد من المدنيين"، ونشير هنا إلى أن بين هؤلاء "المخربين" حسب القاموس الاحتلالي، نجد أطفالا رضعا وفتيانا ونساء وشيوخا وشبانا في ربيع العمر.
ولعل عملية القدس الأخيرة أضاءت جانبا آخر من هذا القاموس وهذه العقلية، التي تبرر سفك دماء الفلسطينيين أينما حلوا، ونترك الوقائع التي لا لبس فيها تتحدث وحدها دون حاجة لتعليق.
فمساء يوم الخميس "بكت إسرائيل" قتلاها، في معهد ديني، يعترف الإعلام الإسرائيلي ضمنا، أنه أكبر دفيئة للتطرف والعنصرية، التي تتغلغل بين عصابات المستوطنين، وخرّج في تاريخه أكبر قادة العصابات الاستيطانية ودعاة التحريض، إلا أن أسلوب هذه العملية يعيد للأذهان ثلاث مجازر مشابهة من حيث أسلوب التنفيذ، ارتكبها مستوطنون إرهابيون، وراح ضحيتها عشرات الفلسطينيين.
الأولى وقعت في العام 1990 في منطقة تل أبيب، وراح ضحيتها سبعة عمال فلسطينيين، وعدد من الجرحى، ونفذها الإرهابي عامي بوبر، والثانية، وقعت في شباط (فبراير) من العام 1994 في الحرم الإبراهيمي في مدينة الخليل المحتلة، ونفذها الإرهابي باروخ غولدشتاين، وراح ضحيتها 51 فلسطينيا، والثالثة، وقعت في مدينة شفاعمرو، شمال مناطق 1948، في صيف العام 2005، ونفذها الإرهابي نتان زادة، وراح ضحيتها أربعة فلسطينيين، وعدد كبير من الجرحى.
هذا وجه الشبه في الأسلوب، ولكن لنر ماذا كان مصير الأربعة، فمساء الخميس سارع ضابط احتلال لإطلاق النار على الفلسطيني، منفذ عملية القدس، وأرداه قتيلا، ووجه رئيس أركان الجيش في اليوم التالي لذلك الضابط التحية، وعلى ما يبدو ستنتظره شهادات وأوسمة ومكافآت.
وفي المقابل فإن الشرطة الإسرائيلية ما تزال، منذ أكثر من عامين، تلاحق عددا من شبان مدينة شفاعمرو، وتحاول توجيه تهمة القتل المتعمد لهم، لأنهم منعوا منفذ مجزرة شفاعمرو، نتان زادة، من مواصلة مجزرته، ومات في موقع جريمته خلال التدافع والعراك.
أما الإرهابي عامي بوبر فإنه يقضي محكومية 40 عاما على قتل سبعة عمال فلسطينيين، في سجن مفتوح، يمضي فيه أسبوعيا خمس ليال فقط، وفي ساعات النهار يتواجد في معهد ديني، أما نهاية الأسبوع فإنه يمضيها دائما لدى عائلته، وسيفرج عنه خلال سنوات قليلة، إن لم يكن قبل ذلك.
ومصير منفذ مجزرة الحرم الإبراهيمي، باروخ غولدشتاين، ليس بغير حال، فقد تمت تصفيته خلال سير المجزرة، إلا أن جثته تحظى بقبر ونصب تذكاري، ومزار فاخر كبير، في مستوطنة كريات أربع المجاورة لمدينة الخليل المحتلة، وهناك أغان وأشعار تكتب له، ويتم إحياء ذكراه سنويا، تحت حماية وحراسة جنود الاحتلال.
وهذه ليست تفاصيل صغيرة، بل تعكس عقلية تحاول إسرائيل فرضها على الرأي العام العالمي، بزعمها أن كل ما تفعله، هو "محاربة الإرهاب"، وتجند لهذا الغرض كبرى وسائل الإعلام ووكالات الأنباء العالمية، التي تحبك انباءها بدهاء رهيب، يحارب ويشوه الوعي الإنساني في كل مكان في العالم، من خلال محاولة بائسة لعرض الضحايا كجناة، والجناة كضحايا.



#برهوم_جرايسي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تراجع اعداد اليهود في العالم وازديادهم في اسرائيل
- هلع إسرائيلي دون مبالغة
- إسرائيل والاعتراف الضمني باغتيال مغنية
- -أنين إسرائيل- وأنين فلسطين
- فلسطينيو 48 والأمم المتحدة
- عقبات جديدة أمام أولمرت
- 5 ملاحظات بعد فينوغراد
- -علام الضجة فهم مجرد 13 قتيلا؟-
- الحلبة السياسية الإسرائيلية تبحث عن الزاوية في الغرفة الدائر ...
- مجازر غزة: الدافع والذريعة
- الإعلام الإسرائيلي بين تقريري فينوغراد
- فلسطينيو 48 في مواجهة التهجين
- تقرير مركز -أدفا- 2007-: الفقراء- وأولهم العرب- محرومون من ا ...
- إسرائيل ليست عنصرية
- شعور اليهود بالانتماء لإسرائيل يتراجع
- تقلبات باراك وورطة حزب -العمل-
- إسرائيل وإيران والعنزة
- أولمرت بعد أنابوليس
- تقييم مرحلي: انهيار ائتلاف حكومة أولمرت وارد ليس في حلبة أنا ...
- التخبط في الشارع الإسرائيلي


المزيد.....




- ما هي -أقصى- طموحات القادة الأوروبيين من قمة ترامب-زيلينسكي ...
- باراك وصل الى بيروت.. الرئيس اللبناني يؤكد أن سلاح حزب الله ...
- هل اقترب الاتفاق؟.. ترامب يشيد بـ-تقدم كبير- بشأن روسيا
- من سيحضر اجتماع واشنطن الحاسم بين ترامب وزيلينسكي؟
- الإمارات تتضامن مع الجزائر وتُعزي بضحايا حادث الحافلة
- الخرطوم.. اتهامات لخلية أمنية -إخوانية- بارتكاب انتهاكات
- غالانت ولابيد ينضمان لمظاهرات -وقف الحرب- ويردان على نتنياهو ...
- سوريا.. انتحاري يفجر نفسه عند مخبز في مدينة حلب
- زيلينسكي يشيد بقرار -الضمانات الأمنية-.. ويعول على التفاصيل ...
- جريمة مروعة.. مقتل لاعبة جودو مصرية برصاص زوجها


المزيد.....

- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ااختلاق تاريخ إسرائيل القديمة / سعيد مضيه
- اختلاق تاريخ إسرائيل القديمة / سعيد مضيه
- رد الاعتبار للتاريخ الفلسطيني / سعيد مضيه
- تمزيق الأقنعة التنكرية -3 / سعيد مضيه
- لتمزيق الأقنعة التنكرية عن الكيان الصهيو امبريالي / سعيد مضيه
- ثلاثة وخمسين عاما على استشهاد الأديب المبدع والقائد المفكر غ ... / غازي الصوراني
- 1918-1948واقع الاسرى والمعتقلين الفلسطينيين خلال فترة الانت ... / كمال احمد هماش
- في ذكرى الرحيل.. بأقلام من الجبهة الديمقراطية / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - برهوم جرايسي - قاموس إسرائيلي عنصري