أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - برهوم جرايسي - إسرائيل وإيران والعنزة















المزيد.....

إسرائيل وإيران والعنزة


برهوم جرايسي

الحوار المتمدن-العدد: 2126 - 2007 / 12 / 11 - 11:35
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


وقع تقرير الاستخبارات الأميركية الأخير، الذي قال إن إيران أوقفت مشروعها للتسلح النووي منذ العام 2003، كالصاعقة على قادة إسرائيل السياسيين والعسكريين، ناسفا الكثير من الأوراق التي أعدها الإسرائيليون لترويجها في الأسرة الدولية، وتجنيد الدول لفرض عقوبات على إيران، إلى درجة التحريض على توجيه ضربة عسكرية.
فقد أمسك هذا التقرير قادة إسرائيل في واحدة من أكثر الفترات التي يحتاجون فيها إلى إشغال العالم بحلبة أخرى بعيدة عن الصراع الشرق أوسطي، وتساهم في تبرير عدم ممارسة الضغوط الدولية على إسرائيل، بمفاهيم التوازنات الدولية المختلة، للتقدم بالعملية التفاوضية مع الجانب الفلسطيني.
هذه الفترة التي من المفترض ان تبدأ فيها مفاوضات الحل الدائم بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني، التي وإن لم تفض إلى شيء، على الأقل مرحليا، إلا أن مجرد طرح الملفات الأساسية للحل الدائم على جدول أعمال هذه المفاوضات يعتبر بحد ذاته تقدما محرجا من منظور إسرائيلي، رغم تواضعه من منظور فلسطيني.
وكانت البلبلة في رد الفعل الإسرائيلي على المستويين السياسي والعسكري واضحة للغاية، فرد الفعل الفوري الذي صدر عن رئيس الحكومة، إيهود أولمرت، ووزير الأمن في حكومته، إيهود باراك، ومعهما "مصادر" في أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية، هو التشكيك في مصداقية التقرير الأميركي، داعين إلى مواصلة المساعي لفرض عقوبات دولية على إيران، ومنهم من ادعى أن لا مجال لإسقاط الخيار العسكري ضد إيران، أي تصريحات تصر على أن إيران تواصل مشروعها التسلحي النووي، وتنسجم مع مثلنا الشعبي، "عنزة ولو طارت".
وبعد صدور تأكيدات وتصريحات أميركية داعمة للتقرير الاستخباراتي الأميركي، الذي يؤكد ان إيران أوقفت مشروعها التسلحي، وأن مشروعها في هذه المرحلة مدني، تراجعت حدة التصريحات الإسرائيلية الرسمية، ولكن علامات البلبلة ما تزال واضحة.
وأمام هذا المشهد خصص كبار المحللين وصناع الرأي الإسرائيليون مقالاتهم في نهاية الأسبوع المنصرم، لهذا التقرير ورد الفعل الإسرائيلي، وطغت على غالبية المقالات والتحليلات روح السخرية من قادة إسرائيل الحاليين والسابقين، إلى جانب الانتقادات الواضحة والمباشرة، لكونهم أغرقوا الجمهور في إسرائيل في حالة رعب دائم.
ويقول المحلل السياسي في صحيفة "هآرتس"، ألوف بن، "من الصعب التقليل من أهمية الضربة التي وقعت هذا الأسبوع على (رئيس الحكومة) إيهود أولمرت، وعلى سياسته، إنها ضربة استخباراتية، فلو أراد أولمرت ان يستخدم الورقة الإيرانية لتوجه الولايات المتحدة ضربة عسكرية للمفاعلات النووية الإيرانية... فإنه قد خسر هذه الورقة".
ويقول بن في مكان آخر من مقاله الذي نشره في نهاية الأسبوع، وتعليقا على الرد الإسرائيلي الرسمي الرافض لاستنتاج تقرير الاستخبارات الأميركية، "إن طوفان ردودهم (ساسة إسرائيل) بدا وكأنه تذمرات من اسطوانة قديمة مليئة بالغبار، وانتقلنا من عهد آمن فيه العالم بأن إيران تسعى لسلاح نووي، إلى عهد فيه مدينة القدس (المحتلة كعاصمة) تشعر بحرج".
وتقول محللة الشؤون الحزبية في صحيفة "يديعوت أحرنوت" سيما كدمون، ان تقرير الاستخبارات الأميركية أفسد فرحة أولمرت بعد أنابوليس، بعد أن رأى شعبيته بارتفاع، وأن الشرطة أوصت بإغلاق احد الملفات المشبوهة بالفساد ضده، وتنتقد بشدة تمسك قادة إسرائيل بموقفهم الرافض للتقرير الأميركي.
وتكتب كدمون: "إذا لم يكن هذا الأمر محزنا إلى درجة كبيرة، فإنه من المؤكد مضحك، فبدلا من أن نخرج من الملاجئ، وأن نتنفس هواء نقيا، ونفرح بأن التهديد الإيراني تأجل على الأقل لعدة سنوات، فإنهم فرضوا علينا جوا من خيبة الأمل، وكأن أحدا ما (التقرير الأميركي) قد ضللنا".
وتمسك كدمون قادة إسرائيل من جانبهم الضعيف، فهي بداية تضع الفرضية الأمنية التي تقف من وراء الموقف الإسرائيلي المتعنت، وهي أن إسرائيل لا تريد تخفيف الضغط على إيران حتى تتضح الصورة، ولكنها، وهنا بيت القصيد، تؤكد وجود أهداف حزبية لإثارة وتضخيم الملف الإيراني النووي.
وتقول كدمون ما بين السخرية والنقد الحاد، "يوجد هنا الكثير من المصالح الحزبية الواضحة، الكثير من السياسيين (الإسرائيليين) ترزقوا على الملف الإيراني"، وتضيف، "فما الذي سيتمسك به وزير التهديد الاستراتيجي أفيغدور ليبرمان، إن سقط هذا التهديد عن جدول الأعمال؟.... وأي ذريعة ستبقى لإيهود باراك (وزير الأمن) لكي يبقى في الحكومة، وماذا عن بنيامين نتنياهو (زعيم المعارضة اليمينية) وعن مسيرته الترهيبية؟.
وينضم إلى كدمون، زميلها في صحيفة "هآرتس"، يوسي فيرطر، الذي لم يوفر هو الآخر أية سخرية تجاه نتنياهو، الذي اعتبر الملف الإيراني ملفه الأول، وأنه الوحيد القادر على إنقاذ إسرائيل من التهديد الإيراني.
وهذا الموقف الإسرائيلي ليس صدفة، لأن التقرير الأميركي الاستخباراتي حرق لإسرائيل أبرز مناورة تستخدمها منذ سنوات من أجل حجب نظر العالم عن القضية المركزية في الصراع الشرق أوسطي، لا بل وحجب النظر عن مشروع إسرائيل النووي، الذي لم يتوقف منذ منتصف سنوات الخمسين من القرن الماضي.
إلى ذلك فإن قادة إسرائيل استخدموا الورقة الإيرانية في الحلبة الداخلية الإسرائيلية لتعميق النهج الصهيوني المستمر منذ عشرات السنوات، وحتى قبل تشكيل إسرائيل، بمعنى جعل اليهود في العالم في حالة رعب دائم من الغير، ليلتصقوا أكثر إلى رمز القوة، الحركة الصهيونية ومن ثم إسرائيل، ليخلصهم "من الخطر الداهم على وجودهم".
مما لا شك فيه أن طواقم التخطيط الاستراتيجي الإسرائيلية ستشرع في هذه الأيام في البحث عن مخرج للحرج الإسرائيلي الناشئ، والبحث عن أوراق جديدة تطرحها أمام الأسرة الدولية لإشغالها بها.
وقد لا نتفاجأ، كما علمت التجربة، أن نسمع بعد فترة عن تقرير إسرائيلي مناقض للتقرير الأميركي، أو أن تسعى إسرائيل إلى توتر جديد على إحدى الحلبات المشحونة بشكل دائم في المنطقة، وعلى رأسها الحلبة الفلسطينية، مثل اجتياح حربي لقطاع غزة، بهدف خلق مبررات جديدة للابتعاد من جديد عن دائرة مفاوضات جدية تقود إلى إبرام حل دائم للصراع الإسرائيلي الفلسطيني، والإسرائيلي العربي.




#برهوم_جرايسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أولمرت بعد أنابوليس
- تقييم مرحلي: انهيار ائتلاف حكومة أولمرت وارد ليس في حلبة أنا ...
- التخبط في الشارع الإسرائيلي
- نوايا أولمرت
- إسرائيل بالأحرف الكبيرة والصغيرة
- اليهود الإثيوبيين والورطة المزدوجة
- ميزانية إسرائيل 2008: ضربات اقتصادية للشرائح الضعيفة
- سيناريو إسرائيلي معروف
- العبء الضريبي الإسرائيلي أعلى من معدل العبء في الدول المتطور ...
- إسرائيل وبورما
- ميزانية إسرائيل للعام القادم 76 مليار دولار
- -التنازلات- الفلسطينية
- سيناريوهات دورة الكنيست الشتوية
- تعليمات إبنة -الموساد-
- تقسيم القدس والإجماع الصهيوني
- جوانب أخرى للغارة على سورية
- بحث علمي: الشبان الأمريكان اليهود يبتعدون عن إسرائيل
- الصمت الإسرائيلي ومهمة المحللين الإسرائيليين في قضية الغارة ...
- بلعين: التجربة والنموذج الشائك
- محاولات تغيير نظام الحكم الإسرائيلي ستبقى مناورة


المزيد.....




- رئيسة جامعة كولومبيا توجه -رسالة- إلى الطلاب المعتصمين
- أردوغان يشعل جدلا بتدوينة عن بغداد وما وصفها به خلال زيارته ...
- البرازيل تعلن مقتل أو فقدان 4 من مواطنيها المرتزقة في أوكران ...
- مباشر: 200 يوم على حرب بلا هوادة بين إسرائيل وحماس في غزة
- مجلس الشيوخ الأمريكي يقر بأغلبية ساحقة مشروع قانون مساعدات ل ...
- محكمة بريطانية تنظر في طعن يتعلق بتصدير الأسلحة لإسرائيل
- بعد 200 يوم.. تساؤلات حول قدرة إسرائيل على إخراج حماس من غزة ...
- -الشيوخ- الأمريكي يوافق على حزمة مساعدات لأوكرانيا وإسرائيل ...
- مصرية الأصل وأصغر نائبة لرئيس البنك الدولي.. من هي نعمت شفيق ...
- الأسد لا يفقد الأمل في التقارب مع الغرب


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - برهوم جرايسي - إسرائيل وإيران والعنزة