الثامن من آذار عيد المرأة العالمي

عبد العالي الحراك

الحوار المتمدن-العدد: 2213 - 2008 / 3 / 7 - 09:34
المحور: ملف - الثامن من آذار 2008 يوم المرأة العالمي - لا للعنف ضد المرأة
    

نحن العراقيون والعراقيات نكون الآن خارج كل شيء عالمي ... نعيش خارج العالم .. فكيف بالمرأة عندنا وكيف بعيدها؟ .. الوطن محتل بأكثر من احتلال ..الشعب ممتهنة كرامته من اكثر من طرف.. يلاحقون المرأة في الشارع ليقتلوها لأن خصلة من شهرها يلاعبها الهواء.. فهل لها فرصة ان تحتفل بعيد عالمي لجميع النساء في ارض الله الواسعة ؟ في هذه المناسبة العالمية ليس للمرأة العراقية الا ان تدعو اخواتها النساء كافة في انحاء العالم كافة , ان يحتفلن نيابة عنها , وان لا ينسين العذاب والمرارة التي تعيش وتعاني .. تدعوهن الى نصرتها والدفاع عنها , والمطالبة بحقوقها . هي تعتذرعن المشاركة معهن لانها لا تستطيع ان تسافر بدون موافقة ولي امرها وفق قوانين المرحلة المتخلفة التي فرضت عليها في عراق اليوم .. هذا اول غبن بحقها وهدر لكرامتها وعدم اعتراف بآهليتها كمخلوق بشري شأنه شأن الرجل .. ليس لديها جواز سفر.. كيف يكون لديها جواز سفر ويرفض زوجها او والدها او الاخ الاكبر سفرها .. ليس لديها اجرة سفر.. ولا تريد ان تشعر بغربة بين اخواتها نساء العالم.. ولا تستطيع ان تحتفل في بيتها او في وطنها , لضيق الوقت , ولأنعدام المكان , لشدة الظلام ولأنعدام الضوء , ولعدم وجود الشموع في الاسواق , حتى الشموع لا تضيء عندما تنطفأ الكهرباء في العراق حيث لا كهرباء ... لايسمحوا لها ان تحتفل بعيدها .. يخنقها حجابها .. يمنعها زوجها .. يراقبها ابنها .. تبكي ابنتها ذات التسعة سنين , لان الحجاب ثقيل , لونه اسود. والطقس في العراق حار , حتى في الربيع ان لم نقل في الشتاء .. الثامن من آذار اول الربيع , وفي الواحد والعشرين منه, كانت تحتفل نساؤنا واخواتنا مبتهجات فرحات بعيد الربيع او (النوروز) بلغة اخوتنا الاكراد او ما يسمى بلغة الجنوب ب(الكسلة). تنتشر العوائل في الحدائق والمنتزهات , وتفترش الحشيش الاخضر, من الصباح وحتى غروب الشمس , ويخرج اهل البصرة الى منطقة الأثل .. (هل ما زال اثل في صحراء البصرة يا اهل الزبير؟)كما يخرج اهل بغداد الى شارع ابي نؤاس وحدائق بغداد الجميلة ( فهل صحيح اعيد فتح شارع ابي نؤاس؟ وهل حدائقها ما زالت خضراء ؟ اني اراها قاحلة .. اتمنى ان تخضر من جديد) يلعب الاطفال العابهم وتحكي النساء حكاياتهن والرجال. ضاع الربيع وضاع العيد , وضاعت الكسلة وبقيت خيم العزاء والسواد والظلام في العراق .. بوركت ايتها المرأة العراقية وبورك صبرك وانت تتحملين كل هذا الظلم.. احتفلي بطريقتك الخاصة , وافرحي مع عائلتك وجيرانك واحبائك , ولا تحزني ولاتكتأبي .. وحثي زوجك وابنك وبنتك ان يتفائلوا, واطلبي منهم ان يفكوا عقالهم وعقالك , وان يتوطنوا الوطن ويتركوا الطائفية والخرافة والحزن , وان يحتفلوا بالاعياد لا ان يحتفلوا بالمآتم والتعازي والزيارات المليونية لأضرحة الأئمة.. اختي المحجبة طالبي بحقوقك مثل المرأة الايرانية على الأقل , فهي امرأة قوية الشخصية لا تستكين الى القهر والظلم.. تسير امور العائلة بتمكن واقتدار.. تقرأ وتعرف من امور الحياة الكثير, وهي تصارع الحجاب بمختلف الوسائل والطرق , لأنه مفروض عليها بقيود شديدة في قم ومشهد , اما في بقية المدن الأيرانية , فهناك بعض التحرر في (تحريكه على الرأس واخراج بعض من الشعر) , وهي تلبس البنطرون في شمال طهران واصفهان وغيرهما من المدن الايرانية .. والشابة في الجامعة يرتفع صوتها وتطالب بحقوقها . وهذا حاصل نتيجة نضال ومقاومة الشعوب الأيرانية منذ سنين. احتفلي و ناضلي ضد امريكا لانها بدل الديمقراطية جلبت لنا الطائفية والدمار ,وناضلي ضد تدخل ايران والطائفية لانها جلبت لنا القتل والتشريد على الهوية. اعيادك مباركة ايتها المرأة العراقية وايامك سعيدة في ظل حكم وطني ديمقراطي لا بد انه قادم , بصبرك ونضالك مع زوجك واخوك العراقي .
عبد العالي الحراك 2-3-2008

#عبد_العالي_الحراك (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل