الثامن من آذار رمزا للتضامن مع النساء والنضال من اجل حقوقهن

رابطة المرأة العراقية

الحوار المتمدن-العدد: 2213 - 2008 / 3 / 7 - 09:34
المحور: ملف - الثامن من آذار 2008 يوم المرأة العالمي - لا للعنف ضد المرأة
    

مع كل النساء في العالم نستقبل يوم المرأة العالمي ، الثامن من آذار ، ونحتفي به سنويا نحن في رابطة المرأة العراقية منذ ان تأسست منظمتنا في العاشر من آذار 1952 . وتتجدد مساعينا وآمالنا بتحقيق المساواة والحياة الافضل للنساء ، وكان هذا اليوم بالنسبة لنادوما يوما للتضامن مع نضال المرأة وبين النساء انفسهن .

ويحل الثامن من آذار هذا العام على المرأة العراقية وهي توا جه مع غالبية شعبنا احتلال بلدها واهوال العنف والارهاب التي فاقت اهوال حروب النظام الدكتاتوري المنهار وقمعه . اذ يأخذ طغيان المليشيات الظلامية وعصابات الجريمة المنظمة مديات غاية في البشاعة والدموية ، وتشيع هذه المليشيات الرعب في اوساط المجتمع العراقي .

فعلى ايدي هؤلاء تتعرض النساء في وطننا الى القتل اليومي والتمثيل بجثثهن ( كما يحدث في مدينة البصرة ) ،والاختطاف لغرض استغلال الضحايا لاغراض الدعارة . وفي ظل شيوع الفكر الرجعي والعودة للوراء شهدت كردستان حالتي رجم حتى الموت بحق اثنتين من الفتيات وبذرائع مختلفة وتعيش النساء غير المسلمات ظروفا اكثر قساوة ويواجهن ضغوطا اكثر بشاعة من اخواتهن المسلمات. هذا اضافة الى الكثير الكثير من الممارسات الرجعية المختلفة على طول العراق وعرضه ، اضافة الى تداعيات ومخاطر الهجرة التي فرضت على ما يقارب الاربع ملايين انسان حيث تحرم العوائل من العيش الطبيعي وتجبر على الاعتماد على المساعدات الدولية الشحيحة وتدفع بالنساء الى التسول او ممارسة الدعارة لتوفير لقمة العيش ، هذا عدا عن الحرمان من التعليم ومن ابسط شروط الحياة الانسانية .

كما تعاني الارامل والمطلقات ، واللواتي بلغ عددهن الملايين حسب عدد من الاحصائيات ... تعاني هذه الشريحة من شظف العيش ويتعرضن ايضا للنصب والاحتيال من قبل عصابات المتاجرة بالرقيق الابيض ، حيث تدفعهن الحاجة للتشبث باية وعود تنقذهن من الجوع فيجدن انفسهن و قد وقعن في حبائل عصابات اشد قتامة من الجوع .

وازاء كل هذه المآسي والكوارث الانسانية التي تواجهها النساء العراقيات تقف الحكومة العراقية صامتة ، ومنشغلة تماما بترتيب اصطفافاتها ومحاصصاتها الطائفية . فحكومات المحاصصات كلها لم تعترف يوما بحجم الكارثة الانسانية والاجتماعية التي تحل بالمجتمع العراقي جراء الممارسات العنفية تجاه النساء اللواتي يشكلن اكثر من نصف المجتمع والعمل المنظم على شل هذا النصف وابعاده عن الحياة اليومية الطبيعية ، ولم تعمل باي شكل من الاشكال على ايجاد الحلول لهذه الاوضاع الشاذة ... فكل شيء مؤجل لحين تحقيق المحاصصات الطائفية كما يجب وكما يراد لها . وتقف قوات الاحتلال متفرجة على ما يحصل .

ان هذه الاوضاع الكارثية والمأساوية تثير قلقنا على الدوام ، نحن في رابطة المرأة العراقية .. وقد دفعنا قلقنا هذا الى اطلاق حملتنا العالمية لوقف العنف ضد النساء في العراق :" ليتوقف العنف ضد المرأة العراقية .. لنعمل معا من اجل العدالة والمساواة وحق الحياة " .

ونحن اذ نحتفل مع نساء العالم بيوم المرأة العالمي ، الثامن من آذار نجدد مطالبنا للحكومة العراقية بالتحرك السريع لوقف دوامة العنف هذه وكشف المجرمين والقصاص منهم ، والعمل الجاد على تغيير هذا الواقع المأساوي للنساء في وطننا من خلال تفعيل القانون وضمان حماية ارواح المواطنات والمواطنين .. والاهم في ذلك اعادة الحياة الطبيعية لمجتمعنا وتفعيل دور النساء فيه وزجهن في عملية اعادة البناء بكل تشعباتها .

ان نضالنا هذا لا يكتمل ولا يؤتي ثماره الا بتكاتف ووحدة الحركة النسائية العراقية وعملها المشترك . ونحن اذ نحيي هذه المناسبة ندعو الى مزيد من التضامن بين المناضلات من اجل مستقبل افضل للنساء في عراق آمن وديمقراطي كامل الاستقلال ، لا يفرق بين الناس على اساس الجنس والدين والعرق والمذهب .

وما احوج النساء العراقيات في نضالهن الشاق هذا الى المزيد من الدعم والتضامن الاممي .

تحية وفاء الى رائدة الحركة النسائية العراقية ، وسكرتيرة رابطتنا ، الراحلة الدكتورة نزيهة الدليمي

تحية الى كل شهيدات رابطتنا وشعبنا الخالدات

وتحية لكل المناضلات والمناضلين من اجل انتصار قضية المرأة العراقية

مع تضامننا مع اخواتنا النساء في كل بقاع الارض

رابطة المرأة العراقية / لجنة تنسيق الخارج

الثامن من آذار 2008

#رابطة_المرأة_العراقية (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل