أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - وعد المشهداني - رأس المال الفكري















المزيد.....

رأس المال الفكري


وعد المشهداني

الحوار المتمدن-العدد: 2211 - 2008 / 3 / 5 - 02:51
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


قديما كان الموظف أقل أهمية من الآلة التي يعمل عليها, ولم يكن لوجوده مبرر سوى أن يراقب الآلة أو يغذيها بالوقود أو المواد الخام التي كان عليها الآلة أن تقوم بانتاج السلع, في ذلك العصر البعيد تغلبت الآلة على الموظف أمام المستثمرين فكان الاعتماد عليها واضحا مما نتج عنه تقليل أهمية رأس المال الفكري, أما اليوم فقد تحولت تلك السلوكيات الى الاهتمام بالقوى العاملة والتي أصبحت قوى عالمة مفكرة , فهي حاليا تستطيع ان تشارك وتدخل في كثير من التعديلات الضرورية ليس فقط على الآلات ولكن أيضا على المراقبة والانتاج والتسويق مضيفة بذلك ابتكارات جديدة للمستثمرين, وبالرغم من التحول الحديث إلا أنه بالمقابل أفرزت الآلات من جانبها قوة عمالة تتميز بالمعرفة والابداع المتواصل, بمعنى انه كلما تطورت الآلات وازدادت تقنية وتحديثا كلما ازدادت الحاجة إلى عمالة متخصصة مثقفة تستطيع تشغيلها بالصورة المطلوبة, فلو تأملت مثلا بامعان منتجات شركات السيارات الأجنبية مرسيدس الألمانية أو جنرال موتور الأمريكية أو تويوتا اليابانية وتساءلت كم يعمل بها من مهندسين وخبراء وفنيين وكم يعمل بها من محاسبين واداريين وما هي أهمية كل فئة منهم للمصنع وما هي نسبة كل فئة الى الأخرى لوجدت مدى استثماراتهم في رأس المال الفكري ولظهرت لك مدى أهمية العنصر البشري ودوره الفعال في كيان تلك الشركات ولك أيضا ان تتخيل كيف يمكنك ان تحافظ على عناصر رأس المال الفكري في شركتك هنا محليا في المملكة المباركة , لذلك فإن رأس المال الفكري يعتبر رأس المال الحقيقي الذي يتوقف عليه نجاح أية شركة محلية كانت أو أجنبية بل ويعتمد به على قدرتها في تكوين المزيج الأكفأ من رؤوس الأموال بأنواعها المتعددة الموجودة لديها, فرأس المال الفكري هنا يشمل المعرفة المفيدة والمهارة والتي يمكن توظيفها واستخدامها لصالح الشركة, فلا تصبح أي فكرة أو معرفة ذات قيمة وفائدة مرجوة مالم يتم تطبيقها ووضعها موضع التنفيذ مباشرة, ومع ذلك فنجد ان بعض المديرين يتجاهلون أهم ممتلكاتهم الثمينة عنوة, فهم يعرفون كل الأصول المالية والمادية تماما والتي لديهم سواء الأموال التي تحتفظ بها في البنوك وفي قيمة الأراضي والمباني, أما رأس المال الفكري للشركة والذي له قيمته التي لا تقل عن سابقتيها فغالبا ما ينال النصيب الأدنى من الاهتمام والرعاية منهم, فكان على رأس المال الفكري في شركتهم أن يثبت وجوده بأي شكل دون أي دعم يذكر, والحقيقة التي لا تقبل الشك أن قيمة رأس المال الفكري استثمار له عائد مجز على المدى الطويل, ولكي يتحقق هذا العائد يجب أن تكون هناك تكاليف مالية تتحملها الشركات نظير حصولها على هذا العائد لاحقا, فيفترض منها ان تضع في اعتبارها بأن رأس المال الفكري انما هو استثمار تبذل من أجله كل الطاقات في سبيل الحصول عليه, ولكن يبدو ان واقع الأعمال مختلف تماما لمثالية التطبيق, فبعض الشركات ما تزال تعتقد بأن تنمية مواردها البشرية تدريبها انما هو عبء ومضيعة للمال والجهد, الأمر الذي جعل الكثير منها لا تنظر الى التدريب نظرة ايجابية استثمارية, وهذا بدوره انعكس سلبيا عليها حيث ان عدم توفر التدريب لكافة موظيفها يؤدي تلقائيا في صورته النهائية الى عدم رفع كفاءتهم أو تطوير مهاراتهم والشكل الذي يتماشى مع عولمة القرن الحادي والعشرين, ويمكن علاج هذا القصور بأن ينمي المديرون رأس المال الفكري باستغلال المعلومات المتوفرة لدى الموظفين أنفسهم وبالعمل على منحهم موقعا آمنا يمكنهم خلاله من المشاركة بأفكارهم ومرئياتهم في الاجتماعات الدورية, كما تأتي أهمية تنمية الموارد البشرية من حيث انها ذات تأثير مباشر في زيادة انتاجية السلع, فهناك علاقة طردية بين مستوى أداء وكفاءة الموظف وبين انتاجيته, فكلما كانت هناك عمالة متعلمة ماهرة قادرة على استخدام وتشغيل التقنية المتطورة كلما كانت أفضل في أدائها من غيرها غير المؤهلة, ومن واجب كل شركة تفعيل دور التدريب لمقابلة احتياجاتها الضرورية في العملية الانتاجية والارتقاء بها, فلا تزال بعض الشركات تفتقر الى التدريب وتتصف بصفة محدودية التنسيق والتطوير له بل بعضها يغيب عنها ثقافة التشجيع والحماس لاتخاذ التدريب كأداة أولية تستخدمها في تطويع التقنية الانتاجية وأصبح من الملحوظ وجود فجوة تأهيلية تزداد اتساعا بين معرفة الموظف وبين مستوى التقنية في منشآتها, فكان لزاما على قسم التدريب لكثير من الشركات أن يركز على احتياجات السوق والالمام به حتى تتمكن من تطوير منتجات وسلع مواكبة للتغيرات المستجدة في عالم المنافسة العالمية, وقد أظهرت الابحاث ان رأس المال الفكري يمكن ان يزيد من اصول الشركة بطرق منها أولا توفير واختيار أهم البرامج المناسبة لها مما يتناسب مع مستويات انتاجها مع مساعدة المتدرب الموظف في اختيار الملائم من برامجها تبعا لميولاتهم وقدراتهم الشخصية, وثانيا تبني فكرة المجموعات الممارسة فيها يتم التعليم والتدريب بشكل أفضل في مجموعات أو فرق عمل, فيجتمعون حول اهتمام واحد مشترك ولحل مشكلة تقنية أو ادارية فيعمل الجميع على تبادل المعرفة والمعلومات, يدرب كل منهم الآخر بما اكتسبه من معرفة خلال لقاءاتهم المتعددة ومما يساعدهم على القيام بصورة منتظمة في دراسة تشخيصية للمشكلات التي تعاني منها الشركة والتي ينفذها لهم البرنامج التدريبي في ضوء ما أسفرت عنه عملية التشخيص وبحيث تكون النتائج عبارة عن حلول عملية يمكن تطبيقها بسهولة, كما انه يتعين على المتدربين ان يأخذوا مشاركتهم مأخذ الجد وذلك في عدم الانسياق خلف الأساليب البراقة التي يتعجل بعض المدربين في استخدامها لجذب الانتباه, كما ينصح ببذل الجهد لتطبيق ما تلقوه في البرامج التدريبية, وأخيرا فان التوصيف الوظيفي لكثير من الموظفين غير واضح لبعض الشركات هذا ان لم يكن أساسا ضعف توصيفي يحدد لهم الواجبات والمهام التي يفترض أداءها على الوجه المطلوب, فاستمارات تقييم أداء الموظف غير مصممة كما يجب بل ان معاييرها ضعيفة ذات مستوى غير مقبول مما يؤثر سلبا على عملية تحديد الاحتياجات التدريبية والتأهيلية للشركات المستقبلية.



#وعد_المشهداني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاستثمارات الأجنبية المباشرة
- التمويل الدولي
- الخصخصة المختلفة


المزيد.....




- بورصة -وول ستريت- الأمريكية تتلون بالأحمر بعد بيانات اقتصادي ...
- شويغو: عرض النصر سيقام العام الجاري بمشاركة الحائزين على الم ...
- “الاصفر عامل كام عراقي“ سعر مثقال الذهب اليوم في العراق عيار ...
- ارتفاع أسعار النفط مع تجدد المخاوف في ظل توترات الشرق الأوسط ...
- انخفاض أسعار الصرف اليوم…سعر الدولار في السوق السوداء الأربع ...
- الأكبر في العالم.. تفاصيل مشروع قطري جزائري جديد بميزانية ضخ ...
- ما المكتوب على القناع الذهبي للملك المصري توت عنخ آمون؟ وما ...
- وزيرة الخزانة: اقتصاد أميركا قوي والخيارات متاحة للرد على ال ...
- -بلومبرغ-: فريق ترامب يدرس إجراءات ضد الدول التي تتخلى عن ال ...
- الاقتصاد الأمريكي ينمو 1.6% في الربع الأول من العام بنسبة أق ...


المزيد.....

- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى
- التنمية العربية الممنوعة_علي القادري، ترجمة مجدي عبد الهادي / مجدى عبد الهادى
- نظرية القيمة في عصر الرأسمالية الاحتكارية_سمير أمين، ترجمة م ... / مجدى عبد الهادى
- دور ادارة الموارد البشرية في تعزيز اسس المواطنة التنظيمية في ... / سمية سعيد صديق جبارة
- الطبقات الهيكلية للتضخم في اقتصاد ريعي تابع.. إيران أنموذجًا / مجدى عبد الهادى
- جذور التبعية الاقتصادية وعلاقتها بشروط صندوق النقد والبنك ال ... / الهادي هبَّاني
- الاقتصاد السياسي للجيوش الإقليمية والصناعات العسكرية / دلير زنكنة
- تجربة مملكة النرويج في الاصلاح النقدي وتغيير سعر الصرف ومدى ... / سناء عبد القادر مصطفى
- اقتصادات الدول العربية والعمل الاقتصادي العربي المشترك / الأستاذ الدكتور مصطفى العبد الله الكفري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - وعد المشهداني - رأس المال الفكري