الوصايا العشر

ابراهيم الخزعلي
(Ibrahim Al khazaly)

الحوار المتمدن-العدد: 2203 - 2008 / 2 / 26 - 10:04
المحور: الادب والفن
    

على شبّاك داري
علّقْتُ أحلامي وسافرت
رحْلة الموت والميلاد
مُذْ عانقت روحي حطامي
وأنبثقتْ من عيني سماء
مخضب قلبيَ بالأشواق
سقطت أرياش أجنحتي
عالياَ حلّقت دوني
لمْ أعُدْ أقوى على الطيران
أوصالي مقطّعَة
في المحطّات جراحي
كأعقاب السجائر
روحي ريشة في فضاءات المنافي
نفسي لها ما تستعين به , أو تشتهيه
للطيران أجنحة أخرى
الجراحات أجنحة النسور
الغدر عينا ذئب
المزابل مقبرة الجبناء
الجرح والدم توئمان
والألم نبض الحياة
لم تبك الأسود جراحها
تبكي على الزمن الجريح
تبكي على الغدر المباح
الوصايا العشر في الصحراء
مع البدو تاهت والأبِل
بين الرمال , تبحث عن مُزْنَة
عن كلأ , عن ضل عُشْب ,
عن قبور الأنبياء
والشعراء الصادقون
لايتجرون بشعرهم , أو يفترون
إلآ الذين خانوا , أو مفلسون
إمرئ القيس يهجو نفسه
ويرثيَ الشعر والشعراء
وعنتره تنبش الذئاب واللصوص قبره
لعلَّ في عظامه البترول
آنَ لنا أن نستفيق
ونغسل النوم من عيوننا
وننسلخ عن موتنا , عن صمتنا
ونغتسل من سحتنا
من رجسنا
من عارنا
فالعار , كل العار في جباهنا
وسحنة دكناء من نفاقنا
ثمّة فرسان لنا هناك
بشقاقنا مقطّعين
بحروفنا مشوٌهين
بدموعنا مضرٌجين
تنهشهم أضفارنا
وثمٌة فتيان هنا تبعثروا
كالسندباد هاجروا
عبر الأماني والجراح
لعروسة البحر وليمة
ونحن نبكي , ثم نبكي , ثم نبكي
ونرسم الحداد في بيوتنا
وننصب العزاء في حاراتنا
ونصرخ ياويلنا , ياليتنا
وينسحق ضميرنا
وينكسر قرارنا
وينفجر فجورنا
يا أيٌها الأطفال
يا أيٌها المعدمون
نحن وأنتم أمٌة ومملكه
صمودنا دمائنا
قائدنا إيماننا
وصدقنا سلاحنا
تقدموا , تقدموا
منٌي قليلاَ واسمعوا
ها هنا قبري العتيق
بعيوني أطفئوا أحزانكم
أيٌتها الثاكلات
أيٌتها التائهات عن صراط الخبز
أيٌتها المومسات الصالحات
معبد روحي أدخلوا
صدري اليكم خيمة
موقد فيه , إصطلوا
إشعلوا الشمع , نجوم الكون
حتى مطلع الفجر
الظلمة كابوس عقيم
فتعالوا ها هنا
قلبي لكم دفئ وبيت


الدكتور ابراهيم الخزعلي
10/8/2006
[email protected]

#ابراهيم_الخزعلي (هاشتاغ)       Ibrahim_Al_khazaly#          

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل