إمرأه من نوع خاص

رحاب الهندي

الحوار المتمدن-العدد: 2202 - 2008 / 2 / 25 - 10:06
المحور: العلاقات الجنسية والاسرية
    

منى البلوشي
خسرت حياتي الزوجية لكنني لم أخسر نفسي وهذا المهم..!!

تبدو منى البلوشي امرأة غير النساء اللاتي يرضخن لمشيئة مجتمع يتحكم به الفكر الذكوري في كل نواحيه الاجتماعية والاقتصادية والدينية.
ولان مجتمعنا ذكوري في غالبه لذا يجب على المرأة ان ترضخ لكل أوامرهم واحتياجاتهم وتنصاع حتى لاخطائهم.
غالبية النساء فعلا يعقن في شبكة الفكر الذكوري خوفا او ضعفا او هروبا من المواجهة التي تشعر بأنها سنخسرها على جميع الأصعدة.
لكن منى البلوشي رفضت ان تكون ضمن قطيع النسوة اللاتي تحركهن عصا الذكورية وقررت ان تكون خارج السرب محلقة بروحها وكرامتها واعتزازها بنفسها لتنقذ نفسها وأطفالها من أتون جحيم السيطرة الذكورية المطلقة وتجد لنفسها طريقا جديدا تحترم فيه ذاتها وتفرض على هذا المجتمع ان يحترمها ويشير اليها بالبنان.
تقول منى البلوشي قد أكون فعلا امرأة من نوع خاص وانا أحترم كينوتي التي لم يحترمها زوجي وكنت أتساءل لماذا يشعر الرجل دائما بأنه الاقوى وله كل الحق في ان يعامل زوجته بقسوة وديكتاتورية دون أي تقدير واحترام لمشاعرها وكينوتها.
بل قد يعتبرها أحيانا اشبه بكرة القدم يلعب بها بقدميه ليدخلها في الشباك ويكسب هدف الغرور والسيطرة فقط لانه رجل .
أعترف أنني لم أكمل تعليمي لانني في السادسة عشرة دخلت معترك الحياة الزوجية التي لم أعش الا مشاكلها وهمومها شعرت بعد تسع سنوات انني أحمل هموما أكثر من طاقتي وحين تساءلت عن السبب كان ببساطة حتى أرضي زوجي وأهلي والمجتمع .
رغم اني لم أسئ لأي منهم !!!!لماذا ألانني امرأة لم يشعر أحد بمعاناتي وقسوة الحياة من حولي فأقتنعت ان أحدا لن يساعدني اذا لم أساعد نفسي.
كان طلاقي من زوجي هو طلاق من المشاكل وعدم التفاهم والسيطرة وبحثت عن نفسي التي وجدتها في الألوان والرسم والماكياج وتصميم الأزياء أنشغلت بكل هذا من أجل ان أتميز بمجالي اجتهدت وعملت ونجحت.
تحرير الذات
نعم يجب على المرأة ان تتعلم بأن التحرر كيان رائع والتحرر هنا ان لا تكون إمعة لأحد فهي إنسانة لها كيانها الخاص ورأيها وتفكيرها ولن يضيرها ان تتفوق في مجال تحبه طالما أنها لا تخطأ.. ومع الأيام ستفرض احترامها على الجميع شاءا أم أبوا.
قرار الطلاق:
كان قرار الطلاق من أهم القرارات وأخطرها في حياتي أنا لا أكره زوجي لكن اكره أسلوبه وتفكيره بأنه هو من يتخذ القرار.. لقد كان معتمدا على أنه كرجل من حقه أن يطلقني ويعيدني لكني في المرة الأخيرة صممت على أن انفصل عنه وأشكر القاضي الذي قدر موقفي وتفهمني وأعلن طلاقي.
حياة جديدة..
أعيشي حياة جديدة بل رائعة وأنا أركز على تصميم الأزياء العمانية وأحاول إضافة لمساتي عليها لتبدو أكثر جمالا ورقة فهي تتميز بجمال خاص لا ترتكز على قياسي بذاته وهي تليق على جميع اجساد السيدات.
خطوط الماكياج:
من الأزياء وألوانها وخطوط الرسم ركزت على فن الماكياج ونجحت به جدا وكثر زبائني فوقفت على أرض صلبة للرزق والحمدلله وهذا ما جعلني أتكفل بنفسي وأطفالي ولا أحتاج إن أمد يدي لأحد.
ملاحقة غير معقولة:
رغم كل ضغوط زوجي السابق ومحاولته لإعادتي لكنني رفضت وبإصرار فقد عرفت معنى أن أتحرر من قبضته ومشاكله ووجدت لنفسي طريقا للتحرر والكرامة.
فيكفي إهانات غير معقولة أنا إنسانة حرة التصرف بقراراتي التي لا تسئ لأحد لكن الغريب أن هيمنة الرجل وتفكيره يجعله يعتبر المرأة شيء خاص يمتلكه ولن يفرط به بسهولة حتى بعد الإنفصال وهذا ما حدث من طليقي الذي أخذ يشهر بي لكنني لم أهتم لكل كلامة طالما اسير بالطريق الصحيح.
كلمة لكل النساء:
نعم أوجهها لكل إمرأة تعيش وهم انها ضعيفة وأن الرجل يجب أن يكون لها ظلا .
المرأة قوية وتستطيع أن تكون كيانا مستقلا تعتمد على نفسها وأن تحافظ على كرامتها وشخصيتها طالما الرجل لا يفهم هذا الإحترام.
نعم خسرت حياتي الزوجية لكنني بكل تأكيد لم أخسر نفسي وهذا المهم والمهم جدا لذا أعتبر نفسي إمرأة من نوع خاص.

#رحاب_الهندي (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل