|
شباب الجنوب الشرقي،شباب مهمش في انتظار فك الحصار
مصطفى جليل
الحوار المتمدن-العدد: 2202 - 2008 / 2 / 25 - 10:03
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
لم يعد يخفى على أحد ، بعد الاحتجاجات المتتالية لشباب الجنوب الشرقي و خصوصا منطقة مسمرير و بومالن دادس، حجم التهميش الذي يعانون منه ، و حجم الضياع الذي يحسونه خصوصا و أنهم مدرجون ضمن خانةالمغضوب عليهم من طرف السلطة التي لا تذخر جهدا في النزول عليهم بالعصي تارة ، و في اعتقالهم تارة أخرى ، حتى أضحى مشهد سيارات القوات المساعدة و قوات القمع التي تهرول إلى هذه المناطق لقمع المحتجين أمرا عاديا ، غالبا ما نتعجب لعدم رؤيته ، هذه الحالة التي إن دلت على شيء فإنما تدل على درجة الوعي الذي وصل إليه هؤلاء الشباب رفقة أهاليهم الذين سرعان ما يساندونهم في وقفاتهم . وعي بأهمية الدفاع عن حقوقهم المهضومة ، ووعي بالواقع المزري الذي يعيشونه و بنجاعة أسلوب الاحتجاج و التظاهر في تحقيق مطالبهم العادلة أمام غطرسة الحكومة الحالية التي أتت لتتمم ما بدأته الحكومات السابقة من تطويق لمنطقة الجنوب الشرقي و من عزل لها عن العالم الخارجي . تتكون شريحة الشباب في الجنوب الشرقي من عدد لا بأس به من الطلبة ، و من تلة كبيرة من المعطلين و قليل من العاملين في مجالات شتى ، كالفلاحة و التجارة و الحدادة ..... ، غير أن فئة الطلبة و التلاميذ و المعطلين هي الفئات الأكثر تشبثا بمطالبهم و بحقوقهم ، و هي الفئات التي نجدها غالبا ما تبادر إلى النضال و الاحتجاج نظرا لمعاناتهم اليومية سواء في قاعة الدرس في الثانويات و التي تفتقر إلى التجهيزات ، أو داخل أسوار الجامعة حيث يعانون من هزالة المنحة الدراسية و من مشاكل النقل ، أو في الحصول على وظيفة أثناء التخرج نظرا لسيطرة الفئة البورجوازية على مراكز القرار و بالتالي مركز التوظيف و التشغيل ، و هي الأسباب ذاتها التي تدفع أهاليهم لمساندتهم خصوصا و أن الفقر هو التيمة الأكثر سيادة في هذه المناطق و بالتالي حاجتهم إلى كل فلس يمكن أن يدره أبناؤهم من خلال وظيفة قد تكون أو لا تكون و هو ما يدفعهم إلى المطالبة بتشغيل أبنائهم المعطلين و بتوفير الكتب المدرسية لأبنائهم التلاميذ و بتوفير العناية الطبية اللازمة كي لا يضطروا للسفر بعيدا لتلقي العلاج . كل الظروف إذن هي ظروف تساعد في تكوين سكان واعين بحقوقهم و تكوين جيل من المناضلين القادرين على وقف سياسة التهميش و الحصار . حتى دار الثقافة التي بناها الإتحاد الأوروبي بقلعة مكونة ، في محاولة لتنمية هذه المناطق -لأسباب ذاتية عدة- ، لم تستطع تحقيق ما صبا إليه الشباب ، فقد كانوا بانتظار اليوم الذي ستعمل فيه الدار بشغف غير أنها أتت لتفاجئهم بقوانين و عراقيل عدة تضعها السيدة المديرة على جميع رواد الدار قليلا و على الجمعيات الأمازيغية كثيرا ، لكن هذه العراقيل سرعان ما تتبدد إذا كان الأمر يتعلق بجمعية إسلاموية معادية للقضية الأمازيغية التي أخذت الجمعيات الأمازيغية في الجنوب الشرقي على عاتقها الدفاع عنها و عن تواجدها في المؤسسات العمومية ، و هذا الحيف هو ما يطرح أكثر من تساؤل فهل نحن بصدد الحديث عن دار للثقافة أم دار للمنار و الإحسان و تصفية الفكر الراديكالي ؟؟ قضية دار الثقافة إذن هي القضية الجديدة التي سيأخذ مناضلوا قلعة مكونة من تلاميذ و طلبة و فعاليات جمعوية مهمة الدفاع عن حق التواجد فيها و استغلال فضائها و رفع الحيف الممنهج على الجمعيات الأمازيغية ذات التوجه الراديكالي . و ما دمنا نتحدث عن شباب الجنوب الشرقي فلا بأس أن نتحدث عن محطة التطهير التي بنيت قبالة نوافذ قاعات مؤسسة تعليمية و هو الأمر الذي يجعل التلاميذ ينفرون بعض الأحيان من الدروس و غالبا ما يتغيبون عن الدراسة بسبب الروائح الكريهة التي تنبعث من المحطة المذكورة ، مما جعل التلاميذ يعتبرون محطة التطهير تلك حلقة جديدة من مسلسل التهميش الممنهج ضدهم . في النهاية نخلص إلى خلاصة سريعة غالبا ما يخلص إليها أي متأمل للوضع في الجنوب الشرقي خاصة و في المغرب عامة هي أن الإرادة السياسية لتحقيق تنمية حقيقية في مناطقنا و في نشر مبادئ المساواة و الديمقراطية لا تزال منعدمة في مغربنا الحبيب .
#مصطفى_جليل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
النشطاء الأمازيغ في قلعة مكونة يعتزلون
-
مركز القصور الكلوي بورزازات، بين معالجة القصور الكلوي و مكاف
...
-
ساكنة الجنوب الشرقي ، جنسية مغربية مع وقف التنفيذ
المزيد.....
-
الأردن.. عيد ميلاد الأميرة رجوة وكم بلغت من العمر يثير تفاعل
...
-
ضجة كاريكاتور -أردوغان على السرير- نشره وزير خارجية إسرائيل
...
-
مصر.. فيديو طفل -عاد من الموت- في شبرا يشعل تفاعلا والداخلية
...
-
الهولنديون يحتفلون بعيد ميلاد ملكهم عبر الإبحار في قنوات أمس
...
-
البابا فرنسيس يزور البندقية بعد 7 أشهر من تجنب السفر
-
قادة حماس.. بين بذل المهج وحملات التشهير!
-
لواء فاطميون بأفغانستان.. مقاتلون ولاؤهم لإيران ويثيرون حفيظ
...
-
-يعلم ما يقوله-.. إيلون ماسك يعلق على -تصريح قوي- لوزير خارج
...
-
ما الذي سيحدث بعد حظر الولايات المتحدة تطبيق -تيك توك-؟
-
السودان يطلب عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن للبحث في -عدوان الإم
...
المزيد.....
-
عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية
/ مصطفى بن صالح
-
بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها
/ وديع السرغيني
-
غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب
/ المناضل-ة
-
دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية
/ احمد المغربي
-
الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا
...
/ كاظم حبيب
-
ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1)
/ حمه الهمامي
-
برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب
/ النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
-
المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة
/ سعاد الولي
-
حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب
/ عبدالله الحريف
-
قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس
/ حمة الهمامي
المزيد.....
|