أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هشام الصباحى - التوحد الكامل.. القارئ والبطل يتألمان معا(لابد أن تتأكد انك مازالت حيا بعد قراءة رواية غرفة ترى النيل)














المزيد.....

التوحد الكامل.. القارئ والبطل يتألمان معا(لابد أن تتأكد انك مازالت حيا بعد قراءة رواية غرفة ترى النيل)


هشام الصباحى

الحوار المتمدن-العدد: 2201 - 2008 / 2 / 24 - 06:03
المحور: الادب والفن
    


التوحد الكامل.. القارئ والبطل يتألمان معا
لابد أن تتأكد انك مازالت حيا بعد قراءة رواية غرفة ترى النيل
هشام الصباحي

عندما انتهيت من الصفحة رقم 128 وهى الصفحة الأخيرة في رواية عزت القحاوى غرفة ترى النيل حمدت الله على أنى مازلت على قيد الحياة بعد ما عانيته من ألم على مدار أيام قراءة الرواية لقد نجحت الرواية أن تولد داخلي ..في جسدي ..في روحي نفس الألم الذي يعانى منه عيسى بطل الرواية اثر مرض سرطان متأخر ربما كان ألمي اشد لا اعرف من أين جاء هذا التوحد الجسدي والروحي مع البطل لابد أنها مؤامرة الفن الجميل الذي يجعلك في حالة توحد مع ما تتلقى سواء كان ما تتلقاه مرئي أو مسموع أو مقروء
وقد نجح عزت القمحاوى في إحداث هذا التوحد بين البطل في روايته والقارئ
عالم الرواية الاساسى/المادي هو غرفة على النيل ينزل فيها مريض السرطان عيسى مع صديقه رفعت الذي يحكى لنا كل الأحداث ويكون هو صوت الرواية الذي يحمل على عاتقه مرافقة صديقه في رحلة الحياة ورحلة الاحتضار حتى تتوهم انه الوجه الآخر للبطل وكأن البطل وصديقه شخص واحد
أيضا هناك عوالم أخرى تأتى إلى الغرفة من خلال آليات التذكر واليات الحلم/ الرؤية منها عالم المعتقل والسجن ومابه من تفاصيل إنسانيه ..عالم الصحافة الذي يكشف البطل تفاصيله القاتمة التي يتعامل معها بسخرية شديدة .. عالم مرحلة الشباب والجامعة ومابها من عنفوان وحيوية والعالم الأهم هو رسائل الحبيبة الأوروبية التي أرسلت رسائل إلى عيسى كانت أروع ما تكون في العشق والحب ليس الذي ورثنا آلياته بل آليات جديدة تناسب روح العصر وروح الحياة وإيقاعها المختلف تماما
الغرفة في مستشفى استثماري ليس له علاقة بالفقراء إلا إذا كان تبرعا من الأغنياء حتى يقضى فيها الأيام الأخيرة وهو في حالة رضي تام عن احتضاره الذي يجعلك أنت تتألم عبر تفاصيل مرعبة ودقيقة في تناولها لأدق تفاصيل المرض التي تنقلها لنا عين /لغة لا تهمل أدق التفاصيل حتى انك تشعر انك لست قارئ الرواية بل أنت بطلها المريض وتشعر بنفس الألم ونفس الأحاسيس تتوحد مع الرواية في كل مساراتها التي تدور فيها وتمنحك الرواية مظاهر الفساد التي تبنى الجو العام والخاص معا حيث تسعى الحكومة ورجال أعمال طرد اهالى جزيرة من مساكنهم البسيطة و عششهم التي من الصفيح من اجل بناء منتجات سياحية للاستثمار وأيضا كشف أن العلاج في المستشفيات الاستثمارية والمستشفيات العامة كلاهما له فساده الخاص في المستشفيات الاستثمارية يتجاسرون على بيع الوهم دون حياء ومن اجل هذا أنشئت المستشفيات من اجل خدمة الفاتورة ص 123
أجمل ما تكشفه الرواية هو أن الموت أسهل من الاحتضار وتداعيات الموت الرواية
تثبت أن الموت حدث تافه اليوم أنت موجود وغدا غير موجود المرض هو المذل ص 53
الرواية تمنح الحضور الروحي انتصار على الحضور الجسدي هذا واضح مع الزوجة التي يعيش معها لم يمارس معها الجنس أما الحبيبة/الصديقة التي تعيش في الخارج تحكى له تفاصيل يومياتها التي يملؤها هو دون أن يحضر جسديا
لغة الرواية صلبة مؤلمة مثل الحفر على الرخام هي الأخرى تحتاج درجة عالية من التركيز والانتباه لتحصل على متعة التوحد مع الرواية

هشام الصباحى
القاهرة في 22 -2-2008
http://www.facebook.com/group.php?gid=8147277718



#هشام_الصباحى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يوتوبيا رسالة أحمد خالد توفيق إلى والى مصر وشعبها
- حمدى أبوجليل الجبرتي الجديد في مصر
- طارق إمام فى هدوء القتلة( يمنحك إمكانية أن تشاهد جنازتك وتطم ...
- شرفات تتأخر فى النزول الى الرب
- طراطير اعياد الميلاد
- بنت
- رؤية العالم أكثر وضوحا عند الموت
- قصائد قصيرة
- طمأنينه أكثر في الموت
- سلطة الحرير المطلقة على عماد فؤاد(قصيدة النثر عندما تفرزها د ...
- العروس ديوان ماهر شرف الدين (العروس قصيدة نثر تفتح ذراعيها ع ...
- الأشجار لا تغير أيديولوجياتها
- تفاصيل عن مناضل اكتشف فجأة انه مازل على قيد الحياة


المزيد.....




- المخرج الأمريكي كوبولا على البساط الأحمر في مهرجان كان
- تحديات المسرح العربي في زمن الذكاء الصناعي
- بورتريه دموي لـ تشارلز الثالث يثير جدلا عاما
- -الحرب أولها الكلام-.. اللغة السودانية في ظلامية الخطاب الشع ...
- الجائزة الكبرى في مهرجان كان السينمائي.. ما حكايتها؟
- -موسكو الشرقية-.. كيف أصبحت هاربن الروسية صينية؟
- -جَنين جِنين- يفتتح فعاليات -النكبة سرديةٌ سينمائية-
- السفارة الروسية في بكين تشهد إزاحة الستار عن تمثالي الكاتبين ...
- الخارجية الروسية: القوات المسلحة الأوكرانية تستخدم المنشآت ا ...
- تولى التأليف والإخراج والإنتاج والتصوير.. هل نجح زاك سنايدر ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هشام الصباحى - التوحد الكامل.. القارئ والبطل يتألمان معا(لابد أن تتأكد انك مازالت حيا بعد قراءة رواية غرفة ترى النيل)