أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فاطمة العراقية - عودة الى الغناء الريفي الاصيل














المزيد.....

عودة الى الغناء الريفي الاصيل


فاطمة العراقية

الحوار المتمدن-العدد: 2184 - 2008 / 2 / 7 - 09:48
المحور: الادب والفن
    


عودة الى الغناء الريغي الاصيل
في الموضوع السابق كان حديثنا عن المطربة مسعود عمارتلي واليوم نتذكر من المطربين المخظرمين في الطرب الريفي وهو (عبد الامير طويرجاوي) هو عبد الامير بن كاظم بن حمادي المعروف بالطويرجاوي نسبة الى قضاء طويريج (الهندية) في محافظة بابل .ولد المغني عام 1885 في المدينة المذكورة ونشأ منذ صباه في مجالس الادب التي كان يحضرها الشاعر السيد رضا الخطيب والشاعر الشيخ علي البازي ,وتتلمذ على يد هؤلاء الشعراء فتخرج بقابلية ادبية اضافة الى مامنح من صوت شجي ذو ابعاد مؤثرة في المجتمع ,وليس ادل على ذلك الا اثارته للجماهير في ثورة مايس 1941 حيث حكمت عليه سلطات العهد المباد بعد انتكاسة الثورة بالاعدام .
يعتبر الشاعر الفنان عبد الامير طويرجاوي ذو شخصية فذة لما يتمتع به من سلوك حسن واتزان جيد فكان في مجالس الطرب اميرا لغنائه وفي مجالس الادب شاديا من شدائها وكلما توفر لمثل هذه المؤهلات وهو حق ذلك .كان كريم النفس معطاءا لذا قد ابتلي كعادة الكرماء بالفقر.

وهموا لان الضيف ينزل دارهم

للفقر في ساحاته ايواء

اختص الشعر الفنان المطرب بقابلية في مجالس العزاء لسيد الشهداء فكان من النمط الواقعي في رثائه وشدوه للبطل الشهيد.
بدأ في الغناء عام 1915 في بيوت أل قزوين في الهندية طويريج وكانت بداية غنائه في المواليد ومواسم التعزية ولم يكن المطرب من الشعراء والفنانين الممتهنين لشعرهم وفنهم بل كان يعيش من اجلهما فقط .وكعادة اي فنان او اديب او شاعر بارع تكثف حوله العداوات الناتجه عن الحقد وهكذا قاوم بعض محترفي الشعر والفن والغناء في منطقة هذا الشاعر فانسحب مترفعا عنهم الى بغداد حيث التقى مع كبار المغنين امثال المرحوم احمد زيدان والمرحوم الملا عثمان الموصلي والمرحوم نجم الشيخلي ورشيد القندرجي وغيرهم بمقاهي بغداد القديمة والتي كانت تعج بهؤلاء المغنين لاغناء الشعب بالراحة والرفاه والتوجيه ,ومن هنا لاحظت الشركات الخاصة بتسجيل الاسطوانات قابلية هذا الشاعر فسجلت له عدة اسطوانات لاتزال محفوظة في مكتبات الهواة والمغنين ودار الاذاعة العراقية وكان ذلك عام 1921 .ومن الجدير بالذكر انه التقى بالمطرب الكبير الاستاذ محمد الكنبجي واتفقا على التسجيل في شركات التسجيل انذاك. وقد كانت الشركة تدفع مبلغا قدره خمسون ربية للمسجل المطرب كأجر عن الاسطوانة الواحدة ولكن لترفع شاعرنا عن المادة وعزوفه عن الارتزاق اضافة الى امكانياته الهائلة صوتا وادبا كانت تعطيه شركات التسجيل مئة روبية لكل اسطوانة وتوضع مع هدية وتحسب له هدية لا اجرا .وفي عام 1936 استقبلته دار الاذاعة العراقية اللاسلكية في حينه بعد جهد جهيد بذله المسؤولون عنها في حينه لاقناعه بالغناء من دار الاذاعة حيث كان البث حيا, وقد بقي في دار الاذاعة حتى قيام ثورة 1941 حيث شارك الثوار في فنه بالاهازيج الوطنية والهوسات الشعبية التي كان لها الاثر الفعال في اثارة الجماهير ضد الاستعمار البريطاني وعلاقته بالمنطقة.
لقد امتاز مطربنا بتقصي الحقائق عن فن الغناء مستفيدا من علاقته في منطقة الفرات الاوسط حيث كان بحاثا عن اطوار هذا النوع من الغناء والحق يقال بان له الفضل الاكبر في تحديد مسميات اطوار الابوذية وربطها بالعرض اللغوي ولذلك يعتبر المرحوم عبد الامير طويرجاوي مدرسة متكاملة شاملة في الادب والغناء والعروض والفن والصوت.
لم يحط الشاعر المطرب رحالا في مكان الا وغادره الى مكان اخر متقصيا للحقيقة وباعثا للفن ورسولا للادب الشعبي فقد غنى في مقاهي كثيرة واشهرها مقهى (الميز) التي تقع في راس ساحة الشهداء لصاحبها سلمان الشيخلي ومقهى البولنجية التي كانت تقع في سوق هرج ومقهى الفضل لصاحبها مجيد كركر والتي تقع بجانب مدرسة الفضل ومقهى باب الشيخ ومقهى فضوة عرب ومقهى علاوي الحلة ومقهى فاضل التي كانت تقع في الصالحية في راس جسر الاحرار حاليا حاليا ومقهى الشابندر التي تقع في سوق حمادة في الكرخ ومقهى المطرب ناصر حكيم في علاوي الحلة ومقهى العوينة ومقهى التجار في مدخل سوق الهرج في البصرة.
لقد كانت شركات التسجيل تصطحب المطربين معها لخارج القطر لغرض تسجيل اسطوانات لهم لعدم وجود استديوهات للتسجيل في القطر العراقي انذاك ,ومن هنا سافر شاعرنا المطرب مع المطرب الكبير الاستاذ محمد الكنبجي ومطرب الابوذية المشهور حسن داود الى خارج العراق حيث سجلوا اسطواناتهم بالاتفاق مع شركة بيضفون وبيلفون وايدبو وشركة سدوة الوطنية.
لقد اتسعت شهرة الشاعر المطرب اتساعا كبيرا في مجال الغناء والطرب ,ولكنه كان عازفا عن الشهرة بعيدا عن جاذبية المادة ابيا في حياته العامة وقد سجلت له الاذاعة العراقية الكثير من الاغاني اضافة الى ما كان يغنيه من منبرها بالمناسبات الوطنية على البث الحي واستمر في هذا حتى عام 1960 حيث توكعت صحته وبدأ به المرض ولكنه بالرغم من ذلك كان مرجعا لكافة المغنين للتدريس في اصول غناء الابوذية والمقام وكانت داره لقاء المغنين والمغنيات بعد ان اشتد به المرض كان يشبع هوايته الغنائية والادبية في مجالس العزاء على سيد الشهداء وصحبه في المواليد والمناسبات الدينية والاعياد وفي المجالس الخاصة منها والعامة وكان يعمل ذلك بدافع الهواية والرغبة لا بدافع الارتزاق والمادة. لقد بقي الشاعر يعاني الامراض المختلفة غير منقطع عن رسالته الفنية مشاركا للشعب افراحه واتراحه حتى وافاه الاجل يوم 27 تموز 1970



#فاطمة_العراقية (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مناجاة لبغداد
- رواد الغناء الريفي العراقي
- المرأة هي الحضارة
- مقام المدمي
- لما الاجحاف والظلم بحق المرأة العراقية
- تحية الى الشعب العراقي
- تحية الى الشهيدة بناظير بوتو
- ومضة صغيرة على الحرية
- الدعي المبرقع
- الى رفيق عمري
- الحوار المتمدن يقلق الانظمة الديكتاتورية والعقول المتسلطة ال ...
- الرجل الشرقي
- وحدة حواء
- وطني خارج مدارات الانسانية
- هدية عرس
- الى فؤاد سالم


المزيد.....




- إيرادات فيلم سيكو سيكو اليومية تتخطى حاجز 2 مليون جنية مصري! ...
- ملامح من حركة سوق الكتاب في دمشق.. تجمعات أدبية ووفرة في الع ...
- كيف ألهمت ثقافة السكن الفريدة في كوريا الجنوبية معرضًا فنيا ...
- شاهد: نظارة تعرض ترجمة فورية أبهرت ضيوف دوليين في حدث هانغتش ...
- -الملفوظات-.. وثيقة دعوية وتاريخية تستكشف منهجية جماعة التبل ...
- -أقوى من أي هجوم أو كفاح مسلح-.. ساويرس يعلق على فيلم -لا أر ...
- -مندوب الليل-... فيلم سعودي يكشف الوجه الخفي للرياض
- الموت يفجع الفنانة اللبنانية كارول سماحة بوفاة زوجها
- وفاة المنتج المصري وليد مصطفى زوج الفنانة اللبنانية كارول سم ...
- الشاعرة ومغنية السوبرانوالرائعة :دسهيرادريس ضيفة صالون النجو ...


المزيد.....

- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فاطمة العراقية - عودة الى الغناء الريفي الاصيل