أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - احمد محمود القاسم - جدار الفصل العنصري وقضم الأراضي















المزيد.....

جدار الفصل العنصري وقضم الأراضي


احمد محمود القاسم

الحوار المتمدن-العدد: 2181 - 2008 / 2 / 4 - 11:23
المحور: القضية الفلسطينية
    


عمل الاحتلال الإسرائيلي خلال احتلاله للضفة الغربية وقطاع غزة، على سلب الأراضي الفلسطينية، وتجريفها وتقطيع أشجارها، وسلب مياهها، من اجل طرد المواطنين الفلسطينيين من أراضيهم وممتلكاتهم، كي تصبح لهم الفرصة مؤاتية لضم هذه الراضي لدولة إسرائيل، لكن المواطن الفلسطيني بفضل صموده الكبير، وبرغم التضحيات الجسام التي دفعها من دمه وأرواح أبنائه، لم ينهار ولم يستسلم، وبقي صامدا فوق تراب أرضه الوطني، ولم يحقق حلم الاحتلال الصهيوني والرحيل عن أرضه ودياره وممتلكاته، وهذا ما أزعج اليهود الصهاينة، وجعلهم يبحثون ويفتشون عن أساليب وطرق شتى، كي ينهبوا بها الأراضي الفلسطينية، فلجأوا أخيرا، بحجة تحقيق الأمن للمواطن اليهودي، ببناء ما يعرف بجدار الفصل العنصري، فعملوا خلال السنوات الماضية، على اقتلاع وتجريف مئات الدونمات، من الأراضي الزراعية وغير الزراعية في الأراضي الفلسطينية، بحجة بناء ما يسمى بجدار أمن دولة إسرائيل، كما عملوا على تهجير السكان الفلسطينيين في المناطق القريبة من الجدار، واستخدموا كل ما لديهم من أساليب، إرهاب الدولة على المواطن الفلسطيني, ومحاولة طرده من أرضه.
إن بناء هذا الجدار، الذي سوف يلتف حول الضفة الغربية، من جهاتها الأربع، ويصادر آلاف الدونمات الزراعية، حيث يبلغ طوله، عندما يتم الانتهاء من بنائه حوالي 730 كم، وبارتفاع 8 أمتار. لقد تم الانتهاء من المرحلة الأولى من بناء هذا الجدار، في محافظات جنين، و طولكرم، و قلقيلية، وباشر الاحتلال ببناء الجدار في محافظات سلفيت، و رام الله، و القدس، وهو ما يسمى بالمرحلة الثانية من بناء هذا جدار، وعلى الرغم من كل أشكال الإرهاب والقمع الإسرائيلي، والتهديد للمواطنين الفلسطينيين، فقد قام الأهالي في محافظات الوطن كافة، بمقاومة بناء هذا الجدار، وتظاهروا وانتفضوا في كافة الساحات، كما عملوا على تشكيل اللجان الشعبية لمقاومة بنائه والتصدي لجرافات الاحتلال، و قامت هذه اللجان بتأليب الضمير العام العالمي، والتظاهر والتضامن مع انتفاضة الشعب الفلسطيني ضد بناء الجدار الفاصل، فانتفض الأهالي في محافظات قلقيلية ورام الله والقدس، وقد اندلعت مواجهات عديدة مع جنود الاحتلال الإسرائيلي في محافظات قلقيلية ورام الله والقدس وسقط العديد من الشهداء والجرحى، كما اعتقل البعض منهم، و تم رفع شكوى لمحكمة العدل الإسرائيلية، واستطاعت هذه اللجان، استصدار قرار من هذه المحكمة لإيقاف بناء هذا الجدار في محافظة القدس ورام الله، وبناءاً عليه فقد تم إيقاف بناء الجدار في عدة قرى منها بدو، قبيا، بدرس، ورنتيس، وشقبا وغيرها من القرى في محافظتي رام الله والقدس، ولكن إيقاف البناء هذا، سوف لن يستمر طويلا، والهدف من هذا القرار، هو إعادة النظر في مسار الجدار في محافظة رام الله والقدس.
يجب التنويه هنا بأن جدار الفصل العنصري، لم يقم ابدأ على حدود الرابع من حزيران عام 1967م وإنما تم إقامته في أراضى الضفة الغربية، وبناءا على ذلك، فقد صودرت آلاف الدونمات من أراضي قرى الضفة الغربية عنوة، من أصحابها المزارعين والمواطنين، كما تم تجريف الأراضي وقطع الأشجار، كما يجب الإشارة هنا بأن المناطق شبه الساحلية، في محافظات جنين و قلقيلية و طولكرم، تعتبر المخزون الرئيسي من المياه الجوفية، مما يؤثر سلبا على احتياجات السكان الفلسطينيين، بشكل عام، وعلى الإنتاج الزراعي بشكل خاص.
يعتبر جدار الفصل العنصري الاسرائيلي، والذي تبنيه دولة الاحتلال الصهيوني داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة في العام 1967م بمحاذاة الخط الأخضر، والى الشرق من حدود العام 1967م، طريقة جديدة أخرى للصهاينة، للاستيلاء على أراضي الفلسطينيين، وضمها الى الأراضي الفلسطينية التي سرقها الصهاينة في حرب العام 1948م، فبناء الجدار العنصري وبالطريقة الموصوفة، تعتبر طريقة حديثة ومبتكرة لدى الصهاينة، لفرض أمر واقع على الفلسطينيين، يشبه الى حد كبير جدار برلين، الذي قسم عاصمة ألمانيا (برلين) الى عاصمتين، أحداهما شرقية والأخرى غربية، بعد هزيمة ألمانيا النازية في الحرب العالمية الثانية في العام 1944م. إن بناء هذا الجدار العنصري يتنافى ويتناقض مع خطة السلام العربية والدولية و الأميركية’ التي اقرها العالم المتمدن والمتحضر المؤمن بالسلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، كما يتناقض مع خطة السلام-والمعروفة بخارطة الطريق- والتي وضعتها الإدارة الأميركية والمنحازة بالكامل لجانب اليهود الصهاينة، كما وأيدتها ودعمتها دول التحالف الأوروبي والاتحاد الروسي، فخريطة الطريق، تتضمن إقامة دولتين، احداهما يهودية- وهي قائمة بالفعل -والأخرى فلسطينية، لم تولد بعد، وسوف تكون حدودها المقترحة، حدود الرابع من حزيران في العام 1967م. تدعي حكومة الكيان الصهيوني، بان بناء جدار الفصل العنصري، يعود بناؤه لأسباب أمنية، فلو كان هذا الكلام صحيحا، لعمل الكيان الصهيوني على بنائه داخل الأراضي المحتلة في العام 1948م، وعلى اقل تعديل، لعملوا على بنائه على حدود الرابع من حزيران، أي الحدود التي كان متعارف عليها في العام 1967م.
إن حقيقة بناء الجدار العنصري، لا تعود لأسباب أمنية كما يدعي الصهاينة، بل هو لسرقة المزيد من أراضي الفلسطينيين، ومنع أصحابها من الوصول إليها، كما يهدف الى تمزيق الأراضي والمدن والقرى والبلدات الفلسطينية، وتشتيت شمل الأسر الفلسطينية، كي يحال التواصل فيما بينهم، ويجعل استحالة قيام دولة فلسطينية بالمستقبل. إن هذا الجدار يحدد بشكل مؤقت، حدود للدولة الصهيونية، ولكنه لا يحدد حدود الدولة الفلسطينية المرتقبة، والتي وعد بها الرئيس الاميركي جورج بوش، فحدود دولة الصهاينة، قابلة للتمدد والتوسع باستمرار، على حساب الأراضي الفلسطينية، وفي المستقبل القريب، سيكون توسعها على حساب الأراضي العربية، فحدود دولة إسرائيل من النيل الى الفرات. إن هذا الجدار يحول دون تحقيق السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين والى الأبد، طالما بقي قائما، وعلى الفلسطينيين، أن يعدوا أنفسهم على هذا الأساس، وقد يحتاجون الى حرب أكتوبر ثانية، كي يزيلوا بها الجدار العنصري، كما أزال المصريون خط بارليف، الذي تم بناؤه شرق قناة السويس من قبل الصهاينة، ليحول دون وصول المصريين الى أراضيهم ومدنهم المتواجدة شرقي قناة السويس. يقول الكاتب ماهر عبد الرحمن، عن السور الواقي والأبعاد السياسية والأمنية له، حسب ادعاءات القادة الإسرائيليون الصهاينة، أن فكرة "السور" أو "السياج الأمني" الاستراتيجي الفاصل لم تغادر، التفكير السياسي العسكري الصهيوني، لإحباط المخاطر الاستراتيجية الكامنة في الوجود الفلسطيني على أراضي الضفة الفلسطينية وقطاع غزة، الذي ينظر إليه في الكيان الصهيوني منذ العام 1967م، بوصفه تهديداً ديموغرافياً لـ "نقاء" و"هوية الدولة اليهودية" على المدى البعيد، ومصدراً متجدداً لإشعال جبهة فلسطينية ساخنة في خاصرة الكيان الصهيوني على امتداد ما يسمى بـ "الخط الأخضر". فمشروع "آلون" تحدث عن "جيوب عازلة"، واستعار منه موشي ديان أفكاراً لسد الثغور الأمنية، التي تحدد اعتبارات الأمن الاستراتيجي الإسرائيلي في الضفة وغزة، كما كان لمناحيم بيغن تصوراً مماثلاً، ثم أُعتبر اسحق رابين أول من قدم طرحاً جدياً لهذه الأفكار، قبل توقيع اتفاق أوسلو عام 1993م، وبعده حلم نتنياهو بـ "جدار" فاصل، إلى أن لوح أيهود باراك بالعصا ذاتها مع تغيرات طفيفة، قبل أن يصل ارييل شارون إلى رئاسة الوزراء وهو يحمل مشروعاً يبدأ بسحق الانتفاضة، وتحطيم أية هوية سياسية أو أمل سيادي فلسطيني في الضفة والقطاع، ثم يمر بمرحلة انتشار جيوب عازلة في العمق، ووفقاً للتوزيع الاستيطاني والحسابات الأمنية الاستراتيجية الإسرائيلية، إلى أن يصل إلى خلق "جدار واقٍ" يتكون من مجموعة من المعازل الأساسية، التي سيكون من مهماتها إحباط أي إمكانية لحضور سياسي أو قتالي فلسطيني مؤثر على الكيان الصهيوني، وجعل الحياة اليومية في تلك المعازل خلف "السور الواقي" جحيماً لا يطاق، الأمر الذي يمكن أن يدفع السكان الفلسطينية إلى شكل من أشكال الرحيل الطوعي، وهو جوهر مشروع شارون القديم ونواته. تعبير "السور الواقي" الذي أطلقه شارون على الحرب العسكرية الصهيونية عند اجتياحه للضفة الغربية، لا يحمل في أهدافه ترتيبات كان يقصدها تمهيداً لحل سياسي، كما كانت تعتقد بعض القراءات السياسية. ذلك أن أمن الكيان الصهيوني، هو العنوان الأساسي لهذه الحرب، وعليه، فإن فكرة "السور الواقي" ليست فكرة للفصل بالمعنى التقليدي للكلمة، وإنما هي جزء من مخطط له وجهاه الأمني والعسكري الاستراتيجيان، اللذان يضمنان بقاء الاحتلال، مع الفصل في الوقت ذاته، طالما أن "الفصل" في هذا المنحى هو عزل للبنى السكانية الفلسطينية، وكبح إمكانات تشكلها السياسي والسيادي، وقدرتها على المقاومة في المراحل اللاحقة. من هذه الاستراتيجية، أطلق الكيان الصهيوني في التاسع والعشرين من آذار/مارس 2003م آلته العسكرية لاجتياح الضفة الفلسطينية في "عملية" اعتبرت في الكيان الصهيوني بأنها "ضربة" حياة شارون السياسية ومحصلة تفكيره السياسي التي يريد أن يجعل منها مفصلاً "تاريخياً" في حياة "إسرائيل".
لقد اتخذت محكمة العدل الدولية في لاهاي قرارها باعتبار الجدار غير قانوني وغير شرعي واعتبار كأنه لم يكن، والمفروض إزالته من الوجود، وتعويض أصحاب الأراضي المتضررين، جراء ما لحق بهم من إجراءات بناء هذا الجدار، وكان المفروض على الدول العربية ان تتحرك من اجل متابعة تنفيذ هذا القرار، فلماذا لم تتحرك لحد لآن!!!!!!!!!!!



#احمد_محمود_القاسم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العولمة والاستعمار الجديد
- الدولة الفلسطينية المقترحة شكل بلا مضمون
- لقاء بالصدفة، مع صحفية على الناصية
- أصول اليهود واليهودية، وكيف تنامى اعدادهم في فلسطين
- أصول اليهود واليهودية في العالم العربي
- النظام الاجتماعي وعلاقته بمشكلة المرأة العربية
- دور المرأة في الفضائيات وكيف يستغله الرجل
- التمسك بمنظمة التحرير، وانضمام الكل تحت لوائها هو الحل
- لا يوجد في الكون شيء ثابت، التطور والتغير والتبدل سمة العصر
- ...وتبقى الأنثى هي الأصل
- هار مجدون أو جبل مجدو
- العنف ضد المرأة، صراع بين الذكورة والأنوثة،منذ الأزل، والباد ...
- وجهة نظر، ردا على من يطالب بإلغاء السلطة وحلها
- سياسة الولايات المتحدة الأمريكية، من السيء إلى الأسوأ
- الانتخابات الرئاسية الأمريكية، والتنافس الجمهوري والديموقراط ...


المزيد.....




- فيديو غريب يظهر جنوح 160 حوتا على شواطىء أستراليا.. شاهد رد ...
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1000 عسكري أوكراني خلال 24 سا ...
- أطعمة تجعلك أكثر ذكاء!
- مصر.. ذعر كبير وغموض بعد عثور المارّة على جثة
- المصريون يوجهون ضربة قوية للتجار بعد حملة مقاطعة
- زاخاروفا: اتهام روسيا بـ-اختطاف أطفال أوكرانيين- هدفه تشويه ...
- تحذيرات من أمراض -مهددة للحياة- قد تطال نصف سكان العالم بحلو ...
- -نيويورك تايمز-: واشنطن سلمت كييف سرّا أكثر من 100 صاروخ ATA ...
- مواد في متناول اليد تهدد حياتنا بسموم قاتلة!
- الجيش الأمريكي لا يستطيع مواجهة الطائرات دون طيار


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - احمد محمود القاسم - جدار الفصل العنصري وقضم الأراضي