محمود القبطان
الحوار المتمدن-العدد: 2155 - 2008 / 1 / 9 - 11:13
المحور:
كتابات ساخرة
الكادر العلمي ثروة لاتضاهيها اية ثروة اُخرى ,ولسبب بسيط هو ان المال,مثلاً, يمكن ان
يُجمع خلال فترة قصيرة بطرق قانونية, او غيرها,بالحيلة والغش والتزوير كما يحصل في عراقنا الجديد. ظهرت اشكال الشهادات المزورة ولكافة المراحل ليتبوأ اصحابها المناصب
في هرم السلطة,ولسان حال سارقي العلم والشهادة يقول:ما لنا ومال حسين كامل واشباهه
ممن لم يعرفوا ما هو الستيم اهو جهاز الطرد المركزي ام ماكنة خياطة او براغي من سوق هرج , وجاء الممثلون الجدد وبنفس الروحية "المُجاهدة" لتطلب من يدخل بعض الدوائر بأن يخلعوا احذيتهم عند الدخول على مسؤول في التربية او الصحة,ومن كان بيّاع في الشارع واذا به ومرة واحدة اصبح مسؤول يُحسب له حساب حيث يُرابط المرافقون حول البيت مُدججين بالسلاح والسيارات التي تُرافق هذا "المحظوظ "والرشاشات من نوافذ السيارات موجهة ضد"الغزاة" او الاصح ضد من ينسى نفسه ويخطو قبل الموكب الجبار. والكادر العلمي في العالم المتمدن والذي يحترم العلم وعلمائه يقدم اي شئ من اجله
وذلك للوصول الى نتائج في هذا المجال او ذاك,لابل تتاح كافية الامكانيات من اجل افضل النتائج مقارنةً بدول العالم الاخرى.وفي العالم الذي يسود فيه القانون على الجميع دون استثناء يستطيع الانسان ان يُبدع والابواب مفتوحة للجميع ممن لهم الكفائة للابداع.
وتركز الجامعات والمعاهد العلمية في الدول غير الصناعية على اُرسال ابنائها الى الدول المتقدمة من اجل التحصيل العلمي.وامس سمعت ان الاطباء في السعودية انجزوا عمل علمي وعالمي كبير في استئصال ورم في الدماغ حيث كان ميؤسا من استأصالهً,حيث سخّرت هذه الدولة كل الامكانيات للوصول الى افضل النتائج في مجال الطب,طبعاً انا اكتب عن العلم لاغير , اؤكد على ذلك حتى لايأتي متخلف ليؤول الفكرة كما يحدث في كثير من الاحيان.ماذا قدمت الدولة العراقية منذ 40 عاماً وليومنا هذا.ذاك التصرف المتخلف البدائي
في التعامل مع الطلبة الذين لا ينتمون الى جهات حزبية متنفذة حالياً وكما كان سائداً في عهد القائد" الضرورة".اذا كان البعثي هو المفضل في معظم البعثات فالآن لم تتخلف هذه
الصفة الوراثية عن سابقاتها, اما المُستحقون من اصحاب الكفاءات الغير منتمون لهذا او
ذاك لا ناصر لهم ولا منصور يأخذ حقهم.
منذ فترة والفضائيات المختلفة ,بالاخلاص او بدونه,يدعون الناس من ذوي الكفاءات العلمية الذين هاجروا او اُجبروا على الهجرة بعد التهديدات او دفع الفدية بعد الاختطاف,
الى الرجوع للوطن,لكن كيف يعود الطبيب والمهندس والاستاذ
والمعلم الى الوطن ومكان عمله وحياته مهددة مع عائلته؟اذا كان الامن مُستتب الى هذه الدرجة ليكونوا رجال الدولة الصنف الاول اول من يُرجع عوئلهم وليكونوا قدوة للآخرين.
ان زيارة المالكي لبريطانيا للعلاج ومن ثم الى لقاء براون رئيس وزراء المملكة المتحدة
وان كانت زيارة علاج لكنها في اخبار نهار الاحد ومن العراقية سُميّت زيارة رسمية,اقول ان المالكي طلب من براون ان يحث الشركات العملاقة البريطانية للاستثمار في العراق.
وهذه سياسة دولة وهو المسؤول الاول فيها, ولو من الناحية الشكلية,لكن بودي ان اسأل
السيد المالكي هل طلب من براون ان وزاراة الخارجية للمملكة المتحدةعليها ان تحترم
العراقي الذي يُوفد اومن سوف يُفد اليها؟بالمناسبة ليس كل ايفاداف الزمن الاغبر هي
حقيقية ,او تقديم التسهيلات في الحصول على تأشيرة دخول للسياح او للعلاج مثلاً.
هل كان في بال المالكي ان الكادر العلمي في حاجة استثنائية للراحة في زمن
المُفخخات والتفجيرات ليُقدم او يكون اكثر عطاءاً حيث يشعر بأهتمام الدولة به ليس فقط من الناحية الامنية والتي هي مُهمة جداً وانما حتى من الناحية النفسية,لان الابداع لا يأتي
من التهديد بالقتل او دفع الفدية لاطلاق سراح طبيب في احدى المناطق الساخنة 300000 دولار(3 مائة الف ) ومن بعده يُطلب منه الهجرة.فلو نسأل المالكي ما هي الخطة التي تضعها الحكومة للحفاظ على كادرها العلمي؟ ماعدا طلبها الى الدول المتقدمة بأن تتجاهل
طلبات من يريد زيارتها او من يريد ان يقدم بحوث علمية مُهمة من الكوادر العلمية العراقية التي هي بأمس الحاجة لها, فهل هذه هي الطريقة التي سوف تتبعها الحكومة العراقية في التقدم العلمي؟منذ الحصار العالمي على العراق وليومنا هذا يكون العراقي مُحاصراً من دولته ومن دول العالم الاخرى,لكن لماذا؟الان السفر الى السويد ب:17000
دولار وفيزة الشنجن من المنطقة الخضراء والتى كانت تُسمى منطقة القصر الجمهوري
ومن كان يعرف جندياً هناك يكون له الحظ منتظرا له بجانب وزارة التخطيط ,اما الآن فالمبلغ لابأس به يفي بالغرض للوصول الى ارض الميعاد.ضباط مخابرات قدامى مع عهدهم , "مُجاهدين"من مناطق بغداد الساخنة,ومن الدورة وابو دشير والجبور والموصل ووو...وصلوا بالسلامة الى السويد اما المخلصون الذين يأنفون ترك وطنهم
لا يستطيعون من الوصول الى اية دولة ولو حتى من له تخويل وبصورة رسمية للسفر
لفترة قصيرة للبحث والتقدم العلمي ضمن برنامج مُحدد.لا اعلم ما اذا كانت احدى الشروط
للدراسة العمامة للتزكية ام شهادة من سوق قم ودكتور في المرجعية ام هزّة رأس تُخيًل على الموافقة واذا بها مرض, اشفى الله الجميع,او موافقة ناطق بأسمه حاقد ويريدالرجوع
الى الوزارة التي ارادوا اسقاطها بعد ان وضع لحية خفيفة تفي بالمطلوب وترك عضوية
الفرقة ,هو المطلوب؟.
احد الكوادر العلمية حدثني عن السفر وامور اُخرى ووددت ان استفزه واطلب منه السفر حاله حال الجموع الغفيرة التي خرجت فقال بالحرف الواحد:بغض النظر عن عدم توفر ابسط الامور الحياتية في العراق والموت ينتظر اي شخص حيث ان الجميع مُستهدف
فكل دقيقة مع الناس والعمل بأخلاص اجمل من كل العالم الذي لايحترم العراقي لان مكان ولادته العراق .وفي الاردن الذي يستلم النفط الشبه مجاني يُسأل الى الاسم الرابع
والعشيرة ومن كان عبد ال ....فأقدامه لا تطأ هذه البلاد التي تعيش على كما عاشت على التسول.
هل تستطيع الحكومة او الخارجية العراقية ان تُطالب من يريد ان يستثمر في العراق ويربح
ان يحترم العراقي وان تُسهّل اجراءات السفر الى بلدانهم التي لاتتعدى الراحة او الدراسة او اكمال بحث اوبحوث؟فهل هذا كثيرعلى العراقي الذي يحب وطنه؟
#محمود_القبطان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟